عبور البرية (3)

هواروروك!

كرة نار الدائرة الثالثة كانت الهجوم الأكثر شهرة . بمجرد ظهور خمس كرات نارية أكبر من رأس الشخص البالغ اختفى الظلام وكشف المكان الذي يقف فيه ثيودور .

كان أعضاء المسيرة بعيدين جدًا , لكن مازال الضوء والحرارة ضربوا عيونهم . لن يكون من الصعب إحراق مخلوق بحجم البشر بهذه الكمية من القوة . مع ذلك , ثيودور الذي صنع الكرات النارية فى الحقيقة نظر للأعلى بتعبيرات متحيرة .

‘ماذا؟ لقد استخدمت قوة كافية لصنع ثلاثة فقط ‘

لكن ذلك القلق تم حله بسرعة . الندبة الدائرية على يده اليسرى , علامة حلقة موسبيلهايم , خفقت كما لو تتباهى باستحقاقها الخاص .

تملك العلامة القدرة على رفع ميول المالك للنار بشكل جذري وتقليل استهلاك سحر النار للنصف . بدا أن هذه القوة تتصرف بشكل مستقل عن إرادة ثيو . وبالتالي , على ثيو إضافة هذا المتغير إلى حساباته فى المستقبل .

بمجرد انتهائه من التفكير حدق ثيو أمامه .

" ...سريع . هل هو حيوان سريع مثل الجمل؟ "

مثلما قال , اقترب الغبار فى الأفق بدرجة كافية حيث استطاع ثيو تمييز لون العمامات المترفرفة . كانت الجمال منظر نادر على القارة الشمالية لكن فى الواقع كانت الجمال واحدة من أفضل الحيوانات للقيادة السريعة . كانوا راكضي مسافات قصيرة يمكنهم الجري بسرعة 65 كيلومتر فى الساعة .

بعيدًا عن الإعجاب بها , لمحت عيونه أهداف كراته النارية أيضًا .

" انطلقي " أعلن ثيودور وحلقت الكرات الناربة الخمسة للأمام . كانوا موجهين نحو هؤلاء فى المقدمة . مقدمة أي مجموعة تكون قوية , وتم خفض قوة هجوم هذه المقدمة للنصف .

" Å¢¢℃£ ...؟! "

" C ¥ £ ¢! "

مع ذلك , غرائز ثيو أخبرته أن هناك شيء غير عادي حيث تفاعل الأعداء بسرعة .

تفرقوا بشكل واسع في كل الاتجاهات متهجين بعيدًا عن السحر الضخم , بينما حرك الأعداء البارعين سيوفهم مباشرة ضد الكرات النارية . تحركت الشامشيرز هلالية الشكل , وانقسمت الكرات النارية حرفيًا قبل الانفجار فى الهواء .

سخر ثيو بطريقة باردة مع رؤيته للأمر .

بوك! بوووك! باك!

الحاجب , الحلق , والفم ... اخترقت الأسهم الشفافة مناطق لم تكن محمية بالدرع مما سبب نافورة من الدماء .

الشخص الذي دمر كرة النار تمت مباغتته بالهجوم المفاجىء وسقط من على الجمل . الظلام السميك لم يكن صديق . جعلهم يفوتوا أسهم الرياح المنطلقة خلف الكرات النارية .

كان هذا سحر حقيقي , مختلف عن هؤلاء المهووسين بالعروض المبهرجة . الهجوم السابق أسقط خمسة أشخاص , لذا لم يكن سيء جدًا .

“¢Å¢! Å\£¢¥Å℃―!”

مع ذلك , لم يكن الأعداء أغبياء . مبادلة مع إسقاط خمسة رجال , كشف ثيودور موقعه . السحرة هم الأقوى فى معارك المجموعات حيث يمكنهم ممارسة قدراتهم في مكان أمن . يعلم زعيم الأعداء هذا واتجه مباشرة نحو الساحر الوحيد مع بضعة رجال .

لكنه فعل ذلك بدون معرفة أن هذا هو هدف ثيودور .

هل كان لأنهم فقدوا رفيق ....؟ تقدم محارب واحد للأمام بتهور حيث قفز من على الجمل بينما يسحب سيفه . الضوء حول النصل المنحني أثبت أنه مستخدم هالة . بكلمات أخرى , كان يملك قوة تستطيع القطع خلال دروع السحر بضربة واحدة !

“℃℃Å(Die!)”

" ...يالا البساطة " تقبل ثيودور النصل بلا تردد .

ساوييك!

قطع -- لا , لم يستطع قطع أي شيء . المحارب الذي ضرب سيفه كان متشوش للحظة . لم يكن هناك شعور بالقطع خلال شيء ما رغم أنه قطع العدو بوضوح . عند لحظة توقف حركته , أغلق ثيودور التميع وأطلق لكمة .

‘معزوفة المعركة . لحن القوة . عالي ‘

تأثير هجوم ثيو تم تعزيزه بالسحر . اللكمة الأولى اخترقت الدرع مرة واحدة وسحقت القلب المخبأ داخل الضلوع .

كوانج!

رمي جسد المحارب الخالي من الأنفاس للخلف .

تصلب وجه قائد الأعداء عند مشاهدته لما حدث . ثم رفع يده اليسرى وأعطى التعليمات لرجاله . بعد إشاراته , بدأت الجمال الراكضة في خط واحد تتفرق وبدأت بمحاصرة ثيودور .

‘ أمر تطويق ؟ الأكثر , تم فعله عن طريق حركات اليد ؟ أليسوا أشبه بجنود عن قطاع طرق ؟ ‘ تغيرت شكوك ثيودرو عند هذا التناقض .

كدليل لهذا التعارض أتى القائد للأمام أولًا بعد إكمال التطويق .

" أيها الرجل الشاب . مهارتك جيدة جدًا "

" .. لغة الشمال الرسمية ؟ "

" لكن اعتقدت أن هذا هو حد مهارتك . اذا تابعت المقاومة , لن أقدر على العفو عن حياتك "

ضحك ثيودور على التهديد " أتخبرني أن أنسحب الان ؟ "

" هذا صحيح . هدفنا هو انسحابك , وبمجرد الحصول على الفدية خاصتك يمكنك العودة لموطنك "

" هل تصدق الهراء الذي تقوله حتى ؟ "


لم يكن القائد فقط من تحدث بلغة الشمال لكن تحدث بقية المحاربين أيضًا .

" هذا الشخص ! "

" هذا الشاب لا يريد العيش "

" توقف "

" لنقتله فحسب أيها الزعيم ! حتى لو استخدم الساحر قبضته فكيف يمكنه التعامل مع كل هذا العدد من هذه المسافة ؟ "

" أخبرتك أن تتوقف! "

عندما تجادلوا بشأن حياته , تلوت شفاه ثيودور والسخرية على لسانه . كم كانوا مغرورين ليفكروا بأنهم يستطيعوا تقرير حياته أو موته ؟ كان يريد تعليمهم الكثير لكن احتاج ليفحص شيئ ما أولًا .

حدق مباشرة فى عيون القائد وسأل " هل يجب علي تسميتكم قطاع طرق حتى ؟ ألستم جيش أوستن العادي الذي يقوده جانيشاري ؟ أم وحدة نهب ؟ "

" .... أنت "

" لا تقل أنك لست كذلك . المحاربين يتحركوا تبعا للانضباط العسكري , ويستخدموا نفس فنون السيف " قطع ثيو القائد بكلماته قبل أن يتابع بصوت عالي " ألم يقال أن الجانيشاريز هم سيف السلطان ؟ إذن هذا النهب قد أمر السلطان به ؟ "

تغيرت الأجواء بعد ذلك . في مملكة أوستن الصحراوية , كان السلطان ممثل للالهة . على عكس الإدراك العامي تجاه الملكية فى الدول الشائعة , كل الناس فى أوستن يؤمنوا أنهم ولدوا لخدمة السلطان . على وجه الخصوص الجانيشاريز المتعصبين الذين سيعضوا لسانهم اذا أمرهم السلطان بفعل ذلك .

قائد الأعداء --- لا , الجانيشاري رد بصوت غريب " لا , ليس لدينا انتماء له "

" همم ؟ "

" وأنا لست جانيشاري . رجالي ليسوا جنودًا عاديين لأوستن " خرج سيف أبيض من الغمد المتعلق في وسطه . " توقف عن الثرثرة , نحن أعداء . لقد دمرت اسمي وفخري وأنا مجرد قاطع طرق عادي يقتل التجار! "

" ... أهو كذلك ؟ "

" سوف أقتلك هنا! "

اقترب الجانيشاري ورجاله تدريجيًا من ثيو بدون تدمير تشكيلتهم .

كان هناك سبعة مستخدمي هالة وواحد في مستوى محنك . حتى سحرة الحرب المحنكين لن يقدروا على الهرب من هذا التطويق . مع ذلك , لم يرتعب ثيودور إطلاقًا عند التفكير في أن جسده سيصبح مثل خلية النحل . كما عرف ثيو من قبل , لم يكن الأعداء مجرد أشخاص عاديين .

‘إذن سأضع اللمسة الأخيرة على شخصيته الصريحة‘

الاستعدادت قد انتهت بالفعل , وعد ثيو خطواتهم فى الظلام . 30 متر إلى 25 متر , 25 متر إلى 20 متر ... ثم أخيرًا أصبحوا على مسافة حيث يستطيعوا الوصول إليه بقفزة واحدة .

لكن في لحظة تقدم المحاربين خطوة للأمام ...

[ بال داو! ] صدى صوت ميترا بصخب من تحت الأرض .

“ ℃Å £¢ ?!”

“£ ¢ ¥ ¥ £!!”

انهارت الارض الصلبة , وتحول السطح الصلب إلى حقل رملي مما جعلهم ينزلقوا على الأرض .

لم يكن هناك طريق للهرب حيث لاحظوا متأخرين جدًا . كل قطعة من الأرض حاولوا استخدامها تحولت إلى رمل وفي كل مرة يحاولوا التحرك يغرقوا أكثر بسبب وزنهم الكبير .

بوسوسوسو-.... صوت الرمال الغارقة كان مريع .

صندوق الرمل المروع كان جحيم نمل .

" ه هذا الشخصصص! " فقط شخص واحد , الجانيشاري , من استجاب لجحيم النمل . كان متأخر بخفقة واحدة لكن نجح في الركض عبر الرمال ووجه حافة سيفه نحو المتهم ثيودور . لو وصلت هذه الضربة , ربما تعكس الموقف السيء الان .

لكن انتهى سحر ثيودور بسرعة "[أيتها العاصفة , كوني نصلي]"

أول تعويذة سحرية استخدمها من امبراطورية بالشيا مزقت أجساد المحاربين المدفونة فى الرمال .

* * *

المعركة التي تلت ذلك كانت من جانب واحد .

المحاربين الذي أحضرهم الجانيشاري معه لمهاجمة ثيو كانوا النخبة , بينما كان الأخرين أقل قوة . بسبب اختفاء القوة الرئيسية من على ساحة المعركة تمكن المرتزقة المؤجرين بواسطة بولونيل من الكفاح ضد قطاع الطرق المتبقيين .

بالاضافة , كان هناك الدروع الستة الحية التي تركها ثيودور خلفه .

كانج!

الدرع الحي نفسه لم يكن بتلك الندرة . كان منتج ضعيف مصنوع بواسة تقليد الاثار وعادة ما يشتريه النبلاء للحماية . لكن , الدرع الحي المنضبط الذي يستطيع صد سيف المحاربين ثم مهاجمة الثغرات كان نادر حقًا .

في هذه اللحظة فقد محارب أخر حياته بسبب درع حي .

"م-مذهل..." التاجر دب كان معجب بما شاهده .

لقد رأى الدرع الحي من عائلة نبيلة يقاتل ضد فارس لكن اعتقد أنه لا شي سوى زخرفة واجهة . مع ذلك , ماذا عن الدرع الحي الذي أمامه حاليًا ؟ كانوا تماما مثل فرسان حقيقيين حيث قطعت سيوفهم رقاب العدو بحركات سلسة .

تلوت غرائز التاجر داخله حيث كان ممتلىء بالرغبة لشرائهم فورًا .

بفضل الدرع الحي ومقاومة المرتزقة , بدأ الأعداء يكافحوا وتم تدميرهم بدون معرفة أن قائدهم قد مات بالفعل . تأكد الدرع الحي من اختفاء طاقة حياة الأعداء , وتحرر الاستدعاء الخاص بهم .

فى النهاية استطاع دب المشاهدة بينما يسيل لعابه على المكان الفارغ فقط " اه ...سيء جدًا "

" هاه ؟ ما الذي لا يرضيك ؟ "

" اه , ثيو ! "

نظر دب لثيودور المقترب , والذي كان يسمح الدم الملتصق بردائه .

رغم أن دب قد اشتكى من ذهابه بعيدًا عن المجموعة , كانت القصة مختلفة الان . لم يستطع رؤية الأمر عن قرب , لكن أداء ثيو كان عظيم . ربما لم يكونوا سيفوزوا لو لم يكمن ثيودور للزعيم .

بالتأكيد , كانت الحقيق مختلفة عن ذلك لكن لم يقل ثيو أي شيء .

" لا شيء . أوه ثيو , ما الذي حدث للقائد ؟ "

" ... ميت "

" أوه بواسطة ثيو مباشرة ؟ "

" نعم "

لم يكن وجه ثيودور بهذا الإشراق رغم النصر , وكلمات دب ذكرته بالمشهد من تلك اللحظة . الجانيشاري الذي كان يقاتل حتى النهاية بذراعه اليمنى المقطوعة عرف أن ثيو كان يحاول أسره , واتخذ القرار بدون أي تردد .

لقد صاح " المجد لشمس أوستن , السلطان العظيم! "

مازال ثيودور لم يفهم الإخلاص الذي قاد الزعيم للتخلي عن حياته من أجل السلطان . مازال , الجفاف الضخم لمملكة أوستن قد أجبر جانيشاري على السلب والنهب .

ممتلئًا بمشاعر أكثر تعقيدًا من سعادة الانتصار , نظر ثيو نحو السماء المرصعة بالنجوم حيث أدرك مرة أخرى كم كان مجرد بشري .



************************************************************************************************************************************************

2018/03/11 · 4,125 مشاهدة · 1716 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024