عبور البرية (4)
لم تكن هناك المزيد من الغارات بعد ذلك اليوم .
ربما كانوا أو لم يكونوا جنود عاديين متخفيين كقطاع طرق , لكن على الأرجح سيخمن كبارهم أنه حدث شيئ غير عادي إن لم يعودوا . بفضل ثيودور استطاعت الأحصنة التحرك أثناء النهار والراحة فى الليل .
ربما سهول سيبوتو كئيبة لكنها ليست مكان دموي مثل الهضبة الحمراء .
مع حدس التاجر خاصته صاح دب الذي كان يشاهد الأفق طوال اليوم فجأة " أوه . بدأت أراها ! "
التف ثيودور لنفس الاتجاه ورأى أسوار عملاقة . كان لونها قاتم , مثل الطين المحمص . كان هذا مختلف عن حجارة ميلتور البيضاء فهذه أسوار مدينة سيبوتو , المدينة الحدودية لمملكة التجارة كارجاس .
تأكد ثيودور من الأمر وهدأ حواسه ‘ فييو , سعيد أننا وصلنا بدون المزيد من الصعاب . لو أتى أشخاص أقوى من الذين أتوا فى السابق لم يكن الأمر سينتهي بهذا الهدوء ‘
للحقيقة , كشف الدرع الحي لم تكن حركة حكيمة . أدوات الدرع الحي ليست نادرة لكنها ليست شائعة أيضًا . مع ذلك لم يكن ثيودور قاسي جدًا ليضحي بالناس الذين يمكن إنقاذهم , خاصة وأن عرباتهم هي التي أخذته إلى كارجاس . لم يستطع ترك دب يتحمل هذا العبء .
ربما يقول البعض أن الأمر غبي لكنه كان جزء من معتقداته .
مع اقترابهم لسور سيبوتو الخارجي تباطأت المسيرة تدريجيًا ليفحصها الحراس عند البوابة . اسم شركة بولونيل يمكنه إبعاد بعض الناس عن الطريق , لكن اختار دب أن ينتظر بصبر .
مع ذلك لم تكن شفاهه جيدة فى التوقف " بالمناسبة , لقد كان خطير حقًا! . أنا أعرف أن اللاجئين من مملكة أوستن قد بدأوا بالسرقة لكن لم أظن أننا سنتعرض للهجوم بمجرد الاقتراب من الحدود "
" لاجئين ؟ "
" نعم . لقد سمعت أنهم زادوا بسبب الجفاف . ثمن الماء ارتفع عشرة مرات , في حين هرب ذوي السلطة للدول الأخرى . لذا من الطبيعي أن يشعر الناس بعدم الصبر . تش تسك . للوقت الحالي لن أقدر على وضع قدم في مملكة أوستن "
فرقع دب لسانه لكن ثيو كان مجبر على الابتسام بمرارة .
لكان من الأفضل لو كان الناس الذين هاجموهم مجرد لاجئين . لم يعرف دب أن الذين هاجموهم هم الجيش العادي . هل هذا يعني أن جانيشاريز السلطان كانوا قواد لعمليات النهب ؟ من الأمن القول أن المملكة كانت تتقبل ذلك .
لكن ثيودور لم ينوي قول الحقيقة .
سيكون موضوع كبير جدًا اذا نشر هذا الأمر .
بالاضافة , الأعداء من الغارة لم يملكوا أي شيء يثبت هويتهم . استخدم المحاربين شامشيرز خشنة , وحتى العمامات كانت مجرد قطع من القماش الرث .
سيتشوه شرف مملكة أوستن تمامًا اذا تم كشف هذا الأمر لذلك استخدم المحاربون كل الوسائل للتخلص من هويتهم .
" ... عندما تعود , ينبغي عليك زيادة عدد المرافقين " فى النهاية لم يستطع ثيودور إبقاء فمه مغلق وغير الموضوع .
أومأ دب . لحسن الحظ لم يكن هناك داعي لاستمرار المحادثة الغير سارة عندما اقترب الحراس . كشركة تجارة , اكتملت الاجراءات بسرعة . مزاج الحراس كان ثقيل بسبب الأجواء القذرة الأخيرة لكن لم تحدث مشاكل .
بطاقة الهوية التي تم صياغتها في مجتمع السحر كانت كافية لإثبات هويته في أي دولة , وحتى اذا لم تكن , كان اسم شركة بولونيل كافي لإرسال ثيو للداخل .
بمجرد عبور بوابة سيبوتو ودع ثيودور المسيرة , بما فيها دب .
" انتظر . هل ستغادر فى الحال ؟ "
هدف ثيودور موجود في كارجاس , لذا لم يكن هناك سبب للبقاء معهم . بالاضافة أن هويته يمكن أن تنكشف اذا طالت فترة بقائه معهم . كان من الصعب على ثيودور أن يغير أسلوبه وسلوكه حيث لم يتم تعليمه فعل ذلك بشكل جيد .
تذمر دب مع مواجهته لقسوة ثيو .
" هوو , رجل أدين له بمعروف . لم أحلم أبدًا أنه سيتم إرسالي بعيدًا بهذه الطريقة " قال فينس قبل أن يسحب شيء ما ويناوله لثيو .
كانت قطعة محفور عليها حصانين يمثلا شركة بولونيل , بالاضافة لإسم دب . عندما شعر بثيو المتحير وضح دب موضوع هذه القطعة بينما يحك رأسه " في شركتنا تعطى هذه لأعلى التجار وواحدة من وظائفها هي إثبات للهوية "
" اتجاه واحد ؟ "
" حسنا .... إنها نوع من الضمان أيضًا " تجنب دب نظرته كما لو كان محرج . " اذا قدم ثيو هذه القطعة فيمكنه الحصول على أفضل معاملة من أي فرع لهذه الشركة . يمكنك تأجير عربة أو استعارة مال بدون أي فائدة . هناك العديد من الفوائد لها "
" إذن المسؤولية ... اه "
" نعم . إنها تقع علي بما أنني الشخص الذي أعطاها لك "
أدرك ثيودور معني هذه الإشارة وتقبل القطعة من دب . بمعنى , هذه القطعة كانت طلب أيضًا . أداة تؤشر على العلاقة الجيدة بين كليهما . لم يعرف ما الذي رأاه دب في ثيو المزور لكن بغض النظر عن النوايا , كانت استخدامات القطعة لانهائية .
" شكرا لك أيها الزعيم دب "
" هاهاها ! هذا لاشيء . اذا حدث أي شيء استخدم اسمي من فضلك " ضحك دب لفترة قبل أن يتحدث بنبرة محتشمة " وذلك السوار ... هل حقًا لا يمكن بيعه ؟ "
هز ثيودور رأسه بابتسامة ساخرة "أسف . لقد تم إقراضه لي لذا لا أستطيع بيعه كما أريد "
وقع دب فى الحب مع الدرع الحي بعدما رأاه تلك الليلة . لا حاجة لتأجيرهم بالمال ولا قلق من الخيانة على عكس البشر . كان دب ينوي دفع أكثر من 100ذهب من أجله .
لكن ثيودور يعرف قيمة السوار الحقيقية لذا 100 ذهب كانت كمية صغيرة جدًا .
[ +؟ دافع عني , علب الصفيح هذه! (ملحق) ]
[ هذه أداة مصنوعة بالسحر القديم ويمكنها استدعاء درع حي متحرك بشكل مستقل . الجنود المتصلين بهذ السوار والمصنوعين بواسطة سيد البرج الأصفر نوردين سوف يتحركوا بالطاقة السحرية لمالكهم . بالاضافة , سوف يزداد أداؤهم اذا واصل المالك إمدادهم بالطاقة السحرية . يمكن استدعاء حتى 6 جنود في وقت واحد , واذا استطاعوا الوصول للأداء الكامل , هجوم الهالة سوف يسبب ضرر قليل فقط . الجرع والسيوف كلها مصنوعة من مواد غير معروفة .
* تصنيف هذه الأداة السحرية ‘ كنز ‘
* عند الاستهلاك , سيتم امتصاص كمية كبيرة من الطاقة السحرية
* عند الاستهلاك , وقت الهضم 4 أيام
* ( لا يمكن إدراكه بواسطة قدرة تقييم المرحلة الرابعة )
* (لا يمكن إدراكه بواسطة قدرة تقييم المرحلة الرابعة ) ]
جنود الدرع الحي لديهم صلابة بإمكانها تحمل هجوم هالة مع بعض الأضرار الثانوية فقط!حاول ثيو مقاتلتهم كاختبار , وكانت مهارتهم تقارن بمهارة محاربي الدرجة الأولى . تشوه سطح الدرع قليلًا فقط عندما ضرب بسحر الدائرة الرابعة , لذا فهو يملك متانة الأدمانتيوم .
لم يكن هناك مجال للمفاوضات لذا استسلم دب بسرعة . الطمع هو القوة الدافعة للتاجر , لكن الطمع المتهور سيؤذيه فحسب .
" أراك لاحقًا إذن ! اعتني بنفسك! " ودع دب ثيو قبل أن يسير بعيدًا . نظر ثيو إلى ظهر دب لفترة قبل أن يهدأ المشاعر الهائجة بداخله . من الان فصاعدًا , حان الوقت لمالك الجريموار ثيودور ميلر أن يتحرك بشكل جاد .
‘ اممم ... مازال من المبكر الذهاب إلى هناك ‘
بعد تفحص موقع الشمس نظر ثيودور حوله ببطىء .
المدينة على حدود كارجاس , سيبوتو , تملك نفس إسم البرية القريبة منها لكن الأجواء مختلفة تمامًا . التجار والضيوف من الدول الأخرى تفحصوا الشوارع , بينما صاح البائعين بأصوات صاخبة .
بدا حقًا مشهد غريب لثيودور . رغم أن سيبوتو تقع خلف ميلتور المزدهرة إلا أن لها طابعها الخاص . كانت هناك ألوان عيون , شعر , وبشرة غير شائعة في ميلتور لذا تحركت عيون ثيودور ذهابًا وإيابًا بطبيعة الحال .
للحظة قصيرة , نسي الوزن على ظهره وتحرك كالرجل الشاب الذي كانه .
* * *
تجول ثيودور لم يدم طويلًا . بعد أكل خبز لذيذ وفاكهة طازجة من متاجر الشارع اكتشف أن الشمس كانت تغرب . غرقت عيون الرجل الصغير الواضحة مباشرة , وأصبحت ثقيلة بقدر ما هي حادة كالسلاح . الوقت الذي كان ينتظره قد وصل أخيرًا .
‘لن يظهر إن لم يكن غروب الشمس في ذروته‘
هذه هي المعلومات التي سمعها بينما كان يستجوب كانيس , تاجر السوق السوداء في بيرجين .
ظلال المدينة كانت مثل نظرائها بطبيعة الحال . كان تجار السوق السوداء مشهورين بالتعامل مع البضائع لكن يوجد هؤلاء الذين يتعاملوا مع أشياء أخرى , مثل نقابة المعلومات . من بينهم , كانت ‘ملك الفئران‘ هي الأفضل .
" إنه لا يضع قدمه أبدًا فى الشمال , لكن فى القارة المركزية , هو أقوى من بعض العائلات النبيلة . لا أعرف ما الذي سيحدث لاحقًا لذا عرف نفسك بالمعلومات الان "
تذكر ثيودور كلمات كانيس ودخل أزقة سيبوتو الخلفية .
‘ لم أتوقع أن أستخدم تلك المعلومات بهذه الطريقة ‘
غالبًا توجد كلمات سر بسيطة فى الحانات , لكن الواقع ليس كذلك . لو أخفوا موقع نقابة المعلومات بهذه الطريقة الفقيرة , فمن سيثق بالمعلومات القادمة منهم ؟ بالتالي ركز ثيودور حواسه أكثر حتى وتحولت عيونه للون الذهبي مع استخدام عين الصقر .
أبقى عينه على الكتابة المنقوشة على الجدران , القمامة على الأرض , والأسطح الرثة .
‘ ستة على العمود الثالث , ثلاث ألواح متصدعة ... ‘
حتى العملاء المدربين بسرية لن يكونوا جيدين مثل ثيو . في لمحة واحدة فك شفرة الرقم السري الذي بدا مثل نقوش على الجدران . كشف الفخاخ بحاسته السادسة , وعبر الأزقة المتلوية كالمتاهات .
" ...هنا "
بعد عشر دقائق واجه ثيودور باب في نهاية مسدودة ثم رفع يده بلا تردد .
نقر نقر نقر , نقر , نقر , نقر نقر نقر نقر نقر نقر
ثلاث نقرات مختصرة , متبوعة بنقرتين منفصلتين , ثم ست نقرات أخرى . لا يعرف اذا كانت النقرات التي أخبره كانيس بها لازالت متاحة أم لا لكن سيكون من الجيد اذا نجحت .
لو تجاهلوها سوف يتراجع ثيو ويجد طريقة أخرى . يمكنه استخدام القطعة التي أخذها من دب ليحصل على المعلومات التي يريد بدون الحاجة لنقابة المعلومات . بالاضافة , يمكنه الضغط عليهم بالقوة ويأخذ ما يريد .
‘الان , ما الذي سيحدث؟‘
شاهد ثيودور المنظر أمامه و....
ككييييك-
انفتح الباب الرث , وطافت رائحة احتراق للخارج مع الرياح .
************************************************************************************************************************************************