الحياة توقيت (3)

أول إحساس شعر به ثيو عندما تم إيقاظ وعيه كان وزن قلم الريشة المحمول بين أصابعه .


كان يكتب شيئا ما . قلم الريشة خفيف الوزن بدا كأنه ثقيل مثل رمح معدني , وخفقت المنطقة من مرفقه إلى رسغه في كل مرة يتحرك . كان الأمر مؤلم لثيودور الذي لم يستيقظ بالكامل بعد .


مازال , مد حواسه للخارج بهدوء .

ثم .... ‘هذا - هل هي تركيبة سحر استدعاء ؟‘

اليد , التي لم تكن خاصته , كانت تكتب تركيبة سحر استدعاء بدون راحة . سرعة الكتابة كانت مرعبة حقًا . كان هذا دليل أنه يملك معرفة عن سحر الاستدعاء أكثر من أي أحد أخر .

كان ثيودور مقتنع بعد رؤية ذلك . مالك هذه الأصابع الجافة كان ساتومير , أفضل ساحر استدعاء فى العصر الحديث . مع هذا لم يتم إعطاء ثيو فرصة ليعجب بذلك الوجه .

" ...لا , لا " خرج صوت غير سعيد من حلقه . الصوت الشبيه بكشط الحديد بدا أنه أتى من شخض مريض بمرض خطير . لعابه كان يحتوي على الدم , ووجد أن من الصعب التنفس . ومع ذلك ضرب ساتومير المكتب بلكمة ضعيفة وصاح بصوت عالي .

كوانج! سقطت زجاجة الحبر وأغرقت صفحات الورق .

" ليست تلك....! " صاح الساحر بصوت أجش وحول معمله إلى فوضى . ركل الكراسي البريئة ورمى الملحقات المصنوعة من الزجاج . كان الجسد الغير مألوف يخفق بالألم , لكن إحباط ساتومير كان أكثر وحشية حتى .

لم يستطع ثيودور إيقاف الجسد لذا لم يكن لديه خيار سوى المشاهدة .

استمر الهياج لبضعة دقائق . بعد ذلك أخذ ساتومير عدة أنفاس صعبة والتف لينظر إلى مكان ما . كانت هناك مراة قذرة لكن كانت متربة جدًا لدرجة أن من الصعب رؤية وجهه إلا اذا اقترب منها .

فى العادة سيتم مسح سطحها بمنشفة مبللة لكن الشخص الواقف أمامها كان ساحر .

" تنظيف " أصبحت المراة القذرة نظيفة بكلمة واحدة , وظهر انعكاس الشخص متوسط العمر عليها . كان يملك بشرة شاحبة بوضوح وشفاه تم عضها باستمرار وتغطيها الأنسجة الخشنة . بدا من عيونه أنه لم يستطيع النوم لبضعة أيام .

‘ساحر الاستدعاء الأخير , ساتومير‘

بالنظر إلى شكله , تم تذكير ثيودور بأن هذا الرجل لم يعيش فوق عمر الخمسين . كان جسد ساتومير هش لأنه تجول في كل الأماكن في كل أنحاء القارة , وتراكم السموم والتعب بداخله .

واذا كان هذا هو الأمر , إذن ساتومير كان قريب من الموت بالفعل وقت كتابته لهذا الكتاب الأصلي .

في تلك اللحظة .... " كوك , كوكوك , كوكوكوكوك ... "

حدق الرجل متوسط العمر فى المراة بعيونه المرعبة , ثم ضحك بهوس كأنه لا يستطيع تحمل الأمر بعد الان . ضحك ساتومير أثناء تحديقه فى نفسه فى المراة , لكن حصل ثيودور على انطباع كأن ساتومير ينظر إليه . لا , كانت النظرة شديدة كفاية لدرجة أن الأمر لم يكن مجرد وهم .

وبشكل غير مفاجىء تحدث ساتومير إليه أولا " كوهوهو , هل أتيت لتضحك علي ؟ "

‘ هاه ؟ أضحك عليك ؟ ‘

" لا تتظاهر بأنك لا تعلم! هل تريد السخرية من سحر استدعاء هذا الساتومير أيضًا ؟ "

تبعا للسجلات , احتمالات سحر الاستدعاء تم قطعها منذ فترة طويلة عندما كان ساتومير لازال حي .

المال والمواد التي يستهلكها كانت ضخمة , ولا توجد طريقة لتحقيق أي انجازات . لذا في مجتمع السحر تمت معاملة سحر الاستدعاء كضيف غير مدعو . ربما لا يحتقروه , لكن يملك السحرة فصائل خاصة بهم أثناء التجمعات .

سحرة الاستدعاء بما فيهم ساتومير كانوا غير قادرين على الانضمام لأي فصيل . لذلك فى النهاية ترك ساتومير أبراج السحر , وتوقف سحر الاستدعاء .

ربما كان أمر يؤسف له بالنسبة لثيودرو , لكن ذلك الحقد قد تراكم على مر السنين وتحول إلى ضغينة .

واصل ساتومير بصق الكلمات الساخرة " لا أعرف سبب وجودك هنا . أنت ساحر دائرة سادسة وصغير في نفس الوقت , وأفضل بكثير مني أنا الذي بقيت فى الدائرة الخامسة حتى مت . لماذا تريد معرفتي ؟ من الواضح أنك تريد السخرية مني! "

لم يكن ثيودور منزعج من الملاحظة الساخرة . بدلا من ذلك شعر بالحزن قليلًا لأسلوبه الذي يشبه القنفذ .

كان ساتومير ساحر سار فى طريق السحر الذي أراده حتى النهاية , ومع ذلك لم يحصل على شيء سوى التجاهل من كل الناس حوله . كان خزي بالنسبة لساتومير , لكن لم يعتقد ثيو أن حياة ساتومير كانت بلا معنى .

بالتالي رد ثيودور بنبرة مهذبة ‘ هذا سوء فهم , أيها الكبير ساتومير ‘

مع ذلك أصبحت استجابة ساتومير أكثر هياجًا حتى . صنع تعبيرات متحيرة بينما يشير نحو وجهه وتمتم " كبير ؟ أنا كبيرك ؟ "

‘ لم أستطع التفكير في لقب مناسب . اذا لا يعجبك فيمكنني مناداتك بشيء أخر ‘

" ... هذا جيد . يا لك من شخص مضحك "

ما كان سبب رد الفعل هذا ؟ بصق ساتومير على وجهه فى المراة قبل أن يجلس بكابة على الكرسي . ثم تنهد كراهب متعب من رحلة صعبة . حدق ببلادة فى الفراغ , وانتظره ثيودور ليفتح فمه بصبر .


تابع ساتومير التحديق بعيون فارغة قبل أن يتحدث . عند تذكره لذكريات ثيودور خلال التزامن , قال ساتومير اسم ثيودور بطبيعة الحال .

" أنت ثيودور ميلر ؟ "

" نعم "

" يا لك من طفل مبارك . الوصول للدائرة السادسة فى أوائل العشرينات , أنت حقًا تفيض بالبركات . لا أعرف لما شخص مثلك يريد المعرفة من خاسر مثلي "

لسانه لازال حاد لكن هذه المرة كان موجه لنفسه لا ثيودور . هز ثيودور رأسه بقوة وقال ‘ الكبير ليس خاسر ‘

" اللعنة . لا تحاوي تهدئتي فقط لأنني منزعج . لا أريد أن أسمع ذلك من صغير لم ينضج شعره بالكامل بعد حتى "

" اذا نظرت إلى ذكرياتي سوف تعرف أنني مالك جريموار "

" ماذا , أنت تتباهى بنفسك ؟ "

ثم دخل رد ثيو لأذن ساتومير ‘ لقد سألت الجريموار عن شيء ما قبل أن أتي . سألته لماذا سحر الاستدعاء أضعف من أي نوع من السحر وسألته اذا كان سحر الاستدعاء المسجل فى الأساطير مجرد خيال ‘

" ... أهو كذلك ؟ "

‘ الجريموار كان يملك إجابة . سبب أن سحر الاستدعاء لا يعمل بشكل جيد ليس متعلق بالنظام نفسه بتاتًا ‘

كان ساتومير مركز على كلمات ثيو لدرجة أن عيونه دمعت بسبب عدم الرمش . حملقت عيونه بطريقة مخيفة وتحطم الزجاج الذي يمسكه في يده مما جعل الدماء تتقطر للأسفل . ربما يحاول ساتومير التظاهر بالهدوء , لكن جوهره كان ساحر . ربما تكون قطعة من الروح فحسب , لكن البشري المدعو ‘ ساتومير ‘ كان ساحر حتى النخاع .

لذا أخبره ثيودور بالحقيقة بدون تفويت شيء ‘ مع وصول عصر الأساطير لنهايته أصبحت الحواجز حول العالم المادي أكثر قوة , مما جعل من الصعب استعارة مخلوقات وقوى العوالم الأخرى . كان من المستحيل استدعاء رتبة كبير منذ ألف سنة , وفي أيامك , كان من الصعب استدعاء رتبة ملازم حتى ‘

"........."

لم يستطع ثيو تخمين الرد الذي سيحصل عليه لكلامه القاسي . كان فقط أن الطريق الذي ركض فيه ساتومير طوال حياته كان محطم منذ بداية البداية . نظر ساتومير فى الأرض لفترة قبل النظر للأعلى نحو السقف الرث وعض شفاهه .

ثم ضحك بطريقة غريبة " ها , هاها , هاهاهاهاهاها....! "

‘ أيها الكبير ؟ ‘ سأل ثيودور بقلق بينما يتسائل اذا كان ساتومير أصبح مجنون .

" نعم . هذه هي! لهذا لم يجيبوا ندائي!! العالم نفسه هو المشكلة , لذا لا يهم كم مرة غيرت التركيبة كل هذا بلا معنى ! العالم المادي نفسه سيء ! هذا التوقيت اللعين! اواهاهاها! "

كان ثيودور متشوش اذا كان هذا جنون أم سعادة . هل سيكون رد فعله بهذه الطريقة اذا كان العمل الذي كرس له كل حياته بلا معنى ؟لكن لم يعتقد ساتومير هذا حيث اختفت التعبيرات الصريحة على وجهه .

ثم قال بنبرة سعيدة " لم أكن مخطىء! بحثي لم يفشل! سحري...حلمي لم يكن رث! "

فرح ساتومير بصدق . لقد جرب سحر الاستدعاء حتى نهاية حياته لكن لم يستطع الحصول على أي شيء . لم يتمكن ساتومير من استدعاء الكيانات التي حلم بها أثناء طفولته . لذا حياة الرجل المدعو ساتومير كانت حرفيًا بلا معنى .

مع ذلك . لم يكن هذا ما فى الأمر . جهوده كانت صحيحة . سحر الاستدعاء الذي حلم به موجود حقًا . الأمر فقط أنه لم يستطيع التغلب على العقبة القوية , والتي كانت هذا العالم . لذلك لم يكن هناك داعي للشعور بالندم . عمل حياة الساحر الكبير تم حفظه بفضل هذا التنوير .

الساحر ذو الفخر القوي انحنى وعبر عن تقديره الصادق " شكرا لك , ثيودور ميلر! لم أتخيل أن ارتباطي الدائم سيتم حله بهذه الطريقة "

‘ ماذا تقصد .... ؟ ‘

" حسنا . ليس من السهل الشرح بفمي . إذن لنحل المشكلة بسرعة . يتبقى القليل من الوقت "

‘اه!‘

كما قال . في هذه الأثناء كانت غرفة ساتومير ممتلئة بظلام مجهول قد ابتلع نصف الأرض بالفعل . شعر ثيودور بأن التزامن سوف ينتهي لحظة لمس الظلام لأقدام ساتومير . كان هذا دليل أن حد الوقت المقدر 40 دقيقة و 25 ثانية أوشك على الانتهاء .

قبل ذلك قال ساتومير الوداع " خذ كل ما تريد من معرفة! بعقلك , ربما تقدر على الاستفادة منها أكثر مما استطعت "

‘ أيها الكبير .... ! ‘

" سوف أعطيك لمحة واحدة . اذا كما قلت , حاجز العالم المادي يعترض الاستدعاء , فعلى الساحر أن يحطم ذلك الحاجز أو يجد مدخل أخر "

مع ذلك , تحطيمه بالقوة أمر غير وارد . من أجل تحطيم حاجز العالم المادي , يتطلب الأمر وحش أسطوري ضخم . حتى فيرونيكا غير قادرة على ذلك , دع عنك ثيودور الحاضر . بالتالي كان من الواضح أن ساتومير يحاول تعليمه الطريقة الثانية .

كما لو أن تفكير ثيو صحيح , ابتسم ساتومير " أنت لازلت صغير . أتمنى لو كان لدي أخ أصغر مثلك لكنني سعيد أننا تقابلنا .

‘ ك...ب...ير ‘

" اذهب , لا جدوى من توديع رجل ميت ‘

مع ترك ثيو لجسد ساتومير , صدى صوت ساتومير في أذن ثيودور [ جسدك يحتوي بالفعل على باب يؤدي لبعد أخر . لا أعرف إلى ماذا يؤدي , لكن اذا استخدمت ذلك الممر مع سحر الاستدعاء , فبإمكانك مناداة استدعاءات في مستوى الكبير ]

‘.......‘

[ خذ الذي وقع عقدًا معي . لقد نسيت اسمه لكنه سيكون مفيد جدًا ]

تلاشى صوت أفضل ساحر استدعاء فى العصر الحديث ,ساتومير, واختفى على مسافة . اذا بالإمكان , أراد ثيودور أن يشكره . ماذا سيكون رد ساتومير على هذا ؟ لم يستطيع ثيودور منع ضحكاته وفي نفس الوقت كان يتم امتصاصه بقوة امتصاص ضخمة .

كان على حافة فقدان الوعي عندما سمع صوت مألوف .

[ التزامن مع الهدف ‘ ساتومير ‘ قد انتهى ]

[ معدل التزامن 76.4 . لا يوجد فقدان للبراعة ]

[ ساتومير قد مرر إليك احداثيات عقد ما . اذا أردت التعاقد مع استدعاءاته سيجب عليك ربط تعويذة الاستدعاء بينما تتذكر خطوط الاحداثيات ]

[ تم إضافة خاصية جديدة إلى ‘ حلقة موسبيلهايم ‘ ]


******************************************************************************************************************************

سؤال متأخر جدًا جدًا , لقرن تقريبًا هههه . لكن أريد أن أعرف تقييمكم للرواية من 10 مثلًا , واذا أستمر بترجمتها أم أنقل إلى شيء أخر .


2018/03/11 · 3,997 مشاهدة · 1803 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024