معظم الضيوف الذين زاروا كارجاس من أجل تخصصها : مزادات سيبوتو التحت أرضية , عادة ما يغادروا في نفس الوقت .

كان هذا واحد من أسباب وجود المزادات في مدينة حدودية ؛ حتى يستطيعوا أخذ الطرق الغير قانونية للعودة لموطنهم بسرعة . مهما كان حراس الحدود متفوقين , لا يمكنهم مطاردة أجانب من دول أخرى عبر الحدود وهذا جعل كارجاس تغض عينها عن الأمر .

لكن هذه السنة , كانت هناك ثلاث أيام مضافة لجدولهم . كان لأن عميل شركة أوركوس والرجل الشاب المجهول قد تسببا بهياج بنزال المزايدة ذلك . أظهر الضيوف المميزين والناس المشهورين من مختلف الدول اهتمامهم بهذا الحدث .

" نزال مزايدة ؟ كم عدد السنوات التي مرت ؟ "

" على الأرجح خمس سنوات مضت , عندما أسقط الدوق سولدون ملك المرتزقة وفاز بالاكسير "

" ااه , هذه أول مرة منذ ذلك الوقت "

الصخب الصغير الذي حدث في بيت المزاد انتشر في كل أنحاء سيبوتو .

البعض ضحك لتهور وطيش الرجل الشاب , في حين راهن البعض على نزال المزايدة أملين في قلب حياتهم نحو الأفضل . النتيجة كانت مقررة من البداية .


ثم بعد ثلاثة أيام وصل يوم نزال المزايدة ! المكان الذي سيعقد فيه النزال كان موقع بيت المزاد المركزي . عدد الجماهير قل بشكل ملحوظ عن يوم المزاد الأول , لكن مازال , حضر العديد من الناس وأخذوا أماكنهم .

هؤلاء ذوي الأموال لديهم المال والنساء تحت تصرفهم . ما ينقصهم كان الإثارة , لذا أتوا للاستمتاع بمنظر نزيف الدم من الشخص الأخر . رفع بعضهم صوته .

" أووه....! الرجل المدرع الأسود الواقف بجانب العميل إسحاق هو الفارس الأسود المشهور ! "

كان جسد الفارس الأسود مغطى بدرع أسود كامل لدرجة أنه لا يمكن رؤية قطعة واحدة من الجلد . كان مريع جدًا حيث وجد البعض أن من المزعج النظر إليه حتى . وقف الفارس الأسود بفخر بجانب إسحاق , الذي كان يجلس على مقعد مبهرج بالألوان . لو كان الفارس الأسود يقف في زاوية قصر أو بيت , ربما كان سيعتبر زينة متقنة كأثر أو شيء ما .

ابتلع الحشد لعابهم الذي سال على الفارس الأسود .

" حقًا . أشعر بمهابة كبيرة قادمة منه "


" لا أري أي فجوات على الإطلاق "

" ...ربما تكون تخيلاتي , لكنه لا يبدو حي "

بينما كان بعض الناس يقيمون قدراته وأجوائه , قال الأخرين ....

" أود رؤيته بدون درع . لا شك أن وجهه سيكون وسيم ليتماشى مع مهابته "

" أيتها الكونتيس دالى , لا يوجد ضمان أن الفارس الأسود رجل . ربما هو امرأة "

" امرأة أكثر من 190 سم ؟ "

" بين البرابرة فى الجنوب , يقال أن تلك الأطوال شائعة "

" أوه يا ! حقًا ؟ "

تناقشوا حول مظهره , جسده , وأصله . رغم أن الأمر ربما يبدو غير مريح , إلا أن الفارس الأسود ظل واقف في صمت بجانب إسحاق . الصمت جعله يبدو كمنفذ ينتظر لإطلاق الضربة المميتة .

قيل أنه قتل اثنين من الأوجري بقطعة واحدة من سيفه . قيل أنه مالك القبضة التي تملك قوة كافية لتحطيم صخرة . قيل أنه سفاح قد قتل مئات الأعداء لوحده .

كل تلك الشائعات كانت صحيحة . ابتسم إسحاق في داخله بينما ينظر نحو فارسه الأسود . كان الفارس قوي كفاية لقتل أوجري بضربة واحدة , لتحطيم صخرة بيديه العارية , ولإبادة مئات الأعداء بمفرده . قائمة الأشياء المروعة التي قام بها كانت كبيرة . لأيًا كان الذي سيأتي لقتاله , سيكون الأمر مثل إعدام علني .

ثم دخلت صيحة أحدهم إلى أذن إسحاق " إنه قادم ! ذلك الشخص ! "

‘ يبدو أنه وجد محارب ‘ سخر إسحاق ونظر فى اتجاه الصوت .

كانت هذه ثقة عميل أوركوس الذي وثق بفارسه الأسود وأراد رؤية المزايد يموت . بالطبع , لا يستطيع قتل المزايد هنا , لكن سيصبح الأمر ممكن بمجرد الخروج من المدينة . أظلمت عيون إسحاق عند التفكير واستدار ليواجه ثيودور .

واجه ثيودور عميل أوركوس بلا تردد " لقد مرت ثلاث أيام , أيها العميل إسحاق "

" ... أنت لم تهرب . أفترض أنك تملك الموهبة لمفاجئتي أكثر من مرة واحدة "

" لا أعتقد أن هذه هي نهاية المفاجأت "

" لا , إنها تنتهي هنا " كان صوت إسحاق عادي ؛ صوت لا يهتم بما يقوله الشخص الأخر . بالنسبة له , ثيودور ورفاقه كانوا موتى بالفعل . عميل أوركوس سوف يقطع رقبة الأحمق الذي قبل هذا الاقتراح ثم يرسل البقية بعيدًا .

شعر الحكم بالأجواء وتراجع " إ-إذن سوف نبدأ خلال دقيقتين . أيها العميل إسحاق , محاربك هو الفارس الأسود صحيح ؟ "

" نعم "

" فهمت . إذن من هو محارب ثيودور ؟ "

تراجع ثيو ونادى عليه " إنه دورك من هنا , القائد راندولف "

" ....اه , علي أن أعاني من أجلك مجددًا . أنت لا تنوي تقليل السعر للنصف هذه المرة ؟ "

الرجل ذو الشعر الذهبي كان لديه ندوب في كل وجهه وجسده , مما يثبت أنه لم يعش حياة سهلة . السيفين المعقوفين في وسطه تأرجحا بسلاسة في أغمدتهم المصنوعة من الجلد . لقد كانت العناصر التي حصل عليها أثناء مغامرته مع ثيودرو في بارونية ميلر . عيونه البنية المتوحشة كعيون الذئب , حدقت بحدة في الفارس الأسود .

مع ذلك لم يرد الفارس الأسود على نيته القاتلة .

" خصمي هو علبة الصفيح هذه ؟ يا له من شخص غريب "

" اه أيها المحارب ؟ ما هو اسمك ...؟ " سأل الحكم .

" أوه اعذرني . اسمي راندولف كلوفيس . أنا محارب تم توظيفه بواسطة السيد الشاب هناك "

" شكرا لك "

بعد تأكيد المحاربين بدأ الحكم يشرح قواعد نزال المزايدة .

سوف يشترك المحاربين فى النزال , والمحارب الذي ينهار أولا هو الخاسر . إن لم يستطع كلا المحاربين القتال , سيعطى حق الامتناع لكلا المزايدين . كان المحاربين حرفيًا سيوف المزايدين .

مع ثقة كل منهم بأن محاربه أقوى , استقر المزايدين الاثنين في الجمهور لمشاهدة النزال .

نصف قطر المنصة كان 30 متر من المركز لذا كان قطرها 60 متر . أقدام سياف الدرجة العليا تستطيع التحرك من أحد الجوانب للجانب الأخر في خطوتين أو ثلاثة . بكلمات أخرى , كانت منصة بدون مجال للتنفس حتى .

" ها , هذا هو مكاني المفضل . إنه رخيص مقارنة بالكولوسيوم في أندراس , لكن من الجيد عدم وجود مكان للهرب "

".........."

على عكس راندولف الذي كشف أسنانه كالوحش , ظل الفارس الأسود صامت وسحب سيفه .

"....أنت ؟ "

لم تكن هناك حياة في الفارس الأسود . اهتزت حواجب راندولف حيث شعر بشيء غريب من ذلك الشخص . لم يرى راندولف الفارس الأسود من قبل , لكن تحركاته بدت مألوفة . لم تكن فنون السيف أو حركة القدمين , لكن لم يسع راندولف إلا الشعور بعدم الراحة .

بالاضافة , كان صحيح أن الخصم لم يستجيب لنية قتل راندولف . أي سياف يصل لهذه المرحلة سيكون حساس ومدرك لها . نية قتل راندولف كانت كافية لجعل خبير سيف يجمع قوته على أطراف أصابعه حتى .

لا يمكن أن يقمع الشخص الحي استجابته....

...لا انتظر لحظة .

"ربما؟"

راندولف كان لديه شك ورفع حدة حواسه . إذا ركز توزيع الهالة بشكل مناسب , فيمكنه أن يسمع ابرة تسقط على رمل حتى . سمعه كان حساس للغاية ومع ذلك لم يسمع تنفس الفارس الأسود على الإطلاق . لا شهيق ولا زفير , أو علامات تشير إلى أنه يكتم نفسه .

أصبح راندولف متأكد من هوية الفارس الأسود الحقيقية .

[ أيها السيد الصغير , هل هو بسبب ‘ ذلك ‘ ؟ ]

[ ...لا ميت ؟ ]

تواصل راندولف مع ثيو باستخدام صوت مخفي , تقنية لتوصيل الصوت عن اهتزاز المانا قليلًا . تصلب وجه ثيودور عندما سمع الكلمات , وبعد ذلك أرسل الرد إليه برسالة عن طريق السحر .

أثناء التصادم مع الليتش الكبير أسقط راندولف اللاميت المصنوع من سلفه . لم يكن اللاميت الكبير ‘ فارس موت ‘ لكن لم يكن مختلف كثيرًا . هذا يعني أن حدس راندولف كان موثوق .

إذن ثيو لديه خيارين . يستطيع ثيودور الاندفاع نحو القتال وكشف هوية فارس الموت المواجه لراندولف . اذا نجح , ربما يقدر على تتبع العلاقة التي تثبت أن شركة أوركوس تتعامل مع السحر الأسود .

مع ذلك كانت هذه الطريقة خطيرة جدًا . اذا فشلوا في هزيمة الفارس الأسود فمن المرجح أن يهرب عميل أوركوس والفارس الأسود من كارجاس , وسوف تستخدم شركة أوركوس قوتها للاختفاء عن الأنظار حينها .

‘ماذا يجب أن أفعل؟ ما هو أفضل خيار في هذا الموقف ؟‘ بدأ ثيودور يفكر بسرعة .


تبقت فقط عدة ثواني حتى تبدأ المبارزة . لا يوجد مجال للتفكير بعمق , لذا ينبغي أن يعتمد على حدسه . هل يثق بفوز راندولف وينتظر ؟ أم يهزموا فارس الموت معًا ويكشفوا العميل إسحاق ؟

كان صوت راندولف هو الذي أنهى قلق ثيو [ هاه , لقد تم الإمساك بي مجددًا . إنها مشكلة أنني قبلت المهمة عندما أخبرتني عن أختي مباشرة ]

[ راندولف...]

[ حسنا لا مشكلة . أنا أدين لك أيها السيد الصغير , وبهذه الطريقة أستطيع رد إذلال الماضي ]

خرجت سيوف راندولف من أغمدتها عند وسطه . تدفقت هالة زرقاء حول حافة النصل , كأنياب وحش تهدف إلى رقبة الخصم . هذه الهالة المروعة كانت لا تقارن بالسنة الماضية ! رغم المسافة الكبيرة بينهم , رقبة ثيودور كانت توخزه .

كان تحذير من حاسته السادسة .

‘ لا تقل لي , راندولف بالفعل....! ‘

قبل أن يستطيع ثيو إكمال تفكيره , هبطت الراية في يد الحكم نحو الأرض مؤشرة على بدأ المبارزة . كانت هذه رقصة موت لن تتوقف حتى يسقط أحد الشخصين .

بمجرد بدأ النزال تحركت سيوف راندولف كالصواعق البرقية .

كييييييينج-!

تم قطع الفضاء , بشعاعي الضوء الزرقاوين الذين قطعا خلال الهواء كما لو كان زبدة والذين وصلوا أمام الفارس الأسود بسرعة مرعبة .

كانت حركات راندولف سريعة بشكل مرعب . حتى رؤية ثيودور المعززة التي كانت أعلى من مستخدمي الهالة لم تستطع متابعة حركاته . خلال السنة الماضية ارتفعت قوة راندولف , وأصبحت سرعة سيفه البرقي قريبة من سرعة من الضوء بالفعل .

مع ذلك , لم يفزع الفارس الأسود ولوح بسيفه الكبير .

كوووووونج....

غطت الهالة عديمة اللون سيفه , جعلت الجو يتشوه من الضغط الخافت المتدفق منها . الشيء المهم لم يكن السرعة لكن القوة التدميرية اللانهائية القادمة من السيف .

اذا كانت سيوف راندولف مثل البرق , فسيف الفارس الأسود كان مثل إنهيار ساحق . السيف القوي ضد السيف السريع...

بمجرد أن تصادموا , رن صوت رعدي فى الأنحاء .


**********************************************************************************************************************

2018/03/15 · 4,070 مشاهدة · 1680 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024