منذ الأوقات القديمة , ازدهرت المدن الأقرب من منتصف الدولة وانحدرت كلما كانت أبعد عنه . بالتأكيد , بعض المدن القريبة من الحدود تملك قيمة استراتيجية , لكن راموس لم تكن واحدة منهم .
مع ذلك كانت راموس تملك أفضلية جغرافية . كانت جزء من خط ساحلي يسمى ‘ رأس ‘ , أرض تمتد من الأرض للبحر .
كانت مدينة ميناء . نعم , كانت راموس واحدة من مدن الموانىء القليلة فى منتصف القارة المركزية الواسعة . المنطقة كانت ضيقة جدًا لتستخدم كنقطة استراتيجية , لكن لم تكن هناك أي مشاكل فى التنقل باستخدام الطريق البحري . الأكثر , أنها كانت مشهورة أيضًا بكونها طريق مختصر للجزء الشرقي من القارة .
لهذه الأسباب , تطورت راموس إلى مستوى يقارن بالمدن المركزية رغم كونها على حافة المملكة .
بدأ اليوم بطريقته العادية .
" هاي , أيها الأصغر ! افتح الباب مباشرة ! "
" نعم ! فهمت ! "
الحارس الأصغر الذي تم تكليفه اليوم , هانسون , ركض نحو البكرة التي تتحكم بالبوابة .
كما هو الحال مع كل مدينة , تحكمت راموس بأي أعمال ليلية عن طريق إغلاق البوابة . كانت على بعد مسافة معتبرة من موطن المخلوقات الأقرب , لكن لا ضرر من الحذر . ثم فى الصباح تفتح البوابة مع شروق الشمس .
دوروروك....دروروروك....
وصل هانسون عند البكرة وبدأ يفتح البوابة بأذرعته السميكة . الأسوار لم تكن عالية جدًا , لذا لم تكن البوابة بهذا الحجم الكبير لكن من المفترض أن يفتح بعض الجنود البوابة معًا . مع ذلك طلب منه أن يفتحها بمفرده . كان هذا أسلوب إرهاق حراس راموس .
"كووونج....!"
بشكل غير مفاجىء , احمر وجه هانسون لكن لم يستطع فتح البوابة . مع ذلك كان يملك قوة معتبرة بالنسبة لبشري لا يستطيع استخدام الهالة . الحراس الكبار الذين كانوا يشاهدوه صفروا حيث كانوا مذهولين بذلك المبتدىء الجيد نوعا ما .
لكن تلك التعبيرات المسترخية لم تدم طويلًا .
" أوه , من القادم هناك ؟ "
" ماذا ؟ كم يتبقى من الوقت حتى يصلوا ؟ "
" إنه قادمين قريبًا . اعتمادا على القذارة , إنها عربة صغيرة لكن راقية ؟ "
يشاهد الحراس الأفق من الأسوار كل يوم , لذا كانت رؤيتهم مشابهة لرؤية صياد جيد . لاحظوا حضور العربة القادمة من الأفق الغربية وحددوا ماهية العربة المقتربة .
كان الأمر على ما يرام حتى هنا , حيث لم يكن من النادر أن يأتي الضيوف فى الصباح الباكر . لكن , المشكلة هي أن سرعة العربة كانت أسرع مما اعتقدوا .
"م-ماذا ؟ لما هي سريعة جدًا ؟! " لاحظ الحراس المخضرمين جدية الموقف وأسرعوا إلى أسفل السور .
عربة راقية تعني أن الضيف كان نبيل أو من شركة عالية المستوى . لم يكن موقف يمكنهم التأخر عنه لأنهم يرهقوا المبتدىء بالأعمال . هانسون , الذي كان مرهق بالفعل ظل يدير البكرة بقوة مع كباره .
دوروروروك....! انفتحت البوابة بسرعة خارقة . بعد فترة قصيرة , توقفت مجموعة ثيودور أمام البوابة . الحراس الذين مروا من الأزمة للتو أصبحوا متوترين مرة أخرى عندما رأوا العربة .
" ه-هيوك! "
" علامات دم ....؟! "
كان مستحيل رؤية المظهر الأصلي للعربة , الذي كان يلمع لحظة شرائها . بدت العربة كأنها مرت في منتصف ساحة معركة . وكان هذا طبيعي . استدار ثيودور بعيدًا عن الحراس المتفاجئين ونظر للغابة التي مروا خلالها للتو . كان لايزال هناك ألاف اللاموتى داخلها .
‘ سحقًا , لقد كانت أكثر إزعاجًا من الليلة الأولى حتى ‘
بعد قتل المشعوذ الذي هاجم أولا كان ثيو يقظ لكنه لم يرى أي ظلال إطلاقًا .
لأن يختفي من قدرة كشف هوجين , يجب أن يكون المشعوذ الأخر مختبىء على بعد بضعة كيلومترات . في هذه الأثناء , تم كشف غرضهم وهو محاولة إيقاف العربة . لهذا السبب استخدم الأعداء لاموتى منخفضي الرتبة , على عكس اليوم الأول .
فى النهاية تخلى ثيو وراندولف عن قتال اللاموتى وركزوا على الاختراق من خلالهم فحسب .
فلوب.
أخيرًا , ظهرت رغاوي في فم أحد الأحصنة وانهار على الأرض .
"....أنا أسف حقًا "
ثيو قد استخدم سحر التسارع وسحر التعافي من التعب باستمرار على الأحصنة , وهذا يعني أن التأثير المضاد سيكون مروع . الحصان الأخر كان يقف بالكاد فقط . كان سيموت هو الأخر لو ركض مسافة قليلة أخرى فحسب . استخدم ثيودور سحر بسيط لدفن الحصان الذي مات ثم التف نحو الحراس المتوترين .
كان يملك ثيو طريقة ملائمة لا تتضمن أن يجيب على أي سؤال .
" أنا من شركة بولونيل "
الجملة والقطعة المميزة كانا كافيين لجعل حراس راموس يفسحوا الطريق .
***
" سوف نفترق هنا "
" نعم , أراك عند الميناء لاحقًا "
بعد دخول راموس افترق الاثنين تبعًا لأدوارهما . راندولف سيتخلص من العربة الخرية والحصان المتبقي , وثيودور سوف يرى اذا هناك أي سفن متجهة نحو مملكة سولدون .
‘ أمل أن نتمكن من المغادرة اليوم ‘
لقد دخل المدينة بطريقة ما , لكن هذا لم يكن كافي لإيقاف هجوم شركة أوركوس ....سيكون الوضع صعب اذا ظهر اثنين من اللاموتى بمستوى الكبير مثل فارس الموت .
تم التعامل مع وزن الموت بفضل ثيودور وشراهة , لكن كان الأمر سيصبح مميت لراندولف اذا كان بمفرده . القوة خلف شركة أوركوس كانت أكبر بكثير من المتوقع لذا أراد الهرب من تلك القوة بأسرع ما يمكن .
لكن , الردود التي حصل عليها ثيودور لم تكن جيدة .
" لا توجد أي سفن متبقية ؟ "
" نعم أسف , لكن كلها محجوزة .... "
كانت غلطة ارتكبها ثيودور لأنه لم يرى سفينة أو بحر أبدًا فى حياته .
" سيكون نفس الأمر اذا سألت أي شركة سفن أخرى "
فى الأساس , كل السفن كانت محجوزة . هناك حدود واضحة لعدد الضيوف الذي تستطيع السفينة حمله , ومن الصعب إظهار المرونة على عكس السفر برًا . الأكثر , لقد كان يبحث عن سفينة متجهة إلى دولة أخرى .
كان يتحدث إلى بيلف , عضو من شركة النقل البحري لويري .
" خلال هذا الوقت معظم السفن تكون متجهة للشمال أو الجنوب , لذا هناك فقط ثلاث سفن متجهة إلى مملكة سولدون . اذا حجزت الان سيكون عليك الانتظار لشهر على الأرجح "
" حتى لشخص من شركة كبيرة ؟ "
ضاقت عيون بيلف عندما رأى العلامة التي يحملها ثيودور .
" أوهو أنت من شركة بولونيل "
مع ذلك لم يتردد بيلف في هز رأسه . رغم حالة ثيودور أو أمواله , لم تكن هناك أماكن شاغرة حقًا .
على البحر , لم يلعب اسم شركة بولونيل دور كبير . تأثير شركة لولونيل كان فى الأساس معتمد على الطرق البرية المتجهة للشمال , والذي يعني أنها لا تملك هذا القدر من التأثير فى المناطق البعيدة فى القارة المركزية . كانت راموس من بينهم , بما أنها تعمل عن طريق البحر غالبًا .
عض ثيودور شفتيه لكونه عالق في مكان غير متوقع .
‘ اذا لم أستطع الحصول على سفينة هنا .... هل علي الحصول على عربة وأركض نحو الحدود الغربية ؟ لا , هذا صعب . أحتاج أيضًا لعربة جيدة كفاية لاختراق حصار اللاموتى ... هل أختبىء ؟ ‘
كان قلق . أدرك ثيودور هذه الحقيقة ونظر إلى الأرض بملامح متجهمة .
رغم امتلاكه للمعرفة , العقل , وخبرات العديد من الرجال العظماء , كان ثيودور لايزال صغير . كانت فيرونيكا ستتغلب على هذا الخصم بالقوة , بينما فينس كان سيحجز سفينة في مدينة الميناء من البداية بالضبط .
كان في تلك اللحظة أن .....
" اممم أقلت أن اسمك ثيو ؟ "
" اه نعم "
" كما قلت , الأمر مستحيل بسفينة عادية . لكن ربما بسفينة خاصة ... "
انتفض ثيودور المكتئب " سفينة خاصة ؟ "
يمكنه الدفع أيًا كان حجم التكلفة الاضافية . بفضل نزال المزاد لم يكن المال الذي أنفقه فى المزاد التحت أرضي بهذا القدر الكبير . لكن , بدلا من شرح الاجراءات وضع بيلف إصبعه على شفتيه " لكن , يوجد شرطين "
" ما هم ؟ "
" أولًا , يجب أن توافق على الحفاظ على سرية السفينة . سوف تعرف السر بعد الصعود "
"....فهمت "
لم يكن ثيودور في وضع يسمح له بالشكوى . احتاج أن يبعد المطاردين ويصل إلى مملكة سولدون . طالما يمكنه تحقيق غرضه لم يهتم ثيو بالمفاجأة .
بعد ذلك أخبره بيلف بالشرط الثاني . بطريقة ما , توقع ثيو هذا الشرط .
" إذن أحتاج عربون "
" هل تعني أن علي دفع أموال اضافية ؟ "
" لا , ليس ذلك "
بدا ثيودور متحير مما جعل بيلف يبتسم ويهمس له " هل هناك شخص أخر فى المجموعة غير ثيو ؟ "
" نعم . شخصين بما فيهم أنا "
" إذن أحتاج 20 ذهب . اذا دفعت 10 ذهب لكل منكم , سوف تعرف السبب فى النهاية "
هل يقصد أن بقية المال سيتم جمعه بعد الصعود للسفينة ؟ حاول ثيودور السؤال لكن بيلف كان عنيد ليوضح أكثر من ذلك .
‘ تسك , ليس لدي خيار ‘
فى النهاية قبل ثيودور عرض بيلت . ناوله بضعة عملات ذهبية وحصل على بطاقتي مرور للصعود على السفينة . بفضل علامة شركة لويري البرونزية كان من الصعب صنع بطاقات مرور مزيفة . ربما لم يكن يستخدم مرة واحدة .
" سوف أجهز غرفة لشخصين . وقت الرحيل هو هذه الليلة "
نظر ثيودور للأسفل بملامح قلقة وسأل بيلف عن شيء كاد أن ينساه " كم سيستغرق للوصول إلى مملكة سولدون ؟ سمعت أنه يمكننا الوصول في 4 أيام تقريبًا "
" اه أسف . لقد تأخرت فى توضيح هذا " حك بيلف رأسه ورد " السفينة ستأخذ ‘ انعطاف ‘ صغير لذا ستستغرق الرحلة أكثر من أسبوع . هل لديك أي أعمال عاجلة ؟ "
"...لا . لا مشكلة " فكر ثيودور للحظة قبل أن يضع البطاقتين بعيدًا . الشيء الأهم كان التخلص من مطاردي شركة أوركوس , لا الوصول إلى مملكة سولدون بسرعة .
أفضلية السفر بحرًا هي أنه لا يحتاج للقلق بشأن غارات المشعوذين . الزومبيز , الغولز , وبقية اللاموتى منخفضي الرتبة لا يمكنهم تحمل ضغط تيارات البحر أو مخلوقات البحر .
مع ذلك , كان ثيودور مرتاب من طبيعة هذه السفينة الخاصة .
‘ دعنا نقابل راندولف ونخبره بما حدث ‘
ترك ثيودور شركة لويري واتجه نحو مكان انتظار راندولف . كقائد لمجموعة مرتزقة نشطة فى القارة المركزية , ربما يعرف راندولف السر .
**********************************************************************************************************************