" همممم...أسف لكن لست متأكد "

لكن توقعات ثيودور تم تفجيرها بعيدًا . لقد كان راندولف نشط كمرتزق على القارة المركزية لسنة تقريبًا لكن لم يعرف أي شيء عن السفينة السرية .

رد راندولف بملامح محبطة بينما يأكل سمكه المشوي . بطنه كانت فارغة بعد المطاردة التي استمرت ليومين لذا كان يحول السمك إلى طاقة .

قضم راندولف واحدة أخرى قبل أن يتابع الحديث " لقد أتيت إلى القارة المركزية قبل السيد الصغير بالتأكيد لكن مدى نشاطاتي لم يكن بهذا الاتساع حقًا . فى أفضل الأحوال , انتقلت من منتصف الغرب إلى منتصف الجنوب ؟ لم أقترب أبدًا من الشرق لأرى الساحل "

"....فهمت "

" حسنا حتى لو كنت نشط هنا فى الشرق فمن المرجح ألا أعرف هذه المعلومات . تبعا لقصة بيلف , يبدو أنها سفينة سرية جدًا "

ضحك راندولف وشرب كوب النبيذ , حيث أعلن أن وظيفة المرتزقة ليست التي سيأمنهم فيها أحد على أي شيء سري .

بطبيعة الحال , المرتزقة كانوا الذين يقتلوا شخص ما من أجل بضعة ذهب أو يرموا أنفسهم فى ساحة معركة لا تمت إليهم بصلة . هذه الأنواع من المرتزقة ليس لديهم أي شعور بالانتماء ولن يعتبروا الأسرار سوى مساهمة في رفاهيتهم .من سيريد مشاركة الأسرار مع أشخاص كهؤلاء ؟

بدون حاجة للقول أن التجار مدركين جيدًا لهذه الحقيقة .

" حسنا سيكون علينا الانتظار لنرى بأنفسنا " تمتم ثيو ووضع طبقه الفارغ .

مهما كان الفخ المخفي على السفينة احتاج كلاهما إلى الخروج من كارجاس بسرعة .

بالتفكير في ذلك , لقد مر يومين فقط . بمجرد أن غادروا سيبوتو تمت مهاجمتهم بواسطة اللاموتى كل ليلة , وبالكاد حصل راندولف وثيودور على بعض النوم . من الواضح أنهم لن يدوموا طويلًا اذا استمروا فى السفر برًا .

بغض النظر عن الفخ , فهو مثل لعبة الأطفال مقارنة بما كانوا يواجهوه لذا كان رأي الاثنين متفق عليه .

جلجلة.

" لقد أكلت جيدًا "


دفعوا ثمن الطعام مع غروب الشمس . قريبًا سيأتي موعد الرحيل الذي ذكره بيلف .

بفضل هذا لم يضطر ثيودور للانتظار وتحرك مباشرة إلى الميناء . الرائحة السمكية المميزة لمياة البحر دغدغت أنفه عندما اقتربوا من البحر . كانت تجربة جديدة للشخصين اللذين عاشا على الأرض طوال حياتهم .

تابع ثيودور التحرك بينما ينظر للرقم على بطاقة المرور .

‘ هذه رقم 3 ... علينا التقدم أكثر اذا أردنا الوصول لرقم 5 ‘

لحسن الحظ , كانت هناك اشارات في كل أنحاء الميناء لذا لم يضلوا الطريق . سرعان ما وصل الاثنان إلى الرصيف رقم 5 , أمام السفينة المشار إليها فى بطاقة المرور . ثم سقط فكهم السفلي من الذهول .

"...السيد الصغير , أليست كبيرة جدًا ؟ "

"...ليست كبيرة فقط..."

كانت السفينة ضخمة . على عكس السفن العسكرية التي تتطلب مرونة عالية , كلما زاد الحجم كلما زادت قيمة الركاب عليها . لأن هذا يزيد من قدرة استيعابها للضيوف والمرافق . اذا كان الأمر هكذا , فالسفينة أمامهم تعتبر واحدة من أفضل ما أنتجته الصناعة . ما كان ‘ الغرض السري ‘ لتلك السفينة ؟ شعر ثيو بفضول مشتعل .

اقترب الاثنان من مفتش التذاكر عند مدخل السفينة .

سأل المفتش بأسلوب جاف " راكب ؟ "


رد ثيودور ببطاقة مروره , وأفسح المفتش الطريق بعدما فحض المحتوى . عبر ثيو وراندولف اللوح الذي يربط السفينة بالرصيف ودخلوا سفينة الركاب الضخمة بتعبيرات قلقة .

تذمر راندولف من المعاملة الجافة " ماذا ؟ لا يوجد مرشد لمثل هذا القارب الكبير ؟ ألن يدعونا نعرف مكان غرفتنا ؟ "

" هل الوضع هكذا حقًا ؟ "

" ايه ؟ "

نظر ثيودور في الرقم المحفور على بطاقة مروره . كان هناك رقم ثلاثي والذي لم يكن ميعاد الصعود أو وقت الرحيل . إذن , من المرجح أنه كان يشير إلى شيء واحد فقط - رقم الغرفة . بفضل الخرائط الموجودة في كل أنحاء السفينة استطاع ثيودور إيجاد الغرفة بسهولة . غرفة رقم 306 .

تقدم راندولف أولًا في حالة وجود خطر أو شيء ما وفتح الباب . في نفس الوقت أطلق صيحة إعجاب " أوووه"

نظر ثيودور في الداخل ورد الفعل كان نفسه . ‘ لا أصدق حقًا أن هذه سفينة ‘


كانت الغرفة فاخرة جدًا تتجاوز أي شيء قد رأاه من قبل وبها كل وسائل الراحة .

" فيييو , أشعر بحال أفضل الان " نظر راندولف حوله قبل أن يسقط على الأريكة . هذا يعني أنه لم يكن هناك شيء يمكن اعتباره مشكلة . ونفس الأمر بالنسبة لثيودور الذي فحص السفينة باستخدام عين الصقر ولم يجد أي شيء خاطىء .

مع ذلك لازال ثيو يشعر بالارتياب "....إنها واضحة جدًا "

" هاه ؟ أليس هذا جيد ؟ "

" لا , إنها واضحة ‘ جدًا ‘ " هز ثيودور رأسه " اعتقدت أن هذه ستكون سفينة متعة , سفينة مقامرة , أو حتى سفينة تهريب . هذه هي الأسباب الوحيدة لجعل السفينة سرية . بكلمات أخرى , هذه مجرد سفينة ركاب "


استطاع ثيودور تأكيد هذا لأنه استخدم سحر اختراق الرؤية على السفينة بأكلمها .

الضيوف فى الغرف كانوا كلهم يرتدون ملابس وسلوكهم لم يكن عابث . كانوا نبلاء , أو على الأقل أغنياء جدد . واذا كان الأمر هكذا , فلابد أن يوجد شيء على السفينة ليعصر محافظهم الجلدية الممتلئة بالأموال .

‘ لا , لقد نظرت فى الأنحاء بضعة مرات وهذه المرافق ليست موجودة ‘

لم تكن هناك أماكن للقمار أو الحفلات . بناء غرف الضيوف وغرف الطعام كانت مكرسة تمامًا لوظيفتها كسفينة ركاب . بعيدًا عن الضيوف , الطاقم فقط هو من كان فى الخارج .


يعرف ثيودور أن العالم ليس بهذه النظافة , لذا لم يتسطيع إبعاد شكوكه بسهولة . لكن طريقة تفكير راندولف كانت مختلفة قليلا " حسنا , لما لا تفكر بالأمر لاحقًا ؟ "

تمامًا كالسحرة , يملك المرتزقة منطقهم الخاص .

" بالاضافة , لا يوجد أحد على السفينة يستيطع تهديدي أو تهديد السيد الصغير . لا فائدة من القلق حول مشكلة لا توجد لها إجابة "

"...ألست مسترخي كثيرًا ؟ "

" أنا مرتزق . رأس السيد الصغير جزء من ممتلكاتك , لذا يجب أن تستغل هذا الوقت للراحة "

كلام راندولف كان فوضوي , لكن فى النهاية اقتنع ثيودور . كما قال لم تكن هناك أدلة كافية للوصول لإجابة . ولن يكون الوقت متأخر جدًا اذا حكموا على السفينة بعد رؤيتها لبضعة أيام . الان كان الوقت للتعافي من المطاردة التي استمرت ليومين .

" ...سوف أغلق عيوني هذه المرة فقط ‘

صعد ثيودور على السرير الناعم وأغلق عيونه . صون صياح الناس أشار إلى أن السفينة كانت على وشك المغادرة . يعني أيضًا أنهم هربوا من ملاحقة شركة أوركوس .

تشواك....تشواك...

نام ثيودور مع استماعه لصوت الأمواج المتقطع .

***

مرت بضعة أيام .

على عكس الشكوك التي كانت لدى ثيودور فى اليوم الأول , استمرت سفينة الركاب في رحلتها .

فى البداية كان ثيودور مشغول بالنظر فى الأنحاء . لكن سرعان ما هزمت توقعاته وبدأ يدرس . لقد وصل للدائرة السادسة , لكن لم تتاح له فرصة تعلم سحر الدائرة السادسة نتيجة لانشغاله .

‘ اذا بالامكان , أريد أن أتعلم سحر المكان أولًا لكن .... ‘

نظر ثيودور إلى بعض الكتب المتراكمة بعيون غير سعيدة .

مستوى صعوبة سحر المكان كان مروع جدًا . هو لا يتوقع أن يصل لنفس مستوى سيد البرج الأبيض . لكن , تعلم السفر لمسافات طويلة فقط كالكبير شوجيل سوف يتطلب البقاء في غرفته لسنوات ورفع براعته في حساب سحر المكان .

لا يعرف اذا كان سيد البرج الأبيض قد كتب أي كتب , لكن فى الوقت الحالي فهم ثيودور لم يكن جيد كفاية . مصدر الراحة الوحيد كان أن تمدد وعائه يسير بسلاسة .


"....هممم"


في تلك اللحظة , فتح راندولف عيونه أثناء تأمله . فى اليوم الأول ارتاح راندولف بدون تفكير . لكن بعد ذلك لم يفوت راندولف يوم بدون تدريب .

لقد أصبح خبير بالفعل فيما يتعلق بفنون السيف والقدرات البدنية , لذا المهمة الوحيدة الباقية كانت إيقاظ قدرة هالته . راندولف قد شرح بلطف أن التأمل شيء ضروري لاكتساب صورة لتلك القدرة .

مع ذلك , تأمل اليوم لم يعطي أي نتائج .

" اللعنة . إنها مرئية لكن غير مرئية . شعرت كأنني أستطيع الوصول إليها اذا مددت يدي . لكن , لا أحب التأمل حقًا " تذمر راندولف وأرخى عضلاته التي تصلبت من الجلوس .

لم يترك أحدمها غرفته أبدًا منذ لحظة بداية الرحلة . الوجبات يتم إحضارها إلى غرفهم , لذا بغض النظر عن ذهابهم للحمام لم يقوما بشيء سوى التدريب .

أنهى راندولف تذمره ونظر إلى ثيودور .

" اه هذا يذكرني أيها السيد الصغير "

" هاه ؟ "

" يبدو أنك تعلمت فنون قتال مثيرة للاهتمام منذ أخر مرة رأيتك فيها . أتريد مبارزة سريعة ؟ ستكون خفيفة قتال بالأيدي فقط "

" امممم..." فكر ثيودور للحظة , لكنه أيضًا شعر بالتصلب من كونه عالق في مكان واحد . وضع إشارة فى الكتاب الذي يقرؤه قبل أن يرد على اقتراح راندولف .

" إذن لنفعلها بخفة "


**********************************************************************************************************************

2018/03/17 · 3,962 مشاهدة · 1423 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024