بعد يومين ...

بدون أن يعرفوا عن قلق ثيودور , تقدمت سفن القراصنة الخمسة بسلاسة عبر الأمواج . كانت سرعتهم مرعبة حقًا . سفن القراصنة ذات ‘ البركة ‘ المجهولة دائمًا ما كانت أشرعتها منتفخة بالرياح من الخلف , والأمواج الصعبة لم توقفهم أبدًا .

فرقع ثيودور لسانه وهو يشاهد ذلك .

‘ حتى سفن مملكة سولدون السريعة المشهورة لن تتمكن من اللحاق بسفن القراصنة هذه ‘

الأمر واضح بالنسبة للبحار , لكن سرعة السفينة يتم تحديدها بواسطة العوامل الطبيعية أكثر من أداة السفينة نفسها . واستطاع ثيو رؤية أن سفن القراصنة هذه كانت لديها أفضلية مطلقة على البحر .

أدرك راندولف هذا أيضًا رغم أنه لا يعرف الكثير عن الإبحار واقترب من ثيودور " هاه , إنها سريعة بشكل سخيف "

" يمكنك رؤية ذلك أيضًا ؟ "


على عكس الأرض التي بها العديد من المؤشرات كان من الصعب تحديد السرعة على البحر . لا توجد أشجار , تلال , أو منحدرات . الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته من سطح السفينة كان الأفق الممتد في كل اتجاه .


مع ذلك لم يتردد راندولف في الإيماء والرد " ضغط الرياح , موقع السحاب , الشمس وزاوية الضوء ... يمكن استخدام أشياء كثيرة كمرشد "

" بالفعل "


يستطيع بحار مخضرم فعل ذلك , لكن راندولف كان وحش يبعد نصف خطوة عن معايير البشر . حواسه كانت كاسحة رغم افتقادها للخبرة .

فى الواقع لقد مرت الان خمسة أيام منذ مغادرة راموس ويومين منذ مقابلة سفن القراصنة . مع ذلك المسافة التي غطتها السفن فى اليومين كانت أكبر بثلاث مرات تقريبًا من الثلاث أيام الأولى عندما كانت سفينة الركاب بمفردها .

اذا كانت توقعاته صحيحة فينبغي أن يصلوا إلى وجهتهم قريبًا .

"....ايه؟ "

في هذه اللحظة عندما ارتفعت توقعات ثيودور , كان هناك منظر غريب مرئي في الأفق . كان ضباب البحر سيء السمعة المشهور بكونه حاصد الأرواح . هذه لم تكن ظاهرة ستحدث عادة فى المحيط , لكن استجابة الطاقم كانت سريعة .

" أنزلوا الأشرعة ! أسرعوا ! "

" أوقفوا المجاديف وانتظروا ! "

" قلل السرعة ! دع المرساة بمفردها ! "

مع جري أعضاء الطاقم على سطح السفن المشغولة اقترب الضباب بمعدل سريع . بدا كأن الضباب كان شخص يقترب منهم . بينما كان ثيودور مهتز بهذا الوهم الغريب , دخلت السفن الستة الضباب في نفس الوقت تقريبًا .

قشعريرة.

في هذه اللحظة اهتز حدس ثيودور بعنف .

‘ه-هذا ليس ضباب....! ‘

كان لديه شكل الضباب فقط , لكن لم تلمس قطرة واحدة من الرطوبة جلده . كان هذا ضباب لا يمكن إزالته بالرياح ولن يتغير حتى مع الحرارة .

الضباب كان خط حدودي , حراسة لن تسمح للضيوف الغير مدعوين بالدخول . أدرك ثيودور أن لهذا السبب كانت سفن القراصنة تسحب سفينة الركاب بالسلاسل . بوضع مسألة السرعة جانبًا , كان هذا ضروري من أجل المرور خلال السحر .

اعتقد ثيودور أن هذا الضباب ربما يكون الحاجز النهائي الذي يحمي أرخبيل القراصنة .

"...السيد الصغير , هل أتيت إلى مكان خطير أخر ؟ " اكتشف راندولف هذا أيضًا , والابتسامة الموجودة دائما على وجهه كانت مفقودة .

حتى هالة مستوى الخبير كانت بلافائدة في هذا الضباب . ربما يستطيع الاختراق خلاله بالهالة , لكن سيكون هذا تحدي كبير . بالاضافة , ربما يتمكنوا من التغلب على هذا الضباب , هل سيتمكنوا من التغلب على صانع هذا الضباب ؟ أسقط ثيودور الاحتمالات إلى أقل من 2% .

ارتفع الضباب أثناء قلق الاثنين .

أووه ذلك المكان....؟ "

" لقد مر وقت طويل ....! "

الركاب على السفينة انفجروا بالابتهاج . بعض الركاب أعجبوا بمنظر أرخبيل القراصنة الي سمعوا عنه فقط , في حين كان الأخرين سعداء بعودتهم إليه . أرخبيل القراصنة , متعة على البحر لن يعرفها بعض الناس أبدًا ....

جزيرة الخطيئة والسعادة .

***

اجراءات الدخول لأرخبيل القراصنة كانت منظمة على غير المتوقع .

" اصطفوا بترتيب الصعود "

رجل بعضلات يرتدي زي محكم عليه بالضبط رحب بالسياح باحترام . السيف المقوس المعلق على وسطه كان مهدد , وغطت الأوشام جسده . بالتأكيد لم يكن سوى مهرج مقارنة بقوة ثيودور وراندولف .

" مازال , هذا جيد جدًا "

" نعم , إنه في مستوى مرتزق درجة أولى "

المهارة الفردية للقرصان كانت جيدة جدًا رغم مظهره . في مبارزة واحد ضد واحد , أي فارس عادي سيتعرض لضغط كبير . اذا كان هذا الرجل يستخدم للترحيب بالسياح , فلابد أن النخبة مكونين من أشخاص موهوبين جدًا . لم يجرؤ أحد على التسبب بفوضى خوفًا من أن يتم انتزاع رقابهم .

سرعان ما حان وقت الثنائي .

" 10 ذهب لكل شخص "


العشرة ذهب التي ذكرها بيلف سابقًا كانت تستخدم هنا . سحب ثيودور 20 ذهب ووضعهم على يد الرجل الخشنة . ابتسم الرجل وانحنى بتهذيب . يديه كانت تمسح بعضها كما لو لديه دوافع خفية .

وبشكل غير مفاجىء , بدأ يتحدث بدلًا من إفساح الطريق .

" مرحبًا ! هل هذه زيارتكم الأولى للجزيرة ؟ "

" هذا صحيح "

" إذن ما رأيكم في أخذ مرشد ؟ اذا أضفتم 1 ذهب سوف أقدمكم إلى مرشد لطيف ! "

‘ مرشد ... ‘ كزائر للجزيرة فكر ثيودور اذا كان سيحتاج واحد أم لا .

هم لم يأتوا لهذه الجزيرة لغرض معين , لكن كان حقيقي أنهم لا يعرفوا هذا المكان . لن يكون سيء جدًا اذا أخذوا مرشد ليشرح لهم كل شيء . بالاضافة , 1 ذهب كانت شيء خفيف جدًا بالنسبة له .

تينج.

ومضت عملة ذهبية بخفة من ثيودور .

" أوه , لقد استلمتها جيدًا ! دعني أطلب شخص ما ! "

أمسك الرجل بالعملات الذهبية بسرعة وأخذ الرجلين إلى مكان أخر . كان ممشى ليس بعيد عن الميناء التي رست فيه السفن . كان هناك أولاد وفتيات يرتدون ملابس رثة يجلسون على الأرض ويضحكوا . بمجرد أن اقترب الرجل قفز الأطفال من أماكنهم .

لكن صاح الرجل بدون أن ينظر إليهم " جاك! إن لم تظهر خلال 10 ثواني سوف أعطي العمل لشخص أخر ! "

أمكن سماع صوت مبتهج يرد " أنا قادم الان ! "

في نفس الوقت قفز ولد من الحشد . استخدم حركات خفيفة ليتسلق إلى أسفل الحائط كالقرد وهبط أمام مجموعة ثيودور . كان لديه بشرة مظلمة وعيون مشرقة لمعت بالحكمة التي تفوق عمره . من الواضح أنه لم يكن ولد عادي .

" إنهم ضيوف وصلوا للتو . نسبتك 50% كالعادة , وسوف يتم الدفع لك بمجرد انتهاء المهمة "

" نعم شكرا لك ! "

أعطى الرجل الولد المدعو جاك إلى الثنائي واتجه عائدًا إلى الميناء . جلس بقية الأطفال , تاركين جاك فقط يقف بينما ينظر إلى ثيودور وراندولف . على عكس عيونه اللعوبة انحنى بعناية وقدم نفسه باحترام " أهلا! نادوني جاك من فضلكم . سوف أرشدكم إلى مكان تريدوه "

"...نعم , نحن في رعايتك إذن "

لم يتوقع ثيودور أن يكون المرشد طفل .

على الأرجح لاحظ جاك تردد ثيو حيث تحدث بثقة ," لقد ولدت وتربيت على هذه الجزيرة . سيكون من الصعب إيجاد أحد يعرف هذه الجزيرة أفضل مني . هل هذه زيارتكم الأولى ؟ "


" هذا صحيح "

" إذن سوف أقوم بالجولة كلها . اذا كان هناك مكان تريدوا التوقف فيه أخبروني فقط ! "

بعد قول ذلك بدأ جاك يسير أمامهم بمشية رشيقة , مشية بدا أنها تنتمي لمواطني هذه الجزيرة .

فى البداية اتبعه الاثنين بملامح غريبة , لكن سرعان ما أدركوا براعة الولد . هذه المهارة لم تكن ممكنة لو كان فى الوظيفة منذ يوم أو يومين . لابد وأنه عمل كمرشد في أرخبيل القراصنة لبضعة سنوات على الأقل .

أول مكان وجههم جاك إليه كان كازينو .

" هذا هو المكان حيث تأتي وتذهب أكبر كمية من الأموال في أرخبيل القراصنة . يوجد مجموع من 17 كازينو "

عندما عبروا عدة كباري , كان هناك صوت عملات ذهبية تصطدم ببعضها بالاضافة إلى رائحة الكحول , التبغ , والعطر .

كان التجار يتعاملون مع الضيوف بأزياء نصف عارية . معظم الخزائن فى الحانة كانت مملوءة بالكحول , وكان هناك أشخاص ثملين على الارض , بينما يتم الإمساك بأخرين لمحاولتهم الغش فى الالعاب .

كان الأمر مثل صورة لضواحي عالم متحضرة .

لمح جاك تعبيرات الرجلين وبدأ يشرح " بالطبع , هذا ليس كازينو عادي . على عكس كازينوهات الأرض البرية , لا يوجد حد للأموال , والأشياء الغير متاحة فى الخارج يمكن أن تظهر كجوائز . مع في ذلك , في حالة الغش سيكون عليك دفع 10 مرات الكمية كعقوبة "

" ماذا إن لم تستطع الدفع ؟ "

" ...إنه مثل ذلك " أشار جاك إلى رجل شارد بدون ذراعين .

كان واضح أن الذراعين كانا موجودين هناك , لذا لابد أنه تم قطعهما بسبب الغش . قواعد العالم كانت دموية لكن هذا المكان كان قاسي تمامًا بما أنه خارج حدود القانون .

لم يبدي الرجلين أي إشارة على أنهم يريدوا دخول الكازينو , لذا تحرك جاك بتعبيرات حزينة . رغم أنه كان أقل من الكازينو , لكن كان هناك مكان واحد يحصل على الكثير من البقشيش .

" أعتقد أن كلاكما غير مهتم بهذا "

لكن ماذا عن الوجهة التالية ؟ أعطى جاك ابتسامة مخادعة .

" هيهي , لنذهب ونرى أخواتي . كلاكما وسيم ومنحوت لذا سوف يحبكما الجميع "

أرخبيل القراصنة لم يكن يسمى جزيرة المتعة من لا شيء . تجمعت العاهرات من كل أنحاء القارة وكانوا كثيرين وبجودة عالية مثل ما يكون عليه الحال على البر . كان هناك جميلات من الشمال , المنتصف , والجنوب .

إنها غريزة الأشخاص الأغنياء أن يطاردوا السلطة والسيدات . هدف أرخبيل القراصنة إلى هذا , لذا كان من الطبيعي مقابلة الجميلات اذا كانوا رجال .

لم تستطع أنف راندولف التوقف عن الوخز .

بام.


في تلك اللحظة ضربه ثيو بخفة .

"م-ماذا؟ "

" اذا سرت فى الاتجاه الخاطىء سوف أخبر ريبيكا "

" هيوك! " قيد راندولف نفسه , وأصبحت ملامحه مهيبة كملامح خبير السيف .

ابتسم ثيودور قبل أن يقول " لا , لا أريد الذهاب إلى بيوت الدعارة "

" هاه؟ ااه لا . إذن إلى أين تريد الذهاب ؟ "

" أريد أن أعرف عن مكان خاص "

‘ مكان خاص ؟ " رفع راندولف وجاك رأسهما للكلمات الغامضة , ثم فتح ثيودرو فمه .

" أين حاكم هذه الجزيرة ؟ "


************************************************************************************************************************************************

2018/03/19 · 3,929 مشاهدة · 1632 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024