تنينة البحر أكويلو (3)
امتصت أكويلو أنبوبة التبغ أولًا بشفاهها وأطلقت دخان أبيض ثم رفعت سبابتها .
هل كانت تعني أن يقترب منها ؟ اقترب ثيودور اليقظ بحذر , ولوحت أكويلو بأصابعها مع ابتسامة غريبة . أخفض وضعيته غريزيًا , لكن حواسه لم تحذره هذه المرة .
ججيجيجيوك.
تجمد الهواء فجأة وتحول إلى شكل كرسي .
"هذا...!" التف ثيودور إلى أكويلو بعيون مذهولة , مما جعلها تضحك وترفع أنبوبة التبغ . القدرة على سيادة العالم الطبيعي نفسه , قوة تمنح لتنين فقط , تم إظهارها للتو .
" اجلس هناك . إنه بارد قليل للبشر لكن أليس أفضل من الوقوف ؟ "
" شكرا لك "
جلس بسرعة على الكرسي الثلجي . كان بارد قليلًا , لكن الطاقة السحرية في جسد ثيو هزت البرودة بعيدًا فى الحال . كساحر دائرة سادسة لم يكن جسده عادي بعد الان . مع ذلك حدقت أكويلو به فقط وألقت سؤال عارض . " أيها الفتى , من الذي تهرب منه بحق السماء ؟ "
"...هاه؟" اتسعت عيون ثيودور .
" كان بعد حوالي ثلاث أيام من وصولك على جزيرتي ...؟ بعض الحمقى لمسوا ضبابي . لا يمكن أنها كانت حملة تأديبية ...لذا ذهبت وتفحصت "
" نعم "
" هل تسموها سفينة أشباح ؟ نعم , هؤلاء الرفاق كانوا يقودونها "
‘ سفينة أشباح ‘ تشوه وجه ثيودور عند هذه الكلمات . أناس البر يتجاهلوها على أنها خرافة , في حين يعتقد البحارين أنها رؤية غير محظوظة . لكن فى الواقع لم تكن لا هذا ولا ذاك . سفينة الأشباح كانت لا ميت مصنوع من أرواح وسفينة من حطام السفن .
‘ أخر تسجيل لظهورها كان أكثر من 100 سنة مضت ... ‘
كان من الصعب الحصول على المواد لأنها تطلبت سفينة محطمة محفوظة بشكل نقي , وعملية الصنع نفسها كانت صعبة للغاية . لذلك السبب كانت نوع من السحر الأسود الموجود فقط في سجلات أبراج السحر . ومع ذلك هناك سفينة أشباح تم استخدامها لمطاردة ثيودور....؟ ربما قلادة تشارلوت التي حصل عليها كانت بارزة جدًا لشركة أوركوس , أو القوى القابعة خلف الشركة .
نجح ثيودور بالكاد في الرد بأسلوب عادي , " إذن , ماذا فعلتي ؟ "
" ماذا تعتقد أنني فعلت ؟ لقد قتلتهم "
كان ثيودور في حيرة من كلماته وبلع لعابه . بشرة أكويلو البيضاء أصبحت حمراء حيث تذكرت الذكريات الدموية في ذلك اليوم .
" فى البداية حاول أحدهم التفاوض معي . لذا أمسكته وقتلته . أولا قمت بلوي أطرافه , سحبت كرات عيونه , ثم اخترقت أذنيه حتى يكون هادىء "
"........"
" عندما حاول الهرب أمسكته ونزعت ساقيه . ثم استسلم . لقد تجرأ على التصرف بهذه الحرية ؟ هؤلاء الاوغاد تجرؤوا على رش السحر الأسود في نطاقي ؟ مزقته إربًا وأطعمته للحيتان "
‘ مريع ‘ ظهرت انتفاخات الخوف في كل جسد ثيودور مع تحديقه في هذه العيون السعيدة للغاية .
لم يستطع الشعور بالسعادة حتى أن مطارديه تم اجتياحهم . الشخص أمامه كان تجسيد العنف ، منفذ وسفاح . سيفضل القتال ضد المشعوذين بما أن التعامع مع تنين بحر كان حرفيا انتحار .
ثم التفتت أكويلو اليه " سمعت اسمك من ذلك الوغد "
هؤلاء الأوغاد لم يساعدوه حتى أثناء موتهم . لم يتوقف ثيودور عن لعن مشعوذي شركة اوركوس . لقد كان هو من جذب سفينة القراصنة ، سواء كان متعمد ام لا لن يهتم التنين بهذه الأشياء .
كما المتوقع ، كان هناك وميض في عيون أكويلو .
" لذا ، حاولت قتلك لأنني كنت منزعجة.... "
هل كان قادم ؟ عضلات أقدام ثيودور كانت مستعدة تماما للتحرك . سوف يكون في راحة يدها ، لكن احتاج للمحاولة والعيش بقدر الامكان . مع ذلك ، كان تصميمه بلا جدوى حيث ابتسمت أكويلو فحسب .
" رائحتك "
" ....هاه؟ "
" رائحتك ، رائحة " تلوت وحدقت في ثيودور بعيون مبتهجة . كانت نظرة مغرية جعلت قلبه يغرق . " فتاة صغيرة منعشة "
"....؟" تصلبت رأس ثيودور .
" جنية سامية بريئة "
"....!!"
" أخيرا...رائحة العشيرة الحمراء الكريهة "
مسح لسان أكويلو على شفتها السفلية . بدت كثعبان أمام فريسته ، لذا أصابت ثيودور قشعريرة غامضة . بينما كان ثيودور متشوش من الاجواء المجهولة أمالت أكويلو جسدها نحوه و.....
هوووو ~~~ أطلقت الدخان من أنبوبة التبغ نحو وجهه .
" اكك! " تفاعل ثيو متأخرا جدا . توقف عن التنفس بسرعة لكن كان محتوم أن يستنشق بعض الدخان . حواسه كانت صامتة ، ونظرت أكويلو اليه فقط بينما تنتظر رد فعله .
بعد وقت قصير ...
بينج!
اجتاحته موجة من الدوار . نظر ثيودور بين أكويلو والأنبوبة التي تمسكها بارتعاش . ثم رفعت أكويلو الأنبوبة البيضاء عند سؤاله الداخلي الذي لم يقوله .
" هذه ؟ انها مجرد دواء . من منظوري انها مثل شرب الكحول ....لكن بالنسبة لك ، نوع من المحفزات ؟ "
كما قالت . سرعان ما شعر ثيودور بأنه ساخن كالكرة النارية . لم تكن حمى بل كان جهازه العصبي في فوضى بسبب تأثيرها . حاول القيام من على الكرسي ، لكن تم الامساك بذراعيه وساقيه عن طريق الكرسي الثلجي .
" لا تكن متوتر جدا ، سوف تكون مستمتع قريبا "
( محتوى غير ملائم - اذا كنت تريد القراءة حدد الكلمات )
وضعت أكويلو أنبوبتها وقامت من كرسيها ببطىء . ثم فاضت العباءة المزينة بالذهب للأسفل على الأرض .
"....هيوك!"
اتسعت عيون ثيودور غريزيا قبل أن يغلقهم . الجسد الذي كان مغطى بالعباءة الطويلة تم كشفه تحت الضوء الساطع . حتى الان ، كان الأمر على ما يرام . كان متوتر قليلا ، لكنه كان كبير كفاية لكي لا يتم التغلب عليه برؤية ملابس داخلية لامرأة . لكن ملابس أكويلو كانت أعلى من هذا .
" بريء جدًا "
حتى صوت ضحكتها جعله يشعر بالدوار . أبقى ثيودور عيونه مغلقة , لكن أمكنه سماع خطوات أقدام أكويلو . أقدامها البيضاء العارية تقدمت على الأرض الرطبة , بينما يمتد خلفها ذيل مغطى بقشور زرقاء . كان هناك بروز يشبه زعنفة سمكة القرش على ذيلها الطويل الذي يشبه الثعبان .
السيقان البيضاء التي امتد الذيل منها ... وفوقها...
‘ سحقًا ! ‘
حاول التخلص من المنظر بيأس , لكن كانت محاولاته عبثًا . قبل أن يستطيع ثيودور تهدئة نفسه توقفت خطوات أكويلو أمام كرسيه .
" أود أخذ شيء ما منهم " همست أكويلو وجلست على حجر ثيودور بدون أي تردد .
جفل .
بشكل غريب لم يستطيع تحريك إصبع حتى . بلع لعابه حيث شعر بوزن وملمس فخذيها الناعمين . هل هذا التحفيز المخيف بسبب تأثير الدواء حقًا ؟
" هاي , ألست فضولي ؟ " كأنثى فرس النبي المتضرعة أثناء موسم التزاوج , سألت أكويلو ثيودور باحتشام " اذا أخذت عذريتك هنا , ما التعبيرات التي ستكون على وجوه هؤلاء الإناث ؟ هل سيكونوا غاضبين ؟ أو هل سيحقدوا عليك ؟ اااه , أيهما جيد "
"....لماذا...؟"
" أخبرتك . أنا...."
كان شعور جيد جدًا حيث عضت أذن ثيودور بلطف .
مع مرور الرعشة إلى عظامه , لم تستطع يده سوى الذهاب للأعلى نحو صدرها . الحركة كانت طبيعية جدًا كما لو قد فعل هذا عدة مرات , رغم أنه فى الحقيقة لا يألف هذه الأشياء . بغض النظر عن شلل جسده , لم يكن لدى ثيودور أي خبرة في هذا لذا لم يستطع المقاومة .
أكويلو سيطرت عليه في لحظة وأخيرًا مدت أصابعها . قمع ثيودور لهثة حيث أدرك المكان الذي تتجه إليه أصابعها وتأوه , " هن-هناك..."
" لا تقلق . اتركه له "
" لا ...."
" نعم " همست أكويلو بصوت ماكر . ثم عندما كانت أصابعها على الوشك الوصول لوجهتها ...
صفع!
كان هناك صوت , ورميت أصابع أكويلو للخلف .
"...ايه ؟ "
ثيودور الغير متحرك لم يستطع إيقاف أصابعها لكن سرعان ما وجدت نظرة أكويلو المتفاجئة المصدر .
[ لا! ]
كانت هناك فتاة صغيرة ببشرة بنية وشعر قمحي تحدق فيها من بطن ثيودور .
"...ع-عنصر؟ "
[ ديو لا يريد أنتي ! أيدي سيئة ! ]
" يمكنك التعبير عن عواطفك ؟ أنت , أأنتي عنصر قديم ؟ "
عندما أصبحت أكويلو مشتتة بميترا أدرك ثيودور أن جسده قد تعافى من الشلل . كان متحير حول كيف تمت إزالة دواء قوي في وقت قصير جدًا , لكن سرعان ما وجد ثيودور الإجابة .
‘ برعم شجرة العالم ! ‘
البرعم النامي من شعر ميترا كان من بذرة شجرة العالم , الشجرة التي لديها القدرة على تنظيف عالم المواد الخطيرة .
كان لا عجب أن قدرة إزالة السموم نجحت على ثيودور الذي كان متعاقد مع ميترا , العنصر الذي اعتاد أن يكون الأرض الأم . لو كان استدعى ميترا من البداية لم يكن سيتم شله بواسطة الدواء .
مع ذلك لم يكن لديه وقت لتضييعه على هذا الندم .
إمساك.
" ايه ؟! " كانت أكويلو متشوشة عندما تم إمساك كتفيها بقوة بواسطة ثيودور . لم تكن حاجة للإجابة على سؤالها الداخلي . واجه ثيودور عيون أكويلو الساحرة بينما يتجاهل الملمس تحت يديه .
" لا أنوي التدخل في عرض عاطفتك الخاصة , لكن لا أريد أن أكون في هذه العلاقة معكي "
حدقت أكويلو في عيونه قبل أن تضحك " حتى عندما يتفاعل جسدك بهذه الطريقة ؟ "
"....أنتي فاتنة "
" لكن مازلت لا تريد ؟ "
" نعم "
لم تكن لديه أدنى فكرة عما شعرت به أكويلو لهذا الرفض القاطع . مع ذلك , لم تكن هناك تعبيرات غير سعيدة على وجهها لذا يمكنه التفكير بذلك لاحقًا . نظرت أكويلو إليه بغرابة قبل أن تضحك وتقوم من على حجره .
ثم فرقعت لسانها وقالت , " حسنًا , حسنًا . لا أريد إيذاء فخري عن طريق إجبارك "
شعر ثيودور بارتياح وحزن عميق , عاطفتين متضادتين , بينما يشاهد أكويلو تعود إلى مكانها .
كان قادر على الوقوف أمامها فى النهاية , لكن كانت هناك عاطفة يائسة تختبىء وراء وجهه الهادىء . لو كانت ميترا قد تأخرت قليلًا حتى فربما كان هذا سيحفر كعلامة سوداء في تاريخ ثيودور .
فى اللحظة عندما كان يحاول التخلص من هذا الضغط ...
" ....ماذا ؟ وغد أخر ؟ "
صدى صوت أكويلو في أنحاء الكهف .
* * *
" اه...لما احتفال اله البحر في يوم تجولي ؟ "
" ومن ليس منزعج ؟ اللعنة "
على ضواحي أرخبيل القراصنة ، كان هناك اثنين من القراصنة يتجولون في اليوم الأول من احتفال اله البحر . كان وقت اعجازي يحدث مرة كل سنة حيث يستطيع القراصنة الاستمتاع بالكحول والنساء بحرية . مع ذلك ، لم يستطع الاثنان الاستمتاع به لانهم اضطروا لتضييع الوقت في دورية التجول .
تمتم قرصان يرتدي قبعة حمراء " أتريد التباهي بغزواتك مرة أخرى ؟ "
رد القرصان ذو القبعة الزرقاء مع تنهيدة " بالتأكيد ، ألن تفعل ذلك أيضا ؟ "
" ها ! شيت "
كانوا خائفين من فأس زعيمهم القاسي ، لذا لم يستطيعوا عصيان الاوامر . ولم يستطيعوا تحمل الامر ايضا لذا نظروا نحو البحر على مسافة . دخن القرصانين التبغ الذي اختلسوه واشتكوا من سوء حظهم .
لم يعلموا أن هذه ستكون نهاية حياتهم . تحركت الامواج بطريقة غريبة ، ثم خرج ' شيء ما ' ودمر رؤوس القرصانين .
كونج!
كانت هناك ضوصاء كبيرة لكن تلك المنطقة البعيدة لم تكن مشهورة الا للمتجولين .
جرررر.....
كان هناك صوت هدير , وظهر وحش ذو مظهر غريب .
كان لديه ستة زعانف , 5 ذيول تموجت خلال المياة , وأطراف مغطاة بجلد سميك وصلب مثل مخلوقات الأرض تلك . رغم سماء الليل المظلمة , بعثت عيونه ضوء خافت مثل عيون مخلوقات البحر العميقة .
لكن لن يكون الأمر هكذا من الان فصاعدًا .
كريييك,كريييك...
بعد القدوم من البحر للبر , أعاد المخلوق بناء خصائصه وشكله ليلائم البيئة المحيطة . تمت إزالة الزعانف والذيول الغير ضرورية , في حين تحول الجلد إلى ريش سميك . انطلقت قرون من رأسه , واخترقت عيونه المضيئة عبر الظلام .
- ....إنها نتنة .
- هذه...رائحة تنين ...
عيون الوحش لمحت مركز أرخبيل القراصنة بدقة حيث كان يتم عقد الاحتفال . بالتحديد , ضاقت وحددت موقع الكهف على الأجزاء الخارجية من احتفال اله البحر .
سبب قدومه إلى البجر من أرض بعيدة كان لأنه شم رائحة تنين لذيذ .
تشوااااااك !
خرجت ستة أجنحة من ظهره . أجنحة ويفيرن , غريفون , والعديد من المخلوقات الأخرى كانت مخزنة داخله بما أن الطيران طريقة ملائمة للسفر . في شكل وحش لم يتواجد في أي مكان أخر فى العالم المادي , هبط جريموار الخطيئة الذي يأكل الحياة .
هذه كانت اللحظة التي ظهر فيها غاصب المخلوقات , فخر , مرة أخرى .
****************************************************************************************************************************************