148 - جنبًا إلى جنب مع التنين (1)


أكويلو وثيودور أخذا القارب عائدين إلى المذبح , حيث كان الاحتفال في ذروته الكبرى .

الراقصين أسروا الجمهور برقصهم العنيف في حين كان الدخان ينطلق في كل مكان , من الأفيون المشتعل بخفة في تركيزات خفيفة . سيكون من الصعب الحفاظ على العقل في مكان كهذا .

لكن , بشاعة المنطقة لم يمكن إخفائها .

‘ حتى مع ذلك .... لا توجد فوضى ‘

اهتزت عيون ثيودور حيث نظر حوله وفرقع لسانه بخفة . كان كما قال . لقد تم إحضار العاهرات بالفعل نحو القوارب المحيطة , وكان الثملين نائمين بينما يعبثون معًا .

على الجانب الأخر , شاهدت أكويلو البشر بتعبيرات راضية . لكن ارتفعت حواجبها عندما وجدت سفينة تقترب منهم . من المغفل الذي تجرأ على اعتراض طريقها ؟ رفعت أكويلو ظافر حاد في نهاية إصبعها الأبيض وانتظرت اللحظة المناسبة لقطع الشخص .

" السيد الصغير! "


لكن الرجل الذي قفز نحو قاربهم وقف بجانب ثيودور . كان يحمل سيفين , والهالة المتدفقة من أنصاله بدت كأنها تستطيع القطع خلال الظلام . تنهد رندولف بارتياح عندما رأى ثيودور والذي قد اختفى عن عيونه لفترة . غرائز المحارب خاصته قد تنبأت بالموت .

" اها, هل هو رفيقك أيها الفتى ؟ "

تعرفت أكويلو على هوية راندولف وأبعدت أظافرها . الشفاه الحمراء على وجهها الأبيض بدت أزهار الكرز أثناء تفتحها . لقد فقد راندولف روحه لفترة من الابتسامة هذه , لكن ذهنه المدرب يعني أنه استعاد نفسه بسرعة . ربما على السطح كانت امرأة جميلة لكن ....

‘ اللعنة , أنا لست ندًا لها ‘

شعر راندولف بأنه يتصبب عرقًا بسرعة . على عكس السحرة الذين يسعوا إلى الأفكار , كانت قدرة المحارب على تحديد القوة لا تضاهى . حواسه التي تم تدريبها لعدة عقود كانت تصرخ أنها مهما حدث , لا ينبغي أن يقاتلها .

" ... سحقًا , أريد أن أضربك "

مع ذلك لم يضع راندولف سيوفه بعيدًا . بل حدقت عيناه في أكويلو مباشرة . الشيء المفاجىء كان رد فعل أكويلو . تجاهلت راندولف الذي كان مستعد لمعركة , وتلاعبت بتيارات المحيط لإرشاد القارب إلى مركز الاحتفال .

ثم صعدت على الأرض الجافة ومسحت شفاهها .

[ توقفوا ]

في نفس الوقت , أصبح كل شيء ساكن . مئات ربما ألاف الناس توقفوا عن الحركة .

كان هذا ‘ خوف التنين ‘ , قدرة الفصيلة الفائقة التي سمحت لها بالسيادة على الأقل منها . لم تعني الكثير لراندولف وثيودور , لكن التجار والقراصنة لم يستطيعوا التحمل .

لكن بعد وقت قصير ...

- إنه قادم

أدرك ثيودور حضوره أولا قبل أي أحد أخر . حذره شراهة , لكن هذه كانت المرة الثانية اليوم التي تصرخ فيها حواسه من الإنذار . كان حجم الانذار مشابه أو أعظم من هجوم أكويلو المفاجىء . المشكلة الأكبر كانت أن هذا الحضور كان مألوف بطريقة ما .

‘ لا , أتذكر هذا الحضور بوضوح ...أيمكن ...؟ ‘

تصلب ثيودور بينما كان يحاول اكتشاف هوية الدخيل . اذا كان تخمينه صحيح .... فمن الممكن أن الضيف الغير مدعو قد أتى من أجل أكويلو ليس من أجله . لم يكن هناك أي شيء يثبت به تخمينه , لكن ربما يعتبر واقع عند التفكير بالتحذير المشؤوم .

مثل الان ....


كووونج!

صنعت فجوة فى الأرض حيث هبط شيء من السماء , وست أجنحة مترفرفة جعلت الغبار يرتفع فى الهواء . أمام أكويلو الخالية من التعبيرات , كشف فخر الخطايا السبعة عن ظهوره الشنيع .

- وجدتك

عندما رأاه ثيودور أصبح متوتر .

‘ خطير . أخطر حتى من المرة الماضية ‘

سمع شراهة أفكاره واتفق معه .

- المرحلة الخامسة . هذه المرة , لا تحاول قتاله حتى .

‘ ماذا؟ بالفعل؟ ‘

- هذا صحيح . لا أعلم ما الذي أكله فخر لكنه قد حرر الختم الخامس بالفعل . ذلك الخنزير .

جريموار خطايا سبعة مع ختم خامس محرر ....! عندما كان فخر فى المرحلة الرابعة كان ثيودور يائس حتى وصلت فيرونيكا . والان كان أقوى حتى ؟ ابتلع ثيودور ونظر بحذر إلى المواجهة بين الوحشين .

‘ كيف هي قوته الان ؟ ‘

تردد شراهة للحظة قبل أن يرد .

- الان , حتى لو أتت تلك المرأة المسماة فيرونيكا الاحتمالات 50\50 . لا , على الأرجح 40% .

‘ هذه المرحلة الخامسة فقط ؟! ‘

نجح ثيودور بالكاد في الحفاظ على وجهه الخالي من التعبيرات بينما يصرخ في داخله . في المرة السابقة اضطر ثيودور لاستخدام الانتقال لاستعارة قوة ألفريد . الان , حرر فخر ختم أخر ويمكنه قتال فيرونيكا بتساوي ؟ لو كان ثيودور الحالي أقوى بخمسة مرات من ذلك الوقت , إذن فخر كان أقوى بعشرة مرات .

كقطعة أخرى من الخطايا السبعة رد شراهة كما لو كان الأمر طبيعي .

- بالطبع . بالنسبة للخطايا السبعة , تحرير الاختام هي عملية للعودة إلى ‘ حالتنا الأصلية ‘ .... اذا وصلت للمرحلة السادسة تبعا لمعايير فخر , حينها يمكنك ذبح تنين قديم بمفردك .

"...جنوني " لم يستطع ثيو إخفاء صيحته المذهولة التي خرجت من فمه . التنين القديم كان بالفعل اختفى تقريبًا من العالم المادي , لكن جريموار فى المرحلة السادسة يمكنه هزيمته . اذا كانت هذه هي الحالة فماذا كانت المرحلة السابعة , وكيف سيكون فخر عند تلك النقطة ؟ لم يستطع تخيل مثل هذا المستقبل المروع .

لكن لم يمنح ثيودور المزيد من الحرية .

- تقابلنا مجددًا , يا قرد شراهة .

" ااه! "

لم تحتاج رأس فخر للالتفاف حيث ظهرت عين على ظهره وحدقت في ثيودور . ربما قد عرف أنه كان هناك من البداية . نظر إلى ثيودور ولوى بروزاته التي تشبه النصل , كما لو أراد قتله هنا مباشرة .


مع ذلك , أتت الإجابة من اتجاه مختلف .

" ماذا , هل تعرف هذا الشيء ؟ " دخنت أكويلو من أنبوبتها بينما تشير إلى فخر . بدا أسلوبها متوسط وودود , لكن كانت هناك نظرة حادة في عيونها . كانت أكويلو متأكدة أن فخر ليس خصمًا سهلًا .

أبقى ثيودور يقظته وأومأ قليلًا . " بالفعل . إنها علاقة مشؤومة "

" هرمم , إذن هذا الرفيق يطاردك أنت أيضًا ؟ "

أتت الإجابة من مكان أخر .

- لا , ليس لدي اهتمام بقرد . [ فخر ] برايد , تحدث بينما يحدق في أكويلو بعيون جائعة . بالطبع , فقط أكويلو وثيودور من يمكنهم سماع صوته منخفض التردد لكن راندولف شعر بإحساس غير سار في كل مرة تحدث فيها .

- تنينة البحر الصغيرة , سوف أسألك عن شيء ما . [ فخر ] صوت برايد المنخفض جدًا رن فى الأنحاء . - هدفي هو الإكتمال . أأنتي راغبة فى الانضمام لهذا الغرض النبيل وأن تعاد ولادتك كالمخلوق الكامل ؟

كان رد أكويلو واضح . " هناك الكثير من الكلاب الصاخبة هذه الأيام "

كانت لحظة . تحدثت أكويلو بطريقة لم تلائم شفاهها الجميلة وتقدمت للأمام . فيرونيكا ربع التنين كانت قادرة على إظهار جسد مثل جسد مستخدم هالة . إذن كم ستبلغ قوة تنين نقي الدماء ؟ السؤال الذي لم يستطع ثيودور إجابته تم حله أمامه .

كواااانج!

مصدر الضربة كان الذيل . بمجرد أن لوت أكويلو جسدها , تحول الذيل الملوح بسرعة إلى أقوى سوط على الكوكب . مع ذلك , فخر الذي تعرض للهجوم لم يكن عادي هو الأخر . مع انفجار نصف جسده , استخدم كل التنافر لدفع جسده للخلف نحو التيارات القوية .

- كوهو , هوهوهو ....! الرفض كما أرى !

عندما ضحك فخر عليها كانت أكويلو مذهولة .

" تريد الحصول على جولة معي ؟ "

أراد فخر مواجهة تنين البحر فى البحر ؟ حتى عشيرة الذهب , المسماة بعشيرة التنانين الأقوى , تجنبت قال أكويلو فى البحر . لم تتردد أكويلو فى القفز نحو تيارات البحر خلف فخر . لم يكن ظل امرأة لكن ظل طويل لثعبان ضخم يتحرك خلال الأمواج .

أمسك راندولف بسيوفه المزدوجة ونظر إلى ثيودور .

" لا أعلم ما الذي يحدث حقًا لكن ... أيها السيد الصغير , ما الذي ستفعله أنت ؟ "

" لست متأكد "

نظر ثيودور إلى ظلال الوحشين الذين اختفوا نحو البحر وتسائل في داخله ‘ شراهة , هل تستطيع أكويلو هزيمة فخر ؟ ‘

- هذا مستحيل . رد شراهة فى الحال بلا تردد . - قوة التنين ستكون كافية لو كان فخر لايزال فى المرحلة الرابعة , لكن بعد الوصول للمرحلة الخامسة الاحتمالات صفر % . لا توجد أي طريقة ليقتله تنين بحر .

‘ حتى اذا كان تنين البحر يقاتل فى البحر ؟ ‘

- قوة فخر القتالية لا تعتمد على البيئة . ينبغي أن تعرف ذلك بما أنك واجهته مرة .

بالتأكيد . لم يستطع ثيودور إنكار الأمر وتوقف عن الحديث . قدرة فخر تعني أن بامكانه في لحظة صنع صدفة , مثل التي عكست الطلقة السحرية ويمكنها تحمل سحر دائرة خامسة . كان هناك العديد من المخلوقات التي كانت قوية فى البحر , وخلود فخر لم يكن شيء تستطيع تنينة بحر هزيمته .

فى النهاية كان ثيودور مجبر على اتخاذ القرار الصعب . " أنا ذاهب "

" أأنت جاد ؟ " كان راندولف متصلب على عكس نفسه المعتادة . " لا أعرف ما هذا , لكنه شيء لا يمكننا تحمل التورط فيه . إنه مثل جمبري يتدخل في قتال بين حيتان "

" حسنا , لا يمكنني إنكار ذلك " هز ثيودور أكتافه . " لكن لدي علاقة مشؤومة مع ذلك الكائن . لو هزمت تلك التنينة سوف يأتي المخلوق لقتلي فى النهاية بالتأكيد . من الأفضل القتال مع التنين لهزيمته "

" لكن....لا , حتى لو فزت ... هل تستطيع الثقة في التنينة المخادعة ؟ "

" التنينة المخادعة لازالت تنينة . ربما سترد المعروف "

لقد اتخذ قراره بالفعل . وجه ثيودور كان يظهر ذلك . الذي يكافح الان كان راندولف . راندولف اتبع ثيودور برغبته لأن يصبح خبير كامل , لكنه لم يتخيل أبدًا أن يصطدم بتنين أو وحش .

كيف يمكن أن يقاتل راندولف خصم لا يستطيع الفوز ضده ؟ هل كان عليه المخاطرة بحياته فقط لأن ثيودور قد ساعده في إيجاد سيوفه الأثرية ؟

مع تردده , تحدث ثيودور إليه " كابتن راندولف , شكرا لك على كل شيء حتى الان "

"...ماذا؟ "

" كل الديون القديمة تم ردها لذا يمكنك تركي هنا . هذا كافي "

بعد إعطاء رسالة وداعه ركض ثيودور فى اتجاه أكويلو . ركض باستخدام القوارب كموطىء أقدام . باستخدام التسارع وسحر التعزيز البدني سرعان ما اختفى ثيو من رؤية راندولف .


حدق راندولف صامتًا في ذلك الاتجاه ."........."

بعد اختفاء أكويلو , أزيل تأثير ‘ خوف التنين ‘ تدريجيًا وبدأ الناس يصنعون ضجة مرة أخرى حول راندولف المتشوش .

"....هاه "

راندولف قد تلقى اعتبار من شخص أصغر منه . سواء كان ثيودور أدرك تردد راندولف أم لا , نواياه كانت جيدة .

"....اللعنة , الللعنة . هذا سيء! " حك راندولف رأسه بطريقة خشنة حيث صاح بصوت عالي , مفاجئًا الناس حوله . فخره المجروح , إحباطه من نفسه , قلقه على ثيودور , وخوفه من تنين ووحش مجهول كل هذه العواطف امتزجت معًا .

كانج!


ثم حمل راندولف سيفيه المعقوفين وركض على القوارب مثلما فعل ثيودور .

‘ اه! هذا الوغد! ‘ أتى التذمر من ورائه لكنه لم يسمعهم . ركض راندولف تجاه ساحة معركة الوحوش .

" اللعنة ! لقد حدث بدون تحذير بالتأكيد ! "

كانت السماء الصافية ممتلئة الان بسحب مظلمة , وهبت عواصف رياح قوية على البحر الصامت سابقًا . كان موعود أن قتال اليوم لن ينتهي بسلام , حيث دخل سياف واحد إلى عاصفة إرداته الخاصة .


**************************************************************************************************************************


2018/03/21 · 3,829 مشاهدة · 1823 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024