ككييييك.

اكتشف ثيودور وجه مألوف عندما فتح الباب . لقد شعر كلاهما بالأخر لذا لم يكونا متفاجئين كثيرًا . غطت الضمادات نصف بشرته لكن راندولف تحدث بابتهاج كالعادة ,"أوه, هل استيقظ السيد الصغير الشقي والمستغرق فى النوم أخيرًا؟"

"وفي هذا الوقت, يستطيع راندولف الجري فى الأنحاء بسهولة" تحدث ثيودور بصوت معجب بينما يفحص جسد راندولف .

كان كما قال . بعد الحصول على معرفة لي يونسونج عن الجسد البشري , أصبح تشخيص ثيودور أكثر دقة من تشخيص معالج عادي . الإصابات الملحوظة سوف تأخذ شهر واحد للتعافي على الأقل . عند ضم الإصابات التي لم تكن مرئية إلى المسألة , سوف تأخذ على الأقل ثلاث شهور للتعافي . برهان النجاة بين الحياة والموت كان محفور على جسد راندولف بالكامل .

لكن أومأ راندولف بتعبيرات راضية ,"بالطبع . لقد اكتسبت بعض الفائدة من هذه المعركة لذا كيف يمكنني أن أستلقي وأنسى ذلك؟"

"فائدة, بالتأكيد لا تق...؟" سأل ثيودور بوجه مذهول , في حين ضحك راندولف كما لو كان ينتظر ذلك .

"حسنا, لقد مر نصف يوم فقط منذ لمحتها" تحدث راندولف بشكل عادي لكن معنى كلماته لم يكن خفيف أبدًا .

كان هناك شيء واحد فقط يمكن اعتباره فائدة . كان الشرط الأساسي لتكون خبير سيف حقيقي -- إيقاظ قدرة الهالة!

راندولف الذي كان يعتمد على هالته القوية وقدراته الجسدية , قد خطا أخيرًا نحو عالم الفائقين . القتال مع فخر عمل كعامل حفاز , ولقد خرج خبير أخر نحو هذا العالم الان .

أعجب ثيودور بإنجاز راندولف ,"تهانينا . أنت الان خبير سيف كامل"

"إنها مكتملة , لكن اذا أردت استخدامها باتقان سوف أحتاج للتدرب لبضعة سنوات . حسنا , إنه لا شيء مقارنة بعندما كنت أتجول بلاهدف"

لكن لم يستطع راندولف إخفاء سعادته حيث قهقه ونقر على كتف ثيودور .

لو كان يتدرب لوحده ربما كان سيأخذ منه خمسة سنوات أو ربما عشرة . رغم أنه ربما قد مر بالعديد من المواقف الخطيرة إلا أن هذا الانجاز كان نتيجة علاقته مع ثيودور . القتال الأخير مع فخر قد نجح في جعله يكدس دزينات السنوات من الخبرة .


بعد فترة قصيرة من الثرثرة نزل الاثنين على السلالم معًا .

"بالمناسبة, أين هذا المكان؟ مهما نظرت , فهو لا يبدو كعرين تنين" سأل ثيودور .

"اه, لقد قالت أنها فيلا . إنها على جزيرة تقع على ضواحي أرخبيل القراصنة . إنها منطقة لا يستطيع القراصنة دخولها"

"فيلا...."

حسنا, التنين ليس مضطر للنوم في كهف . فهم ثيودور ونظر إلى داخل الفيلا . لم تكن تقارن باحتفال اله البحر لكن الرسوم والزينة بدا أنها غالية . بالأحرى, كانت مشابهة لقصر الايرل بيرجين الذي زاره فى الماضي .

لكن الاختلاف القاتل كان حضور المالك . بمجرد أن وضعوا أقدامهم في ممر طويل بعد السلالم , رن صوت واضح في رؤوسهم ,[ من هذا الطريق ].

كان صوت تجاوز ‘المكان‘ كان مختلف جدًا عن الكلمات التي يتم نقلها في شكل ‘صوت‘. لم يستطع ثيو فهم المبادىء , لكن بمجرد أن سمعوها كان بناء القصر محفور بالكامل في عقولهم .

‘بالتأكيد هذا...هل هي كلمات التنين؟‘

لغة التنين كانت القوة لاختصار دزينات من صفحات المعلومات إلى بضعة مقاطع . العديد من السحرة فى الماضي حاولوا إعادة صنع هذا النظام , لكن لم تكن هناك حالة ناجحة واحدة أبدًا . فضول ثيودور كساحر كان يغلي لكن لم يكن الان هو الوقت المناسب .

سرعان ما واجه الثنائي أكويلو في شرفة الفيلا .

"مرحبًا . هل هذه مرتكم الأولى في فيلا؟"

كانوا في حيرة من كلماتهم حيث شاهدوا ابتسامتها الخافتة تحت شمس الظهيرة . على عكس السابق , أخفت قرونها وذيلها لذا كانت بالضبط مثل امرأة جميلة فقط . لو كان هناك لقب ‘ أعلى جميلات الدولة ‘ ستكون واحدة من أقوى المرشحين على القارة .


رفعت أكويلو إصبعها نحو الشخصين .

"لا تقفوا هناك فقط , اجلسوا . لقد جهزت الأشياء بطريقتي الخاصة لذا لنبدأ القصة"

عندما جلس ثيودور وراندولف على الكراسي ظهر الناس من الفيلا بينما يحملون شيئا ما .

‘هذا....؟‘

كانت أطباق بخارية ساخنة مع روائح لذيذة . لم يأكل ثيودور لثلاثة أيام لذا بدأ يسيل لعابه بطبيعة الحال . كان نوع من العشاء رأاه فى السابق فقط عندما كان يأكل مع كورت الثالث . أنهى الخدم ترتيب الوجبة المسرفة , وابتسمت أكويلو بينما ترفع كوبها .

"في صحتكم!"

وهكذا, بدأ غداء التنينة سيئة السمعة .


* * *


ربما يرتاب بعض الناس من هذا الغداء لكن ثيودور لم يعتقد ذلك .

على أي حال كان لديها الكثير من الوقت لقتله فى الثلاث أيام الأخيرة . لهذا مد ثيودور يده نحو الأطباق الجاهزة بلا تردد أكل القليل من اللحم بعناية و...

‘أوه, أليس هذا لذيذ حقًا؟َ!‘

كان يقارن بطبق مصنوع بمهارة طباخ ميلتور الملكي , ولم يكن ببساطة بسبب المكونات الجيدة . كان هذا طبق يصنعه طباخ من الدرجة الأولى وبأجود المكونات . نظر ثيودور إلى أكويلو بتعبيرات متفاجئة وكان مذهول مرة أخرى .

لقد كان تمارس أداب الطعام الأكثر اكتمالًا من أي أحد رأاه حتى الان . موقع أدوات الطعام كان ممتاز , ولم يصدر أي صوت عندما كانت تستخدم السكينة بمهارة . لم تكن هناك أي صبغات ولا قطرات من الصوص على فمها , والمنديل لم يتم لمسه حتى الان . التنين كان مخلص لاحتياجاته الأساسية , والطعام كان واحد منها .

تعجب ثيودور من مظهرها الأنيق وواصل الأكل . في بعض الأحيان أمكن سماع أصوت قرع أدوات الطعام على الطاولة , وانتهت وجبة الثلاث أشخاص بعد ساعة .

كلانج.

كمالكة هذا المكان , كانت أكويلو أول من يضع أطباقها . "هرممم, كان جيد جدًا . هل يلائم أذواقكم؟"

أومأ ثيودور ,"كان جيد حقًا . إنه في مستوى قصر ملكي"

قال راندولف ,"لم أجرب ذلك , لكن الطعام كان مثير للاعجاب حقًا"

رد فعلهم كان مرضي , وهذا جعل أكويلو تصفق يديها عدة مرات . بعد فترة قصيرة , أتى الناس من داخل الفيلا وأزالوا الأطباق الفارغة ووضعوا الشاي الفواح أمام الأشخاص الثلاثة .

ثم نظرت أكويلو إلى الاثنين ," إذن لنحسم الدين الذي أدينه لكليكما"

كان الأمر يبدأ حقًا الان . لم يسع ثيودور سوى إمساك نفسه بينما ينتظر كلامها التالي .

"عشائر التنانين لديها ميول مختلفة . إنها العواطف بالنسبة للعشيرة الحمراء , الحكمة لعشيرة الذهب , الحياة للعشيرة الخضراء , النقاء للعشيرة الفضة ...ومثلي , العشيرة الزرقاء تشدد على الفائدة"

لم يعني هذا أنها تحب الحصول على الفوائد . اذا كانت كريمة , فعليها الحصول على شيء فى المقابل . اذا تدين لأحد , فعليها رد الدين . إعادة رد أي ديون كانت طبيعة التنانين الزرقاء .


لهذا السبب أخذت أكويلو تضحيات من أرخبيل القراصنة في مقابل حمايتها .

"كلاكما أنقذ حياتي . قوتي الخاصة ساعدتني على تجاوز الأزمة , لكن الدين الذي أدين به لايزال ثقيل . لا أستطيع رد دين حياتي بنصف الذهب على هذا الأرخبيل"


ثم رفعت ثلاث أصابع .

"واحدة للسياف , واثنتين للفتى" بدت أكويلو ملكية بينما تقوم بالتصريح ,"سوف أمنحكم ثلاث خدمات مقابل فضلكم علي . اذا أردتم , يمكنني تمرير السيادة على هذه الجزيرة حتى"

نظر الرجلان إلى بعضهم البعض ووصلوا لاتفاق صامت , مما جعل راندولف يفتح فمه أولًا .

"أنا لا أهتم بهذه الجزيرة . بالأحرى , أحتاج لسيف"

"سيف؟"

"سيوفي تحطمت تمامًا فى القتال ضد الوحش . اذا لديك أي سيوف جيدة أيمكنني الحصول على اثنين؟ هذا ما أريد طلبه منكي"

نظر إلى سيوفه المعقوفة بتعبيرات مريرة . كانت هناك تصدعات كبيرة كشبك العنبكوت في منتصف كلا السيفين , وبدوا كأنهم سينهاروا في أي لحظة . لقد استعاد راندولف أثاره بالكاد من بارونية ميلر بالاضافة إلى التقنيات داخلها , لكن قلة خبرته جعلتهم يتحطموا . لو كان قد قاتل باستقامة خبير لم تكن سيوفه ستتحطم .

مع ذلك كانت لدى أكويلو تعبيرات سخيفة على وجهها ,"سيفين؟ هل أنت جاد؟"

"لا يمكنك؟"

"تنين يدين لك بدين حياة أو موت وأنت تطلب سيفين؟"

بدت غاضبة لكلمات راندولف لكن سرعان ما أطلقت قوتها .

[ пространство (مكان) ]

في نفس الوقت, تصببت دزينات من السيوف فجأة . كانت كلها سيوف مشهورة . يملكوا قيمة كقيمة التحف لكن كانوا أيضًا في حالة ممتازة للاستخدام العملي . وبضعة تحف خاصة من الأقزام المختفيين عميقًا فى الجبال كانت موجودة وسطهم . ناظرة إلى راندولف الذي قفز بسعادة , تنهدت أكويلو بملامح حزينة على وجهها .

"خذ كل شيء هناك . ألن يكون مزعج اذا كانت قيمة حياتي تعادل قطعتين من المعدن الخردة فقط؟"


"ح-حقًا؟"

"لا, سوف أعطيك درع أيضًا بما أن خاصتك تحطم . اختر نوعك المفضل"

فرقعت أكويلو أصابعها وتصببت دروع لامعة للخارج . ضربت رأس راندولف بواسطة أمطار المعدن المتساقط , لكنه لم يشعر بأي ألم حيث عانق كومة الدروع . لم يسع ثيودور وأكويلو سوع الضحك على المنظر أمامهم قبل أن ينظرا إلى بعضهم البعض .

الخدمتين المتبقيتين كانا ينتميان إلى ثيودور . ‘لا تحبطني هذه المرة‘ كانت ظاهرة في عيون أكويلو حيث أخذ ثيودور نفس عميق وفتح فمه .

قال ,"أولًا وقبل كل شيء, أريد منكي تفكيك أرخبيل القراصنة هذا"

"هرممم؟" صنعت أكويلو صوت غريب بينما تحدق في ثيودور . شعر راندولف بالجو الغريب ونظر للأعلى من مكانه . طلب ثيودور كان يعني تدمير امداد البضائع الشاسع الذي تحصل عليه أكويلو . تضحيات القراصنة كانت تساوي مئات ألاف الذهب كل عام , لذا ألم يكن هذا ضرر ضخم؟

مع ذلك كانت أكويلو هادئة بشكل مفاجىء .

"أسفة, لكن هذه ليست مسؤوليتي"

"لماذا؟"

"لقد نظمت أرخبيل القراصنة نحو هذا البناء , لكن القراصنة كانوا يعيشون هنا منذ ذلك الوقت . لا أملك الحق لفعل ذلك إلا لو طلبت مني أن أقتل الجميع أو أدمر هذه الجزيرة"

بالفعل, كان ثيودور مقتنع من هذا التوضيح . أكدت أكويلو على أن ‘حقها‘ و ‘قوتها‘ كانا منطقتين مختلفتين . من الممكن تدمير أرخبيل القراصنة , لكن ملكية الجزيرة وحقوق السكان لا يمكن مناولتها بواسطتها .

مع ذلك , استطاع ثيودور اكتشاف طريقة أخرى لتفكيك أرخبيل القراصنة .

"اذا كانت هذه هي الحالة , فأريدك أن تستعيدي بركتك . أهذا ممكن؟"

ابتسمت أكويلو وأكدت ,"بالتأكيد . لن يكون هذا صعب"

بعدة طرق , كان هذا المعروف أكثر قسوة . اختاره ثيودور رغم معرفته بهذه الحقيقة . حتى الان كان أرخبيل القراصنة قادر على التحرك بحرية فى البحر بفضل بركة تنينة البحر أكويلو .


سفن القراصنة التي فقدت قواها يمكن هزيمتها الان بواسطة الجيش . كان من الطبيعي أن يفقدوا حياتهم بمجرد تلاشي البركة . فبعد كل شيء , يجب أن يحكم القانون على المجرمين . مصير القراصنة تم تقريره .

"الان ما هي أمنيتك الأخيرة , أيها الفتى؟" همست أكويلو حيث وضعت يدها على ذقنه . الشعر الأزرق المتعلق على بشرتها البيضاء جذب الانتباه بطبيعة الحال , لكن ثيودور كان مشغول بالتفكير كثيرًا . الأمنية الأخيرة كانت الشيء الحقيقي ؛ فرصته الأخيرة للحصول على شيء منها .

الساحر الذي يحمل هذه الأمنية في يده تحدث بحذر ,"الشيء الأخير الذي أريده...."


**************************************************************************************************************************

2018/03/22 · 4,012 مشاهدة · 1703 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024