بعد المدرسة, انهي ثيودور العشاء, و كما اخبره الاستاذ فينس, كان يسير بتعبير غارق في التفكير .
هو لم يستطع الاستمتاع بفوزه ضد جارسيا لانه يعلم لماذا استدعاه فينس. في الاكاديمية, لم يكن هناك اي شخص يعرف ثيو اكثر منه. لقد ادرك ان مهارات ثيو تحسنت بشكل غير عادي .
‘ بالاضافة الي ذلك, هو يعلم اني ليس دي المال لشراء المواد الكيميائية او معلم خاص ’
فينس لقد اعتني به اكثر من اي شخص في الثلاثة سنوات الماضية .
و قد تحدث ثيو عن اوضاعه المالية البائسة, التي كانت بالكاد مثل القرويين الفقراء, و استشعاره السئ .
فينس لم يكن مثل باقي الاساتذة الذين لم يعطوا ثيو حقه من الاهتمام. هذا الموقف كان خطير لانه الاستاذ فينس, الذي كان يندم علي رؤية موهبة ثيو تهدر و حاول فتح طريق اخر له. الاستاذ فينس سيستطيع معرفة صحة كلمات ثيو .
فوق ذلك, كانت هناك مشكلة اخفاء وجود شراهة(الكتاب ).
‘ تبا, لا يوجد حل مهما حاولت التفكير فيه. لا استطيع اختراع عذر للاستاذ فينس. هذا سوف يسبب عدم فهم, و انا قد لا اكون قادرا علي انقاذ هذا الموقف .’
شراهة اخبره عن وجود اكثر من 100 طريقة لزيادة السحر, لكنه اخبره واحدة فقط .
في هذا اليوم و العصر, فقط ثلاثة او اربعة طرق كانت مكتشفة. الطرق الاخري شملت السحر الاسود و تقنيات الاحتيال*, و لكن كان من العادي ان تزيد القوة السحرية بدلا من ان تزيد. و في موقف كهذا, لم تكن هناك اي ثغرات للهرب .
لكم من الوقت قلقت حول ذلك؟ ثيو كان بالفعل امام معمل الاستاذ فينس .
“… لقد جئت .”
لقد كانت زيارته الاولي منذ حصوله علي التصريح. نظر ثيو الي الباب البني امامه. في هذا الوقت, قد خرج من هذه الغرفة بوجه قاتم, و ها هو قد عاد بمخاوف اخري بالكامل .
المركز الذي كان فيه قد تغير للغاية. مرة واحدة مغفل الدائرة الثانية اصبح صاحب اعلي علامات في صفه. هذه كانت نتيجة مواجه الصعاب بدون ان يدير ظهره لها .
‘ انه نفس الامر هذه المرة ايضا .’
هو لن يجري بعيدا. ثير قرر انه سيواجهه كما رفع يده .
طرق, طرق .
“ يا استاذ, هذا ثيودور .”
اجابة جائت من خلف الباب, كما و كأنه كان ينتظره .
– تعال للداخل .
ثيودور ادار مقبض الباب, و هو يستطيع شم رائحة القهوة المعتادة. المخطوطات و الكتب المنتشرة علي مكتب الاستاذ فينس اظهرت مدي اجتهاده. و قام بوضع المخطوطة التي كان يقرأها علي المكتب و من ثم نظر الي ثيو بتعبير يصعب قراءته .
“ لقد جئت في الوقت المناسب. اجتماع الاساتذة اخذ وقت اطول مما توقعت, لذا انا جئت هنا للتو .”
و قد كان كما قال. التعامل مع جارسيا كارتر كان مشكلة صعبة للاكاديمية. الفيكونت كارتر كان مشهوراً, لذا هم لم يريدوا عقاب ابنه حتي لا يتسببوا في مشكلة. الاساتذة كانوا مهمومين للغاية حتي لا يجبر فينس علي الاستسلام من طرده او اعادة عام .
و بعدما مر ساعتين او ثلاثة علي المقابلة, انتهي اخيرا بظهور الفيكونت كارتر شخصيا في كرة كريستالية .
– انا اسف للغاية لان ابني الاحمق كان مزعج لتلك الدرجة .
كنبيل شريف و مستقيم, الفيكونت كارتر لم يحاول صنع اعذار لابنه جارسيا. بدلا من ذلك, طلب من فينس ان يعاقبه بصرامة. و كنتيجة, قرر مدير الاكاديمية ترك القرار النهائي لفينس .
“ هذا كان غير مرضي. المدير كان خائفا من الوقوع في مشاكل مستقبلية محتملة في حالة قيامه بقرارٍ خاطئ .”
فينس توقف عن شرح الموقف حتي هذا ثم توقف عن الكلام لبرهة. بعد ذلك قام باخذ رشفة من كوب القهوة الموجود علي مكتبه, غير راضٍ بكون اساتذة الاكاديمية بيروقراطين لا يهتمون الا برافهيتهم .
و من ناحية اخري, ثيو لم يتوقع الكثير من الاساتذة, لذا تعبيره ظل هادءا. رأي فينس تعبيره و وضع الكوب علي مكتبه .
“ لقد ثرثرت كثيرا. هل يجب علي الذهاب الي النقطة الاساسية ?”
قبل ذلك, سحب فينس شيئا للخارج. لقد كانت قلادة مثيرة للاعجاب علي سلسلة من الفضة. استطاع ثيو الشعور بكمية ضخمة من الطاقة تأتي من الجوهرة الحمراء في المنتصف .
عيون ثيو اتسعت طبيعيا عندما رأي القلادة .
‘ انها تحفة! انا لم اري واحدة بهذه الجودة العالية من قبل .’
الشكر للبقاء عند بائع السوق السوداء لمدة شهرين, ثيو لاحظها بسرعة. القلادة الفضية كانت شئ لا يمكن مقارنته باي بضاعة عند بائع السوق السوداء. كان ترتيبها للطاقة السحرية مختلف بالكامل .
لقد كان من الممكن تقصير المسافة نحو الدائرة الرابعة الي النصف اذا استهلك هذه القلادة. القلادة كانت مثل طبق شهي مزين. و من ثم اخبره الاستاذ فينس بهوية القلادة .
“ اسم هذه القلادة هو اللهب المدوي .”
“ اللهب المدوي …؟ ”
“ اجل. جارسيا, هذا الاحمق, استخدم هذه التحفة اثناء قتاله ضدك .”
في الواقع, بسبب قوة القلادة. اومأ ثيو دون وعي. هذا اجاب سؤال كيف قام جارسيا, ساحر الدائرة الثالثة, استطاع استخدام تعويذة الدائرة الرابعة "قذيفة الانفجار ". هذا كان ممكنا بقوة ‘اللهب المدوي .
بالرغم من ذلك, هذه المفاجئة لم تنتهي هنا .
“ الان, خذها .”
“— اه ?”
الاستاذ فينس قام برمي اللهب المدوي فجأة نحو ثيودور .
تحفة, التي كانت قيمتها تساوي علي الاقل 100 ذهبة و كانت كنز بالنسبة للسحرة, كانت يتم رميها في الهواء. ثيو الذي رفع يديه غريزيا و امسك بها .
و قبل ان يستطع ثيو السؤال, قال فينس, “انت لن تستلم اعتذار من الاكاديمية. بالرغم من ذلك, لقد هوجمت من قبل هذه التحفة. انا اظن هذه القلادة, اللهب المدوي , تم ارسالها كاعتذار من الفيكونت كارتر .”
“ لا, حتي ولو …”
تمرير تحفة كهذه كاعتذار… لا احد في مملكة ميلتور يجرؤ علي فعلها. علي الاقل, الفيكونت كارتر لم يكن معروفا بثروته .
علم ثيو هذا و لم يقتنع, لكن شرح فينس القصة خلف هذا الحادث
“ في حين ان, جارسيا سيتم ايقافه لمدة شهر. انا اخترت هذا العقاب بدون استشارتك, لكن في حالة وجود اي شكاوي, اعطني القلادة و سيتم طرده .”
“… انا لا املك اي شكاوي, أستاذ !”
“ حسنا, لقد توقعت ذلك .”
ثيو كان قد فوجؤ من مكسبه غير المرتقب, ابتسم فينس و امسك بكوب قهوته مجدداً .
لا يهم ما العقاب الذي حصل عليه جارسيا, ثيودور لن يحصل علي اي مكاسب. لا, جارسيا قد يبدأ بالحقد اذا حصل علي عقوبة شديدة. بينما, قبول اللهب المدوي سيعطي ثيو مكسب .
‘ حسنا, من الممكن ان اصبح ساحر دائرة رابعة قبل التخرج .’
للحظة,كان هناك هدوء مطمئن. ايدي ثيو كانت تهتز لانه كان يريد استخدام التقييم فوراً, بينما اغمض فينس عينيه مستمتعا برائحة القهوة. علي اي حال, الهدوء قد تم كسره بصوت فينس .
“ منذ الان, هذا سيكون سؤالي الشخصي .”
الكش ملك المحتوم قد وصل . الاعصاب المسترخية تم سحبها بقوة كرباط مطاطي , وتعبيرات ثيو أصبحت متجهمة .
فقد احساس الامان الخاطىء الذي أعطاه البروفيسور فينس له بمناولته هذه الاداة , وظهر في عقله حوار افتراضي عن كيف ستسري هذه المحادثة . الجو فى الغرفة بدا أنه برد في مجرد 10 ثواني .
" أنا لا أشك بقدراتك . لا , أي أحد يفهم طبيعتك لن يشعر بالشك . ألم أخبرك بشعة مرات بالفعل ؟ ثيودور ميلر , لو كنت تملك حساسية أعلى قليلا , لكنت المتخرج الافضل منذ ثلاثة سنوات "
لم تلين ملامح ثيو حتى بعد الثناء . بالاحرى , أصبحت أكثر توتر . ثيودور كان خائف من هذه السمعة الرائعة . لا أحد فى الاكاديمية يعلم , لكن شخص واحد فقط قد خمن موهبة ثيودور . هذا الشخص كان البروفيسور فينس .
" لكن , هذا هو الحد . لا توجد طريقة لرفع حساسية المرء . وانا اشعر بالندم لأجلك "
لكن ___
نظر فينس إليه بعيون حادة .
" منذ اجازة الشتاء , أنت تغيرت . لا , كلمة " تغيير " ليست كافية . لقد أصبحت مختلفا تماما "
كان بعض من الارتياح أنه لم يوجد أي عداء واضح . ربما امتص ثيو بعضا من مواهب وخبرات الفريد بيلونتس , لكن لم يكن ندا لفينس . فينس هو شخص كان ساحر حربي لعقود وكان قويا بالدائرة السادسة . لو قاتل ثيو ضد فينس مائة مرة , سيموت ثيو مائة مرة .
لحسن الحظ , فينس كان يستجوب ثيو ولم يبدو أن لديه أي مشاعر عدائية .
" الامر على ما يرام ان لم ترد الاجابة . أنت مخلص ولست طالب معيوب شخصيا . أعلم أنك لن تستخدم وسيلة قذرة لمثل هذا التطور "
" بروفيسور ... "
" لكن اذا فكرت بي كمعلمك , أتسائل اذا كان هناك أي شيء يمكنني فعله لمساعدتك "
‘ اريد أن اعلمك ‘ كان الاستنتاج . في تلك اللحظة , شعر ثيودور ميلر بشيء ما .
" هنا , هذا مفترق طرق "
حياته ستتغير اعتمادا على أي جانب يختار . أيجب أن يخبر فينس أم يجب أن يخفيه ؟
اذا أخفاه , ستستمر أيامه كما كانت الان . سيستمر بأكل الكتب من المكتبة ويحصل على الشهادة كطالب نخبة . لا , هل سيكون الامر هكذا حقا ؟
يوجد حد لعدد الكتب الذي يمكن أن يأخذها من المكتبة . على مدار الشهرين الماضيين , جلوتوني قد أكل أكثر من مائة كتاب بالفعل . أخفى هذا بطريقة ما عن طريق تغيير ترتيب التجميعات أو تحريك المكاتب , لكن اذا نظر أحد عن قرب , سيكون الامر واضح قريبا .
لكن , اذا كان يملك مساعدة البروفيسور فينس , لن يحتاج إلى أخذ هذه المخاطر .
" لا , هذا لا يهم "
فى النهاية , هذه كانت مسألة ثانوية . عليه أن ينظر الى جوهر الموقف .
ما كان معنى مفترق الطرق هذا ؟
حدق ثيو بجدية فى البروفيسور فينس . بتذكر الماضي , كان سؤال بسيط ...
.... أينبغي أن يثق أو لا يثق بفينس ؟
" بروفيسور "
بعد فترة من الصمت والذي كان طويل وقصير في نفس الوقت , اتخذ ثيو قراره أخيرا .
............................................................................