كان من الجميل تخيل الحصول على ترحيب . لكن رحيل ثيو كان سري جدا ، لذا لم يكن ساذج كفاية ليتوقع ترحيب بينما يشاهد الأخرين . لا ، كان مشكوك أنها تعرف الأمر حتى .

بينما كان ثيودور ممتلىء بهذه الشكوك أرسل سيد البرج رسالة له عن طريق السحر [ انها تعلم . انها ابنة بلونديل لذا يمكنها أن تكتشف بسهولة اذا أرادت ]

' بالفعل ' اتفق ثيو معه .

يمكنها اكتشاف كل المعلومات المتعلقة بثيودور عن طريق بلونديل سيد البرج . بالتأكيد ، كان متأكد أن سيلفيا لن تسرب المعلومات لكن ربما تكون هناك مواقف لا يمكن التنبؤ بها . لم يكن ثيودور متأكد من كيف يبدأ .

مع ذلك ، كانت سيلفيا هي التي تحركت أولا " ثيو "

" ن-نعم؟ " ربما لأن نبرة صوتها كانت مختلفة عن منذ سنة لكن استحابته تأخرت بنصف خفقة . على عكس السابق ، كان صوت سيلفيا الان واضح وعالي .

عندما تصلب ثيودور بدون سبب التقطت سيلفيا الكتب التي أسقطتها .

" يبدو أن عملك قد انتهى " صوتها كان أكثر هدوءا مما توقع . انحنت باختصار الى سيد البرج وسألت ثيودور " هل أنت مشغول الان؟ "

" ....نعم ، أعتقد أنني سأكون مشغول حتى المساء "

" أنا أرى " نبرتها كانت متفهمة . ابتسمت سيلفيا واتجهت نحوهما . ثم عندما مرت بجانب ثيودور همست " لازلت غير مستعدة تماما ، لذا سأراك لاحقا "

التف ثيودور اليها عند الكلمات الغريبة ، لكن سيلفيا كانت تصعد السلالم نحو البرج الأزرق بالفعل .

صعد ثيودور وأورتا على السلالم المؤدية للبرج الأحمر .

اللقاء مع معلمه فينس هايديل كان سريع حقا .

خلال تلك السنة التي اختفى فيها ثيودور , غرفة فينس الشخية كان موضوع عليها لوح منقوش عليه رمز ‘ النخبة ‘ كان ثيو متفاجىء للحظة لكن لم يكن من الصعب إكتشاف السبب .

بفضل استعادة لغة امبراطورية بالشيا القديمة ونظامها السحري لم يكن من الغريب أن يصبح معلمه من النخبة .

" معلم! " فتح ثيودور الباب بصوت مبتهج .

" ثي-- سعال!! " بصق فينس رشفة القهوة التي أخذها للتو . كان لقاء معلم وتلميذ بعد مرور سنة , وهذا اللقاء المؤثر بدأ بالقهوة التي غطت وجه ثيودور .

"ه-هذا...ثيودور , هل أنت بخير؟ "

" اه , أنا بخير نعم "

لحسن الحظ لا يمكن أن يتأثر ثيودور بالقهوة الساخنة حيث كان مقاوم للحرارة . هو لا يملك القدرات الجسدية لمستخدم هالة لكن جسد الساحر مختلف عن جسد الشخص الطبيعي بعدة طرق .


بالطبع , اعتذر فينس عن بصق القهوة على تلميذه الذي لم يره منذ عام .

" إذن لنبدأ القصة " بعد هدوء المكان وتجهيز قهوة جديدة فتح فينس فمه أولًا " أولًا وقبل كل شيء , أهلًا بعودتك . أنا لا أرى أي اصابات لكن ماذا عن المشكلة التي تحدثنا عنها قبل أن تغادر؟ "

" إنها فاقت التوقعات كثيرًا "

" هذا شيء جيد " ابتسم فينس بعدما تم طمأنته . الأخبار عن ذهاب ثيودور في رحلة كانت معروفة لبعض الناس , لكن فقط فينس من يعلم عن موعد ثيودور النهائي .

رفع أورتا رأسه لكن لم يتدخل في الحديث بين الاثنين .

ثم بدأت حكاية مغامرات ثيودور .

الغارة أثناء عبور الحدود نحو سيبوتو , القطعة المميزة من شركة التجارة , مزاد سيبوتو التحت أرضي , الاشتباه في شركة أوركوس والسحر الأسود ....كانت هناك كمية كافية للحديث طوال اليوم .

فى البداية , كان سيد البرج الأبيض يستمع بشكل عادي , لكن بعد ذلك اتكأ للأمام للاستماع عن قرب أكثر لكلمات ثيودور , وقام بتعليقات مع تقدم القصة .

" فارس موت وسفينة أشباح .... علي أن أرفع مستوى التحذير بمرحلتين "

" أرخبيل القراصنة . اعتقد أنه كان مجرد مجموعة من القراصنة لكن لم أتوقع أبدًا أن يكون هناك تنين بحر ورائهم "

" مملكة سولودن تقوم بحركة كبيرة . ربما ستحدث حرب أهلية في شرق هذه القارة .... "

.... كان نفس النمط . كانت هناك بضعة أشياء ثانوية لكن كل الأحداث كانت كبيرة جدًا . وصلت القصة إلى الذروة حيث تمت هزيمة هايد , خسر الساحران الكبيران وقارهم وصفقوا له .

" ممتاز!! إنه حكمي فقط , لكن هذه الانجازات كافية لمنحك موقع ماركيز " علق فينس .

" أنت تبالغ في الثناء علي "

" لا , من الصعب عدم الاتفاق مع كلمات النخبة فينس . الوصول للدائرة السابعة في هذا العمر وهزيمة واحد من سيوف الامبراطورية السبعة؟ حتى لو نظرت خلال كل تاريخ ميلتور سيكون من الصعب إيجاد شخص اخر مثلك " أثنى أورتا على ثيودور أيضًا .

لم تكن لدى ثيودور أدنى فكرة عن كيف يرد علي ثناء الساحرين .

فينس هايديل وأورتا .... كلاهما ساهما في مملكة ميلتور ومارسوا السحر لفترة أطول من ثيودور . لم يريد أن يكونوا مستائين بسبب الانجازات السريعة لفتى أصغر منهم , لكن لم يستطع رؤية أي علامات لذلك على وجوههم .

عانق ثيودور مشاعر الفرح العارم والإعجاب , وشعر بقلبه يخفق بسرعة .

‘ لقد قابلت بعض الناس الجيدين حقًا ‘

ربما شعور الانتماء هذا كان قوة ميلتور الحقيقية . هم لا يحتكروا المعرفة لأنفسهم فقط , يعلموا السحرة الزملاء , وليست لديهم تلك العقلية الحسودة . كانت مثل الجنة مقارنة بامبراطورية أندراس حيث كانت هناك أنظمة صارمة بين المعلم والتلميذ .

" اه , هذا يذكرني يا معلم " في تلك اللحظة ظهر سؤال مفاجىء عن سيلفيا في عقل ثيودور , الذي شعر شعور أفضل " أنا فضولي بشأن ما حدث فى العاصمة خلال السنة الماضية . على سبيل المثال , سيلفيا كانت تعرف أنني غادرت ... "

" هممم " ربما كان هذا موضوع أثقل مما اعتقد ثيو , حيث تأوه فينس قبل أن يفتح فمه " حسنا , دعني أقول الذي أعرفه "

القصة التي قيلت كانت تفوق توقعاته . سيلفيا قد اكتشفت عن مغادرة ثيودور بعد فترة . ثم بقيت في غرفتها لأسبوع . وبعد أسبوع أخر , بدأت تتغير بهدوء .

كانت سيلفيا تقرأ الكتب طوال اليوم أو تتدرب في غرفة التدريب . لقد أصبحت أكثر هدوءًا لكن أكثر عنفًا من أي شيء أخر . غمرت نفسها في السحر , ولم تهتم حتى بسلامة جسدها .

ربما لن يكون بالأمر الكبير بالنسبة لأحد أخر , لكن رحيل ثيودور سبب تغييرات في سيلفيا . كان لديها موهبة وامكانية أكبر من الأخرين , لكنها كبرت بدون أن تعرف اليأس .

حتى مع ثيودور كان لديها رغبة طفولية للتنافس معه فحسب . لكن الان , غيرت سيلفيا إدراكها للسحر بعيدا عن ‘ اللعب ‘

" لقد لاحظت ذلك بالفعل أليس كذلك؟ "

" نعم . بالتأكيد " أومأ ثيودور عندما تذكر صدمة تلك اللحظة . " لقد أنهت الدائرة السادسة "

كانت سيلفيا تملك موهبة صادمة ومرعبة . لقد كافح ثيودور , حتى وهو يستخدم قدرة الغش , شراهة . الجدار الذي كان من الصعب التغلب عليه بواسطة المواهب الأكبر حتى , تم اختراقه بواسطة سيلفيا بعدما تغيرت عقليتها .

مع ذلك , لم يكن هذا ما حاول فينس قوله . نظر إلى ثيودور وأعلن " تلك الصغيرة تريد أن تتبعك "

" هاه؟ أنا؟ "

" نعم . تمامًا كالكتكوت الذي يفكر في أول شخص يراه بعد الفقس على أنه أمه , لقد أصبحت حضور مثل هذا بالنسبة لها "

للمرة الأولى في حياتها قابلت الفتى الذي يمكنه منافستها والذي ذهبت معه في المغامرات من قبل . من الطبيعي أن يصبح ثيودور كيان كبير بالنسبة لسيلفيا , التي كانت مثل صفحة فارغة من الورق .

مع ذلك , ذلك الفتى قد رحل وسار بمفرده . الفتاة , التي كانت لا تألف الحديث وطلب المساعدة من الناس , وجدت إجابتها الخاصة حينها : لأنها كانت ضعيفة , فقد أصبحت عبء عليه . بالتالي قررت سيلفيا أن تصبح أقوى . سوف تصبح أقوى من الفتى الذي هزمها , أو على أقل الأقل كتف إلى كتف معه .

لم يكن ثيودور أدرك ذلك بعد حتى سمع هذه الكلمات . كان حينها أن فهم أخيرًا ما كانت تعنية سيلفيا بكلمة ‘ مستعدة ‘

بينما يشرب قهوته في صدمة أومأ فينس ونصحه " لن أطلب منك أن تقابلها مباشرة , لكن لا ينبغي أن تنسى ذلك "

" ...اه , سوف أبقي هذا في عقلي "

ثيودور قد استثنى بالفعل ‘ المؤهلات ‘ و ‘ العمر ‘ كأعذار . أفرغ كوبه حيث مرة أخرى اكتشف عدم نضجه الذي أظهره له اختبار ابى نو سيماي . ربما تكون الأجواء , لكن الطعم المتبقي من القهوة كان لاذع قليلًا .

***


بعد إنهاء قصته تم استدعاء ثيودور إلى القصر الملكي في حوالي التاسعة مساءًا . ربما يكون لأن الاجتماع أخذ وقت طويل , أو ربما لتجنب عيون الأخرين .

مر ثيودور خلال الحديقة الملكية بينما تلمع النجوم فوق رأسه . سار أكثر من مائة خطوة بعد الحديقة ووصل إلى وجهته .


كان مكان قد زاره بضعة مرات فى الماضي . الحارس الواقف أمام الباب تعرف على ثيودور وتحدث بهدوء " إنه لشرف . تفضل وادخل "

رد ثيودور الترحيب بلطف وأخذ نفس عميق قبل أن يدخل . عامة , يفتح الحراس الباب بينما ينادون باسم الشخص الذي سيدخل لكن طبيعة هذا اللقاء كانت مختلفة قليلًا .

لم يحتاج الحارس إلى أن يوضح اختلاف هذا اللقاء . استطاع ثيودور الجزم بالسبب عندما انفتحت الأبواب .

سيد البرج الأزرق , بلونديل أدرونكاس ...

سيد البرج الأبيض , أورتا ....

وزير الجيش , روبيرت ألبينهايمر ...

ووزير الشؤون المحلية , جيروم فيوليتا ....

باستثناء فيرونيكا التي كانت غائبة لسبب ما , القوة الرئيسية لميلتور كانت تجلس على طاولة مستديرة بينما يحدقون فيه . بالطبع , في المنتصف كان رجل ذو عيون ارجوانية يجلس على عرش فخم , كورت الثالث ...


عندما انغلقت الأبواب خلفه انحنى ثيودور للملك " النخبة من البرج الأحمر , الفيكونت ثيودور ميلر يحيي شمس ميلتور العظيمة "


" يمكنك التوقف عن الانحاء الان "

" نعم جلالتك " قام ثيودور وقابل عيون كورت الثالث المشرقة .

ثم تحدث كورت الثالث بنبرة ماكرة " لقد مرت فترة , أيها البطل الذي غادر وطنه . أين ذهبت وماذا فعلت؟ "

" شكرا على اهتمام جلالتك , لقد عدت بسلام "

" أهو كذلك؟ لكن لا أعتقد أنك استمتعت برحلة خالية من أي حوادث . اذا لا تمانع , احكي قصتك إلى الناس المجتعين هنا من فضلك "

" نعم جلالتك .... اه " تغيرت تعبيرات ثيودور عندما ظهر شيء ما فى رأسه . " قبل أن أبدأ , علي الاعتذار لجلالتك "

" هوه؟لماذا؟ " سأل كورت الثالث .

أظهر ثيودور رسغه الفارغ واعتذر " أثناء معركة , فقدت السوار الذي أعارني إياه جلالتك . سامحني على كوني غير كفء ."

" هاه؟ ذلك السوار الصلب؟ كيف واجهت ذلك؟ "

" امم حسنًا , لقد كنت أقاتل واحد من سيوف الامبراطورية السبعة "

رغم نبرته العادية تغيرت أجواء الغرفة فى الحال . بعض من الغرفة عرفوا هذا مسبقًا , لكن الذين لم يعرفوا كانوا مصدومين . بالنسبة لميلتور , أي معركة مع عدوهم اللدود سيوف الامبراطورية السبعة لا يمكن أن تنتهي بدون سفك دماء . واذا كان الأمر هكذا , فهذا يعني أن ثيودور الواقف هنا ....

عندما امتلأ الجميع بالترقب والاثارة رفع كورت الثالث يده " حسنا . ابدء القصة من هناك . بغض النظر عن وقت حدوث الحادثة , أريدك أن تحكي الأحداث بترتيب الأهمية "

" سوف أتبع كلمات جلالتك " رد ثيودور على توقعاتهم حيث فتح فمه " لقد كان تمامًا بعد أن رأيت الخراب فى نقابة المعلومات .... "

كانت قصة قالها بالفعل لفينس وسيد البرج الأبيض , لذا تمكن من جعل سياق الكلام أكثر اثارة . غاضب في بعض الأحيان , وهادىء فى أخرى , رن صوت الرجل الشاب في الغرفة .

أكثر ناس مهمين في ميلتور كانوا صامتين بينما تحكى قصة البطل ....

ولم يستطع أحد فتح فمه حتى نهاية القصة .



**********************************************************************************************************************************

2018/04/02 · 4,258 مشاهدة · 1868 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024