المأدبة التي عقدت تزامنًا مع منافسة السحر التي تحدث مرة كل سنة انتهت بنجاح . فوق كل شيء, ظهور الجنية السامية الغير متوقع يعني أن الناس قد حصلوا على إجابة فيما يخص العقلاقات مع إلفينهايم .

ظهور الجنية السامية إلينوا التي كانت تشبه الملكة, كان دليل أن إلفينهايم أرادت بناء علاقة صادقة مع ميلتور .

" يبدو أن القوى فى الشمال ستنقلب رأسًا على عقب "

" ينبغي علينا الذهاب للبيت والانتظار قليلًا "

" أندارس وميلتور, من سيملك الأفضلية العليا لنأخذ جانبه؟ "

" هناك العديد من المتغيرات في هذا الجيل . من مشاركة إلفينهايم إلى ظهور بطل شاب .... "

بالنسبة للغير سحرة وكبار الشخصيات من الدول الأخرى, لم تعد منافسة السحر ذو اهتمام كبير . كل الاهتمام الان كان منصب على الحرب الطويلة التي يمكن أن تنتهي أخيرًا .

بغض النظر عن من سيفوز مملكة السحر أم امبراطورية السيف, سيتم اجتياح المنطقى الوسطى بهذه التغيرات .

اعتقد أحدهم أن هذا الجمود سوف يستمر .

قال أحد أخر أن كلا المكانين سيتم تدميرهم .

فكر شخص أخر أن ميلتور سوف تفوز .

وأخر فكر أن أندراس سوف تفوز مع ذلك .

تجمع الناس وتخيلوا مستقبل هذا العصر الذي سيتحدد بكيفية تعامل الشخصيات الجوهرية مع الأمر .

***

في اليوم التالي للمأدبة الصاخبة, تقمست كواترو نحو الشمال والجنوب والشرق والغرب من أجل حراسة المنطقة التي يقيم فيها وفد إلفينهايم .

بالطبع, واجب الحارس لم يكن بالشيء الكبير . بعيدًا عنهم, كان هناك دزينات من سحرة الحرب المخضرمين المرتكزين على الأطراف . سوف يتمكنوا من مواكبة أي هجوم حتى اذا سقط فرسان أندراس من السماء .

فبعد كل شيء, حتى أسياد الأبراج كانوا يحموا هذا المكان .

بما يشمل ثيودور وحارسي إلفينهايم, كان يوجد سبعة أسياد . واذا شمل رئيس محتمع السحر سيكونوا ثمانية . في مثل هذا الموقف سيتم تمزيق أي شخص يحاول استهداف إلينوا, حتى لو كان الخصم واحد من سيوف الامبرطوارية السبعة .

بفضل ذلك استطاع ثيودور التفكير في اعتراف الليلة الماضية

[ نعم, إنه أمامي مباشرة ]

ابتسامة إلينوا الدافئة التي تشبه شروق الشمس .

[ لقد كنت أتوق لك ]

الصوت الذي كان مثل قطرات الندى فى الفجر لايزال يستطيع سماعه داخل أذنه .

" هووو... " أصبح وجه ثيودور أحمر عندما تذكر , ثم تنهد فجأة .

في تلك اللحظة, كان محجوز تمامًا داخل جمال إلينوا لدرجة التفكير فيه, لكن الان لم يسعه سوى الشعور بالإحراج . كان هناك العديد من السيدات الذين عبروا عن عاطفتهم تجاهه, لكن إلينوا كانت أول من تعترف بحبها مباشرة .

يستطيع الجن السامي اختيار جنسهم مرة واحدة . في مفترق طرق ربما تندم عليه طوال حياتها, إلينوا قد اختارت أن تصبح امرأة بدون أي تردد . لقد اتخذت قرارها بأمل أن تستطيع أن تكون رفيقة ثيودور .

‘ كيف يجب أن أرد؟ ‘

كانت هذه مسألة بارزة يمكنها تغيير مشهد الشمال . اذا أصبح ثيودور وإلينوا رفقاء, لن تكون ميلتور وإلفينهايم منفصلين بعد الان .

هذا المزيج من سيد البرج التالي وجنية سامية, كلاهما سيكون العقدة الاخيرة فى الارتباط بين المملكتين . لم يعرف ثيودور بعد, لكن ربما لهذا السبب أمره كورت الثالث بأن يكون مرافق إلينوا .

لا تهم هذه العلاقة التي ستحدد مستقبل الشمال مهما كانت عاجلة . لأن يقبل أو يرفض ... كان لدى ثيودور مسؤولية كبيرة فى التفكير بشأن قلب إلينوا الصادق أثناء اتخاذه لقراره .

لذا فكر في مشاعره الخاصة حول إلينوا .

" أنت "

تسائل اذا يريد أن يعيش حياته معها .


" أنت؟ "

.... أو اذا ستكون إلينوا سعيدة معه . كان ثيودور يفكر بجد لدرجة أنه لم يلاحظ الشخص المقترب منه .

" ثيودور ميلر! "

" اه! " اهتز ثيودور من المفاجأة وحدق في الفتاة في الرداء الأصفر الواقفة أمامه . كانت عضو من كواترو . لكن فى الواقع هي سيدة البرج الأصفر ودمية الجريموار باراجرانام .

" لقد كنت أناديك . ما الذي تفكر فيه؟ "

" ... اه لا شيء . هل حدث شيئا ما؟ أنتي مسؤولة عن المدخل الغربي "

" أشخاص مجهولين يقتربون من هنا "

تغيرت تعابير ثيودور وسأل بسرعة, " ماذا؟! هل مروا خلال الحدود؟ "

" لقد واجهوا العديد من الناس, لكن لم تحدث تلاحمات . لا أعرف السبب لكن أنا الوحيدة التي يمكنني كشفهم "

" أيمكنك الجزم بمستواهم؟ "

" نعم " أغلقت بارا عينيها قبل أن تفتح فمها مرة أخرى, " واحد بمستوى سيد, والثلاثة الاخرين بارعين . تستطيع أنت والهومونكلوس خاصتي التعامل معهم "

" خبير(سيد) سيف....أهو واحد من سيوف الامبرطوارية السبعة؟ "

" لا أعلم . لكن دائرة المنطق عندي تنكر ذلك التخمين . سيوف الامبراطورية السبعة ليسوا أغبياء كفاية لدخول عاصمة ميلتور "

لم يتعارض ثيودور مع كلماتها . نوايا الطرف الاخرى كانت غير معروفة, لكن لم تكن المرة الاولى التي يواجه فيها ثيودور موقف كهذا .

هو يحتاج فقط لتنفيذ مهمته بغض النظر عن هوية الخصوم .

بييب.

قبل مواجهة الاعداء حقن ثيودور بعض السحر فى الشعار على ملابسه . كان لمناداة سيلفيا عند المدخل الشمالي وويليام عند المدخل الغربي . أخبر العضوين الأخرين بأن يأتوا إلى مكانه . بارا قد قالت أن بامكان كليهما التعامل مع الأمر, لكنه فضل تجنب أي حوادث مفاجئة .


‘ سيأخذ كلاهما 5 دقائق على الأقل للوصول ‘

بدأ ثيودور يرى الناس ‘المجهولين‘ الذين تحدثت عنهم بارا . لكن, استطاع تحديد هوياتهم " هذا ...أليسوا خدم من القصر؟ "

ثيودور قد دخل القصر عدة مرات لذا هو يتذكر زي الخدم . نظر للخلف إلى بارا بنظرة متسائلة, لكنها هزت رأسها بشكل عادي .

" إنه تنكر . لا أعرف كيف "

" أنتي متأكدة؟ "

" لا يوجد في مانا-فيل من يستطيع خداع عيوني . اذا لا تصدق نصيحتي سوف أترك القرار لك "

مع حديثهما , كان حاشية الملك يقتربون منهم . لكن لم تكن هناك أي علامات مقلقة . والاكثر أن حواس ثيودور كانت صامتة وسحر الكشف خاصته لم يجد أي شيء . بالفعل, سيكون الأمر سخيف اذا كشف ثيودور تنكرهم والذي حتى الجريموار لم يعرف كيفية عمله .

أخيرًا, وصل الخدم أمام ثيودور وبارا وانحنوا, " اعذرونا . لقد أتينا لترتيب إقامة الوفد تبعا لأوامر جلالته "

" ...هل تعرف من أنا؟ "

" هاه؟ أنت ثيودور ميلر , كابتن القسم السحري كواترو " تدفقت إجابة الخادم بشكل طبيعي . تنفسه لم يكن متغير , وعيونه كانت تسأل عن سبب سؤال ثيودور عن مثل هذا الشيء . بحث ثيودور عن غلطة في رد الفعل ليحفر فيها, لكن الخادم انتظر بصمت فقط بدون قول أي شيء أخر .

في هذه اللحظة, كان على ثيودور أن يقرر اذا كان سيتبع نصيحة بارا أو يرسلهم معه بدون إزعاج . ثم اتخذ ثيودور قراره وتحرك إلى الجانب, " تفضلوا وادخلوا "


" أوه , شكرا لك . المجد لكواترو! "

" إنه لاشيء "

مر الخدم واحد بعد واحد . خطوة واحدة , خطوة أخرى....

استطاع ثيودور الشعور بنظرة بارا تلدغه من الجانب . سار الخدم وساروا خلف الطريق المرصوف بالبلاط المربع ثم خطوا نحو الطريق الترابي الذي يلائم بيئة الجن . كان في تلك اللحظة أن....

بوك.

" لا؟! "

أصبحت سيقان الخدم مدفونة فى القذارة, لم يكن حتى كاحلهم أو ركبتهم فقط . كانت هذه ظاهرة يمكن رؤيتها فى مساحات المد والجزر أو المناطق المهروسة . حاول الأربعة رجال سحب أقدامهم للخارج كرد فعل, لكن الارض قد تصلبت لسبب ما .

لم تكن هذه ظاهرة طبيعية . كان الوقت متأخر كثيرًا بالفعل بحلول وقت إدراكهم . ثم نزلت كيراونوس(صاعقة برقية) من السماء .

-- -- -- -- -- --!! ملأ الدوي المنطقة . انفجر الهواء , والأرض التي كانت متصلبة بقوة ميترا ذابت مرة أخرى . الثمانية صواعق برقية ركزت على نقطة واحدة , وأي مخلوق بحجم البشر كان سيختفي بدون أثر .

لكن ثيودور وبارا شعرا بذلك في نفس الوقت .

" لا تأثير؟ "

" لا , لقد تم صدهم "

مع غليان الأرض, ومضت أربعة ظلال خلف ستار البخار . سحر الدائرة السادسة الذي كان مكافىء لسحر الدائرة السابعة ‘رماح الرعد‘ تم توجهيه نحو الهدف . مدى التأثير لم يكن واسع لكن كان كافي لمسح الرجال الأربعة بعيدًا .

أما بالنسبة لكيفية صد السحر , لم ينكشف ذلك حتى اختفى البخار .

".....سعال! "

تدفقت الدماء من شفاه موجاك , الرجل الذي حطم الرماح الرعدية . لقد اعترض الهجوم باستخدام هالته التي دربها لأكثر من ستين عام . ومع ذلك لم يستطيع إزالة كل القوى الرعدية .

لا , كان الأمر أسوأ من ذلك . تأوه موجاك عندما رأى سيفه الأسود المحروق , والذي تمت صياغته يدويًا وناوله إياه السلطان بنفسه .

" سعال . سيفي....تجرؤ على الاضرار بسيف السلط.....! "

كان مجرد عذر لشراء بعض الوقت . لقد تم دفعه للخلف تمامًا من حيث القوة , وغرقت عيون موجاك لأنه أدرك هذه الحقيقة .

تبعا لتقرير التسلل, هذا الرجل كان بطل ميلتور الشاب وهذه الفتاة كانت زميلته . لقد سمع موجاك الكثير من الشائعات , لكنه لم يعلم أن البطل قد أصبح سيد في هذا العمر فقط .

المخاطرة كانت كبيرة جدًا! العملية المرتبة للقاء الجنية السامية قد فشلت بالفعل . لكن على عكس حكم موجاك الهادىء , رؤوس الجانيشاريز الأخرين كانت تغلي .

" قائد! علينا الإسراع! "

" سوف نبقى هنا ونوفر بعض الوقت! يجب على القائد أن يتقدم للأمام! "

" أسرع قبل أن تأتي التعزيزات بسبب الضجيج! "

لكن موجاك قمع رغبات رجاله المتعجلة ." لا , لقد فشلنا . القتال هنا ليس ضروري "

تابعيه لم يكونوا أسياد لذا لم يعلموا . لكن موجاك وثيودور قد أدركا قدرات بعضهما البعض بالفعل . كانا في مستوى يسمح لهم بأخذ حياة بعضهما البعض . اذا التف موجاك, سيتم قتله فورًا .

ثم مالت الكفة بشكل حاسم مع وصول بقية أعضاء كواترو .

" ثيو! "

" ما هذا الضجيج , كابتن؟ "

وصلت سيلفيا وويليام , المرشحين لمنصب سيد البرج الأزرق والأبيض التاليين . قدرات الاثنين كانت قريبة بالفعل من الرتبة البارزة لذا يمكنهم بسهولة التغلب على الجانيشاريز الذين أحضرهم موجاك .

عندما شكل ثيودور ورفقائه تطويق , أدرك موجاك أن طريق الهروب قد أغلق الان .

" هاه, العديد من الشباب المتميزين ... "

كان شيء لم يسمع به من قبل في أوستن , التي كانت تجف بسبب الجفاف الكبير . ذوي الموهبة يتم تركهم للدول الأخرى , وعديمي القوة يتم تركهم ليتعفنوا . منظر الأباء يرمون أولادهم من أجل تقليل عدد الأفواه التي يطعموها كان شائع , لكن لما كانت ميلتور وفيرة هكذا؟

" لماذا تفضلهم السماوات؟! "ندب موجاك بينما يشد قبضته على سيفه .

بوك. الشامشير الذائب خاصته سقط على الارض . ضاقت عيون ثيودور حيث قام موجاك بنزع أسلحته ورفع كلتا يديه فى الهواء .

" أنت , يا بطل ميلتور الشاب " صاح موجاك .

"....ماذا؟ "

تجاهل موجاك نبرة ثيودور الحادة ورد, " هذا الرجل الكبير سوف يعترف بكونه مذنب في غزو عاصمة ميلتور . أمل أن تسجننا تبعا للطرق الإنسانية "


**************************************************************************************************************************

2018/04/13 · 4,083 مشاهدة · 1730 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024