لم تمر فترة طويلة منذ انضمام الشخصين حتى بدأت المسيرة الضخمة تتحرك . مشهد الثلاثين عربة ومئات من الناس يتحركوا معا كان مذهلا بحق . ارتفع التراب نحو الهواء مثل السحابة مصحوبا بصوت تحرك المرتزقة .
" إذن سوف أغادر الان . اذا احتجتم أي شيء ابحثوا عني مباشرة من فضلكم . سوف أتي بسرعة في الحال "
" شكرا على اهتمامك "
" هاها , لا مشكلة . تفضلوا واستريحوا "
حافظ جوردون على الأسلوب المحترم حتى النهاية حيث انحنى ثم انتقل إلى مقدمة المسيرة . كان مثال نموذجي لتاجر حسن السمعة يمتنع عن التملق الكثير . رغم أن ثيو كان حذر ويقظ ضد الاشخاص الاخرين , إلا أن جوردون ترك انطباع جيد له .
ضرب فينس مقعده بضعة مرات وأومأ .
" ...عربة جيدة . إنه يملك الموارد ليقدر على تجهيز عربة كهذه مسبقا . بعد القليل من السنوات , ربما يصبح جوردون شخصية رئيسية في هذه الشركة "
العربة التي قدمها جوردون إلى الرجلين كانت من النوع الذي يتم تجهيزه للضيوف المهمين فقط .
بالكاد اهتزت أثناء السفر على ممر الجبل الوعر , والسجاد على الأرضية بعث شعور من الدفء الرقيق . بالاضافة , الستائر المعلقة على النوافذ المنقوشة زودتهم ببعض الظل . كانت كغرفة فندق متحركة .
" لم أعتقد أنني سأرى سلاسل جبال نادون بهذه الطريقة ... "
حيث غادروا الأكاديمية , نظر ثيودور النافذة بشعور من الحماس
الناس في مملكة ميلتور يعرفوا قسوة سلاسل جبال نادون . كانت أرض تتقاتل فيها الكثير من الوحوش . في أعماق الجبال كان يوجد الكثير من الأشياء الخطيرة والتي تكون مميتة للمغامرين المشهورين حتى .
هذه المسيرة الضخمة كانت تمر بالكاد خلال الضواحي , لا تذهب أبدا نحو الأعماق .
مع ذلك , تلاشى اهتمام ثيو بعد فترة قصيرة .
" بغض النظر عن النباتات الكثيرة , هذا مجرد جبل عادي "
كل أنواع المخلوقات الغريبة تعيش في الأعماق . لا توجد أشياء مثل هذه في الضواحي حيث تتحرك المسيرة .
فقد اهتمامه بالمسيرة وشاهد المرتزقة الذين يصعدوا الجبل قليلا . لم يكن هناك الكثير ليراه لذا سرعان ما حول انتباهه إلى شيء أخر مرة اخرى .
" ميترا "
ردت الفتاة على ندائه كما لو كانت تنتظر .
[هوينج!]
بدت أنها في مزاج جيد . ميترا أحبت كل التربة حولها بينما تدير رأسها هنا وهناك ! ركضت حول كل زاوية من العربة . ضحك ثيو وهو يشاهدها ومد اصبعه بلا وعي .
[هوونج]
تعلقت ميترا بإصبعه . طبيعية التربة نفسها كانت غير سارة لكن تصرفاتها كانت لطيفة جدا لدرجة أنه تجاوز الأمر . عندما ضربت يده اليمنى رأسها برفق , أرجحت نفسها على إصبعه . شك أن هذا سيكون مفيد كما قال له البروفيسور فينس لكن على الاقل لن يشعر بالملل .
وهكذا , شغل ثيودور وقته باللعب مع ميترا بينما تتجه العربة إلى مانا - فيل .
* * *
في النهاية , لم تواجه المسيرة أي عواقب وأصبحت السماء خافتة تدريجيا . الناس الذين تسلقوا ممر الجبل الوعر طوال اليوم أخرجوا الأواني والأطباق ليجهزوا العشاء , دافعين نسيم الليل البارد بعيدا بنيران المخيم .
بفضل فينس , ثيو تمت معاملته كشخصية مهمة وتمكن من أكل الحساء وبعض القطع من الخبز الناعم .
" يا لها من متعة لنأكل في الخارج ؟ بالفعل , التجار لن يتجولوا فى فى الانحاء يمضغغو أشياء كالسردين المجفف "
الأكل كان واحد من الاشياء المهمة في الرحلات الطويلة . حتى لو كان الهدف هو التغذية , الوجبة التي لا تملك أدنى طعم سوف تزعج عقول وأجساد الناس فقط .
الوجبة الدافئة والذيذة لا تريح التعب البدني فقط لكن التعب الذهني أيضا . المجموعة التي اكتشفت هذا أسرع من أي أحد أخر وصنعت حل لذلك كانت شركة عالية الرتبة .
بعد انهاء الوجبة المرضية , نظر ثيو إلى مقدمة المسيرة وتمتم , " هوو , أشعر بالأسف لأنني مرتاح أكثر من البروفيسور "
فينس قد ذهب ليجهز سحر انذار بالقرب من المخيم بعد وجبته . كان ممكن أيضا لثيو لكن الثقة في انذار ساحر دائرة خامسة مقارنة بانذار ساحر دائرة ثالثة كان كالفارق بين الارض والسماء . التأثير العملي سيختلف بشكل محلوظ اعتمادا على المستوى .
ونتيجة لذلك كان ثيو بمفرده بلا شيء ليفعله .
" حسنا , ليس من الضروري أن أفعل أي شيء "
بدلا من العودة الى العربة المملة , نادى على ميترا وأجلسها على الأرض .
أمالت ميترا رأسها بتردد للحظة قبل أن تجلس على الارض وتلعب فى التراب بيديها . التربة التي تلمسها يدها كانت تصبح طرية أو صلبة وتتحول إلى شكلها المفضل . هذا كان ممكن لأن ميترا كانت عنصر أرض . كانت ميترا قد أكملت عربتها الخامسة على الارض عندما ....
" _اوه ؟! " مرت قشعريرة باردة خلال مؤخرة رقبة ثيو فجأة .
" كشف الشر ! " كان سحر لكشف الأعداء .
ساحر الدائرة الثالثة يمكنه كشف الأعداء حتى خمسين متر . لذا , وبثيو في المنتصف , انتشرت موجة من القوة السحرية في مساحة 50 متر . تجاهل ثيو حيرة المرتزقة حوله وركز على تحليل نتائج الموجة السحرية .
" ... لم تمسك أي شيء ؟ هذا مستحيل ! "
مازال ادراك الفريد يتنبأ باقتراب الاعداء . لم يستطع الجزم من أين سيأتوا لكن القشعريرة التي ضربت رأسه كانت مجمدة . دليل أن هناك تهديد يقترب .
فكر ثيو في الذي أخطا به . كشف الشر هو سحر يشعر بالاعداء سطحيا . حتى لو عادل ساحر العدو السحر , لا يمكن اخفاء حقيقة وجوده .
" لا , انتظر لحظة "
" لا يمكن ....! "
عيون ثيو سقطت على الارض حيث كانت تلعب ميترا .
" ميترا ! ادخلي في الارض ! "
[هوينج!]
بمجرد أن أعطى الأمر , غطست ميترا. بينما تغوص في الارض كما لو كانت مياة , أظهرت المشهد تحت الارض لثيو . اتصال أرواحهم كان رابط قوي , لذا لم يكن صعبا مشاركة الصوت والصورة .
رؤية ثيو وميترا أمسكت بالعدو .
" غيلان ؟! "
مخلوقات بجلد أزرق قاتم ووجوه بشعة كانت قادمة من خلال نفق تحت الارض . الفؤوس في أيديهم أظهرت أنهم لم يكونوا ودودين . تعداد الرؤوس كان 20-30 عدو تقريبا . قوة يمكن أن تسبب ضرر كبير اذا قامت بهجوم مفاجىء من الخلف .
" بروفيسور , علي أن أخبر البروفيسور فينس ....! "
حول ثيو نظرته غريزيا ورأى نيران تشتعل في مقدمة المخيم .
كوااانج !
كانت هناك موجة سحرية شديدة ! هذه كانت تعويذة ممكنة فقط لسحرة الدائرة الخامسة . مقدمة المسيرة كانت على الارجح تتعرض للهجوم أيضا . في هذا الوضع , لو حاول ثيو التواصل مع فينس الان سيسبب هذا ارتباك غير ضروري وأيضا لم يتبقى وقت .
الغيلان في النفق كانوا 5 أمتار تحت السطح . الوقت المتبقي كان أقل من 15 ثانية . لم يتبقى لثيو سوى خيار واحد .
" يجب أن أرد بنفسي ! "
أخذ ثيو بعض الأنفاس العميقة وصاح كما لو لم يصيح من قبل . " ا-و-و-و-وه !!! "
لم يعزز صوته بالسحر لكن الصياح اليائس كان كافي ليصل الى المرتزقة بالقرب .
" م-م-ماذا ؟! "
" اوه , يا لها من مفاجأة "
" ماذا يفعل هذا الولد فجأة ؟ "
مع ذلك وضع ثيو يده على الارض فقط حيث كان الغيلان قادمين . الان 4 أمتار _ لا , 3 أمتار . اذا لم يضبط التوقيت بشكل جيد فسيفشل غالبا . لكن لم يقلق ثيو من أنه سيفشل بدلا من ذلك ركز على استخدام سحر العناصر من خلال ميترا .
" الان ! "
" [ تحولي إلى طين ! ] "
ميزة سحر العناصر هي أنه لا يحتاج إلى تركيبة سحرية ؛ يحتاج فقط إلى صورة واضحة للحصول على النتائج . بعد قبول قوة ثيو , حولت ميترا المنطقة المحيطة إلى طين . هذه كانت كارثة للغيلان الذين كانوا على وشك الخروج من النفق .
كووروك ؟ كوياايييك !
كواااااك!
كياااك ! كواااااااااك !
بعضهم ضرب رأسه في الطين بينما الاخرين علقت أجسادهم فيه , والبعض نجح فقط في اخراج رؤوسهم . لكن كل الغيلان العالقين في الوحل كانوا غاضبين .
بهذا , لم ينتهي ثيودور .
"[ تجمدي كالحجر ! ] "
قوته السحرية مسحت الارض مرة اخرى وتصلب الوحل . كانت فقط ظاهرة مؤقتة لكن القوة كانت كبيرة . صرخ الغيلان حيث تصلبت الارضية إلى صلصال رمادي وأصبحوا عالقين فيه .
مسح ثيو العرق من على وجهه وصاح نحو المرتزقة حوله , " ماذا تفعلون ؟ اقتلوهم الان ! "
" ا- اه ! "
" ماذا يحدث ؟ "
لقد عاشوا على ساحة المعركة لذا أدركوا الوضع بسرعة . كانت فرصة جيدة حاليا . الغيلان التي كانت أجسادهم أو رؤوسهم مكشوفة , تم قتلهم تماما مثل المحاصيل التي تحصد . المطارد كسرت رؤوس الغيلان في حين تم تحطيم الاخرين حتى الموت .
في لحظة , الغيلان الثلاثين من النفق تم اجتياحهم . مع ذلك لم تختفي القشعريرة التي شعر بها ثيو بعد .
بيو بيو بيوت ___
لم يكن سيلاحظ الصوت لولا تركيزه الفائق . تحول ثيو إلى اتجاه الصوت ورأى شيئا مألوفا .
" سهام ! "
الغيلان كانت وحوش تستخدم أدوات كالبشر ويهاجموا بشكل تكتيكي أيضا . لو لم يستجيب ثيو للكمين لمات الكثير من المرتزقة في الهجوم السابق . لهذا كانت الغيلان وحوش مزعجة وخطيرة . يسرقوا الاشياء من البشر ثم يستخدموها لمهاجمتهم .
في رأسه , استدعى ذكريات الفريد .
- السرعة عادية , بمحور خشبي وحافة معدنية .
اذا كان الامر هكذا , فيمكن ايقاف الأسهم بدون صعوبة كبيرة . معا مع هذا الفكر , صنع ثيو حاجز رياح عريض فى الحال . لم تكن هناك حاجة لاستخدام درع .
احتاج فقط أن يؤثر على المسار ليقتل قوة الأسهم . بعدما تواجه رياح عكسية , ستقل قوة المقذوفات للنصف .
" حامي هوائي ! "
نسيم اليلل المار ساعد أيضا . الرياح القوية كانت مفيدة في هذا الموقف ؛ فقط تغيير قليل فى الاتجاه يمكن أن يقلل تهديد السهم . الأسهم التي تأثرت بالرياح العكسية سقطت على الارض فى النهاية قبل أن تصل الى المخيم .
ثيو كان راضي بالنتائج لكن ضاقت عيناه عندما حدق في اتجاه الأسهم .
" ...انهم قادمون "
الغيلان , المختبئين في الظلال , بدأوا تحركهم بعدما علموا بفشل الكمينين . في الظلام بعد نيران المخيم , يمكن رؤية العيون الحمراء والصراخ الغريب .
خلال الليل في سلاسل جبال نادون , بدأت معركة شاملة .
........................................................................