وفي هذه الاثناء , في مقدمة المخيم , كان الوضع مغاير تماما .
عدد الغيلان في المقدمة كان لا يقارن بما في الخلف . من الصعب تقدير أعداد الغيلان التي تظهر في الظلام , وهاجموا للأمام مستلحين بدروع وأسلحة .
كواااااااااااااك !
كيييك ! كيااااااك !
بعد ذلك بحوالي عشر دقائق ....
باساك !
داس فينس على كتلة من الفحم عند قدميه بتعبيرات باردة . تبقت بضعة أثار من الغيلان التي كانت تهاجمهم . الشيء الوحيد الذي ترك فى الخلف كان معدن مذاب ناتج من دروعهم .
الشخصية المهيبة لرجل واحد كان يقف على بقايا الغيلان . كان يوجد أكثر من 100 أثر متجمين معا والذي يعني أن مائة غول على الاقل تم قتلهم في عشر دقائق .
" ه-هذا خبير الدائرة الخامسة .....! "
عيون جوردون كانت متسعة من الذهول بينما ينظر الى فينس .
كان قد اعتقد أنه يفهم معنى وجود الساحر , لكن ما أظهره فينس للتو كان أكبر بكثير مما تخيل . أدرك جوردون بوضوح لما لم يكن الفرسان لكن السحرة من قيل أنهم سيطروا على ساحة المعركة .
فوق كل شيء , الشيء المخيف لم يكن الرعب الناتج من النيران .
" يالا التفاهة "
الساحر الذي حول 100 غول إلى قطع من الفحم كان الشيء المرعب .
رغم أنهم كانوا غيلان وليسوا ببشر , احرقهم فينس بشكل عادي حتى الموت . وبفضل هذا نجا فينس والاخرين , لكن المرتزقة لم يسعهم سوى ابتلاع لعابهم بتعبيرات لم تخفي الرعب .
لا , بطريقة ما , هذا كان جوهر فينس .
لديه صورة أستاذ جيد فى الاكاديمية , لكن عدد البشر الذين قتلهم فينس على ساحة المعركة لا يمكن عده . قوة الساحر الحربي ذو الدائرة الخامسة , خاصة ساحر حربي ناري , حرفيا كانت في مستوى سلاح حصار . على مر العقود من حياته , قتل فينس اكثر من 100 شخص في كل معركة .
وفي مرة تم تسميته , " التدمير بالنار " أو " القاتل الناري فينس "
" جوردون "
" هاه ؟ اه , نعم ! " جوردون كان متفاجىء من النداء ورد بالكاد .
" أرسل بعض الرجال إلى المؤخرة . ربما هاجم الغيلان تلك المنطقة ايضا . يبدو أنهم تفاعلوا بشكل جيد لكن ربما يكون هناك أكثر من قائد واحد "
أراد فينس الذهاب للمؤخرة لكن ما زال يتبقى القائد . لو غادر قبل أن ينهيه ستحدث الكثير من العواقب المميتة . الغيلان المهزومة ستتطور إلى أعداء أكثر مكرا ووحشية .
ما يقف هناك كان شامان غول يحمل عصا .
" ... هل هذه أداة ؟ "
كانت عصا خشبية ومثبت فيها بلورة أرجوانية . رغم جودتها الرثة , مستوى القوة السحرية الخارج منها كان بارز . ربما العصا هي ما سمحت للغول بتحمل نيرانه .
لم يتوقع فينس أن يجد هدية جيدة في هذا المكان .
" الأفضل أن أسرع "
استطاع الشعور بأن موجات السحر فى الخلف أصبحت أكثر حدة . صوت ضربات المعادن لم يتوقف . لو ظهر عدو بمستوى القائد في المؤخرة سيعاني ثيو .
أطلق فينس القوة التي كانت مقيدة بسبب الناس حوله .
كلااك !
بمجرد أن تحركت أصابعه , ظهر عمود ناري مرعب من الارض .
* * *
اللهب فى المقدمة كان دافىء جدا حتى أمكن الشعور به في الخلف . بالطبع , ممكن أن ثيو كان يخدع نفسه لكن مازال مشهد مذهل .
ثيو الذي أطلق صاعقة نارية على رأس غول للتو نظر الى المقدمة .
" واه , يبدو أن فوضى حقيقية تحدث هناك "
السحر المبني على النار يعتبر الأفضل في جيش كبير . موجات الصدمة التي يولدها الانفجار تفجر بطون من يملسها , في حين تسبب أثار اللهب والحرارة العالية ضرر كبيرا للرئتين .
اذا كانت كرة نارية من ساحر دائرة ثالثة بتلك القوة , فلا داعي للحديث عن دائرة رابعة أو ثالثة .
" قذيفة الانفجار ... لا , انفجار الوهج . لو كنت بجوار البروفيسور مباشرة لأصبحت مشويا فى الحال "
فرقع ثيو لسانه وأطلق صاعقة نار على الغول الذي كان سيهاجم مؤخرة أحد المرتزقة . اهتز الغول الذي ضربته النار وسقط على الارض . للأعداء الذين كانوا مخلوقات , سحر البرق كان فعالًا جدا . أدرك ثيو هذا مرة أخرى بينما يستخدم قوته السحرية .
" لكن , صاعقة البرق تستهلك الكثير جدا من القوة . لا يمكنني استخدام كرة النار في هذا الوضع الذي يشبه العراك "
لم يكن يملك قوة سحرية كافية لمتابعة استخدام تعويذات الهجوم الواحد , في حين هناك احتمال أن يصاب الحلفاء اذا استخدم تعويذة واسعة المدى . سحرة الحروب عديمي الخبرة دائما لا يعرفوا كيفية التصرف في هذا الموقف , لكن ثيو تحرك بدون تردد .
اذا كان عراك , فسيستغل ذلك .
" صاعقة الصدمة " عندما تحدث ثيو بصوت عالي , ظهرت 8 أسهم من البرق .
قوتها كانت أقل بكثير من صاعقة البرق مما يجعلها تواجه صعوبة فى الامساك بفأر حتى . كان سحر ينساه الطلاب بعد تعلمه .
لكن هذا كافي .
بايجيجيجيك !
صواعق الصدمة الثمانية اتجهوا نحو الغيلان , السحر كان أبطأ من البرق العادي لكن كانت في سرعة لا يمكن للغيلان تفاديها . بالاضافة , كانوا يحملوا السيوف , والتي ستجذب البرق .
كيروروك ؟!
كيااااااك ؟
ارتفع التيار على كل أجساد الغيلان . الجسد الذي يتعرض للتيار يخسر تحكمه مؤقتا وتشل غرائزه وألامه للحظات . بالتأكيد كان فقط بضعة ثواني لكن هذا كافي .
" ماذا ؟ ما هذه الكدمة التي أصابتني فجأة ؟ "
" ابتعد ! "
صنعت ثغرة للمرتزقة الذين كانوا يقاتلوهم . الغيلان الذين توقفوا عن الحركة فجأة سقطوا على الارض برؤوس مشقوقة أو رقاب مقطوعة .
بعض المرتزقة عرفوا أن هذا بسبب ثيو ورفعوا أبهامهم له . رفع ثيو ابهامه لهم ايضا واستخدم اللهب أو ميترا لمساعدة المرتزقة الذين يقاتلوا .
حيث استمر هذا , بدأ التوازن بين المجموعتين يتفتت وحصل البشر على الأفضلية .
" انتهى تقريبا "
أخذ ثيو لحظات ليستعيد نفسه وهو ينظر الى الغيلان الذين قلت أعدادهم لأكثر من النصف . المرتزقة كان بهم بعض المصابين باستثناء قلة غير محظوظة . المصابين استغرقوا القليل من الوقت لتضميد جراحهم قبل أن يعودوا الى القتال مرة أخرى .
اذا استمر الوضع بهذه الطريقة سيتم تنظيف كل شيء في أقل من 30 دقيقة . لكن , في لحظة ارخائه لعقله ...
كواااانج !
سبب تجنب ثيو للضربة كان بفضل الحظ البحت وشعور مُلِح . ثيو الذي تدحرج للأمام غريزيا وقف ونظر إلى المكان الذي كان يقف فيه .
الارض كان متصدعة وجلده اهتاج من الموجة الصادمة . لو كانت ضربة مباشرة فمن الواضح أن عظامه ولحمه سينفجروا منها .
" كيوك , هذا ... الرمح ؟! "
كان رمح ... رمح مصنوع كله من المعدن ! الوزن وحده جعل أرجحته صعبة , لذا كيف يمكن لغول أن يقذفه بنفس السرعة كالسهم ؟ لو تم صده بدرع لاخترق الرمح الجسد من خلال الدرع .
أمسك ثيودور بذراعيه المرتجفين بالقرب من جسمه ونظر الى الاتجاه الذي رمي منه الرمح .
في ذلك الاتجاه , ظهر شكل ما .
كووواااااااااك __!
عندما ركض الشكل من الغابة , أومض فأس ومزق جسدين أمامه . الجسدين لم يتم قطعهم بل تم تمزيقهم إربا . سقطت الأنصاف العلوية للجسدين لكن مرتزق واحد نجح بالكاد في صد الفأس المتأرجح بدرعه .
" و-وحش ! "
" قتل جونز في ضربة واحدة .... ؟ "
" قائد غيلان ! "
الصيحات كشفت عن هوية العدو .
" قائد ...! ظهر هذا الوغد ... "
عرف ثيو أيضا .
قائد غيلان ... القائد كان فرد يقود مئة شخص على الاقل , والعديد منهم يشرف على الاف الناس . كونهم متفوقين فى الذكاء أو القيادة لن يسمح لهم أن يكونوا قادة ببساطة . كما العادة , عالم البرية تحول إلى قانون القوي .
القائد يجب أن يكون الأقوى فى المجموعة .
كورورورك , كوراااااااك!
التقط القائد الرمح الذي رماه وأشار به إلى ثيو بينما يحمل الفأس في يده الاخرى .
بدا أن ثيو كان هدفه . هذا يعني أنه يعرف عن كيان الساحر . كما لو لم تكن لديه أي رغبة للهرب , أمسك قائد الغيلان بالرمح بجرأة كأنه سيرميه في أي لحظة .
هذا لا يمكن تجنبه .
شعر ثيودور بهذا وسحب قوته السحرية بدلا من اظهارها . سيكون الامر جيد إن لم يضطر للقتال لكن اذا لا يوجد مخرج فعليه التأكد من فوزه على الخصم .
ذكريات الفريد ظلت تدفعه , قائلة أن عليه التعامل مع هذا العدو .
" تعال ! "
كاااااااك !
مع هبوب رياح بادرة , ركض الساحر والوحش نحو بعضهم البعض .
.....................................................................