الغارة في الليلة الأولى كانت عنيفة حقا , لكن الضرر كان أقل من المتوقع .
مئات من الغيلان تم تحويلهم إلى فحم بفضل نيران فينس في حين تعامل ثيودور بتحركاته المناسبة مع الكمين فى الخلف . استحقاقه كان كبير بشكل خاص حيث مات القائد .
لم يحدث شيء بعد هذه الغارة . هل لأنهم طردوا الغيلان التي تحكم المنطقة بالكامل ؟
بفضل الأسلحة المغمورة بدماء الغيلان , لم تجرؤ الوحوش مثل الكوبولدز والذئاب على مهاجمة المسيرة . كان هناك بعض الترولز الذين حاولوا الهجوم لكن سرعان ما تم ذبحهم بواسطة المرتزقة المتعطشين للدماء .
" بالحديث عن هذا , ألا يمكن استخدام دو الترولز كمادة خام للجرعات الدوائية ؟ لا عجب أنهم قاتلوا بجد أكبر ضد الترولز . "
لم تكن هناك حاجة لتدخل فينس أو ثيودور . لا , على الأرجح كان المرتزقة سيغضبوا لو تدخل السحرة . النار كانت الأكثر فعالية في قتل الترولز لكن لن يمكن الحصول على الدم الخام .
لذا , كان ثيودور ينظر إلى خارج النافذة عندما رأى شخص يقترب من عربتهم على حصان . الحصان كان عليه عرف بني لامع ويوجد فقط شخص واحد في المسيرة من يقود حصان كهذا . كان جوردون , المدير العام لهذه المسيرة .
اقترب بدون تردد وحيا الرجلين , " هذه المرة نجوت حقا بفضلكم ! لو لم يرافقني البروفيسور لعانيت من ضرر كبير جدا . على الاقل نصف المسيرة كانت ستمسح تماما ! أساتذة أكاديمية بيرجين يملكون مهارات عظيمة حقا "
" شكرا لك "
" وتلميذك أيضا "
حنى جوردون رأسه إلى ثيو أيضا .
قائد مثل هذه المسيرة كان ينحني لساحر دائرة ثالثة لكن هذه معاملة ملائمة بعدما فعل ثيو . ثيو قد قتل قائد غيلان !
الذي قاد الهجوم كان قائد قرية النهر المدهشة .
اعتمادا على حجم المجموعة , قوة قائد الغيلان كانت رتبة C على الأقل . يعني أنهم كانوا خصوم أشداء لسحرة الدائرة الرابعة . لو لم يوقف ثيو هذا القائد لتدمرت مؤخرة المسيرة .
مع ذلك , ساحر دائرة ثالثة هزم قائد غيلان في نزال واحد ضد واحد .... ؟
لو لم يكن أن المرتزقة قالوا نفس الشيء لن يصدق جوردون هذا . مازال , عقل جوردون مرن حيث كان تاجر ممتاز . كان مقتنع بقيمة ثيودور رغم عدم فهمه لكل شيء .
" لا أستطيع إعادة هذا المعروف بفمي فقط لذا جهزت شيئا ما شخصيا لرده . ضميري سيرتاح أكثر اذا استلمه كلا منكم . "
" هممم , اذا قلت هذا ... "
" اه , سوف تقبله ؟ "
أومأ فينس ثم أخذ جوردون صندوق من على حصانه .
الصندوق المعدني كانت تحيط به سلسلة وقفل جاعلة الأمر يبدو وكأن العنصر ثمين جدا . أخرج جوردون المفتاح من جيبه وفتح الصندوق وبعدما تحررت السلاسل فتح الصندوق فمه مع صوت صرير .
داخله كانت بلورة تشع بغرابة , كرة يتغير لونها كل فترة من الأحمر إلى الأزرق .
عندما رأاها ثيو لم يسعه سوى السؤال بشك , " هذه .... ؟ "
توجد الكثير من المعلومات عن الأحجار السحرية لكن هذه كانت أول مرة يرى مثل هذه الكرة الغريبة . لكن , لم يقدم جوردون إجابة مرضية .
" أنا اسف لكني لا أعلم . إنه شيء كان مجتمع السحر يبحث عنه هذه الايام , لكن لأن الكمية قليلة جدا استطاعت هذه الشركة الحصول على البعض فقط . امل أنها ستكون مفيدة لكما . "
" يمكننا أخذ شيء ثمين كهذا ؟ " قال فينس حيث نظر إليه عن قرب .
عند الرد الإيجابي , أومأ جوردون بتعبيرات مشرقة . اذا يستطيع تكوين علاقة مع ساحر باستخدام هذه البلورة الغير معروفة سيكون الأمر مربح مرات عديدة من بيعها .
" بالتأكيد ! لو لم تكن هنا ربما كنت سأخسر كل شيء . هذا تحت تصرفي الخاص "
" اذن ... أقدر هذا حقا "
" هاهاهاها ! الان عقلي يشعر بالهدوء ! اه , أترغب بالرجوع معنا بعد انتهاء منافسة السحر ؟ سوف أجهز عربة أفضل من التي لديكم الان "
" حسنا , موافق "
بعد تبادل المزيد من الاحترام عاد جوردون إلى مقدمة المسيرة بمظهر أكثر اشراقا من قبل .
من منظوره , استطاع صد هجوم الغيلان بدون أضرار كثيرة . وتمكن أيضا من تكوين علاقة مع ساحر قوي . بهذه , قيمته داخل الشركة سوف تزيد كثيرا لذا قاد الطريق بمزاج جيد .
مع ذلك , صدر من فينس صوت سخرية حيث التقط البلورة . " لهذا الجهل مخيف حقا . هذا التاجر لم يعرف ما الذي يحمله "
" بروفيسور , هل تعلم ما هذا ؟ "
" ... رأيتها بضعة مرات فى الشمال . تقنيا , هذه ليست بلورة . أحيانا النباتات التي تمتص دماء الوحوش تنتج ثمرات مملوءة بالقوة السحرية . هذه , يسميها مجتمع السحر , " ثمرة الوحش " . شرح فينس حيث وضع البلورة فى الصندوق مرة أخرى وأغلقه بالمفتاح الذي أخذه من جوردون . ثم وضعها في جيبه الفراغي بحركة سريعة .
" ثمرات الوحوش تغري الوحوش القريبة برائحتها وسوف تقوي الوحش الذي يأكلها . على الارجح غيلان الليلة الأولى جائوا من أجلها ."
لا يهم مقدار صعوبة تسلق سلاسل جبال نادون , مثل هذه المجموعة الكبيرة من الوحوش لن تعيش فى الضواحي . الوحوش كانت مدركة بشأن الضرر الذي سيعانوا منه اذا اقتربوا من أرض البشر . الغيلان كانت أكثر مكرًا لذا لن يكونوا غير مدركين لهذه الحقيقة .
سبب قيام الغيلان بهذا الهجوم الطائش تم كشفه الان .
لمس فينس ذقنه وتمتم بنبرة مثيرة , " أتذكر أنه شيء استخدامه غير معروف .... لربما تم اكتشاف استخدام له مؤخرا "
" اكتشاف ؟ "
" الهدايا التي سأعطيك ربما تزيد واحدة "
" هدايا ؟ " حدق ثيو إليه بملامح متحيرة .
في تلك اللحظة , صاح أحدهم من خارج العربة , " إنها العاصمة ! إنني أرى العاصمة مانا - فيل ! "
ثيو ربما سيكون ساحر لكن فى النهاية , هو ولد من الريف . سرعان ما نسي الهدية ونظر من النافذة . الجميع في مملكة ميلتور يحلم بالعيش في مانا – فيل . قيل أنها مدينة سماوية أبراجها تخترق السماء .
ثيودور ميلر نضج محاطًا بحقول الأرز في أرض عائلة ميلر , لذا حلم بالمدينة الكبيرة عدة مرات عندما كان صغير . وأخيرا أتت هذه اللحظة التي تمت فيها مكافأة توقعاته .
" واو ... " لم يمكنه سوى إطلاق صيحة اعجاب عندما رأى المدينة .
مازال متبقي بعض الوقت حتى تصل المسيرة إلى مانا – فيل لكن قمم الأبراج يمكن رؤيتها من على مسافة . المدينة المحاطة بأسوار بيضاء بدت أنها مدينة سماوية , العربات كانت تطير فوقها كجزء من مشاهد الحكايات الخيالية .
هذه كانت عاصمة مملكة ميلتور , مانا –فيل ...
هذا المكان الذي يسميه الناس بيت السحر , حتى الامبراطورية ذات القوة القومية الأكبر لا تملك مدينة مثل هذه . هناك أسطورة تقول أن الأقزام والجن ساعدوا في بناء هذه المدينة فى الماضي . المدينة كانت رمز للهندسة المعمارية الفائقة التي لا يمكن اعادة انتاجها بقوة البشرية الحديثة .
عندما جلس فينس بجانب ثيو المغمور بالاعجاب , نظر إلى المدينة التي عاد إليها بعد وقت طويل .
" مازالت مذهلة "
كره فينس السياسة ونقل نفسه إلى أكاديمية بيرجين , لكن لم يسعه سوى تقديم الثناء للمدينة كساحر . بعد ذلك أخرج رداء من جيبه الفراغي وارتداه , كان رداء فاخر لونه الأحمر مثير للإعجاب . لم يعرف فينس كم مر من السنين منذ ارتداءه لهذا الرداء .
الرداء أشار إلى أنه فينس هايديل من برج السحر الأحمر .
تمتم كما لو كان يتحدث إلى نفسه , " بمجرد أن نعبر البوابات , سوف أخذك إلى مجتمع السحر "
منافسة السحر جذبت حشدا ضخما لمانا – فيل . تذكر فينس المشهد من بضعة سنوات والذي كان السبب في تحركه مبكرًا . اذا ماطل فى الامر ربما يتحول عمل يوم واحد إلى عشرة أيام .
سوف يكون مزعج أيضا اذا علم برج السحر الأحمر بكيان ثيودور .
" يجب أن أتجنبهم بقدر الإمكان "
برج السحر الأحمر لا يركز على التطور كساحر بل على تبني السحرة المتخصيين في القتال . في منظورهم , ثيودور سيكون نجمًا صاعدًا .
****************************************************