بعد المقابلة , تقدمت الأحداث بسرعة جدا . حصلوا على دعم سيد البرج الازرق الكامل , لذا أكمل مجتمع السحر كل الوسائل الضرورية لإرسال محقق , وتم دفع 100 ذهب فورًا إلى ثيو .
رغم أنه كان مشتت , تمكن من الحصول على وسيلة نقل إلى بارونية ميلر . كان بفضل شركة التجار التي قد رافقها مؤخرًا .
" شكرا على مساعدتك "
" لا , ألا يجب أن أكون أنا من يشكرك ؟ بفضل البروفيسور وتلميذك وصلنا للعاصمة بأمان . بالتأكيد يمكنني القيام بهذا الطلب البسيط من أجلك ! "
" انت تستحق حقا أن تصبح رئيس الشركة "
العربة التي جهزها جوردون لثيو لم تكن شيئا يمكن تجهيزه في يوم واحد وكمعروف .
جسم العربة كان خفيف بسبب السحر , ويمكن أن تأخذ حتى 6 أشخاص . رغم أنها كانت إيجار مؤقت فقط لكنها عربة ستكلف بضعة ذهب . مع ذلك تم استخدامها لرد مجرد معروف .
ابتسم جوردون ابتسامة عريضة فحسب .
" البروفيسور يرتدي رداء برمز ساحر دائرة سادسة .... هذه هي الفرصة لتكوين رابطة مع عضو بارز في مجتمع السحر ! "
جوردون كان تاجر محنك . لذا عندما علم عن انجاز فينس , تظاهر أنه لا يعرف . كان من الضروري تقديم " عاطفة " البشر من أجل تكوين علاقة مع ساحر معزول عن العالم .
أبقى هذا المنصب في عقله وحصل على عربة فاخرة .
" تاجر مجتهد . حسنا , ليس سيء "
بالطبع , يعلم فينس دوافع جوردون الخفية لكن قبل المعروف الصغير على أي حال من أجل تلميذه . لم يكن هناك داعي لإعادة ما تم إعطاؤه له . بمجرد أن أنهى فينس حديثه مع جوردون اقترب من ثيو الذي كان ينتظر بجانب العربة .
أراد أن يتبادلوا بعض التحيات قبل المغادرة .
" ارتاح جيدًا . بعد انتهاء المنافسة , معظم الناس المزعجين سوف يعودوا إلى بيوتهم من أجل التركيز بهدوء على السحر "
" نعم , أيها المعلم "
" وأبقي على جيب الفراغ هذا بشكل جيد . يوجد سحر عليه من أجل تتبع المحققين , لذا ثمنه سيكون عليك "
" ... سوف أعتني به "
أصبح ثيو متوتر حيث نظر إلى جيب الفراغ في يديه . كان عليه استهلاك من كتابين إلى ثلاثة فى اليوم , والذي يعني أنه احتاج لوسيلة من أجل حمل الكثير من الكتب . لذا استأجر فينس جيب فراغ وأعطاه لثيو .
لكن , الترتيب كان مقيد , لذا كانت هناك العديد من القصص الدموية عن التحقيق . اذا ابتلع الشراهة جيب الفراغ ....
" ربما يتم سحبي إلى جلسة استم..... ؟ "
ثيو قد سمع الشائعات عن مجتمع السحر لذا أصبحت ملامحه شاحبة عند التفكير فى الأمر .
فكر حتى أنه لا يجب عليه إمساك الجيب بيده اليسرى . حتى الان , لم يخرج الشراهة أبدا بدون أن يتم استدعاؤه أو عندما يكون جائع , لكن لا يمكن أن يتأكد ثيو . لا يوجد خطأ في اتخاد المزيد من الاحتياطات .
عندما تحدثوا عن موضوع أخر , وصل سائق العربة وجلس .
" اذن , سوف أذهب الان , معلم "
" نعم , اعتني بنفسك "
أنهى ثيو كلمات الوداع مع فينس واختفى فى الداخل , ثم بدأت العربة الملونة تتحرك تدريجيا . بسبب سحر الوزن الخفيف على العربة فالحركة كانت سلسة . بعد ذلك بفترة قصيرة , تم أخذ ثيو وسيلفيا بعيدا بواسطة العربة واستدار فينس بعيدا .
تمنى السلامة لتلميذه الذي قد غادر بيته منذ خمس سنوات .
* * *
داداداك ! دادادادك !
العربة المخصصة السريعة التي زودتهم بها شركة بولونيت زادت سرعتها بعد مغادرة مانا – فيل . سحر الوزن الخفيف على الجسم جعل الأحصنة تجري براحة وبسعادة . ركضوا بسرعة هائلة بينما يتسارع المشهد الخارج النافذة خلفهم .
" نعم ... اذا تابعنا السفر بهذه الوتيرة , سوف نصل لبارونية ميلر في خمسة أيام "
لأخذ الأمر أسبوعين لو كانت هذه عربة عادية . قال جوردون بثقة أنها ستصل في أسبوع واستطاع ثيو تقبل هذه الثقة بعدما جرب بنفسه . لم يبدو أن هناك داعي لتضييع وقت طويل فى السفر ذهابا وايابا بين العاضمة وبيته .
المشكلة لم تكن العربة , بل ما بداخلها .
" اه , خرقاء جدا .... ! " حدق ثيو بيأس في سيلفيا التي كانت تجلس بجانبه .
رغم ضوء الطبيعة اللامع , استطاع ثيو رؤية عينيها المشرقتين وشعرها الفضي بوضوح . لا يملك أدنى فكرة عما يشغل بالها . أسقطت سيلفيا نظراتاه فجأة عندما قابلت عيون ثيو وأخرجت شيئا من جيب ردائها .
" ثيو , لنلعب بالبطاقات "
" هاه ؟ بطاقات ؟ "
أخرجت حزمة من البطاقات .
لم تكن هناك أي زخرفة على الحزمة لذا لم يتمكن من رؤية في ماذا تستخدم هذه البطاقات . التفكير الشائع اقترح انها الأوراق الرابحة , لكن لم يستطيع تخيل سيلفيا تلعب البوكر . استلم بضعة بطاقات منها وفحص المكتوب عليها .
" اه , هذه الحروف هي ... ؟ "
اتسعت عيون ثيو حيث رأى المكتوب على مقدمة البطاقات . " هل هذه حروف رونية ؟ "
الحروف الرونية تشكل اللغة الأكثر معرفة بالنسبة لساحر حديث وعنصر ضروري لضبط تركيبات السحر . الجمل المكتوبة بالحروف الرونية كانت مصطفة على مقدمة البطاقات .
عندما استوعب الحروف على أحد البطاقات , رأى أنهم يشكلوا تمثيل دقيق لتركيبة سحرية . ونفس الامر للبطاقات الأخرى . كانت توجد اجزاء من التركيبة على بطاقات مختلفة وعليهم أن يكملوا التعاويذ .
أصبحت ملامح ثيو مضطربة عندما فهم ما تعني ب " لنلعب البطاقات "
" تريدي اللعب بهذه البطاقات ؟ "
" نعم , منذ طفولتي الباكرة , لعبت بهذه مع جدي . ثيو سيحظى بالكثير من المرح "
" لا , انتظري دقيقة "
قلب ثيو البطاقات بضعة مرات وفهم كم هي صعبة . هذه الدرجة من الصعوبة سوف تجعل أساتذة الأكاديمية يتأوهون . ومع ذلك , بدا أن بلونديل قد علمها السحر من خلال هذه اللعبة .
قدرة سيلفيا كانت ممتازة , لكن تعبيرات ثيو لم تكن مشرقة .
مع من يمكن أن تلعب بهذه البطاقات ؟
باستثناء ثيودور , لا يوجد أحد بعمرها سيلعب معها بهذه . حتى هؤلاء الذين أرادوا الاقتراب من سيلفيا لم يقدروا على أن يكونوا ندًا لها لأن تلعب معهم , لذا ابتعدت عنهم تدريجيًا .
تكوين الصداقات أكثر صعوبة مما اعتقد الناس الأخرين , لذا كان من النادر أن تصادق شخص أعلى منك باكتساح . جمال سيلفيا , عبقريتها , وطبيعتها جعلوها بعيدة عن الناس .
" ربما تستطيع اللعب معي ... لا , لا يمكنني تغيير أسلوب سيلفيا بهذه الطريقة "
أراد بلونديل تعليمها المبادىء الاجتماعية . اذا لعب ثيو معها , سوف تتم معاملته بطريقة خاصة . الناس الاخرين سيظلوا بعيدين وسينتهى بها المطاف معتمدة على الشخص الذي يدعى " ثيودور ميلر "
ثم سيصبح سحرها راكد مرة أخرى . الشيء الذي تريده الان هو بيئة غير سحرية .
" بدلا من ذلك , أخبريني بقصة "
" قصة ؟ "
" لا أهتم اذا كانت تافهة . يمكن أن تكون طعامك أو مكانك المفضل . شيء كان مرح مؤخرًا .... "
" أوه ! " أتت فكرة جيدة لثيودور فجأة . لذا قال , " هل أنتي مهتمة بالعناصر ؟ "
" العناصر ؟ " أشرقت عيون سيلفيا عند الكلمة المفاجئة . بدت أنها مهتمة قليلا .
" ميترا "
[ هوينج ؟ ]
حلقت قطعة من التراب فى النافذة وتحولت إلى شكل فتاة صغيرة . ميترا قد أصبحت أكبر قليلا بعدما وصل ثيو للدائرة الرابعة , لكن مازالت أكبر بقليل من راحة يده .
" ... لطيفة " لمعت عيون سيلفيا بينما تنظر إلى العنصر الصغير الذي قفز إلى العربة .
[ هوينج ؟] قامت ميترا بصوت لطيف حيث حملتها سيلفيا . ضربت سيلفيا رأس العنصر الصغير بحذر كما لو كانت خائفة من أن ميترا ستتحطم . هل أحبت ميترا لمست سيلفيا ؟ فى البداية كانت ميترا فى مزاج سيء لكن فى النهاية هرهرت كالقطة .
كان الأمر مثل صفحة من كتاب أطفال .
شعر ثيو بارتياح اكثر الان .
" الحساسية ما زالت باقية مستحيل على ساحر ألا يكون مهتم بميترا "
بينما تلعب مع ميترا , ابتسمت سيلفيا وضحكت , بادية أكثر مثل فتاة في عمرها . هذه كانت ملامح يكن سيراها ثيو لو فقط لعبوا البطاقات . سيلفيا طبيعيا كانت لا تبدي أي عواطف مثل الماء , لكن امرأة تبتسم هكذا لن تكون مزعجة .
رحلة الشخصين استمرت في أجواء أكثر لطفًا مما توقع .
* * *
ركضت العربة الفاخرة من مانا – فيل كالرياح . الأحصنة كانت من نسب ممتاز لذا استطاعوا المرور خلال طرق الجبل الصلبة بدون صعوبة كبيرة . بمجرد أن غادروا سلاسل الجبال لم يكن هناك أي تأخير أخر .
في اليوم الرابع , دخلت العربة أرض الفيكونت تيهيران , والتي كانت بجانب بارونية ميلر مباشرة .
منذ خمس سنوات , ثيو قد أخذ شهر للوصول إلى أكاديمية بيرجين , لكن هذه المرة أخذ الأمر أربع أيام فقط .
" كيف يبدو موطن ثيو ؟ " طريقة سيلفيا الخرقاء فى الحديث بدت الان طبيعية نوعا ما .
كلماتها تغيرت كثيرًا . على عكس ما أرادت فى البداية أن تتحدث عن السحر فقط , تكلمت الان عن لون أفضل ملابسها والمشهد خارج العربة . وكانت مهتمة أيضا بتاريخ ثيودور الشخصي .
اعتقد أن هذه علامة جيدة ورد , " حسنا , إنه الريف فقط . الناس يزرعوا , يأكلوا , ويعيشوا محاطين بالجبال والغابات الوفيرة . عندما تنزل الحيوانات البرية , يصطادوا ويقيموا حفلة . الحياة ليست مليئة دائما , لكن لا يترددوا فى مساعدة جيرانهم . إنه مكان حيث يعيش مثل هؤلاء الحمقى "
بينما يتحدث أتى مظهر بيته في عقله .
تصور الناس يضعون البذور , يلعبون فى الحقول , يعملون بجد فى وقت الربيع , يركضون فى الانحاء فى الصيف , يحصدون المحاصيل بابتسامة , يتجمعوا مع جيرانهم , ويشعلوا الحطب .
بالتفكير في ذلك مرة أخرى , كانت سنوات الفقر أكثر من الوفرة . والده قد فتح مخازنهم وجاع مع الناس , لذا عادة ما كان ثيو جائع أثناء طفولته .
طعم قطعة الخبز التي صنعت من أيدي رجل عجوز متجعدة كانت ذكراها أكبر بكثير من الخبز الأبيض الذي أكله فى أكاديمية بيرجين . ثقل هذه الذكريات صدى في صوت ثيو .
شعرت سيلفيا بشيء دافىء وتمتمت , " مكان جيد "
" ... نعم , إنه مكان جيد " اتفق ثيو .
كان بالفعل مكان جيد كما قالت سيلفيا . لم يعيشوا فى غنى أبدا لكن كانوا سعداء . السنوات الأربعة عشرة التي عاشها هناك كانت أكثر ثمنا من الجمال الذي لا يحصى الذي رأاه في بيرجين ومانا – فيل .
" أمي , أبي ... " احمرت عيون ثيو عند التفكير في تحية والديه وجيرانه بعد وقت طويل .
الأجواء داخل العربة أصبحت دافئة , عندما ...
" – اوه ؟! "
" اه "
صدر تأوه من كلا شفتيهما في نفس الوقت تقريبا . شعر ثيو ببرودة على رقبته , تحذير من إدراكه الحسي . سيلفيا تملك حساسية ممتازة , لذا لاحظت أن المانا حول العربة يتم استنزافها .
كلاهما فتح النوافذ على جانبي العربة بلا تردد . لكن , رغم أن الوقت كان الغروب , مدى رؤيتهم كان قصير جدا .
" مظلم جدا .... لا يمكن أن تكون الشمس غربت بالفعل . اذا كان الوضع .... ! "
لمعت عيون ثيو بلون ذهبي حيث استخدم عين الصقر ليرى خلال الظلام حتى . اذا ركز ثيو , يمكنه إيجاد عملة ذهبية واحدة موضوعة على بعد بضعة مئات الأمتار . كان الجو مظلم حول الغابة لكن لم توجد أي عوائق صعبة .
الضوء الذهبي اخترق الظلال فى الأفق . تصلب ثيو لحظة إمساكه لمظهر الظلال الخارجي .
خرج لهاث من فمه , " لا موتى في هذا المكان ... ؟! "
كما لو ردوا على كلماته , ظهرت الأشكال التي تلوت فى الظلام . كانوا أجساد مشوهة , محطمة , ومسحوقة . مسيرة اللاموتى سببت شعور من النفور بداخله .
كانوا كوارث متحركة يأكلوا المخلوقات الحية ليزيدوا أعدادهم , منتجات سحر استحضار الأرواح الذي يستخدمه المشعوذين . واجه الشخصين اللاموتى الذين أحاطوهم .
ووونج ووونج ووونج ووونج ... !
مالك الجريموار وعبقرية البرج الأزرق الأفضل ..... قوة سيلفيا وثيو السحرية أحاطت ببعضهما البعض وسببت عاصفة من المانا . اللاموتى تم ايقافهم عن طريق زخم عاصفة المانا , لكن كان لفترة فقط .
خرج صوت صلب وحاد من فم ثيو , " سوف أخذ اليسار , أنتي خذي اليمين "
" نعم " أكدت سيلفيا .
بعد تبادل بسيط , ترك الساحران العربة ورحبوا بحشد الجثث .
*********************************************************************************************