حيث خطا ثيو للأمام نظر السائق إليه بوجه شاحب . لما قد ظهرت مثل هذه الوحوش المروعة حول قرية مثل بارونية ميلر ؟ هذه كانت اول مرة يواجه ذلك في مسيرته الطويلة كسائق عربة .
" أوه , سحرة ! ما الذي يحدث فجأة ؟ "
" ميستر , اذهب داخل العربة . سوف نعتني لذلك ونعود "
" افعل هذا من فضلك ! اعتني بنفسك ! "
بمجرد أن تحدث ثيو دخل السائق العربة . حركات السائق كانت سريعة بسبب خبراته السابقة مع قطاع الطرق والوحوش , فلن يحتاج ثيو للقلق حول العربة .
بدلا من ذلك , حدق في حشد اللاموتى القادمين نحو الطريق . " غيلان , كوبولد , أورك ... أجساد الوحوش الكبيرة ليست مرئية بعد . هل هناك مشعوذ يتجول فى الأنحاء ؟ "
افتراضيًا , استحضار الأرواح هو سحر يتطلب التحكم . الاجساد الميتة التي لا يتحكم أحد بها سوف تهاجم المخلوقات الحية بلا تمييز , مسببة الفوضى فى المنطقة . ثم من أجل إخماد المنطقة بأكملها , يتم إرسال الفرسان , أبراج السحر , والمتدخلين من الدولة .
لذا معظم المشعوذين لا يريدوا إظهار أنفسهم . لأنهم ليسوا واثقين بمواجهة مباشرة ولأن القوة التي تأتي ضدهم شديدة جدا . استمع ثيو إلى إدراكه الحسي للحظات , لكن لم يتمكن من إيجاد المشعوذ .
" ... ليس أمامي غير هذا "
اذا الأمر بهذه الطريقة , فالشيء الوحيد الذي يستطيع فعله هو اجتياح الحشد الذي أمامه .
هواروروروك !
قوة الدوائر السحرية الأربعة صدت فى الهواء . بدأت بشرارة صغيرة , ثم تحولت إلى شكل سهم حيث تم تكوين كمية كبيرة من 100 سهم ناري . وكانت نفس كمية الأسهم الثلجية التي صنعتها سيلفيا في المباراة الأخيرة .
نقطة ضعف اللاموتى هي القوة السماوية , الضوء , النار . ظهور النار المفاجىء جعل الجثث المقتربة تتوقف . الجسد الذي يتم تجفيفه من رطوبته سوف يصبح حطب جيد .
شعر ثيو بالأسف عليهم , لكن لم يكن سيترك لا ميت واحد حول بيته .
" اذهب " بمجرد أن أعطى الأمر سقطت الأسهم النارية من السماء .
بيو , بيو , بيو , بيووونج ...
كان مظهر مخيف ومصيبة حقيقية لللاموتى . الأجسام الميتة لم تستطع الدفاع أو تجنب الهجوم , لذا ضربتهم الأسهم النارية . جلد اللاموتى المتعفن تم اختراقه , ودخل اللهيب إلى أجسادهم , مما سبب انفجار ثانوي .
بينج ! بيبينج ! بينج ! بيبيبينج !
تحطمت رقاب اللاموتى وسقطت الرؤوس . كانت هناك أيضا أذرع وأرجل مقطوعة فى كل أنحاء المكان . الغيلان الزومبيز سقطوا على الأرض في حين توقف الأورك الزومبيز عن الحركة . بعضهم زجف كالديدان بعد أن فقدوا أطرافهم في حين تحول أخرين إلى كتل من اللحم .
كان مشهد جحيمي لكن ثيو لم يبدي أي علامات للاهتياج .
" قدراتهم البدنية منخفضة , ولا يستخدموا أسحلة . اذا الأمر هكذا فيمكننا التعامل مع ألف أخرين "
توجد ثلاث عوامل تحدد إكتمال اللاموتى : قدرتهم على إعادة إنتاج قدرة استحضار الأرواح ؛ استخدام التقنيات التي تحتوي عليها أجسادهم ؛ والذكاء الذي امتلكوه أثناء حياتهم . اذا وجد كل الثلاثة معا , سيكونوا لا موتى متقدمين . عاملين فقط , سيكونوا متوسطين , بينما اذا وجد عامل واحد , سيكونوا من الرتبة الأقل .
بهذا المقياس , هؤلاء اللاموتى في الرتبة الأقل .
اذا لم يكن جسم اللاميت هو أوجري , فيمكنه التعامل مع ألف أخرين من هؤلاء اللاموتى منخفضي الرتبة . صنع ثيودور 100 سهم ناري مرة أخرى , وفقط بمفرده , حول ثيودور أجسام اللاموتى فى المقدمة إلى كتل متفحمة .
لكن , المزيد من اللاموتى كانوا يفيضوا أمام الأسهم النارية .
كوووووه ~ ! صدر زئير مروع من أجسامهم المتعفنة .
عندما نظر ثيو إلى مركز الوحوش , خرج لا ميت من الأشجار . تلوت الديدان على جلده وداخل لحمه العفن . كان قد خسر كرات عيونه , وفاضت قوة سحرية مظلمة حوله .
هذا المخلوق كان نوع من الوحوش ذات القدمين والتي يبلغ طولها 4 أمتار , ويعيشوا فى الغابة أو المستنقعات . كان قد رأاهم من قبل خلال مسيرة التجار التي ذهبت إلى مانا – فيل .
" ترول .... ! "
كووووه - !
نعم , زأر الترول واندفع للأمام .
-- بوكواااااااااك !
أرجح الترول مطرقته , وانفجر بضعة من الأورك الزومبيز الغير محظوظين كفاكهة البرسيمون . لم يكن هناك دليل عن أن الترول سيفقد قوته بعد الموت . رغم أنه ربما خسر قدرة تجدده الطبيعية , مازال مزعج كلا ميت . بالأحرى , بعض نقاط ضعف الترول قد اختفت بسبب أنه أصبح لا ميت .
" سحقا , الطلقة السحرية ليست جيدة ضد اللاموتى ... "
هذه الوحوش ستتحرك حتى لو تم تفجير رؤوسهم . كان هناك بعض اللاموتى الغير عاديين كالدولاهان والغيلان الذين سيستمروا فى العمل اذا لم يتدمر الجوهر . استخدام شيء كالطلقة السحرية كان مثل اختراقهم بدبوس .
احتاج أن يستخدم شيء كبير كقذيفة ( صدفة ) الانفجار من أجل تفجير كامل جسد اللاميت . مع ذلك , سحر الدائرة الرابعة لا يمكن إساءة استخدامه في وضع حيث لم يتم اكتشاف المشعوذ خلف ذلك الأمر حتى .
احتاج ثيو طريقة لهزيمتهم بدون استخدام الكثير من السحر . عليه سحبهم معا . في تلك اللحظة ....
شااااااااه - !
" ج-جوووك ؟ "
ظهر ثعبان من الماء من المؤخرة فجأة وضرب اللاموتى .
" ثعبان سائل ؟ " تمتم ثيو .
هذه كانت تعويذة سمة الماء التي استخدمتها سيلفيا فى المباراة الاخيرة . الثعبان المصنوع من الماء تلوى حول أرجل الترول الزومبي وبدأ يشد عليه . جسد الترول الزومبي الضخم تماسك لفترة , لكن سرعان ما تكسرت عظامه . تحطم لحمه أيضا وسقط على الأرض , متحولًا إلى كومة من القذارة .
وحيث تم التعامل مع الترول الزومبي , ضيع ثيو لحظة ونظر إلى الاتجاه التي كانت سيلفيا مسؤولة عنه . كان فضولي حول ما سحر الماء التدميري التي استخدمته لتنظيف الموقف .
عندما أدرك ما حدث , لم يسعه سوى الإعجاب بها .
" .... هاه , الأمر هكذا إذن "
على مؤخرة العربة حيث كانت تقف , كانت هناك بقايا من ثعبان مائي كبير .
الأرض كانت كالطين . كما يقال , الكتلة الساحقة سلاح بنفسها . ان لم تتوافر قوة سماوية , فالقوة الجسدية النقية ستكون عدو اللاموتى اللدود . ثعبان سيلفيا السائل قد اجتاح كل اللاموتى متضمنًا الزومبيز الغيلان والأورك .
لم يسع ثيو سوى الشعور بالمهابة . " الثعبان السائل هو سحر دائرة رابعة , لكنه ذو كفائة فى استهلاك الوقود . سيكون مفيد بالتأكيد عند التعامل مع أحوال كهذه "
سيلفيا , التي كانت تتلاعب بثعبان السائل , أومأت كما لو فاضت الكلمات نحو أذانها . " نعم , جدي قال شيء مشابه لثيو "
" بالفعل , السحر من نوع التحكم .... "
كان مختلف عن النار التي تستهلك كمية كبيرة من السحر من أجل الحفاظ على الهجوم . بالتأكيد يتم استهلاك القوة السحرية عند تكثيف الرطوبة وصنع شكل الثعبان , لكن , لا يتطلب الكثير من السحر للتحكم والحفاظ عليه . مختلف عن سحر الرياح أو النار الذي يختفي لو تم الاخلال بالتحكم بأقل لمحة حتى .
رغم أن ثيو لا يستخدم سحر الماء , إلا أنه اكتسب تنوير فى مجالات أخرى .
" ميترا , أيمكنك فعلها ؟ "
[ هوي ! ]
أعطت ميترا إجابة لطيفة وقفزت من ذراعيه .
كنعصر أرض , كان ممكن لها أن تنظر بحرية إلى المنطقة المحيطة باختراق الأرض . بالاضافة , قوة ثيو السحرية كانت الدائرة الرابعة وقريبة من الدائرة الخامسة . أخيرا , السمة الأكثر كفاءة للتحكم والحفاظ على الثعبان لم تكن عنصر الماء . لذا , هل بالإمكان إعادة إنتاج ثعبان السائل فى الارض ؟
عقل ثيو أتى بفكرة مرتجلة .
" الإسم ... دودة الأرض ! "
ارتفعت التربة بثبات حول ميترا .
كوروروروورنج !
طين , رمل , وحصى مختلطين في كتلة من الأرض . الشكل الذي رفع رأسه كان كالدودة . مثل ثعبان سيلفيا المائي , هذا المخلوق كان قطعة فنية , لكن الخصائص الغليظة تعني أنه لم يكن جميل . لكن لم يهتم بهذه المشاكل " الصغيرة "
" واو .... " سقط فم سيلفيا مفتوحًا حيث قام ظل بتغطية اللاموتى . كان ظل دودة الارض تحت ضوء القمر . من منظورهم , جسم الدودة كان طوله دزينات من الامتار على الأقل . حتى اللاموتى الذين لا يملكوا أي ذكاء توقفوا عند رؤية المشهد الغير واقعي أيضا .
في منتصف ذلك الصمت , ابتسمت سيلفيا وسألت , " بالمناسبة , هل تستطيع التحكم بهذا "
تصريحها لم يكن بلا استحقاق . من المرجح أن أي أحد سيراها سيسخر من دودة ثيودور الأرضية . بشكل عام , صعوبة سحر نوع التحكم تزيد تناسبًا مع حجمه . ثيودور لم يكن بارع كفاية للتحكم بشيء في هذا الحجم .
نعم , لكن هذا لو كانت دودة الأرض سحر " عادي "
" ميترا , هل يمكنك سماعي ؟ " حيث نادى صوت ثيو داخله ...
ووووونج ~ دودة الأرض العملاقة هزت جسدها الضخم . اتسعت عيون سيلفيا عندما رأت الإشارات المألوفة . " اه , ربما .... ! "
" هذا صحيح . أنا صنعتها , وميترا تتحكم بها . بهذه الطريقة يمكنني التحكم بها مهما كان الحجم ! "
سيكون الأمر مستحيل على عنصر عادي بدون وعي ذاتي , لكن ميترا هي عنصر قديم . تستطيع التحكم بالأرض وليس لديها خيار سوى لعب دور دودة الأرض . هذا السحر كان ممكن بسبب تقسيم الأدوار بينهما .
ثم فى اللحظة التالية , اندفعت دودة الارض تجاه اللاموتى .
كوكووككوج .... !
كوكوكوكوكونج .... !
اهتزت الأرض !
في كل مرة تهبط الدودة على الأرض , يتفتت اللاموتى إلى قطع . سقطت الأشجار واللاموتى الذين اضطدمت بهم دودة الارض انهاروا كلهم , بغض النظر عن كونهم ترول أو غيلان .
اتجهت دودة الارض نحو الغابة التي كان اللاموتى يتدفقون منها وسحقتهم . مرأى الجثث الميتة فى الظلام لم يكن مختلفا كثيرا عن مستنقع نمل يتم الدوس عليه . كان يستحق تسميته دمار حقا .
لو رأى أي أحد ذلك , فلن يتجادل أحد بشأن ما هي سمة الدمار الأقوى .
ثلاثة دقائق فقط بعد ذلك , تكونت أرض خربة من اللاموتى والأشجار المحطمة . بالحكم من الدمار , لم يكن المشعوذ موجود فى المقام الأول .
" مذهل .... "
من قد يتخيل أن هذا المنظر سببه ساحر دائرة رابعة ؟ إعجاب سيلفيا بثيو لم يكن غير معقول .
السحر الذي استخدمه تخطى المنطق بكثير وكان خدعة لا يمكن تنفيذها بدون الكثير من المتغيرات . شعر ثيو ببعض الدوار لأنه لم يستطع تصديق ذلك بسهولة بنفسه .
" اككك ! " في نفس الوقت , انهار جسد دودة الارض العملاقة كقلعة رملية .
" ثيو ؟ " أسرعت سيلفيا نحو ثيو .
لديه ابتسامة مريرة على وجهه حيث أدرك أنه كاد أن يموت من إنهاك جوهر السحر خاصته .
اختبر ثيو شيء مشابه من قبل عندما امتص كل تلك المعرفة من الشراهة . مهما كان تعاونه مع ميترا , لم يستطع القضاء على عبء دودة الأرض بالكامل .
لكن , بدلا من التجهم , قام بتعهد . " لقد نجحت ... المرة التالية سوف أفعلها بامتياز أكبر قليلا . مازالت هناك نقاط تحتاج للتحسين , لذا سوف أفكر فى الأمر على مهل "
أصابه الصداع , لكن شعر أيضا بالفرح لنجاح السحر الذي تصوره . مثابرة ثيودور ميلر , المثابرة التي لم تسمح له بالاستسلام عن طريق السحر لخمسة سنوات , لم تكن شائعة بقدر افتقاد سيلفيا للباقة الاجتماعية .
* * *
بعد فترة استعاد ثيو وسيلفيا عافيتهم وفتحوا باب العربة .
الشائق المهتز رحب بالشخصين . " ... أوه , السحرة ! لقد اعتنيتم بكل هؤلاء الأعداء البشعين ! "
" للوقت الحالي . ربما يظهر المزيد منهم . يجب أن نغادر بأقصى سرعة "
" نعم مفهوم . سوف أتحرك مباشرة ! "
شحب السائق والتقط السوط بسرعة . كان الأفضل قيادة العربة في الليل عن أن يرى هذه الوحوش المروعة مرة أخرى . لوح السائق بالسوط وجعل الأحصنة تركض أسرع .
دادادادادك! دادادادادك !
المنظر الطبيعي المحيط , الذي قد تحول إلى أرض خربة , مر خارج العربة المسرعة .
" هووووو ... " تنهد ثيو وهو ينظر إليه .
القلق الذي قد نسيه لفترة بسبب هياج المعركة عاد مرة أخرى . " اهدأ . اعتمادا على هذا العدد , اللاموتى لم يكونوا نشطين لفترة طويلة . المشعوذ واللاموتى ظهروا مؤخرًا فقط . مهما كانت بارونية ميلر بعيدة , كنت سأسمع عن كارثة . "
حاول تهدئة نفسه بمنطقية , لكن من يستطيع التخلص من القلق بسهولة ؟ ثم اكتشف أن دمه كان يسيل من القبضة التي شكلها بلا وعي .
الفرح الذي اكتسبه من نجاح دودة الأرض كان يتضاءل , ونظر ثيو إلى الظلام بعيون مهتزة . بيته يقع بعد الظلام , لكنه لم يعرف وضعه الحالي .
فى النهاية , لم يستطع كبح لعنته , " اللعنة "
هذه الرحلة كانت تغرق تدريجيًا في مستنقع .
******************************************************************************************