بعد فترة قصيرة رتب ثيو أفكاره بينما يتغير المشهد خارج النافذة تدريجيا .
مواجهة ثيودور مع اللاموتى حدثت أقرب إلى بارونية ميلر عن أرض تيهيران . اذا عبروا القليل من التلال , سوف تظهر السهول التي كان يلعب عليها أثناء طفولته .
كان مهم لثيو وسيلفيا ان يستعيدوا قوتهم السحرية المستهلكة حتى ذلك الوقت . بالتأكيد سيكون الأفضل إذا لم يحدث موقف غير متوقع أخر .
جلجلة ! في تلك اللحظة , اهتزت العربة , وارتفعت حواجب ثيو قليلا .
" إنه الرابع , والان يتبقى واحد فقط "
ثيو كان يستعيد قوته من خلال التأمل لكن لم ينسى عد التلال التي مروا بها . تذكر أن هناك خمسة تلال بين منطقة الحدود وبارونية ميلر .
حيث مروا بالتل الأخير , فتح ثيودور عينيه . قوته لم تتعافى بالكامل لكن ليس بالإمكان دائما أن تكون فى حالة ممتازة . شعرت سيلفيا بها وقامت من تأملها أيضا . " ثيو , هل وصلنا ؟ "
" تقريبا . سيلفيا , اخرجي من العربة عندما أعطي إشارة . أتمنى أنه لم يحدث شيء لكن لدي شعور سيء "
" هاه , إشارة ؟ "
" سوف أضرب سقف العربة ثلاث مرات هكذا "
نقر ثيو على سقف العربة . وأمكن سماع صوت بوم بوم بوم . سيكون ملحوظ حتى لو كانت الأنحاء صاخبة جدا .
أومأت سيلفيا وفتح باب العربة التي لاتزال تتحرك .
هوووووونج !
الرياح كانت قوية جدا ؛ ضغط الرياح المواجه لعربة الأحصنة لم يكن مستواه طبيعي . لو سقط ثيو لن يقدر على تجنب إصابات خطيرة . خطا بحذر على زخرفة الباب المتعلق وتسلق إلى أعلى العربة .
" أوه ! " لم يكن جسد ثيو منضبط كفاية ليقدر على التوازن فوق سطح العربة .
استخدم الالتصاق بسرعة , سحر دائرة أولى , من أجل إلصاق أحذيته فى السطح ووقف فقط عندما تثبتت أرجله بشكل جيد . من هذه النقطة العالية , استطاع ثيودور رؤية بعض المناظر من خلف التل الأخير , وفي خلال لحظات , تغيرت ملامحه كثيرا .
" اللعنة ! اللعععنة ! "
عيونه التي تلمع بعين الصقر , لمحت دخان أسود من خلف التل الأخير . ارتفع الدخان الأسود متبوعًا برائحة مقرفة حملتها الرياح . كانت الجثث النتنة التي كانت تحترق منذ بضع دقائق فقط .
ماذا الذي يحدث خلف التل ؟
" ميستر ! تحرك أسرع من فضلك ! " صاح ثيو .
" نعم ! او – مفهوم ! " السائق كان مصدوم من صياح ثيو واستخدم السوط مرة اخرى . العربة بدت أنها فقزت لأسفل التل الخامس فى مرة واحدة . لو لم يستخدم ثيو سحر الالتصاق لتم رميه بواسطة تسارع العربة .
لكن ثيو لم يهتم وحدق أمامه . نظرته كانت متجمدة بالفعل في ذلك الاتجاه . كان عازم على إلا يهتز بواسطة أي دمار . لكن ثيو الان واجه مشهد غير متوقع . حيث عبروا أخيرا التل الأخير , استطاع ثيو رؤية القتال يحدث على السهول .
واااااااااااه - !
مجموعة من الناس كانوا يتقاتلوا ضد لاموتى . مازالوا بعيدين جدا , لكن سخونة أرض القتال دغدغت لحمه . لم يكن وضع دفاعي من جانب واحد لكن كانت في حالة متغيرة باستمرار .
" يقاتلوا ؟ كيف ؟ "
كشخص ولد وتربى فى بارونية ميلر , ثيودور ميلر لم يستطع فهم الموقف . هو يعلم أنه لا يوجد جنود في موطنه . الفلاحين أحيانا يتجولوا فى الانحاء كجنود , لكنهم بالتأكيد ليسوا مدربين بشكل جيد .
من المستحيل عليهم تكوين تشكيلة , مثل التي يراها ثيو الان , وهزيمة الوحوش بنظام . بالاضافة , معظم الناس الذين يقاتلوا لديهم وجوه قاسية .
" ... مرتزقة " تمتم ثيو حيث حدد هوية مجموعة البشر . " الأكثر , المرتزقة لديهم مهارات جيدة جدا ؟ "
كان كما قال .
مهارات المرتزقة كمجموعة وعلى نحو فردي أثناء التعامل مع اللاموتى كانت جيدة جدا . حطموا الأرجل أولا بأسلحة طويلة المدى ثم أنهوهم بأسلحة غير حادة .
ثيو لم يكن يدرك تكتيكات المعارك , لكن تحركات المرتزقة كانت مرتبطة ببعضها تماما .
لم يعلم لما هؤلاء المرتزقة منخفضي المستوى كانوا يحموا بارونية ميلر , لكن هذه كانت فرصة عظيمة . اللاموتى مشغولين بمقاتلتهم وليس لديهم اهتمام بالذهاب نحو القرى .
صاح ثيو للسائق المرتعش أمامه , " ميستر , اذهب أنت أولا ! "
" ل-لكن أيها الساحر ... "
" لا تقلق وقد بسرعة فقط ! بسرعة ! "
عندمن توقفت العربة ضرب ثيو سطح العربة ثلاث مرات بحذائه . قفز من العربة وتبعته سيلفيا ثم غادرت العربة بسرعة .
شاهد الشخصين العربة وهي تقترب من القرية قبل أن يلتفوا نحو مكان المعركة . مازال المرتزقة يسحقون اللاموتى لكن هناك حد لقدرة تحملهم . لو استمر هذا سينهار التوازن بين المجموعتين فى خلال ساعة .
سيقل زخم المرتزقة وسيتم تدميرهم بعد ذلك بفترة قصيرة . وهذا لو ثيودور وسيلفيا في أماكنهم .
" إذن , هل نبدأ ؟ "
" نعم "
رفع الساحران قوتهم السحرية فى الحال . وكما ذكر مرات عديدة , الساحر هو الأقوى عندما يؤمن مكان بعيد عن الهدف .
مهما كان مقدار المال والوقت الذي يمتلكوه , استعداد المحارب كان محدود . لكن موارد السحرة مرتبطة بهم مباشرة وأيضا , لدى ثيو وسيلة لاستخدام وقت الاستعداد بكفاءة أكبر من الاخرين .
" حفظ "
" ثلاث منافذ مفتوحة .
" سهم نار ثلاثي "
ملأت النار السماوات المظلمة ! ظهور الضوء المفاجىء صنع ظلال , مما جعل المرتزقة يشعرون بالذهول .
" واو , م-ما هذا ؟ أسهم نارية ؟ "
" أسهم نارية ؟! سحرة ! "
" أصدقاء أم أعداء ؟ أخبرونا ! "
" اذا كان هذا عدو لكنا ميتين الان , أيها الأحمق ! "
تابع المرتزقة الحديث حتى في وسط القتال . شقوا الرؤوس المتعفنة بالفؤوس ,لكن أفواهمم لم تتوقف عن التحرك . لم يكن هناك أحد بدا أنه خائف حتى عند رؤية الأسهم النارية .
بعد لحظة , سحر سيلفيا كان مكتمل .
" سهم الثلج "
التركيبة السحرية لسحر الدائرة الثانية نفسه كان بسيط . استغرق فقط لحظة واحدة من الوقت لتجميع الرطوبة . لكن مستوى السحر كان أكبر بكثير مما قامت به فى مسابقة السحر .
قوة سيلفيا السحرية وصلت للدائرة الخامسة , وحساسيتها أضعاف ثيو بمرات عديدة . فبالاضافة إلى الأسهم النارية , أكثر من 200 سهم ثلجي ظهروا فى السماء .
" .... "
" .... "
" .... "
كان يوجد 500 سهم فى السماء على الأقل . باستخدام حسابات بسيطة , عدد الأسهم كافي لإبادة المرتزقة مرتين بلا رحمة . أفواه المرتزقة سقطت مفتوحة عندما رأوا الكمية الساحقة . اعتقدوا أنهم ارتكبوا خطأ حيث بدا أن رؤوس الأسهم موجهة نحوهم . لم يتوقعوا أن يواجهوا معركة واسعة النطاق في هذه القرية الصغيرة .
بعد فترة من الصمت , استهدفت الأسهم أهدافها وطارت .
دودودودوددودودودو !
كان كأمطار من الثلج . الأسهم الثلجية الثقيلة والصلبة كانت مثل الصخور وسببت حفر في أجساد اللاموتى . تفتت اللحم المتعفن , العضلات , والعظام , والأجساد التي تحولت إلى خرقة بالية لم تستطع التحرك بعد الان .
ليس هناك داعي للكلام عن الجثث التي تم إحراقها بالنار . وحيث قام هجومهم بتقليل أعداد اللاموتى إلى النصف , أدرك المرتزقة أنهم ليسوا أعداء وهتفوا .
" حسنا , إنهم حلفاء ! "
" تعاويذ الساحر مطمئنة جدا ! "
" هاي ! سوف أشتري لكم شراب عندما ينتهي الأمر , لذا لا تذهبوا إلى أي مكان ! "
ساحة المعركة التي كانت تخسر أفضليتها بشكل متزايد تم قلبها بحركة واحدة بواسطة , ثيو وسيلفيا . استعاد المرتزقة أنفسهم وواصلوا الهجوم على اللاموتى سامحين لثيو وسيلفيا باستخدام تعاويذ هجومية ضخمة بدون القلق من اقتراب اللاموتى .
هذا كان مثالي بالنسبة لسحرة الحرب ؛ موقع ثابت وحراسة صلبة .
" الكرة النارية ! "
" أنا أيضا , الكرة النارية "
كواكاكاواكواكواكوانج ! كواانج ! كوااانج !
السحر الساخن الحارق تم استخدامه باستمرار مما سمح للمرتزقة بمساحة للراحة .
هذه هي الدورة الأفضل لساحة المعركة , حيث خفض دفاع العدو يؤدي إلى مساعدة حلفائهم . هذا بسبب وجود السحرة الذين يسودوا على ساحة المعركة .
***
وهكذا , مرت ساعة .
" شروق الشمس ! الشمس تشرق ! "
" هؤلاء الرفاق يتراجعوا ! احذروا وحافظوا على التشكيلات ! "
صيحات المرتزقة أيقظت ثيو , الذي كان منغمس في إلقاء السحر .
وكما قال المرتزقة , السماء كانت تشرق فى الشرق تدريجيا . اللاموتى يستطيعوا الحركة تحت الشمس , لكن يتم إضعافهم كثيرا إلا لو كانوا لا موتى أقوياء .
بالفعل , اللاموتى الذين كانوا يهاجموا بلا وعي بدأوا يتراجعوا .
تمتم ثيو عندما رأى الجثث تعود للجبال , " ... اللحظة الأسوأ انتهت للان "
هز ثيو رأسه المتعرقة وبدأ يهدأ تنفسه . استهلاك قدرة تحمله لم يكن كبير لكن استهلك كمية ملحوظة من من قدرته العقلية أثناء إلقاء السحر 0 سيلفيا أيضا كانت متكأة على شجرة قريبة وتتنفس بصعوبة .
أجسادهم كانت منهكة وحواسهم كانت بليدة . هل هذا كان السبب ؟ ردود فعل الشخصين أصبحت مميتة بعد لحظة .
ككيييييييييك !
كان هناك صوت فظيع . زئير مفترس مروع رن داخل أذانهم . فوق رؤوس المرتزقة الذين اعتقدوا أن المعركة انتهت , ظهر وحش طائر متعفن . لا ميت متوسط , والذي لايزال محتفظ بمهاراته القتالية .
كان هذا الويفيرن الغول !
صاح ثيو عندما أدرك ماهيته , " ويفيرن ؟! "
لا توجد أي أماكن عيش للويفيرن فى المنطقة , ولا يمكن صنعه كلا ميت من الوحوش القريبة . واذا هذا هو الوضع , فيعني أن المشعوذ أظهر اللاميت الذي قد وجده فى مكان أخر . لكن ذلك كان غريب ؛ لما سيفعلوا ذلك من أجل قرية صغيرة مثل هذه ؟
لكن لم يكن لديه مساحة للتفكير . أمكن سماع زئير مروع حيث حلق الويفيرن تجاه ثيو وسيلفيا .
" سريع ! "
كان هذا أقرب إلى هبوط ساحق من مجرد طيران .
قوة الويفيرن التدميرية ازدادت تناسبًا مع جسمه الثقيل حيث انطلق من الأعلى . كان واضح أنه اذا حاول الساحران المرواغة , سيغير الويفيرن اتجاهه بأجنحته .
قوة الويفيرن الغول لن تقتل هذين الشخصين فقط , بل ستدمر أجسادهم . يمكنهم الصد أو الهجوم المضاد , لكن الوقت المتبقي لفعل ذلك كان ثلاث ثواني فقط .
" اعتراض صدفة الانفجار __ لا , متأخر جدا ! "
لم يكن هناك وقت . كشف ثيو فورا عن المهارة التي قد اكتسبها مؤخرا .
مهارة الحاجز الثلاثي من " سوار الحماية " الذي قد استلمه في احتفالية الجوائز . دفاع هذه الأداة , الذي يمكنه صنع ثلاث طبقات من الدرع , قيل أنه يتحمل سحر الدائرة الخامسة حتى .
مع ذلك كان غير معروف اذا يستطيع تحمل القوة الجسدية لويفيرن غول .
دروع الشخصين تم تفعيلها في وقت متأخر , لذا الشكل كان رفيع ورقيق مقارنة بهجوم الويفيرن . يأس الساحران حيث شعروا غريزيا بدمارهم الوشيك .
في تلك اللحظة بالضبط , ظهر رجل بينهم .
" ماذا ؟ لازلتم صغار "
يحمل هناك سيفين معقوفين في كلتا يديه . الرجل لديه شعر ذهبي ثقيل وكان يرتدي درع رث به سلاسل . أيضا كان يوجد جوهرتين يتدلوا من وسطه .
الرجل بدا على عكس المرتزقة الأخرين حيث رفع زوج سيوفه نحو الويفيرن الغول . حدث في لحظة .
تشوااااااااااك !
الويفيرن تم قطعه إلى أجزاء وانهار جسده .
" ... ايه ؟ ثيودور وسيلفيا لم يكونا قادرين حتى على معرفة ما الذي حدث .
كان هناك وميض فقط , ثم تمزق الويفيرن الغول . الشيء الوحيد الذي استطاعوا رؤيته هو أذرع الرجل التي تتحرك وهي تمسك السيفين . كلا اليدين تحركا 6 مرات لمجموع 12 حركة .
هذه كانت تقنية سياف من الدرجة الأولى .
" هاي , أخيرا أمسكت هذا الرفيق المزعج " قال الرجل بابتسامة سعيدة حيث ركل رأس الويفيرن الغول . ثم نظر مرة أخرى إلى ثيو وسيلفيا . " لم ينزل أبدًا من السماء لذا لم تكن لدي طريقة لإمساكه . لا أعلم من أنتم أو من أين أتيتم , لكني أقدر مساعدتكم حقا "
مازالت سيلفيا لم تستعد نفسها , لذا خطا ثيو للأمام أولا وقال بنبرة محترمة " ... لقد قمنا بما هو ضروري فقط "
الرجل أمام ثيو لم يكن مرتزق بالتأكيد . حتى الفرسان لا يمكنهم قطع ويفيرن بهذه الطريقة . اذا قاتل هذا الرجل سوف يصبح قطعة من اللحم قبل أن يستطيع ترنيم تعويذة حتى .
لذا قرر ثيودور الكشف عن موقعه أولا . " أنا ثيودور , محقق تم إرسالي بواسطة مجتمع السحر . هذه رفيقتي , سيلفيا "
" اه , أهلا " نظرت سيلفيا كما لو كانت خائفة وانحنت قليلا .
ابتسم الرجل للحظة كما لو اعتقد أنها لطيفة , ثم اختفت الابتسامة . لم يكن هناك أي دليل على الملامح السابقة في وجه الرجل الجاد .
من الان فصاعدا , المشاعر الشخصية لن تدخل الحوار .
" اذن سوف أخبرك بإسمي " قال الرجل ووضع سيفيه في غمدهم . " نحن مرتزقة " الذئاب المتجولة " وتم تأجيرنا بواسطة لورد هذه القرية . أنا راندولف , المسؤول . اسف لكن علي تفقد هوياتكم أولا "
**********************************************************************************************