أنا أسألك #1

تغيرت ملامح ثيو قليلا عند كلمات راندولف .

" بعد عودتي للبيت بعد خمس سنوات , أحصل على تفقد هوية " لم يستطع ثيو الضحك أو الشعور بالغضب .

نخر راندولف وحك رأسه حيث قاطع تعبيرات ثيو بطريقته الخاصة . فهم أنه ربما يبدو وقح قليلا أن يتحقق من هوية الشخص الذي ساعده . " لا أريد أن أكون متشدد . لكن بالنظر إلى الوضع , من الصعب تركك تمر بسهولة بدون فحص . فقط تعريف مختصر "

" نعم , هذا معقول "

هم كانوا يقاتلوا مجموعة من اللاموتى فى قرية منعزلة مثل بارونية ميلر . لا يعرف ثيو لما يتواجد المرتزقة في ذلك المكان , لكن الان ليس الوقت للاستجواب . احتاج ثيو أولا أن يكسب ثقة راندولف ويدخل القرية .

أخرج ثيو شارة المحقق والشهادة التي حصل عليها من احتفالية الجوائز .

" أوه , شارة محقق . مر وقت طويل منذ رأيت واحدة . وهذه .... مالك هذه الشهادة هو بارون شرفي , ثيودور ميلر . ويوجد ختم ملكي , لذا أنا متأكد .... هاه ؟ " نظر راندولف إلى الشهادة بعناية ولمس ذقنه بملامح متحيرة .


أسماء النبلاء مختلفة عن العاديين . حتى لو تداخلت الأسماء الأولى قليلا , لا توجد عائلة تستخدم نفس الاسم الأخير لعائلة أخرى . بالنسبة للنبلاء فأسمائهم الأخيرة إثبات للشرف الذي حصلوا عليه من الملك ودليل على الدم المتدفق في أوردتهم . من الأحمق الذي سيريد مشاركة هذا مع أخرين ؟

لكن , هذا الاسم كان نفس اسم لورد بارونية ميلر .

" ... سمعت أن اللورد هنا لديه ابن "

" والدي "


" سحقًا , انت ابن صاحب العمل "


ضحك ثيودور , وابتسم راندولف حيث أدرك لما كانت هذه الملامح الغريبة على وجه ثيو فى السابق . ابن اللورد عاد لكن احتاج لاثبات هوية . كان الأمر مضحك عند التفكير فيه .

عادت ملامح راندولف السعيدة و مد يده . " مرحبا في بيتك , أيها السيد الصغير . كانت هناك ضجة صغيرة , لكن حتى الان , لم يكن بالأمر الكبير "

" كانت مجموعة كبيرة حقا "

" حسنا ... لنذهب للداخل ونتحدث "

اللاموتى لم يهاجموا عندما كانت الشمس تشرق , لذا استدار راندولف أولا . بدا أن القصة التي عليه رويها طويلة جدا . اتبعه ثيو وسيلفيا . كانت عودة مفاجئة بالتأكيد .


***


بحلول الوقت الذي دخل فيه الرجلان القرية , كان المرتزقة متناثرين بالفعل في كل الانحاء . كان بسبب التعب الذي سببه الاستيقاظ طوال الليل . قدم السكان سلاطين الحساء للمرتزقة ولفوا الضمادات حول جروحهم .

أحدهم تعرف على ثيو أسرع من أي أحد أخر . " ايه ...؟ أنت , ألست ثيودور ؟ "

" ماذا ؟ لما سيكون السيد الصغير هنا اذا كان يدرس ؟ "

" لا , فقط انظر ! "

" حسنا , إنه بالتأكيد يبدو مثل السيد الصغير كثيرًا ... "

مرت خمس سنوات , وثيو كان يرتدي ملابس عصرية , لذا تردد الناس في قول إسمه . بدا كرجل نبيل من الوهلة الأولى , لم يصدقوا أن سيدهم الصغير قد عاد .

حيث بدأت الضجة تنتشر بين السكان , تقدم رجل كبير . " ال-السيد الصغير ثيو ... ؟ "

شعر ثيو أنه سيبكي عندما سمع الصوت الخافت ونظر حوله . " الجد ألبيرت ... ! "

منذ الطفولة الباكرة , كم عدد قطع الخبز التي حصل عليها من تلك الأيدي ؟ أيدي الرجل الكبير كانت أضعف بكثير مما تذكر , لكن ثيو أمسكهم بلا تردد . شعور رقيق كان يصل خلال أيدي الرجل الكبير المتجعدة , جاعلًا ثيو يعانقه وهو يبكي . استطاع ثيو أخيرًا الشعور بثقل هذه السنوات .

للرجل العجوز الذي لا يملك أي أقارب , ثيو كان مثل حفيده حقا .

" اه , سيدنا الصغير ! كيف يحدث أن تبدو محترم جدًا .... ؟ "

" جدي ! " لم يستطع ثيو الحديث وعانقه بقوة أكثر فقط .

" السيد الصغير ! "

" السيد الصغير ثيو قد عاد ! "

بعد ذلك , بدأ السكان يتوافدوا من كل مكان . أحدهم كان لازال يمسك بالخيط الذي يحيكه , وشخص أخر اندفع بقطعة من الخبز في فمه . حيث أتى كل سكان القرية , ثيودور تمت إحاطته فورا بحشد كبير .

" .... ؟! " سيلفيا كانت تقف بجانب ثيو . بشعرها الفضي الذي لمع كالجنية من القصص , جذبت الانتباه في أي مكان ذهبت إليه . كانت غريبة عن انتباه الناس , لذا علقت بالقرب من ثيودور , مما جعل السكان يهتفوا لرد فعلها .

" من هذه الفتاة الصغيرة ؟ السيد الصغير , ربما ؟ "

" اه , هيا . لأي سبب أخر سيحضر مثل هذه الفتاة الجميلة ؟ "

" السيد الصغير ! يوجد حرير في متجر الكتان خاصتنا ! سيكون كافي لصنع ستار ! "

" هيا , لا تجعلني أضحك ! سيكون الحظ إن لم تكن به قطع خرقاء "

" ما مشكلتك ؟ "

الهياج الصاخب جعل المرتزقة يستيقظوا أو ينظروا من مكان تناولهم للطعام . الأجواء قد أظلمت حيث استمر القتال ضد اللاموتى , لكن الان كان يوجد هواء دافىء فى القرية . دليل على قيمة ثيو لهم .

وسرعان ما مرت الضوضاء إلى بيت بارونية ميلر الرئيسي .

" ثيو , أين ثيو خاصتنا ؟ "

رجل متوسط العمر بشعر رفيع ويرتدي سترة متواضعة , تحرك خلال الحشد . لحسن الحظ هؤلاء الذين تعرفوا عليه أفسحوا الطريق . الجميع أراد الترحيب بثيو , لكن هذا الشخص هو الأحق بين الجميع .

الرجل الذي وصل للمنتصف أخيرا , دينيس ميلر , صاح " ثيو ! "

" ... أبي " لا يمكن أن ينسى ذلك الصوت .

حيث سحبه والده فى عناق قوي , رائحة التربة والخبز المألوفة دغدغت أنف ثيو . رائحة موطنه كانت تنبعث من جسد والده . لا داعي للكلام . احتضنوا بعضهم لفترة قبل أن يدعه دينيس أولا .

أمسك بكتفي ابنه بقوة وقال , مرحبا بك فى بيتك "

" نعم , لقد عدت للبيت "

" أليس لديك الكثير لتسأله ؟ العودة للبيت بعد وقت طويل ... اسف أن هذا حدث "


" لا تقل ذلك " هز ثيو رأسه . ما الذي سيكون على والده الأسف بشأنه ؟ السكان ووالده هم الذين كانوا يعانوا من اللاموتى .

دينيس كان سعيد بظهور ابنه لكن لاحظ تراب على رداء ثيو . لاحظ أيضا حضور سيلفيا الخجول .

" ألست متعب ؟ لنناقش باقي القصة فى البيت "

أومأ الشخصين المتعبين فى نفس الوقت .


***


مرت فترة منذ عاد ثيو للبيت لكن لم يتغير شيء .

أماكن النار والسلالم لازالت بالية , والأرضية تصرصر كلما داس عليها . صوت الماء يمكن سماعه قادم من المطبخ , والبقعة على الحائط لازالت هناك . فى الواقع , استطاع ثيو الجزم أن عدد البقع قد زاد بينما ينظر إلى عائلته الجالسة أمامه .

والده لديه شارب بسيط , ووالدته كانت نحيفة قليلا , وأخيه ذو عمر الثلاث سنوات كان يمسك بوالدته .

" أوه , إنها أول مرة أراه شخصيًا " نمو أخيه الأصغر كان مشهد فوته .

لكن , محادثة الاهتمام بين أعضاء العائلة كانت لا تزال بالمثل . أعطى ثيو الأولوية لحل المشكلة قبل المشاعر الشخصية . الأمر كافي أن يقضي الوقت مع عائلته بعد حل الأزمة الحالية .

" ... اذن , بدأ اللاموتى بالظهور منذ شهر ؟ "

" نعم , قاطع الخشب أول من وجدهم "

تبعا لأبيه , ظهر اللاموتى منذ شهر تقريبا , وبدأوا يهاجموا فقط منذ أسبوع .

لم يستطع ثيو فهم فارق التوقيت هذا . ما الذي فعله اللاموتى أثناء هذه العشرين يوم ؟ ربما الساحر المفقود قد سقط نحو سحر الظلام , لكن سيتطلب الأمر أكثر من شهريت لتعلم كيفية صنع ويفيرن غول . حتى سياف مثل راندولف سيجد الأمر صعب اذا كان هناك أكثر من واحد على أرض المعركة .

الأكثر , ثيو لديه سؤال إضافي . " ماذا عن المرتزقة ؟ الملكية لا تملك المال لتأجير هذا النوع من المرتزقة ... "

" هوو , أنا أدين بالكثير لهم "


" تدين ؟ " نظر ثيو إلى أبيه بتساؤل .

" هم مرتزقة جائوا إلى هنا لمقاتلة قطاع الطرق فى الانحاء . لم تكن هناك أي علاقة بأرضنا . لكن في نفس اليوم الذي أقاموا في قريتنا , أتت الوحوش "


" ... اذن كانوا يحموا هذا المكان لأسبوع ؟ "


" نعم , عندما يغادروا , لا يمكنني أن أشعر بالندم ... يمكنني فقط قول شكرًا "

من الصعب التصديق . المرتزقة هو أناس يفعلون أي شيء بمقابل . قلة نادرة كانوا مخلصين وصالحين , لكن العديد أصبحوا مرتزقة لأنهم أرادوا أن يتمكنوا من قتل الناس بشكل قانوني . هؤلاء الناس يجب أن يتم تصفيتهم . مع ذلك , لم يكن هناك أبدا النوع الذي سيتطوع للقيام بعمل .

" إلا اذا يوجد كنز مخفي في هذه القرية لكن .... هذا ليس ممكن "

يبدو أنه سيكون عليه التحدث مباشرة إلى راندولف .

بعد التفكير إلى ذلك لم يقل ثيو المزيد وأكل الحساء الذي قد أعدته أمه . الشوربة الخفيفة ذات المكونات القليلة مرت خلال حلقه . كان يوجد الكثير من الحساء اللذيذ فى أكاديمية بيرجين وأيضا في العاصمة مانا-فيل . لكنه أراد أن يأكل هذا الحساء .

سيلفيا لم يبدو أن من الصعب إرضاؤها بالطعام حيث مضغت الخبز الصلب . تظاهر ثيو بأنه غير واعي لوجه والدته السعيد ورفع ملعقته مرة أخرى .

لكن , مازالت توجد الكثير من المشاكل للقلق بشأنها . استمرت اللحظات الهادئة حيث لم يسمع سوى صوت أدوات الطعام .

" اذن سأراك لاحقًا "


" ... نعم "

بعد إنهاء وجباتهم , انفصل ثيو وسيلفيا إلى غرفهم الخاصة . لقد سافروا معا لخمسة أيام من مانا-فيل , لكن رجل وامرأة لا يمكن ابدا أن يبقوا فى نفس الغرفة . اتبعت سيلفيا والدة ثيو بتوتر .


ثم دخل ثيو غرفته بوقع أقدام مألوف .

غرفته التي عاد إليها بعد سنوات لم تبدي أي اختلاف . حتى ترتيب الكتب على الرف كان نفسه . السرير الذي انهار عليه لازال طري , ولوحة الحائط المقطوعة لم تبدي إي اشارات للإصلاح .

" هووووو .... " أخذ ثيو بعض الأنفاس العميقة وقال , " هاي , هل يمكنك الاستيقاظ الان ؟ "

كان يتحدث إلى الشراهة , الذي كان نائم بهدوء .

كان شيئا بدأ ثيو يشعر به بعد أخر سؤال وجواب . لم تمر فترة طويلة حتى بدأ يقدر على كشف حالة الكائن الذي يعيش في يده اليسرى . عندما يكون جائع , في حالة سيئة أم جيدة . بفضل هذا استطاع إطعامه الكتب بدون القلق حول سيلفيا , لكنه اعتقد أن بالإمكان مناداته الان .

ومما لا يدعو للمفاجأة , استجاب الشراهة .

- .... أنت تفهم . أنت أكثر حساسية مما اعتقدت .

صدر صوت متجهم من الحفرة في يده اليسرى . الصوت كان به بعض الدوار المميز , يعني أنه كان لازال نائم تقريبا . أدرك ثيو أن وعيه بدأ يتزايد تدريجيا .

" لا نحتاج لكلام طويل . كم عدد الكتب التي تحتاجها اليوم ؟ "

- اثنين أو ثلاثة .

" حسنا اذن , سوف أطعمك كتابين "

أمسك بكتابين قد جهزهما مسبقًا .

بلع . ابتلع اللسان الكتابين .


[ " الحائط السحري " تم استهلاكه . فهمك عالي جدا ]

[ البراعة في سحر الدائرة الرابعة " الحائط الحجري " قد زادت ]

[ " الانفجار هو فن **" تم استهلاكه . فهمك عالي جدا ]

[ سحر الدائرة الرابعة " الانفجار " تم اكتسابه ]


تعلم سحرين دائرة رابعة في وقت واحد , لكن لحسن الحظ كان قد تعلم واحد منهم بالفعل لذا الصداع الذي أصابه كان أقل .

الحائط الحجري هو تطبيق لحائط الأرض لكن رتبة أعلى . سحر دائم ينشأ حائط بصخور صلبة . بالنسبة لسحر الانفجار , استخدم ثيو معرفته واستطاع تنظيم المعلومات داخل رأسه بسرعة .

هذه التعويذة بالذات ستكون قادرة بالتأكيد على التعامل مع الكثير من اللاموتى .

" ... حسنا , تم الأمر "

بعد مرور موجات الحكمة داخله , نظر ثيو إلى يده اليسرى بعيون حادة . كان يستطيع اطعامه ثلاث كتاب لكنه اكتفى باثنين من أجل أن يسأله سؤال . الحفر كان أكثر أهمية من الحصول على سحر اضافي .

احتاج ثيو إلى اكتشاف كيف يوقف هذه الكارثة .

" اذن سوف أسأل "

ربما يعرف الجريموار الإجابة الصحيحة بالضبط .



****************************************************************************************







ديدرا : الفن هو انفجار

وبرده عنده لسان في إيده :D



2018/01/15 · 4,843 مشاهدة · 1970 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024