شعر ثيو بموجة المانا وعجل من وتيرته .
لم يتوقف أي من الجن خلفه لأنهم كانوا فى حالة جيدة رغم احتجازهم . استعاد الجن حيويتهم بعد فترة قصيرة من تحريرهم من القيود لذا لم يكن صعبًا عليهم اللحاق به . وبفضل ذلك سرعة تحرك المجموعة كانت جيدة وسرعان ما وصلوا إلى المباني الكبيرة .
بحث ثيو فى المساحات الفارغة عدة مرات باستخدام السحر وميترا قبل أن يتمتم بتعبيرات سخيفة على وجهه , " لم يتركوا أي حراس ؟ "
ربما جذب قتال فينس انتباههم . وحتى مع ذلك كان غريب أنه لم يكن هناك أي حراس . من المنطقي أن تترك عدد من الجنود في حالة تبقي المزيد من الأعداء .
تسائل ثيودور عن ذلك لأنه لما أنه لم يرى إشارة الجانيشاري الضوئية أثناء إنقاذه للجن الأربعة .
انتهى به الأمر وهو ينقذ كل الجن الثمانية . وعندما حدق به الأربعة الجدد كما فعل الأربعة السابقين , كافح ثيو لاتخاذ قرار . هل يجب أن يتراجع من هذه المهمة أم ينضم إلى فينس .
الخطة التي قد أسسوها كانت معتمدة على افتراض أن هناك ثمانية جن محتجزين . بالطبع , وجود جني سامي لم يكن ضمن الحسابات . كان يفترض على فينس مهاجمة المباني الكبيرة ومع ذلك تم تشتيته في مكان أخر .
كان الوقت لأن يصبح ثيو أكثر مرونة بدلا من الإصرار والتمسك بخطة المهمة .
" أبعد قليلًا " بدلا من التراجع قرر ثيودور التقدم للأمام .
كان هناك صمت غريب لكن لم يستطع الشعور بأي شيء . يعني أنه لا توجد أي عناصر مهددة له في هذه اللحظة . بدأ ثيو يسير مجددًا مع الجن الثمانية .
هذا المكان ليس في خريطة كانيس لكن لحسن الحظ لم يكن هناك داعي لفقدان الطريق . أثار الأقدام العديدة المتناثرة فى اتجاهات مختلفة كانت كلها تتجه نحو نفس المكان . وسرعان ما وصلت المجموعة إلى النقطة التي ارتفع فيها عمود النار .
" هذا ..... ! " اتسعت عيون ثيو حيث شهد على الدمار أمامهم .
كان فظيع كفاية لجعل معدته تؤلمه في حين شحب الجن عند رؤيتهم لذلك تباعًا . هذه كانت إجابة سؤاله السابق عن الحراس .
البشر , الذين تم حرقهم أحياء , كانوا متناثرين في كل مكان . حتى عيونهم قد ذابت من الحرارة العالية . جلد الجثث المحروق التص بالأرض , والرائحة اللاذعة ملأت أنوفهم .
" ارغغ ! " في النهاية لم يستطع الجن تحمل ذلك وتراجعوا عدة خطوات للوراء وإلا كانوا تقيؤوا . في هذه اللحظة , كرهوا حاسة شمهم القوية . على عكس البشر , أنوف الجن الذين يعيشون فى الغابة لم تكن معتادة على الروائح السيئة .
لكن , ثيو كان متأثر بشكل أقل وقفز بسرعة نحو مصدر الرائحة بدون تردد . هذا لأنه رأى شخص مألوف . " معلم ! "
" جييز , لقد أتيت أولًا " الرجل متوسط العمر فينس الذي كان يرتدي رداء ممزق ابتسم بينما ينظر إلى الجن خلف ثيو .
كان هناك ثمانية بالضبط . أدرك فينس أن ثيو قد أنقذ الجن فى المباني الكبيرة وهذا شيء كان على فينس فعله . إنه كما قالت فيرونيكا ؛ لم يكن سيكفي اذا أتى هنا لوحده . جفل فينس حيث شعر بألم خافق .
" معلم , إصاباتك ... ؟! "
" لقد تلقيت ضربة . إنها جروح غير هامة لذا لا تقلق "
بالتأكيد , الجرح لم يكن غير مهم حقًا . جانيشاري أوستن لم يفوت الفرصة لإصابة فينس بسيفه بينما كان نصف جسده يحترق فى عاصفة النار . بمجرد إدراك الجانيشاري الميت تقريبًا أنه لا توجد فرصة للفو ز , وجه ضربة لفينس .
فينس تجنب إصابة حرجة بمسافة ضيقة جدًا لكن مازال قد أصيب . تحمل الألم وقال , " حسنا , يبدو أن كلانا واجه المتاعب "
استعاد الرجلان قوتهما أثناء الكلام عما حدث . كانوا قادرين على التنفس بشكل أفضل بعدما أزالوا الرائحة السيئة بواسطة السحر . ثم اتجه الجن غريزيًا إلى الخيمة الرمادية التي تحتوي على الجني السامي .
" جني سامي ..... لقد قرأت الإسم في بضعة كتب , لكن لم أظن أبدًا أنني سأراهم شخصيًا "
" نفس الأمر معي . عادة لا يغادروا إلفينهايم أبدًا . أربعة أشخاص فقط على الأغلب سيكونوا قد قابلوهم في هذه المملكة "
" أربع أشخاص .... ؟ "
ابتسم فينس حيث ثنى أصابعه . " جلالته , سيد البرج بلونديل .... والان , نحن "
" إنهم نادرين حقًا "
بعض الباحثين المتخصصين فى الجن شكوا في وجود الجن السامي حيث داخل مملكة ميلتور وهي المملكة الأقرب لإلفينهايم , شخصين فقط من رأوا جني سامي . ثيودور وفينس ربما لم يكونا سيروا أحدهم لو لم يكونوا هنا اليوم .
في هذه اللحظة رفرف مدخل الخيمة الرمادية كما لو تهب الرياح خلفه .
" اه " لا أحد يمكن لومه على إطلاق صوت غريزي .
الكيان الذي ظهر من خلف قماش الخيمة كان مثاليًا كفاية لأن لا يمكن وصفه بشكل مناسب باستخدام كل أنواع الزينة .
كان لديه شعر أخضر خفيف مع لمعان لطيف وأطراف شاحبة كانت بيضاء حتى فى الظلام . كان هناك شعور متشوش حيث كان من الصعب تحديد ماهية جنسه فقط بالنظر إلى مظهره . عيونه الضبابية نظرت إلى ثيو , فينس , والجن .
" رجل ... لا , امرأة ؟ " الشخص بدا كرجل وامرأة في نفس الوقت .
الوجه الخيالي ابتسم إليهم قبل أن يتحدث .
" ابنة القبيلة الزرقاء دائمة الخضرة , راقصة القبيلة السادسة , إليونا , تشكر الذين ساعدوني " الصوت الهادىء بدا مثل الجرس خلال الظلام .
تماما مثل مظهرها , صوتها كان متعادل بين الجنسين , لكنها أشارت إلى نفسها بجنس محدد . قبل ثيو وفينس التحية متأخرين وقدموا أنفسهم .
" أنا فينس هايديل "
" أنا ثيودور ميلر "
مع ذلك , رأى ثيو منظر غريب عندما حنى رأسه .
في المكان الذي أصبحت فيه الأرض سوداء من استخدام سحر النار واسع المدى , كان يوجد برعم صغير يرتفع من الأرض . والتربة حول أقدام إليونا العارية كانت تستعيد حيويتها . مشهد إعجازي كان ينكشف مباشرة أمام أعينه الخاصة .
أدرك ثيو سبب إخفاء الجن السامي لهذه الدرجة .
" لديهم القوة لإحياء الطبيعة نفسها . هذه هي هوية الجن السامي ... ! " رفع ثيو رأسه بملامح الإعجاب وأتى فى اتصال مع عيون إليونا الفضية .
كان في هذه اللحظة أن ...
[هوينج!] ارتفعت ميترا فجأة من الأرض حيث كان البرعم ينشأ .
عيون إليونا اتسعت من الذهول وفي أثناء ذلك أمسك ثيو بالجسم الصغير في راحة يده . " اه , يا لها من مفاجأة . لماذا قفزتي فجأة هكذا ؟ "
[ هرورورورنج !] قامت ميترا بحركات غريبة على يد ثيو . بدت مثل رقصة , لكن أذرعتها وأرجلها القصيرة التي تلوح كانت منظر مضحك فحسب .
بفضل العقد يستطيع ثيو مشاركة إحساس ميترا لدرجة معينة . الشعور الذي أتي منها كان سعادة وإثارة خالصة . العنصر كان متحمس بسبب وجود الجنية السامية .
" ... أنت مصاحب بشخص ثمين " استجابة إليونا كانت مفاجئة . حدقت في ميترا التي ترقص على يد ثيو وابتسمت بخفة . لو كانت فى المتناول لنقرتها على ميترا .
ربما تعرف إليونا بعض الأسرار التي لا يعرفها عن ميترا . تماما عندما كان ثيودور يفتح فمه ...
" أسفة لكن علينا تأجيل القصة قليلًا , ثيودور "
" هاه ؟ "
" الضيوف قادمون " كلماتها كانت مخيفة ومنذرة بالشؤم . ثم كان هناك صوت أقدام الخيول على الأرض , وأسلحة ودروع تتصادم ببعضها حيث وصل حراس بيرجين إلى المنطقة .
حواس لي يونسونج الخمسة لاحظت اقترابهم بغض النظر عن إدراك ألفريد الحسي . أومأ للجنية السامية وتراجع . سوف يتمكنوا من الحديث لاحقًا .
" ... هوو , أستطيع الراحة قليلًا " أدرك ثيو أخيرًا التعب الذي تكدس في جسمه مع نظره إلى المجموعة المقتربة من بعيد .
الألم تخلل كل جسده . الألم , الذي أصبح غطته إثارة ساحة المعركة كان يعود ببطىء لذا جلس بشكل طبيعي .
وهكذا , ضوضاء الليل أتت إلى نهايتها .
***
فعالية الأمر الذي كتبته فيرونيكا كانت مذهلة . فهي الساحرة العظيمة التي تسود على قمة ميلتور جنبًا إلى جنب مع بلونديل . كسيدة البرج الأحمر , اسمها كان نفس إسم الملك تقريبًا .
عندما رأى الايرل بيرجين أمر سيدة البرج الأحمر , عامل ثيو وفينس باهتمام كبير . من الحمامات الكبيرة إلى المكونات المستخدمة لتحضير العشاء , لم يتم البخل بأي شيء . بخصوص ثيو , كان عليه الكفاح لإبعاد الخادمة التي دخلت غرفته بسرية .
نفس الأمر كان صحيح بالنسبة للجن التسعة بما فيهم إليونا .
" تتم خدمتهم بشكل منفصل فى البناء الملحق . يتم إعطائهم الفواكه من متاجر المدينة . الايرل بيرجين شخص واسع الحيلة حقًا "
بعد الحصول على ليلة مشغولة والنوم طوال اليوم تقريبًا , سار فينس وثيو جنبا إلى جنب فى الممر . على عكس ملابسهم الرثة الليلة الماضية بدت ملابسهم فاخرة اليوم . الملابس الأجمل فى القصر كانت تغلف أجسادهم بشكل طبيعي .
حاول ثيو تجاهل شعوره بأنه أخرق ورد , " هل الايرل بيرجين داهية لهذه الدرجة ؟ "
" أعتقد ذلك أنا على الأقل . إنه جيد في تأييد وتفضيل الناس الأخرين بدون الذهاب خارج الخط . ألم تعاني من ذلك الليلة الماضية ؟ "
" معلم ! "
" لقد فعل نفس الأمر عندما وصلت لأول مرة إلى الأكاديمية . إنه لم يتغير "
تحول وجه ثيو لللون الأحمر عندما فكر بشأن الخادمة العارية في غرفته الليلة الماضية , لكن أومأ فينس كما لو فهم . فينس قد اختبر العديد من الأشياء فى الحياة لذا لم يكن بالأمر الكبير له . اتبعوا المرشد وسرعان ما وصلوا أمام باب كبير . ثم قال المرشد لهم الوداع باحترام .
" إذن , هل ندخل ؟ " حدق فينس في ثيو قبل الدخول .
لقد تلقى الرجلين دعوة من الايرل بيرجين بعد استيقاظهم وتنص على أنه يريد تناول العشاء مع الناس الذين أوقفوا تجارة العبيد . رغم مقابلته للسحرة الكبار سابقًا , هذه كانت تجربة ثيو الأولى للعشاء مع رجل نبيل .
فينس كان يأمل أن ثيو لن يشعر بالعبء , لكن ...
" معلم ؟ "
ابتسم فينس لملامحه الهادئة .
بالفعل , ثيودور قد قابل كورت الثالث مرتين . تبادل القبضات مع فيرونيكا وتحدث مع بلونديل . لم يكن مزعج أن يقابل نبيل بعد مواجهته لمثل هذه الشخصيات الضخمة .
اذا استخدم فينس تشبيه , فهؤلاء الشخصيات الضخمة مثل التنانين , بينما الايرل بيرجين هو أوجري .
" لا , لا شيء . لندخل مباشرة " رد فينس وسحب مقبض الباب .
انتشر الباب الكبير إلى اليمين واليسار ودخل ضوء ساطع إلى عيونهم . عندما مر الرجلين خلال ضوء الثريا المشوش رن صوت صاخب , " الضيوف المشرفين , فينس هايديل وثيودور ميلر من البرج السحري يدخلون الان ! "
****************************************************************************************************