كان الوقت متأخر قليلًا بسبب العشاء مع الايرل بيرجين , لكن لازال القمر في منتصف السماء وربما يتبقى بعض الوقت حتى منتصف الليل . لن تكون مشكلة لأن يحظى بمحادثة سريعة في الغرفة التي تعيش فيها إليونا .

سأل ثيودور فينس عن رأيه قبل أن يلتف .

" إذن , أرشديني "

بالنسبة لأي أحد ينظر إلى ثيو الان سيبدو الأمر وكأنه لا يتحدث إلى أحد . لكنه يملك القدرة ليرى ما لا يمكن للناس العاديين رؤيته . هذه كانت قوة يولد الجن بها __ عيون تستطيع رؤية العناصر . كان طائر شفاف وهو الذي نقل صوت إليونا إليه .

العنصر الشبية بالطائر كان العنصر الدرجة المنخفضة , سيلف , والذي قد رأاه في [ المقدمة إلى سحر العناصر ] . سمة الرياح كانت ملائمة لتوصيل الصوت لذا عادة ما يتم استخدام السيلف كمبعوثين .

بورونج .

ربما لا يملك السيلف ذات واضحة مثل ميترا لكن العنصر الشبية بالعصفور أومأ وأسرع أمامه . حلق بضعة خطوات أمام ثيودور . على عكس الطيور العادية لم يحتاج إلى رفرفة أجنحته لكي لا يسقط وهذا لأن جسم السيلف أقرب إلى جسم روحي .

" بالمناسبة , هذا القصر واسع للغاية "

لن يخلو أبدأ من الغرف المجهزة للضيوف . أدرك ثيو هذه الحقيقة مباشرة حيث قاده السيلف حول أربع زوايا فقط ومع ذلك عدد الغرف كان بالأرقام المزدوجة بالفعل . سار لحوالي عشر دقائق قبل الوصول إلى المرفق حيث توجد إليونا .

اذا كان بيت الايرل هكذا , لا يحتاج لمعرفة مدى إذهال بيت الماركيز أو الدوق .

توقف ثيودور أمام الباب ونقر على السيلف . " شكرا على إرشادي "

بورورونج . ربما بسبب مزاجه , أطلق السيلف صوتًا سعيدًا قبل الاختفاء فى الهواء .

فى الأساس , العناصر غير مرئية لعيون البشر . بمجرد أن يتم قطع الطاقة السحرية سوف يذوبوا فى الطبيعة مرة أخرى . عناصر الدرجة المنخفضة كانت مختلفة عن عناصر الدرجة العالية التي تملك كيانات مستقلة وليسوا شيئا مثل نسيم فى الساحات .

في هذه اللحظة رن صوت واضح من خلف الباب . " ادخل "

أدار ثيودور مقبض الباب وتم ضربه بواسطة رائحة حلوة سميكة . كانت رائحة فاكهة ناضجة . لقد أكلها بضعة مرات فقط لكن لازالت الرائحة متبقية في ذكرياته . ملامح ثيودور كانت مذهولة عندما رأى المنظر خلف الباب فغرفة إليونا تحدت المنطق كليًا .

" .... كرمة ؟ " تحدث بصوت مرتبك حيث لمس الكرمة التي تغطي الحائط .

كانت سميكة ومن الصعب رؤيتها فى البساتين الجيدة حتى . ماذا عن العنب الذي يتعلق في نبات الكرمة ؟ كل واحدة كانت كبيرة مثل الجوز . رغم أنه لم يأكل العنب , أمكنه بالفعل الشعور بحلاوة العصارة المحتواه داخله . كان هذا منظر يستحيل تواجده في غرفة قصر أحد النبلاء .

جلست إليونا فى منتصف الغرفة الخضراء . " طاب مساؤك يا ثيودور "

كانت مثل زهرة أو ورقة خضراء اندمجت مع هذا المنظر الطبيعي الذي يتجاوز الرسم . ثيو كان يلاحظ كل ما أمامه ورد متأخرًا , " اه , مساء الخير "

" هل أنت فضولي ؟ لقد زرعت بذور العنب الذي أكلته فى العشاء . أترغب بتجربة واحدة ؟ "

" هذه النباتات نمت من بذور مزروعة فى المساء ؟ " التقط ثيو المصعوق عنبة وأكلها .

وكما المتوقع , العصارة كانت غنية وحلوة ورطبت فمه من الداخل بالطعم الجميل . حتى لهؤلاء الذين يشربون النبيذ , هذا الطعم تجاوز النبيذ المصنوع من العنب . اذا أنشأ الجن السامي بساتين فبقية البساتين سوف تتدمر من ذلك .

جلس ثيو على الكرسي المقابل لإليونا وأكل المزيد من العنب . " ... أسف "


" لا , هذا جيد حقًا . كنت قلقة من أنه لن يناسب فم البشر "

" مستحيل . أي أحد سيرحب بمثل هذه الفاكهة "

هل كانت الأجواء جيدة بفضل ذلك الطعام اللذيذ ؟ من المفاجىء أن المحادثة بين الاثنين لم تبدأ بشكل أخرق .

فى البداية , شكرته إليونا على الانقاذ , ثم تكلمت عن قوة الجن السامي قبل أن تنتقل إلى مظهر إليونا المتعادل .

أخبرت ثيو بالسبب , " من الطبيعي على أناس مثل ثيودور أن يشعروا بعدم الارتياح لمظهري "

تبعا لإليونا , الجن السامي يشبهون العناصر أكثر من الجن . لا يحتاجوا للأكل كثيرًا , لا يموتوا من الجوع , ولا يشعروا بالتعب حتى لو لم يناموا . بفضل الطفرة الرجعية لأجدادهم سقط جنسهم في حدود الغموض .

" إذن , إليونا لا تميل إلى أي جنس ؟ "


" امم ... إنه مختلف قليلًا . المصطلح " متعادل " ربما يكون الأقرب "

" متعادل ؟ "


نعم , أومأت إليونا بوجه محمر قليلًا .

" لقد ولدنا إناث بدلا من ذكور , لكن بمجرد أن نقرر رفيقنا , سيتغير ذلك اعتمادا على جنسه . اذا كان الشريك ذكر سوف أصبح أنثى واذا كان أنثى سوف أصبح ذكر "

" اه , إذن .... "

" نعم , مازلت لم أقابل رفيق "

حسنا , يبدو الأمر معقول . حدق في إليونا بلا وعي قبل أن ينظر بعيدًا .

ثيو يملك ذكريات لي يونسونج , سليل المحارب الشرقي , لذا معرفته عن الجسم البشري قد ارتفعت بشكل كبير . يستطيع التعرف بسهولة على الجسم الذكري أو الأنثوي . ورغم ذلك , لم يستطع تمييز جنس إليونا . كان لأن جنسها لم يتم تحديده بعد .

مع استماعه بهدوء جائته فكرة فجأة , " ألم أتعلم الكثير عن الجن السامي ؟ "

حاليا , ربما لدى ثيودور معرفة أكثر عن الجن السامي عن أي أحد فى المملكة . اذا كتب كتاب فمن الواضح أن باحثي الجن سوف يأتوا مسرعين . سوف يتمكن من مسح بضعة مئات الذهب في انطلاقة واحدة .

مع ذلك , مثل هذه الرغبات الدنيوية بدت بلا معنى عندما حدق في عيون إليونا الصافية .

" الان يا ثيودور "

حان الوقت لسبب استدعائها له هنا .

" أيمكنك استدعاء الذي وقع العقد مع ثيودور ؟ "


***


[هوينج!] كالعادة , ظهرت ميترا بصوت صاخب حيث خرجت رأسها من إناء مزروع بالعنب . كانت مثل الخلد تمامًا ونظرت حولها ثم قفزت مبتسمة في لحظة رؤيتها لإليونا .

" اوه يا إلهي " إليونا كانت مرتبكة عندما قفزت ميترا على يدها فجأة .

عانقت ميترا إصبعها كما لو كان دافىء . ثيو لم يكن حساس جدًا لكن لم يسعه إيقاف خفقات قلبه .


" ... لقد سمعت القصص فقط لكن لم أعرف أنط لطيفة للغاية " ابتسمت إليونا بحلاوة على ميترا قبل أن تحول وجهها إلى ثيودور مجددًا . " كم مقدار ما يعلمه ثيودور عن هذا ؟ "

" أعرف فقط أنها عنصر قديم وانها استثناء لتصنيف عالم العناصر "


" نعم هذا صحيح " ابتسمت إليونا ووضعت ميترا على كتفها . ميترا كانت متشوشة بفقدان الإصبع المفاجىء لكن سرعان ما بدأت تتسلق شعر إليونا الأخضر كما لو كان حبل .

إليونا تجاهلتها وواصلت الشرح , " استمع من فضلك . العنصر القديم ليس بالضرورة جزء من عالم العناصر . إنهم يعتبروا " بذور " لوجود أعلى وأكثر غموضًا "


" بذ....ور ؟ "


" نعم على سبيل المثال "

بمجرد أن هزت يدها اليسرى , شكلت الرياح شكل عملاق شفاف . ارتفعت القرون من رأس العملاق كالتاج , وجسده كان صلبًا كالدرع . بدا كأنه عملاق من الأساطير .

مع تحديق ثيو به , أومأت إليونا وأخبرته بهويته , " هذا وهم لزيفير , إله الرياح الذي تواجد منذ وقت طويل . تبعا للأساطير , فقد جلب عاصفة للأرض بقلب العالم رأسًا على عقب "

" الإله القديم , زيفير .... "

" أنه أيضًا النموذج المبدئي للروح القديمة , جيروس , التي وقعت عقدًا مع ميردال هيرزايم منذ 120 عام "

" ميردال هيرزايم ! " وجه ثيودور تصلب على الاسم الغير متوقع .

لماذا ظهر ذلك الاسم ؟ لا , لقد كان مستخدم العناصر الأعظم فى القرن لذا من الطبيعي أن يعرف الجن بإسمه . مع تطور البشر , ضعف اتصالهم بقوى الطبيعة . وميردال كان الوحيد الذي استطاع استدعاء ملك العنصر .

لاحظت إليونا توتره وتوقفت للحظات . " الالهة القديمة ليست كلها سماوية مثل زيفير , لكن الأكيد أنهم مثله . لسبب ما فقدوا " حالتهم " وتحولت شظايا أجسادهم إلى بذور . البذور التي نمت أصبحت هؤلاء المعروفين بالعناصر القديمة "

حدق الاثنان لشخص ما ربما قد كان إله قوي .

ميترا التي كانت تلعب في شعر إليونا نظرت للأعلى حيث أحست بنظراتهم . بدت كثيرًا مثل طفلة مزعجة تلعب بالقذارة . كان من الصعب تصديق أن لعبة الأرض اللطيفة هذه كانت ذات مرة إلهًا قويًا .

" اذا تريد , يمكنني محاولة إحياء بعضًا من قوتها . لن يكون بنفس مستوى النموذج المبدئي لكن على الأرجح تستطيع استعادة قوة عنصر بمستوى الملازم ."

" عنصر ملا....زم "

بالتأكيد , ميترا لم تكن مختلفة بوضوح عن العناصر الأخرى باستثناء أنها تملك الذات الخاص بها . في غياب طاقة ثيو السحرية يتم تقليل قدراتها بشكل كبير , ولا تستطيع الظهور فى الأرض بحرية حتى . اذا أصحبت مستوى ملازم , يمكنها عبور بعضًا من هذه الحدود .

لكن قبل التقرير , سأل ثيودور ميترا , " ميترا , ماذا تريدي ؟ "

إليونا ابتسمت بسرية لتصرف ثيو حيث لا يتحكم بها من جانب واحد . لم يعرف ثيو ذلك لكن كان الأمر مشابه لكيفية تصرف الجن .

إذن , ما كان الرد ؟ قلقت ميترا للحظة قبل ...[هوينج!]

" سوف أفعل ! " هذا ما كانت تعنيه . نقر ثيودور على رأسها بضعة مرات قبل إعطائها لإليونا .

" افعلي ذلك من فضلك "

" إذن سوف أقوم بذلك . فكر به فقط كسداد لبعض ما أدين به لك " لم تعطيه إليونا فرصة للرد حيث أمسكت ميترا في كلتا يديها وبدأت .

ووووووووونج !

الضوء المملوء بالحيوية غطى الغرفة التي يجلس فيها الاثنان .



**********************************************************************************************************************************

2018/01/29 · 4,423 مشاهدة · 1551 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024