السحرة من الأبراج السحرية نظروا إلى بعضهم البعض وتسائلوا ما إذا كان يشاهدوا كابوس .
منظر رأس هيرمان وهي تتدحرج على الأرض لم تبدو واقعية . لقد فقد دائرة بسبب إصابته , لكن قدراته كانت لاتزال مساوية للدائرة السابعة . ومع ذلك تم إبادة ثمانية من سحرة الحروب بما فيهم هيرمان في عشر دقائق فقط ؟
كان خصم مستحيل أن يتحملوا الذهاب ضده .
" العربة الثانية , استعدوا ! العربة الثالثة , انخفضوا وخذوا تشكيلة القتال السادسة ! لا تترددوا ! " خرجت صيحة رعدية من الشخص الذي استعاد عقله أولًا . كان أنتون , محنك من البرج الأزرق والشخص التالي في رتبة القافلة بعد هيرمان .
لكن , لا يستطيع أنتون الرؤية خلف الحاجز المادي . " تشش , لهذا سحر النار مزعج جدًا .... ! "
اللهب من سحر النار كان يعيق رؤيته . احتوت أرض المعركة على أجواء متشوهة بسبب الحرارة العالية والدخان الذي ارتفع من الأشجار والنار حجب رؤيته . سيتطلب الأمر 30 دقيقة على الأقل حتى يعود إلى الطبيعي .
تخلى أنتون عن مهمة التعرف على شكل العدو وتحرك بسرعة نحو العربة الثانية . ثم أمسك بكتف ثيو الجالس بجانب إليونا .
" هاي , أيها المبتدىء ! "
" نعم ؟ "
" ماذا ؟ " رد الفعل كان أفضل مما توقع أنتون . في هذا الوضع , لم يكن ثيودور يهتز إطلاقًا . عيونه , تنفسه , وطاقة سحره الهادئة لم تكن تلائم عمره . وفوق كل شيء , كان ثيو يملك أجواء شخص قد اختبر " الحياة الواقعية " . الشائعات حول كونه مبتدىء عظيم بدت معقولة .
بعد تقييم ثيو تحدث أنتون بصوت صارم , " أيها المبتدىء , من الان فصاعدًا لا تفكر في أي شيء غير إبقائها بأمان . نحن سنبقى ونشتري الوقت بقدر الإمكان على الأقل حتى تأتي فيرونيكا . هل فهمت ؟! "
" سوف أقوم بما في وسعي "
" أنت شخص حذر على غير عادة سحرة البرج الأحمر . حسنا سوف أذهب " نقر أنتون كتف ثيو عدة مرات , ثم دفعهم نحو العربة وصاح للسحرة الأربعة الذين يقودوا العربة الثانية , " ابدؤوا مباشرة ! الاتجاه لا يهم طالما تبتعدوا بقدر الامكان ! "
عند كلمات أنتون خرجت عاصفة رياح مرعبة من أيدي السائقين . انتفخت الأشرعة مجددًا , وبدأت العربة تركض في اتجاه الرياح . وكما المتوقع من البرج الأبيض , زادوا من سرعتهم بثقة .
استجمعت طاقتها القوية قبل أن تختفي من مجال رؤية أنتون . هذا كل ما استطاع فعله .
" حسنا إذن .... " نظر أنتون إلى رفقائه الذين تجمعوا في تشكيلة مميزة للبرج الأزرق .
رغم أن علاقتهم مع البرج الأحمر لم تكن جيدة , إلا أنها لم تكن شريرة أو عدائية أبدًا , بل كانت أقرب من علاقاتهم مع الأبراج الأخرى بسبب بضعة نزاعات فقط .
فى العربة الأولى , كان هناك شخص أتى للعاصمة في نفس وقت قدوم أنتون تقريبًا . ذلك الرجل كان شخص فخور لكن أنتون لم يكرهه .
وووووووووونج .... !
على عكس سحرة البرج الأحمر الذين يركزون على القوة النارية , تعليم البرج الأزرق كان مركز بشكل أساسي على العمل بالتزامن مع بعضهم البعض . لديهم القدرة لمشاركة السحر وصنع اتحاد وهذا الاتحاد سيقوم برفع قوتهم إلى أقصاها . الوضع كان مختلف عن قتال واحد لواحد لكن في قتال يشمل الكثير من الناس , فالبرج الأزرق لم يتخلف عن البرج الأحمر .
" العدو قادم " في منتصف التشكيلة حدق أنتنون أمامه بملامح صارمة .
الغريب بما فيه الكفاية أن المانا كانت تقل . هذا كان شعور التنافر الذي أحس به من قبل . هذا الكيان كان في بعد مختلف كليًا عن كبار السحرة وخبراء السيف , حيث بإمكانه كسح العالم بحضوره فقط . لاحظ حدسه عظمة العدو قبل أن يصل حتى .
بعد فترة قصيرة , خرج " شيء ما " من الظلام .
حدق أنتون فيه وتحدث بابتسامة لاذعة , " .... هاه , هذا المكان هو قبري . "
لم يعترض عليه أي من السحرة الاخرين . فقط حقيقة أنه استطاع فتح فمه تعني أن أنتون استحق تسميته بالساحر الافضل هنا .
الغضب العارم الذي شعروا به تجمد , لكن لا أحد من السحرة السبعة تراجع للخلف .
بدأو المعركة التي كانت نتيجتها مقررة بالفعل .
* * *
دودودودودودودودو ..... ! تحركت عربة الرياح بسرعة هائلة .
كان هذا مختلف عن عندما حافظوا على قوتهم للسفر البعيد . كان حرفيًا تسارع يستغل كل قوتهم ! سحرة الدائرة الخامسة الأربعة سحبوا كل طاقتهم السحرية في أوعيتهم الدموية مما حقق هذه النتيجة الهائلة .
في كل مرة تصطدم العربة بحجر ترتفع أجسادهم بضعة مترات للأعلى , لكن العربة تابعت الحركة بالسرعة الكاملة .
الجو داخل العربة كان بارد أيضًا .
" خصم يستطيع قتل الكبير هيرمان سيكون على الأقل في مستوى السيد .... توجد بضعة ممالك يمكن أن توفر مثل هذه القوة لعملية تسلل خطيرة . " حلل ثيودور الموقف بهدوء . عندما يواجه أزمة , كانت الخبرات التي امتصها تستحق ثقلها ذهب .
خصم غير معروف قد ظهر في مقدمة القافلة , اعترض الطريق , وأباد الجنود النخبة مباشرة بما فيهم الكبير هيرمان . الشخص الذي بإمكانه فعل ذلك لابد وأنه خبير سيف من امبراطورية أندراس , واحد من السيوف السبعة .
لكن , لماذا ستأخذ امبراطورية أندراس مخاطرة كهذه ؟
اعتمادا على الوضع الدولي , أنكر ثيو هذه الاحتمالية فى الحال . " لا , حتى لو واحد من السيوف السبعة قد اخترق ميلتور فلا يوجد ضمان أن بإمكانه العودة . لماذا سيخاطروا بواحد من أعمدة الامبراطورية ؟ هذا جنون . "
بالاضافة , امبراطورية أندراس لن تستطيع الحصول على أي فوائد من جني سامي , على عكس أوستن . علاقتهم ع إلفينهايم سوف تسوء , ويمكن حتى أن يفقدوا واحد من خبراء السيوف الثمينين خاصتهم حتى . مع ذلك عندما استثني سيوف الامبراطورية السبعة , لم يتبقى أحد . من غير المعقول أن يتم تنشيط خبير لا ينتمي لهم بشكل رسمي .
تفكيره المنطقي لم يستطع كشف ظلال هذا الوضع . بينما كان ثيو محبط في إيجاد الإجابة , فتحت إليونا الهادئة فمها , " ذلك .... هل يحدث شيء مخيف بسببي ؟ "
" إليونا "
" لو لم أترك القرية .... لو لم أكن جنية سامية ... لم يكن هذا سيحدث , صحيح ؟ "
كان سؤال قاسي جدًا . الأكثر من أي شيء , إليونا عرفت الإجابة بالفعل بدون داعي لسماع رد ثيو لكن ثيو لم يومأ . لحسن الحظ كان لازال صغير ولديه براءة النظر فى العالم من خلال الخير والشر , لا السبب والتأثير . لذا تمكن من إراحة إليونا .
أمسك ثيودور يديها برفق كما فعلت له فى السابق . " لا تلومي نفسك . "
على أقل الأقل , لا ينبغي أن تشعر بالذنب .
" أنت ضحية فحسب . أنت التي يطاردها الشر لأنك جنية سامية ! لا تتصرفي كأنك المتهمة في هذا . "
" ل-لكن ... "
" أو احزني فقط . لا تشعري بالذنب "
حتى لو حدث كل هذا لأنها جنية سامية فلا يمكن قلب مواقع الضحية والمتهم . لا , لا ينبغي .
إليونا كانت مذهولة من طريقته الصارمة المباشرة لكن أومأت فى الحال بابتسامة خفيفة . في هذه اللحظة عندما كانت الأجواء على وشك الارتخاء ....
واراك !
ركض ثيو بيأس وعانق إليونا .
" ث-ثيودور ! " احمرت إليونا حيث دخلت نحو ذراعيه فجأة , لكن تلاشى ذلك بسرعة .
ثيو كان شاحب جدًا لدرجة أنه بدا خالي من الدماء . بوجه بدا أنه لا يتنفس قام ثيو بسرعة فإدراكه الحسي أخبره بالخطر المقترب !
" مستحيل ! لحق بنا بالفعل ؟! "
ليس فقط أنه اخترق نخبة العربة الثالثة , بل لحق بالعربة التي كانت تتحرك بالسرعة القصوى !
القدرات البدنية لخبير السيف ربما يتم تسميتها بالغريبة , لكن العدو المقترب من هذه العربة كان وحش ينحرف عن حدود المعقول . لم يكن الأمر ممكن بأقدام بشرية . ثم مرت قشعريرة باردة على رقبته واخترقت ذلك التفكير .
لم يكن هناك وقت حتى لقول كلمة للتحذير .
قشعريرة .
وهم منجل حاصد الأرواح كان في رقبته .
" حماية ! " صرخ ثيودور بالتعويذة وقفز من عربة الرياح . بين ذراعيه , كانت إليونا محمية بالتأكيد عندما رمى ثيو نفسه من العربة السريعة . الضرر من السقوط والاصطدام بالأرض كان ضخم مما جعل تعويذة الدائرة الخامسة الدفاعية تتحطم جزئيًا .
مع ذلك , حكمه كان صحيح . في لحظة هروب الاثنان من عربة الرياح , سقط ظل ضخم على السطح .
" ..... !!! "
كان مثل سقوط نيزك من السماء حيث تحطمت عربة الرياح . انتشرت موجة صادمة كبيرة من التصادم ع الأشجار المجاورة وهذا أجبر ثيو على استخدام سحر دفاعي مرة أخرى .
" ما مشكلة هذه الموجة الصادمة ....؟! "
موجة الصدمة ليست سحر بل ظاهرة تتولد نتيجة هيجان القوة المادية النقية !
وجه ثيو الخائف نظر إلى الغبار الذي ارتفع في نقطة الاصطدام . استطاع الجزم حتى أن اذا كانت موجة الصدمة هذه هي هجوم العدو , فلو لم يستخدم السحر الدفاعي لتم سحق أجسادهم كالطماطم المتعنفة .
نجح ثيو في النجاة من الهجوم وخطا للوراء بضعة مترات مع إليونا .
لم تكن لديه أي أفكار عن الهرب . كان ثيو مغمور فقط بالحضور الغريب الذي أمكن الشعور به من داخل الغبار . أيًا كان , لم يكن شيئا يستطيع الثنائي مواجهته .
الخوف الحاد قمع فضوله للأسفل . بل سوف يفضل أن تغطي سحابة الغبار هذه عيونه للأبد . لكن , فجرتها الرياح بعيدًا .
هوييوووووونج ...
حينما استقر الغبار أول ما رأاه كان عربة الرياح المسحوقة . كان هناك أثار دماء من السائقين في كل مكان بالاضافة إلى شكل مروع فى الزاوية .
صر ثيو على أسنانه مع مواجهته للظل المتلوي . وأخيرًا , هوية المهاجم تم كشفها للشخصين .
" .... اه " ثيودور ميلر فهم الان .
هذا كان تجسيد الموت , تجسد الخوف في شكل مادي . لم يكن بشر . لا , لم يكن مثل أي مخلوق يعرفه . الوحش البشع والقوي كان غامض جدًا ومن المستحيل تسميته . لم يكن تسميته بأي شيء سوى الفوضى .
بثماني سيقان مهتزة , نصف جسده السفلي كان يشبه العنكبوت . الجسد نفسه كان مكون من مزيج من الجلد والدرع الطبيعي . كان هناك ذيل يشبه العقرب والذي تناثر منه برق أزرق , وأربع مخالب مختلفة قطعت فى الهواء .
لا , هذا كان خاطىء أيضًا . الجسد الغريب غير مظهره لأجزاء من مخلوقات أخرى . الان لديه ذراع أوجري وقرون ميناتور . مثل الويفيرن , انطلقت الأجنحة من ظهره لكن غطت القشور جلده .
الوحش المجهول جعل عقول ثيو وإليونا بليدة .
مع ذلك , كان هناك كيان منفصل قد استجاب لمظهر الوحش .
- هرممم
ظهرت حفرة على راحة يد ثيو اليسرى , وانتقل صوت بمدى منخفض التردد والذي يمكن أن تسمعه الحشرات . الجريموار الطماع , الشراهة , تذمر بصوت غير سعيد تمامًا مقارنة بعادته .
- فخر , مظهرك المقزز ذاك مازال لم يتغير .
الوحش المقترب منهم توقف في مكانه فجأة . بدا متشوش بصوت الشراهة ثم ضرب رأسه بمخلب حاد فجأة . بدا التصرف كضرر ذاتي لكن ظهر فم فى الرأس التي تم ضربها . ثم مثل الشراهة , بدأ يتحدث بتردد منخفض .
- لا تزال لديك عادة الالتصاق بفصائل وضيعة كالبشر , شراهة .
**********************************************************************************************************************************