وظيفة المرحلة الرابعة للشراهة , الانتقال , كانت جوهر الاستبدال , وكانت حرفيًا سيف ذو حدين . اذا نجحت سوف تعطي ثيو المزيد من قدرة المؤلف بما يفوق الجزء القليل الذي حصل عليه فى السابق , وبالمقابل , يتلقى ضربة ذهنية .

كان ثيودور حاليًا يقف على منحدر خطر .

" ... ؟ "

اختفى التركيز تمامًا من عيونه , وخسر جسده حيويته . الذكريات الدائرة في رأسه أجبرته على قطع حواسه الخمسة . لم يستطع تحديد أين تنتهي ذكريات " ألفريد بيلونيتس " وأين تبدأ ذكريات ثيودور ميلر . مع انهيار الحدود بين ذاتهم , اختلطت ذاكرتهم معًا في فوضى . ذهن ثيو لم يلائم عمره , لكن كان صعبًا عليه قبول روح البطل .

بطريقة ما نجح ثيو في تشكيل بناء ذهني ليأسر الذات المتحطم , لكن التحدي الذهني جعل عيونه تحتقن بالدماء .

" هذا ....تماسك ... ! "

لو لم ينظر للخلف باستمرار , من المرجح أنه كان سينسى من هو . رغم أنه كان مجرد قطعة , إلا أن روح ألفريد غمرت وعي ثيو والذكريات والقدرات قادت جسد ثيو للفراغ . توسعت حواسه , مما نتج عنه رؤى صغيرة للمستقبل القريب , وهذه أيضًا جعلته يشعر بالدوار .

لكن , اذا استمر هذا لن يدوم خمسة دقائق حتى قبل أن يتم كسحه . كانت حقيقة لا يمكن قلبها بواسطة الإرادة والتصميم ؛ النهاية المتوقعة لأي أحمق لا يعرف حدوده .

المضحك بما فيه الكفاية , أن فخر هو الذي أنقذه .

- كيف تجرؤ على تجاهلي وأنا أمامك مباشرة !

بينما كان ثيو مغلف بتشوش عقله , أصبح فخر غاضب وهاجمه .

لحم المفترس أثار غرائز البقاء لدى ثيو دون قصد . القلب الذي قد توقف عن التحرك بدأ يخفق مجددًا , في حين أصبحت أعصابه وعضلاته المرتخية ثائرة ومملوءة بالضغط .

عاد التركيز إلى عيون ثيودور الفارغة مع صوت الذيل الذي قطع خلال الهواء . هذه المرة , كان يستهدف رقبة ثيو بدلًا من قلبه وهذه هي الضربة التي لم يستطع ألفريد تجنبها تمامًا , لذا قوة إرادة الشخصين المواجهين للموت أصبحت متوافقة باكتمال .

كييينج -

تحرك ثيو متقدمًا بخفقة . الذيل القادر على تمزيق المعدن إربًا , سقط أمامه . حتى لو نجح حرف نصف مساره , مازالت رقبته سوف يتم قطعها . ومع ذلك , ثيو كان واثق أن بإمكانه تجنبها حيث انحنى ومر الصوت فوق رأسه . قطعت بضعة خصلات من الشعر وتناثرت حوله .

- إنه جهد بلا فائدة ! أطلق فخر كل أطرافه التي بدت كالمجسات بسرعة مروعة .

لم يصلوا لسرعة الصوت , لكن كان هناك 27 منهم . كان هجوم 360 درجة وهذا جعل اختراقه مستحيل . العدد والمدى تجاوز حركة ثيو كليًا .

مع ذلك , لاحظ ثيو المجسات بتعبيرات هادئة . " هذا هو روبر الحمض من المستنقعات الغربية ... مجساته سوف تذيب الجسد البشري مباشرة "

المجسات , التي بعثت سائل حمضي قوي أتت من مفترس فى المستنقعات . كانوا خفيفين , لذا الاصابة بهذه المجسات لن يضر , لكن السائل الذي يذيب العظام والعضلات كان سلاح قوي بفظاعة حقًا .

مع ذلك , ثيو قد قرأ عن نقطة ضعف روبر الحمض في الموسوعة من قبل , لذا رفع كلا ذراعيه بدون تراجع .

" معزوفة المعركة , القصيدة الملمحية . شديد النغمة "

في نفس الوقت , قام سحر إضافي بتغليف ذراعيه . " ترنيم - الأيدي المشتعلة ! "

من حواف أصابعه إلى مرفقيه , احترق ذراع ثيودور بلهيب أحمر . الطاقة السحرية المركزة سوف تحول أي شيء تتصل به إلى فحم . كانت كافية لتبخير السم قبل أن يلمس الجلد .

القبضات المشتعلة ضربت المجسات التي تستهدفه . بابانج ! بانج ! بابانج !

هذا كان مختلف عن سلاسة لي يونسونج . ألفريد قد تعلم تقنيات القتال العملية مباشرة . كانت هجمات استغلت قبضاته , ظهر الأيدي , والمرافق . هجماته تركت خلفها ضباب خافت مع اعتراضها للمجسات ال 27 .

- ماذا ؟! لم يتوقع فخر أن يخسر هجومه لذا لم يستطع إخفاء تفاجئه .

لو لم يستخدم ثيودور الانتقال لكان ميت بحلول الان . افتقد ألفريد للمعرفة والسحر , في حين افتقد ثيودور للشجاعة وحواس المحارب القتالية . لذا , كان هذا الرد الممكن فقط بفضل اتحاد قدرات الاثنين .

بعد التصدي للمجسات والذيل النصل حصل ثيو على رؤية واضحة لفخر .

" حفظ . منفذين مفتوحين . الصدفة البركانية "

الصدفات البركانية صدمت جسده العلوي مباشرة .

كواانج !

كانت هناك موجة صدمة واسعة . واستخدم ثيو زخم هذه الصدمة ليوسع مسافته عن فخر . استطاع الحصول على أفضلية مؤقتة لكن لم يملك فرصة للفوز بهذه المعركة . المرة القادمة , سوف يأتي فخر بمخلوق لا يعرف عنه .

بمجرد أن كان ثيودور بعيد بعشرين متر , رأى كتلة اللحم تتخذ شكل جديد .

" تجدده سريع جدا رغم أن الجسد العلوي تم سحقه تمامًا ... يبدو أن تدمير مستوى السيد مطلوب حقًا للقضاء عليه "

لم يستطع توحيه الضربة النهائية . عض ثيودور على شفتيه عند إدراكه لهذه مرة أخرى . الجحيم كان السحر الوحيد الذي يتجاوز تدميرية الصدفة البركانية , ولم يعتقد أن بإمكانه إزالة جسد فخر بالكامل بما أنه قد نجا من قصف الكبير هيرمان وسحرة الحرب الأخرين .

وبشكل غير مفاجىء , تجدد فخر بسرعة . بعد استعادة مناطق الرأس المتضررة حدق فخر في ثيو . طلقة سحرية , أيدي مشتعلة , صدفة بركانية ... كانت وسائل الهجوم التي عملت ضده .

- أنا أرى . أسلوبك هو الصدمة والنار , تمتم فخر بصوت منخفض , ثم بدأ يعيد تجميع خواصه تبعا لذلك . لقبه ك " مفترس القمة " لن يلائم اذا كان كل ما يستخدمه هو العنف . قوة فخر الحقيقية كانت قدرته على إبادة نقاط ضعفه الخاصة ومعادلة قوة الخصم .

استخدام اللهب كسلاح هو شيء ظهر في كل أنحاء العالم , جنبًا إلى جنب مع وسائل معادلته .

" قشور دراك أحمر , درع سلحفاة كروما , جلد السلاماندر المقاوم للحرارة , وجسد كلب الجحيم "

سحق .... سحققق ... سحق .....

ثلاثة خواص تم تطبيقها على جسد كلب الجحيم الذي كان يشع بالحرارة . قشور الدراك الأحمر ظهرت على جلد السلاماندر الذي لمع بضوء أحمر , في حين غلف الدرع الأسود حول وجه ومفاصل فخر الهشة .

هذا كان الشكل الذي قد ذبح سحرة الحرب الثمانية , بما فيهم هيرمان .

- لقد جعلتك تنتظر , أيها القرد .

لمع الضوء الأحمر في عيون فخر . بمجرد أن أخذ شكله , فحتى العوم فى الحمم البركانية كان ممكن . مزيج الخصائص الثلاثة يمكنها معادلة سحر الدائرة السادسة الناري مما جعله خصمًا مميتًا بالنسبة لثيودور .

اذا لم تعمل هجمات ثيو إطلاقًا , سيكون لا شيء سوى إعدام علني . الشيء الوحيد الذي مكنه الاختراق كان الطلقة السحرية , وهذا يعتمد على القوة التدميرية النقية .

بيينج !

مع تفكيره بهذا انطلق ضوء أزرق مع سبابة ثيو واصطدم برأس فخر .

ججيجيوك .

الدرع الأسود الذي غلف وجه فخر انقسم قليلًا .

- كوهوهو , هذا يدغدغ .

لم تظهر قطرة دم واحدة . دليل أن الطلقة السحرية لم تستطع اختراق الدرع الذي يغلفه . تصلب ثيو حيث شعر حدسه بذلك . لم يكن هذا الناتج الأقصى , لكن مازال قد احتوي على كمية معتبرة من الطاقة . الدرع من المخلوق الغير معروف كان صلب جدًا ببساطة .

زأر الوحش مع اطمئنانه بالتفوق .

- ■■■■■■■ __ __ __ !!!


الضوضاء أيضًا سببت اهتزاز . الزئير الكبير جعل الأرض تهتز , وأي وحش سمعها تجمد مكانه . طبلة أذن ثيو انفجرت حيث استخدم سحر الشفاء عليها وتجهم للحظات من الألم .

كووونج !

ركل الوحش ضد الارض وإندفع بسرعة تجاه ثيودور .

" اللعنة ! "

حركاته كانت أسرع من البشر أو الوحوش بعدة مرات . الوحش كان طوله أكثر من خمسة أمتار , لكن عبر بضعة دزينات الأمتار في رمشة عين . بالفعل , في ثلاث خطوات فقط أزال فخر تلك الفجوة التي قد فتحها ثيو .

مخالبه الشبيهة بالسيف الطويل كانت الان تحلق نحو ثيو .

سوااااك !

تم رسم ثلاث خطوط على المكان الذي كان يقف فيه ثيو للتو , وانقسمت الحجارة المقطوعة مباشرة . المخالب كانت حادة كالسيوف واحتوت على وزن ضخم . كان من المرعب رؤية أوراق الشجر تتمزق إربًا من ضغط الرياح فقط .

في كل مرة لوح فخر مخالببه , يتم قطع بعض الاشجار إلى قطع وتظهر مساحات خالية في لحظة . فى النهاية , توجهت المخالب الأربعة نحو ثيو .

- امم ؟

لكن , ذاك الثيو تناثر كالوهم . مع تلاشي وهم ثيودور , أمكن رؤية شكله وهو يتنفس بصعوبة على مسافة .

كانت مهارة حفظها حتى الان __ تتبع الوهم . القدرة على ترك وهم لنفسه . كانت هذه خدعو ناجحة لأن فخر قد ركز كل خواصه على القدرات البدنية .

" ربما يمكنني فعلها مرتين إضافيتين . اللعنة , من السيء جدًا تضييعها هكذا "

لم يملك الوقت لاتخاذ اجراءات وانتهى به الأمر خاسرًا لإحدى بطاقاته المخفية . تتبع الوهم قد أنقذ حياته , لكنه ضيع واحدة من بطاقات ثيو المخفية .

تماما مثل الطلقة السحرية وسحر النار اللذين فقدا فائدتهم , سوف تصبح القدرة غير ذي صلة بمجرد إظهارها لفخر . احتاج إلى تكتيكات ووسائل غير عادية لم يتم عرضها بعد .

.... نعم , كان هناك تكتيك ووسيلة واحدة لم يظهرها بعد .

نظر ثيودور إلى الأسفل نحو يديه وتحدث بنبرة غير متأكدة , " هل هذا ممكن ؟ "

حاليًا , جسده كان حالة غير مستقرة للغاية . هذا حد قوة ألفريد وثيو حيث تابعت ذكرياتهم وأرواحهم الاختلاط والتناثر . لو لم يتحد الاثنين للتعامل مع فخر لانهار ذات كل منهم بالفعل .

لكن , لا ثيودور ولا ألفريد قد فكروا في هذا التكتيك حتى الان . اذا نجح , حتى ذلك الوحش لن يستطيع الإفلات من إصابة مميتة .

" حسنا , لنجرب مرة , أيها الأمبر الفريد "

أومأ ثيودور وابتسم عندما سمع , " لا يجب على الرجل تجنب التحدي "

هذا من طباع البطل . خصائص ألفريد بيلونيتس البدائية كانت تزهر داخل ثيودور ميلر . الأبطال فازوا دائما عند مفترق طرق القدر وفعلوا ما اعتقده الناس مستحيل .

اذا الأمر هكذا , فنصره سوف يتم تقريره في هذه اللحظة .

مع تجميع ثيودور لكل ما تبقى من طاقة سحره تخللت الحرارة عديمة الشفقة كل جسده .


**********************************************************************************************************************************

2018/02/03 · 4,377 مشاهدة · 1636 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024