لكن , لا يمكن قبول الطلب الوقح مباشرة . بان هيليونيس قد اقترح مباراة ودية بين الدولتين . وحيث لم يقل كورت الثالث أي شيء , خطا بان هيليونيس للوراء لاحترام إرادة الملك .

مع ذلك , أصبح الجو ساخن . لذا لم يستطع المحادقة التقدم لأكثر من ذلك , وغادر الوفد . لا , ربما كانت هذه نية الوفد .

مع تحول الأجواء فى الغرفة إلى كئيبة , تمتم كورت الثالث بصوت منخفض , " ... لايزال مخادع , سيف أندراس الرابع "

سيف الامبراطورية الرابع , بان هيليونيس .... بنيته الكبيرة جعلته يبدو بليد , لكن في الحقيقة كان ماكر للغاية . كان سياسي يعرف كيفية استغلال أفضلية مظهره كسياف متجاهل للهجوم على العدو .

ربما قد تجنب عن قصد الحديث حول القصة بأكملها فى اللقاء الأول . لو تم قبول الاقتراح , يمكنهم فحض ثيودور مباشرة . اذا تم رفضه , يمكنهم مغادرة هذا المكان كما لو كانوا ضحايا . بكلمات أخرى , أي إجابة لن تكون خسارة لامبراطورية أندراس .

الرجل الكبير فى الرداء الأزرق , بلونديل , أومأ كما لو يتفق . " إنه خصم مزعج . إنه على الأرجح يتوقع أن نرفض الاقتراح . بهذه الطريقة , يمكنه المماطلة لبعض الوقت أثناء المفاوضات "

" في هذه الأثناء , سيذهب البقية خلال العاصمة لجمع المعلومات . نيتهم هي تمديد الوقت على الأرجح "

" نعم , أعتقد ذلك أيضًا "

تجهم كورت الثالث وبلونديل بطريقة مشابهة .

شبكة استخبارات البرج الأبيض كانت تشاهد الوفد , لكن الخصوم هم مجموعة من النخبة بما مصحوبين بخبيري سيف . سيوف الامبراطورية السبعة يمكنهم اعتراض شبكة الاستخبارات مباشرة . ربما يصبح الأمر مختلف لو كان سيد البرج الأبيض فى العاصمة , لكنه قد غادر لمنطقة بعيدة بعد اللقاء الأخير حول القافلة .

" الأفضل التخلص منهم بسرعة بقدر الإمكان "

بالطبع , أمن ميلتور ليس بذلك السوء , وكان هناك تغيير صغير لأي شيء كبير أو سري يتم تسريبه . لكن , المشكلة هي أن حتى أقل الاحتمالات كانت هجومية . العدو الذي كانوا يواجهوه لقرون كان يدمدم على حدودهم .

التف كورت الثالث لشخص واحد بطبيعة الحال . كان ثيودور ميلر , واحد من الناس الذين تم أمرهم , بالاضافة إلى بلونديل , بالبقاء فى الغرفة بعد رحيل الوفد .

" أخبرني بصراحة . ليس عليك قبول هذا العرض . أعرف أنه طلب عالي , ولن تكون هناك أي عقوبة اذا رفضت "

" نعم , جلالتك "

" لكن اذا كنت قادر على هزيمتهم بشكل تام , سوف نحصل على أفضلية معتبرة في المفاوضات " لذا , سأل كملك ميلتور , " ريبيكا هذه , أيمكنك هزيمتها ؟ "

رد ثيودور بدون أي تردد , " نعم , جلالتك "

" حتى لو لم تستخدم قوة الكنز القومي ؟ "

" نعم , هذا صحيح "


أراد كورت الثالث تصديق ثقة ثيو . لكن , قدرة الملك القتالية لم تكن بتلك العظمة , لذا لا يملك المعرفة للحكم بدقة . سوف يتخذ القرار فقط بعد تداول الرأي مع أعظم سيدين في ميلتور . " فيرونيكا , بلونديل . ماذا تعتقدان ؟ "

أتت فيرونيكا للأمام أولًا كما لو كانت تنتظر . " اذا تقاتلا عشر مرات , سوف يفوز تسع مرات , وسيكون هناك تعادل واحد . على أقل الأقل , لا أظن أن هناك فرصة لأن يتعرض الصغير للإصابة "

" هوه , الأمر كذلك ؟ "

" أراهن بإسمي , جلالتك "


كورت الثالث كان متفاجىء من الرد . خصم المبارزة كان تلميذ بان هيليونيس . عمر ريبيكا الصغير ومظهرها الجميل لم يكونوا أسباب لخفض قيمة قوتها . كأكثر مرشح مرجح للجيل التالي من السيوف السبعة , مهاراتها ينبغي أن تكون قريبة للقمة . وإلا لم تكن ستنضم لهذا الوفد .

مازال , الاحتمالات كانت تسعة انتصارات مع تعادل واحد ؟ فى الواقع , يعني الانتصار .

" همم , هذا الرجل الكبير لديه نفس الرأي . ربما لن تكون مباراة من جانب واحد , لكنه لن يكون مفتقد لشيء فيما يتعلق بالجودة . طالما الظروف جيدة فمن المستحيل ألا يفوز "

" إذن لا يوجد سبب لعرض ظهورنا " انتشت ابتسامة عبر وجه كورت الثالث للإجابة التي حصل عليها .

حتى الان , كان متردد لقبول اقتراح الوفد لأنه قد حسب الفوائد والخسائر . سوف يكسب لا شيء ويخسر الكثير , لذا لم يكن هناك داعي لقبول المقامرة .

مع ذلك اذا كانت نسبة الفوز 100% إذن هي ليست مقامرة .

" وزير الدولة "

" نعم , جلالتك "

" انظر إلى معاهدة الهدنة السابقة . أبلغني بالأرض التي يمكن الحصول عليها بالقرب من الحدود . والأكثر , انظر في أي شروط تعتقد أنه يجب إعادة كتابتها ! "

" كوزير للدولة , سوف أقبل أمر جلالتك ! "

ملأت الإثارة وجه وزير الدولة عند كلمات الملك القوية .

كانت هذه فرصة لانتزاع شيء ما من امبراطورية أندراس . هذا يقطع وقت إجازته , لكن وزير الدولة كان يغلي من التحفيز . تابعيه أومأوا بلهفة أيضًا لأمر الملك .

نظر كورت الثالث إلى وجه ثيو مرة أخرى . بعد الحصول على تأكيد سيدي الأبراج كانت عيون الملك مملوءة بالتعجب بالاضافة إلى عاطفة غير معروفة .

" ... إنه غريب . بعد هزيمة الليتش الكبير وإنقاذ الجنية السامية , يعهد إليك الان مرة أخرى نصيب عظيم من المسؤولية "

" جلالتك "

" لا داعي لتكون متواضع . استحقاقاتك بالفعل في مستوى حيث لا يمكن إخفائهم " نهض كورت الثالث من العرش مع توهج الضوء في عينيه .

بالنسبة له , امبراطورية أندراس هي عدو قد قتل العديد من الجنود . كانوا رمز لسفك الدماء الذي هدد ميلتور منذ أول ملوكها . كانت هذه فرصة لهزيمتهم بشكل سلمي لذا لم يكن هناك داعي للتردد .

حدق في الهواء وتحدث بنبرة ثقيلة , " دائمًا يأتون بالقوة . يعبرون حدودنا لسرقة قمحنا القليل , وقد حرقوا وأشعلوا بيوتنا . الحبر المستخدم فى الهدنة هو دماء أناسنا , والحدود التي تم رسمها بضعة مرات هي أذرعتنا وأرجلنا المكسورة ."

احتوى صوت الملك على عواطف عميقة وصادقة . بسماعها , أصبحت الأجواء فى الغرفة مهيبة . ارتفع السحر حول بعض الاجساد في حين ظهرت الروح القتالية في عيون أخرين . ثيو كان ينحني أمام الملك , وهو أيضًا شعر بهذه الطريقة .

الجميع في ميلتور قد فقدوا شخص ما فى الحروب ضد الامبراطورية .

" ثيودور ميلر "

" نعم جلالتك "

صوت الملك المهيب أصبح أقوى . " خذ إسم ميلتور , قاتل , وانتصر . علم هؤلاء الوحوش تاريخ هذه الدولة ! دعهم يعرفوا ما العدو الكبير والجبار الذي صنعوه ! وسوف أعطيك جائزة للانتصار ! "

رد ثيو بصوت قوي , " أنا ثيودور ميلر , سوف أفعل كما يأمر جلالتك ! "



* * *

الأخبار أن البطل , ثيودور , وتلميذ للسيوف السبعة سوف يتبارزوا انتشرت كالصاعقة البرقية . كان هناك توتر من الوفد بالفعل , والمبارزة كانت كالواحة في الصحراء . رغم أن الحضور كان محدود للغاية إلا أن مقاعد الجمهور كانت ممتلئة تمامًا .

نظر ثيو حول المنطقة . " ... واو , لا توجد وجوه لا أعرفها تقريبًا "

لقد بقي لنصف سنة فى مجتمع السحر لذا قابل العديد من الناس . بفضل علاقته بفيرونيكا وسيلفيا , استطاع معرفة كل مشهوري العاصمة تقريبًا . مع ذلك , معظم الشخصيات المشهورة كانت متجمعة في ذلك المكان . لم تكن مبالغة للقول أن الناس المتجمعين هنا كانوا ضمن أعلى 2 أو 3% من قوة ميلتور القومية .

يعني أن هناك اهتمام كبير بهذه المبارزة . بالاضافة لكورت الثالث , كان هناك أعضاء للعائلة الملكية الذين نادرًا ما أظهروا وجوههم , لذا استطاع ثيودور الشعور بالعبء بالتأكيد . وهكذا , الشعور بعدم الارتياح الذي أحس به تجاه خصمه قد تلاشى .

بعد فترة قصيرة , صعد بلونديل للمنصة حيث كان يؤدي دور الحكم . بما أنه كان قتال بين ساحر وفارس , كانت المنصة واسعة جدًا . استمع الشخصين لكلمات بلونديل مع تراجعهما لأطراف المنصة .

" من جانب ميلتور , ثيودور ميلر "

" نعم "

" من جانب أندراس , ريبيكا "

" نعم "

حصل بلونديل على إجابة من كليهما ونقر على أرض الملعب بعصاته , فصدر صوت حاد . قوة الساحر الضخم أصابت الأرض , ومقدار الصوت كان عالي جدًا لدرجة أن الناس الجالسين على المقاعد غطوا أذانهم .

هدأ بلونديل المحيط وتحدث , " ستبدأ المبارزة بهذا الصوت . قبل هذا , اصنعوا حلف كممثلي كلتا الدولتين . الفائز سيتسامح مع الخاسر , والخاسر لا ينبغي عليه نسيان تشريف الفائز . اذا فكرت أن القتال انتهى , سوف أوقفكم عن الهجوم حينها "

أومأ ثيودور وريبيكا . لم يعلم ثيو قلب خصمه , لكن لم يجرؤ على الاعتراض في موقف حيث كان بلونديل أدرونكاس هو السؤول . مع التقاء عيون ثيودور وريبيكا , رفع بلونديل عصاه عاليًا .


ثم اصطدمت للأسفل ضد الأرضية الحجرية . كاكانج !

ظهر شعاعين من الضوء من غمد ريبيكا قبل أن ينتهي الصوت حتى . كانوا سيفين مزدوجين يتم تسميتهم بالسيوف المعقوفة . انطلقت كعاصفة برقية , بسرعة كافية لجعل بعض الجمهور يفوتها . البعض سوف يموت بدون أن يدرك حتى أن ريبيكا قد سحبت سيفيها .

لحسن الحظ , ثيودور لم ينتمي لتلك المجموعة . بل , لاحظ الوضعية التي أخذتها ريبيكا عندما سحبت سيوفها , وارتفع شعوره بعدم الراحة . ثيو قد رأاها في مكان ما من قبل . وتذكر أيَا بشكل خافت الهجوم الذي تبع ذلك مباشرة .

بعد فترة قصيرة ...

" هاب " ظهرت ريبيكا أمام ثيو بصوت تنفس خافت .

لم تكن هناك مساحة للفزع أو التفاعل . تحول سيفيها إلى وميضين من الضوء بدون تحذير . الضوء المبعوث من كلتا يديها تحرك للأعلى , للأسفل , يسارًا , يمينًا , ثم تلوى كالزوبعة حول ثيودور . كانت تقنية سيف لن تترك قطعة واحدة من اللحم سليمة حتى .

ستة ضربات متتابعة من اليد اليسرى وستة من اليد اليمنى . تصببت دزينة من الهجمات في نفس الوقت تقريبًا .

تشوااااااااااك !

أرض الحلبة تشققت كشبكة العنكبوت . الهالة المتجسدة كانت نوع من السلاح بإمكانه الاضرار بدفاعات السحرة الكبار حتى . ريبيكا كانت في ذروتها بالفعل , وهجماتها يمكنها تمزيق سجر الدائرة الخامسة الدفاعي .

الجميع كان مصدوم من سلسلة هجمات ريبيكا .

" أوووه ! "

" كيف هذه الهجمات .... ؟! "

" الشائعات صحيحة ! "

للويد , واحد من السيوف السبعة , فقد ملامحه البليدة حيث هتف , " ... ممتاز ! "

هدف الهتاف لم يكن نحو مكان الذي تقف فيه ريبيكا , تلميذة بان هيليونيس . عيونه كانت حادة أكثر من المعتاد مع تحديقه للرجل الشاب الذي تحرك 12 مرة . هذا المستوى من الحركة لم تتم رؤيته من ساحر فى العادة .

ثيودور , , الشاب الذي حطم هجمات ريبيكا الاثنا عشر , واجهها بتعبيرات باردة . كان متأكد تمامًا بعد سلسلة الهجمات .

لقد أظهرت فنون سيف راندولف , زعيم المرتزقة الذي قد ذبح الويفيرن الغول فى موطنه . كانوا إما أقارب أو درسوا في نفس المدرسة ...

" فكر بهذا عندما تهزمها "

أزال ثيو كل الأفكار الأخرى , واحترقت طاقته السحرية حيث حدق في ظهر ريبيكا .



**********************************************************************************************************************************

2018/02/09 · 4,174 مشاهدة · 1772 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024