فصول اليوم


بعد تحقيق فوز كامل في مبارزته مع ريبيكا , لم يتجه ثيودور نحو قاعة العشاء . بدلا من ذلك , اتجه إلى مشفى القصر الملكي .

نزل ثيو من المنصة بحالة أفضل بكثير من ريبيكا , لكن هذا لم يعني أنه خالي من الضرر . قوة النصل التي كانت حرفيًا كالعاصفة قد قفزت خلف القوة الدفاعية لمعزوفة المعركة .

فرقع المعالج لسانه عندما رأى ساعد ثيو الرث . " ... يا للفظاعة . ليس من السهل علاج إصابات الهالة , لكن هذا أكثر من ذلك . العلاج البسيط باستخدم الجرعات الدوائية أو الأعشاب سيكون أكثر فعالية من السحر "

أساسًا , المانا التي تمر خلال جسد الشخص يتم تغييرها تبعا لطبيعة الشخص الموروثة . ومن أجل التناغم مع تلك الطبيعة , قلل السحرة درجة الانحدار بتكوين عضو دائري اصطناعي يسمى الدوائر , لكن الفرسان كانوا مختلفين . بالنسبة لهم , طبيعتهم الموروثة كانت مجرد شيء جيد . بما أن الهالة تعزز القدرات البدنية , فكلما كانت أقرب لطبيعة الشخص الخاصة , كلما زادت القوة والكفاءة بشكل كبير . لكن , ترك هذا الأمر خلفه أثار تداخلت مع العلاج السحري .

" إذن ؟ "

" نعم . الفارسة ريبيكا ... كثافة هالتها تصل بالفعل إلى مستوى فارس محترف . لو كنت تعاني من إصابة حرجة كنت ستستلقي فى السرير لشهور "

" إذن كم سيأخذ الأمر لشفاء هذا الجرح ؟ "

" انتظر لحظة من فضلك " فحص المعالج الجرح الطعني على ذراع ثيو بعناية . كان هناك ألم أحيانًا لكن لم يكن الذي يصنع ضجة بشأنه . تصرف ثيو كان مثل تصرف الجندي المخضرم .

استخدم المعالج طاقته السحرية لعلاج الجرح قبل أن يرفع رأسه مرة أخرى , " لحسن الحظ , لم يخترق النصل عميقًا جدًا . سوف أستخدم تعويذة شفاء , أضع دواء , ثم أربطه . ينبغي أن يلتئم في خلال ثلاث أيام "


" ثلاثة أيام ... "

" أوه , من فضلك تجنب أي نشاط أو حركة ثقيلة لمدة أسبوع . ربما يفتح الجرح مجددًا "

لم يكن لدى ثيودور سبب للرفض لذا أومأ برفق .

شرع المعالج في العلاج الكبير . أولا , أزال الهالة المتبقية فى الجرح بشحر الشفاء , ثم ربط العضلات فى الأوعية الدموية التي لم تشفى بعد . ونتيجة لذلك , توقف الدم عن الخروج تمامًا . بعد توقف النزيف استخدم المعالج الجرعات الدوائية والأعشاب للقيام بعلاج بسيط .

حرفة المعالج كانت تستحق حقًا أن يعمل في القصر الملكي . تم لف ضمادة بيضاء حول ذراع ثيو واختفى الألم من الجرح فى الحال . حرك ثيو الذراع المغلفة بالضمادة البيضاء وقال , " إنه أفضل بكثير , شكرا جزيلًا لك "


" ... هذا لا شيء . بل , ينبغي أن أشكرك أنا " فحص المعالج عقدة الضمادة بدقة وضحك على امتنانه .

لقد كان موظف كمعالج ملكي لعدة عقود . بمجرد اشتعال الحرب , عدد المرضى الذي عالجهم كان بالالاف , والمئات منهم لم يمكن إنقاذهم . حيواتهم أخذت بواسطة أنصال أندراس .

" كان دائمًا انتصار اذا عدنا من أرض المعركة , وهزيمة اذا عدنا بأجساد رفاقنا . لذا كانت هناك أوقات حيث ندمت أنني معالج . لم أستطع القتال , وأحيانا ألوم نفسي لاختياري من الذي سأتركه فى الخلف "

" ...... "

" لكن اليوم , عرفت ما هو شعور الفوز للمرة الأولى "

كان مبكر جدًا لتسميته رجل كبير , لكن أمكن رؤية التجعدات بوضوح على يده التي أمسكت يد ثيو . ربما كان هو أيضًا جالس فى الجمهور ورأى بأم عيونه طلبات الامبراطورية الملحة والوقحة .

حنى المعالج رأسه وشكر ثيو مرة أخرى , " يا بطل ميلتور , إنه لشرف لي معالجتك بهذه الأيدي "

" ... إنه شرف لي " ثيو كان مجبر على قبول الثناء الشديد .


شعر بالعب بعواطف المعالج وترك المشفى بعد وداع قصير . معظم الحشد كان فى حفلة العشاء , لذا كان الممر اكثر ظلمة وفراغًا ببضعة مرات من المعتاد . بمجرد أن أغلق الباب خلفه , سقط صمت بارد .


" هوو , هذا ثقيل جدًا "

سواء كان إيجابي أو سلبي , لم يلائم الأمر طبيعة ثيودور أن يجذب انتباه الأخرين . استطاع وضع وجه صلب بعد امتصاص الخبرات لكن مواجهة مثل هذا الثناء الصادق جعله يشعر بالتوتر .

" ماذا يجب أن أفعل الان ؟ " سار فى الممر بينما هو محجوز داخل أفكاره .

أصوات خطوات الأقدام الرقيقة رنت فى الأنحاء وسط صمت الممر .

فيرونيكا قد شجعت ثيو على الذهاب لحفلة العشاء عندما كان متاح , لكنه لم يريد الذهاب لمثل هذا المكان المتعب . ولم يعتقد أيضًا أن بإمكانه الراحة في مكان يتواجد فيه خبيري السيوف .

الأكثر جذبًا كان استخدام إصابته كعذر للعودة إلى البرج , بما أن المكان السياسي سيكون غير مريح بعدة طرق كالعادة . والأكثر , كانت هناك وجهة لم يكن قد فكر بها .

تقدم ثيو بضعة خطوات قبل التوقف والتنفس بخفة . نظر حوله إلى ظل فى زاوية الممر وقال , " لما لا تخرج الان ؟ "

الظل كان خافت كالضباب . رغم صقل حواسه إلى حدودها , أمسك فقط مكان الاختباء بعد بضعة دقائق . عندما رن صوت ثيو خلال الممر حيث لم يكن هناك أحد , " ظهر " بطبيعة الحال , كأنه كان هناك منذ البداية .

للويد بولان , أحد سيوف الامبراطورية السبعة , هز أكتافه وقال " أوه , لقد تبعتك دون قصد "


" ... ظننت أنك تحضر حفلة العشاء ؟ "

" أنا أسف , لكن طعام وكحول ميلتور لا يلائم أذواقي . كنت أتمشى فى الأنحاء قليلًا "

كان هراء , وندم ثيو أنه لم يستطع رفضه . حدق ثيو في للويد بعيون باردة . رغم أنه كان بناء منفصل , إلا أن خبير السيف لن يتم السماح له بالتجول حول القصر الملكي بنفسه . بالاضافة , تمشية ؟ كان عذر مثير للشفقة لاتباع الفائز بالمبارزة .

" ما سبب قدومك إلى , سير بولان ؟ " كافح ثيو لقمع سخطه . الأمر بلا معني اذا أصبح وقحًا هنا ويفتقد ثيو للقوة والموقع لكي يكون وقح . للويد ايضًا علم هذه الحقيقة . لو كانت فيرونيكا أو بلونديل بالقرب كان سيختفي في صمت .

" بشري ماكر " ثيودور يملك بصيرة دقيقة لطبيعة للويد .

" الغرض ... أفترض أنه اعتذار "

" اعتذار ؟ "

" كما تعلم بالفعل , لقد ارتكبت خطأ أثناء مبارزتك مع ريبيكا . لم أعلم أن حواسك حادة جدًا . لقد استجبت للنية القاتلة التي خرجت مني دون قصد , وأنا أعجبت بذلك " مدح للويد بابتسامة , لكن عيونه لم تكن دافئة .

على الجانب الأخر , شحب ثيودور مع ملاحظته لمعنى الكلمات . للويد كان يقول أنه لم يقصد التدخل فى المبارزة , لكن نيته القاتلة تسربت دون قصد .

يعني أن .... خبير السيف هذا أراد قتل ثيودور ميلر .

" حسنا , ليس عليك التوتر هنا " ابتسم للويد وتابع الحديث . " لقد وبخني الرقم 4 لأنه قرأ نيتي القاتلة . على أقل الأقل , من المستحيل خلع رأسك هنا . يا للندم , يا للندم "

" ... لماذا ؟ "

" هاه ؟ "

قال ثيو الكلمات التي كان يقمعها " لماذا تريد قتلي ؟ "

لم يكن هذا أمر من امبراطورية أندراس أو بان هيليونيس . تسائل لماذا كان للويد بولان متلهف جدًا لقتله . القتلة يقتلون الناس بدون سبب , لكن هذا غير مرجح لخبير سيف . فضول ثيو نحو هذا الرجل فاق خوفه منه .

تنهد للويد للسؤال الجريء .

" هوو , يا للأسف حقًا . لماذا لم يولد شخص مثلك فى الامبراطورية ؟ " دمدم بصوت منخفض قبل أن يتابع , " عشر سنوات , ذلك وقت نهاية هذه الهدنة "

الوجه الخالي من العواطف بدأ يقذف حقائق مروعة , " في السنوات العشرة التالية , سوف تصبح عدوًا للامبراطورية . حواسي لم تكن خاطئة ولا مرة واحدة حتى "

" حواسك ... تريد قتلي لمثل هذا السبب الغير مؤكد ؟ "

" أنت .... هل استخدمت اكثر من 30% من قوتك في تلك المبارزة ؟ " كان هناك تعارض في صوت للويد لذا بقي ثيودور صامت . " لديك الامكانية لتصبح ندًا للسيوف السبعة فى المستقبل , لذا أعتقد أنه يجب علي قتلك هنا , حتى لو سبب هذا حرب "

" اه .... ! "

كانت هناك نية قاتلة غريبة . نية القتل التي ضغطت للأسفل على ثيو كانت مختلفة عن فخر . بدت كنصل حاد موضوع على رقبته . مازال , لم يأتي السيف محلقًا أبدًا . مر للويد بالجانب فقط , كما لو قصد كلماته عند عدم قتل ثيو هنا .

تحرك صوته بعيدًا تدريجيا , " بعد عشر سنوات , لن أترك حيًا مثل اليوم "


لم يستطع ثيو التحرك من مكانه حتى بعد اختفاء للويد تمامًا . النية القاتلة لخبير سيف كانت مرعبة حقًا . كان سيسقط فى الحال لو لم يكن عزز تحمله بعد القتال مع فخر .

بالعودة للماضي , كان لحسن الحظ أنه لم يكشف ظلمة والطلقة السحرية . للويد كان سيصنفه أعلى من ذلك وربما كان سيتجاهل الأمر المعطى إليه من أجل قتل ثيو هنا . لم يكن ثيو سيطيع فحسب , لكن لم توجد أي فرصة للفوز .

" نعم , عشر سنوات " تمتم ثيو بصوت منخفض .

عشر سنوات ..... كانت فترة طويلة وقصيرة في نفس الوقت . بعد ذلك , سيتم الحكم عليه بالموت من قبل خبير سيف . بسماع ذلك أي أحد سيشعر بالخوف . لكن , ضحك ثيو فقط " لن أكون مريح "


لقد قفز من خاسر الأكاديمية إلى بطل ميلتور في سنة واحدة . أشياء ستستغرق شهر من السحرة تأخذ منه بضعة أيام فقط . إذن أليس عشر سنوات لثيو تعني مائة سنة للسحرة العاديين ؟ المنطق العام لا يمكن تطبيقه على أصحاب الجريموارز .

خبير السيف هو كيان عظيم بالتأكيد . " لكن لا أعتقد أنه حائط لا يمكن تخطيه "

أخذ ثيو خطوة للأمام . استعاد خطواته الأصلية وترك المكان الذي قابل فيه للويد . لم يحن الوقت بعد لتقرير من الذي سيسقط بعد عشرة سنوات .


***


ككييييك . التف مقبض الباب مع صوت صغير .

وصل ثيو لغرفة شخص ما ونظر فى الداخل بحذر . بمجرد أن دخل ضربته رائحة الجرعات الدوائية والأعشاب . أزال الرائحة بسحر رياح بسيط ونظر تجاه المقيم هنا .

بشعر ذهبي , عيون خضراء , وملامح حية , نظرت ريبيكا مبارزة الامبراطورية إلى ثيو من مكان استلقائها على السرير . ضلوعها التي كسرت بسبب موجة الصدمة كانت مضمدة وأثار الأعشاب كانت واضحة على بشرتها ذات الكدمات . حالتها كانت مختلفة تماما عن ثيودور , الذي كان يتجول فى الأنحاء .

كان متشوش من هذا الموقف حيث جلس على الكرسي أمام سرير ريبيكا . لم يكن لديه خيار أخر .

" .... لا , ما الذي يحدث ؟ "

ثيودور قد دخل غرفة ريبيكا لأنه أراد سؤالها عن راندولف . مع ذلك , الحارس الواقف أمام الباب قد سمح به بالدخول بسهولة بعد إثبات هويته .

" لماذا تركوني أدخل فحسب ؟ "

ثيودور كان مشهور , لكن امبراطورية أندراس ومملكة ميلتور لازالوا أعداء . لماذا سيتركوا زائر من الدولة المعادية يدخل ؟ أراد فقط إخبار الحارس أن يذكر اسم راندولف لريبيكا ويرى اذا كانت ستستجيب له . لكن , لم يتردد وفد الامبراطورية في إدخاله للغرفة ليراها .

الجو كان غريب . حدقت عيون ريبيكا في ثيو بدون رمش مما زاد الشعور المتعب . لم يعرف كيف يبدأ وفى النهاية , فتح ثيودور فمه لقول بعض التحية , لكن ريبيكا تحدث أولًا .

صوتها كان مثل الجرس الواضح الذي رن بوضوح , " هل أتيت لممارسة حقوق الفائز ؟ "


**********************************************************************************************************************

2018/02/10 · 4,117 مشاهدة · 1853 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024