تحولت تعبيرات ثيودور إلى تعبيرات الغموض عند كلماتها . لقد أتى إلى هنا لأن لديه عمل معها , لكن بدا أنها فهمته بشكل خاطىء . ونفس الأمر كان صحيح مع الحراس الذين تركوا الاثنين فى الغرفة .
وبالتالي , قرر ثيو أن يسأل عن ماهية حقوق الفائز تلك . " ما هي حقوق الفائز ؟ "
" .... أنا أسفة . بالطبع , سير ثيودور لن يعرف مفاهيم امبراطورية أندراس " حدقت ريبيكا فيه وشرحت , " الامبراطورية لا تضمن حياة الخاسر . فقط الفائز من يمكنه العفو عن حياة الخاسر وعلى الخاسر مناولة شيء ما فى المقابل . هذا يتم بغض النظر عن البنود والشروط فى المبارزة , وسيكون هناك عقاب شديد من عائلتك اذا رفضت "
" .......... " ثيودور كان عاجز عن الكلام لهذا الشرح القاسي .
لم تكن مبالغة للقول أن الامبراطورية البربرية تتحدث بالسيوف والقوة بدلًا من الكلمات . الفائز قوي , والخاسر ضعيف . كانت سلسلة غذائية من العنف الذي لا يمت بصلة للأخلاق والفضائل . مجتمع بنظام حيث يمكن للقوي فعل أي شيء ببساطة لأنه قوي ليس مجتمع لكن مجموعة من الحيوانات .
ثيو كان مذهول بشأن كيف أصبحت أمة بهذا النظام البدائي امبراطورية .
" لا , ربما يكون هذا ما جعل الأمر ممكن "
يجب على الناس النجاة من تدريب شديد أثناء طفولتهم . ثم بمجرد أن ينضموا للمجتمع , يجب عليهم النجاة في المسابقة التي تسمى مبارزات . العملية القاسية حتمًا ستصنع قتلة مخضرمين . من الجيش الأقوى فى شمال شرق القارة إلى سيوف الامبراطورية السبعة ... تقاليد الدم والضريبة ربما تكون فقط القوة الدافعة وراء حفاظ امبراطورية أندراس على حجمها الضخم . بطرق عديدة , إنها دولة تفوق حدود المنطق العام .
أصيب ثيو بالدوار من صدمة الثقافة هذه . مع ذلك , سرعان ما استعاد عقليته وقطع الحديث . " هذا المكان ليس أندراس . هل ستستمعي لطلبي ؟ "
" نعم , أنا فارسة من أندراس "
" ... من الصعب الفهم . لا أعرف ما هي حدود الطلبات "
ريبيكا كانت صامتة للحظة قبل أن تفتح فمها , " من الممكن طلب الثروة , الحالة , حتى المهارات . العبودية غير موجودة لذا مستحيل أن أصبح عبدة , لكن يمكنك تأجير الشخص الأخر مرة واحد مجانًا . اذا كان الشخصين من جنسين مختلفين , ربما يكون هناك طلب خاص "
" طلب خاص ؟ "
" .... ليلة واحدة " الموضوع أحرج ريبيكا بطبيعة الحال وصوتها كان مكتوم . احمر وجهها ونظرت للأسفل .
لم يعرف ثيودور كيف يرد . فحص شكلها المستلقي دون وعي قبل أن يصفي حلقه بضعة مرات . لكن , لم تستطع ريبيكا سوى ملاحظة عيونه .
حدقت ريبيكا في ثيودور بعيون باردة وقالت , " أسفة لكن لا أملك أي خبرة . جسدي أيضًا بهذه الحالة , لذا اذا تريدني , سيجب عليك الاعتناء بكل شيء . ملابسي سميكة , لذا سيجب عليك خلعهم بنفسك .
أصبح ثيو محرج بهذه الكلمات الحادة ولوح يديه بسرعة . " لا , ليس لدي نية لفعل ذلك ! "
" الأمر كذلك ؟ أعتقد أن سير ثيودور لا يمكن أن يرضى بشخص مثلي . أسفة "
" .... سيدة ريبيكا , لا تغيظيني من فضلك " أدرك ثيودور متأخرًا أنها كانت تمزح وأسقط رأسه مع تنهيدة .
" اه , أسفة , أنت بريء أكثر مما ظننت "
من أول اتصال لهم حتى الان , كان لدى ثيو فكرة أن ريبيكا فارسة قديمة الطراز لكن استطاعت فعلًا المزاح بهذه الطريقة . الابتسامة على وجه ريبيكا كانت لعوبة جدًا وابتسامتها الخفيفة حقًا جعلتها تشبه راندولف .
ثم تذكر ثيو ما أراد السؤال عنه , " بدلا من ذلك , أريد سؤال السيدة ريبيكا عن شيء ما "
" ماذا ؟ "
" هل تعرفي رجلًا يدعى راندولف ؟ "
مع خروج الإسم من فمه ترنحت الابتسامة على وجهها .
نظرت ريبيكا إلى وجه ثيودور كما لو أنها ترى شيطان , ولون بشرتها كان شاحب جدًا لدرجة أنها بدت كالتمثال . رد الفعل الذي لم تستطع إخفائه كان دليل أنها تعرف راندولف .
تلعثمت بينما تسأل ثيو , " هذ-هذا الاسم , أين سمعته ؟ "
" أولًا , أريد أن أعرف علاقتك به . لا يمكنني الكشف قبل أن أعرف ذلك "
" ... أنا أرى " كانت مثارة للحظة , لكن سرعان ما استعادت تنفسها وعادت بشرتها للطبيعي .
رباطة جأشها كانت مشابهة لثيودور . كان هذا العقل والجسم الموهوب لشخص يتم قبوله كتلميذ لخبير سيف . حدقت ريبييكا في ثيو في صمت قبل أن تركز . " سير ثيودور , أيمكنك أن تجعل الجو بحيث لا يتسرب الصوت خارج هذه الغرفة ؟ "
صنع حائط من الصمت بهدوء .
* * *
امبراطورية أندراس الدولة التي يتم كل شيء فيها عن طريق العنف . سيوف الامبراطورية السبعة حكموا فى القمة وأمكن تسميتهم قواد الناس . فى الواقع , لديهم الحق للحكم على الجميع باستثناء الامبراطور .
أملاك كالأراضي وغيرها كانت بلا معنى . ما القيمة التي سيمثلها ذلك لخبير السيف الذي يعتبر عاصفة متحركة ؟ لديهم قوة ونفوذ شامل داخل الامبراطورية .
العشائر التي أتت منها السيوف السبعة يمكن تسميتها بقلب امبراطورية أندراس .
" عائلتنا , كلوفيس , كانت ذات مرة من أصحاب المقام فى الامبراطورية بما أننا أنتجنا واحد من السيوف السبعة "
تبعا لريبيكا , منذ حوالي 130 سنة , ارتفعت عائلة كلوفيس بفضل وجود خبير سيف . للمرة الاولى كان منزلههم ممتلىء بالأشياء الفخمة والنفيسة . امنوا أن هذا سيقودهم إلى مئات السنين من الثقة .
مع ذلك , هذا الاعتقاد تم تحطيمه .
" في يوم ما , أعطى جلالته مرسوم . طاردوا المشعوذ الذي يزعج الامبراطورية واقطعوا رأسه "
السيوف السبعة كانوا مطيعين للامبراطور بالتأكيد . سلف عائلة كلوفيس , خبير السيف , تلقى الأمر وعبر الحدود . لكن , لم يعد أبدًا .
سقوط العشيرة قد بدأ من ذلك الوقت . لم يستطع خبير السيف تنفيذ أمر الامبراطور , جاعلًا الثعالب تسقط عليهم وتم إسقاط إسم كلوفيس في لحظة .
راندولف وريبيكا قد ولدوا في تلك العائلة الميتة .
" والدي لديه مهاراته الخاصة . لم يملك قوة كافية , لكنه بحث عن امرأة موهوبة ونثر بذرته ."
" تقصدي .... "
" راندولف وأنا نصف أشقاء " حدقت عيونها البادرة بعيدًا كما لو تنظر إلى شخص ليس هنا . " معظم الصغار الذي صنعهم كانوا فشل . بغض النظر عن راندولف وأنا , تم بيع الأخرين لعائلات أخرى . من أجل تريبة خبير للسيف , احتاجت العائلة لوضع كل قوتها في شخص واحد .
السحرة يولدوا , لكن الامبراطورية تملك طريقتها الخاصة في إنشاء مستخدمي الهالة . يتم اختيار الصغار العباقرة ويتم إغراقهم بالاكسيرات . ثم يتم رعيتهم بواسطة واحد من السيوف السبعة , وهناك احتمالية كبيرة أنهم سيصبحوا الجيل التالي من خبراء السيوف .
راندولف وريبيكا قد حقق كليهما خواص العبقري . مع ذلك , لم تملك كلوفيس الطاقة لتعزيز كليهما . كان وضع حيث على العشيرة التخلي عن واحد من الشخصين . في ذلك الوقت , كان يوجد اختبارات لفحص الجودة لذا تم إجبار راندولف وريبيكا على أن يكونا فى جانبين متضادين .
بعد ذلك شرع راندولف كلوفيس بمغادرة المنزل في منتصف الليل . لقد كان لأجل أخته .
" ترك خطاب يقول أنه سيراني مرة أخرى , لكن .... من حينها لم أسمع أي أخبار عنه " تحدثت ريبيكا حتى هناك ونظرت إلى ثيو بهدوء . عيونها الخضراء كانت مبتلة قليلًا . لم تبدو قصتها مزيفة . وليس لديها سبب للكذب . لماذا ستصنع مسلسل طويل مفصل لثيودور الذي لا يعرف حتى أجواء امبراطورية أندراس ؟
لذلك قرر ثيودور الحديث . " لقد قابلت راندولف نصف سنة مضت "
فاض صوته فى الغرفة محاطًا بسحر الصمت , وأصبحت ريبيكا أكثر إشراقًا مع استماعها للقصة .
كانت متفاجئة لتسمع أن راندولف كان يبحث عن سيوف سلفه المزدوجة ثم ابتهجت عندما وجدهم في برج الليتش الكبير المحصن . في تلك اللحظة , بدت كفتاة في عمرها .
" أنا أرى . إنه لا يزال أخي الذي أعرفه "
استمعت ريبيكا لأجزائها المفضلة مرة أخرى قبل أن تدفن جسدها فى السرير مع تعبيرات راضية . بدت أنها نسيت الألم من ضلوعها المكسورة . المحادثة بين الشخصين بالاضافة لسحر الصمت كانا قد انتهيا تقريبًا .
دينج ! عند التاسعة مساءا , رنت الأجراس في أنحاء القصر الملكي مؤشرة على بداية الليل .
لم يكن وقت ملائم لبقاء ذكر وأنثي بالغين في الغرفة معًا . لم يدرك ثيو كم من الوقت مر وقام من مقعده بسرعة . كان هذا وقت سعيد بعدة طرق .
" إذن سوف أذهب . من المضحك أن أقول هذا لشخص قد أصبته , لكن كوني حذرة من فضلك "
" اه , سير ثيودور ___ " حاولت النداء عليه لكن ألمتها ضلوعها , لذا لم يخرج أي صوت من شفاهها البارزة .
فى النهاية , أغلق الباب وتركها بمفردها . أصبحت الغرفة هادئة مع مد ريبيكا ليدها نحو الباب . لم تدفع ثمن الهزيمة بعد .
" ... لنتقابل مرة أخرى فى المستقبل , سير ثيودور "
تعهدت أن تدفع هذا الدين وأغلقت عيونها .
* * *
الشيء الذي حدث بعد ذلك كان سخيف حقًا .
غادر ثيو الغرفة وحدق في الحارس بعيون باردة , قبل أن يعود إلى غرفته بشعور من الشك . كما العادة , أطعم كتابين لشراهة وصنع جدول تدريب قبل أن يخلد للنوم .
ثم تم الانقضاض عليه فى اليوم التالي . ثيو كان يخطط لسؤال فيرونيكا عن بعض التدريب عندما تمت شقلبته عدة مرات فى الهواء , والمصدر كان سيلفيا وبلونديل .
كان حينها أن أدرك ثيودرو أن شائعة ما قد انتشرت , وتذكر ابتسامة ريبيكا اللعوبة .
" زوج الاخ والأخت البغيض كلاهما مثل الأخر ! "
لم يتوقع أبدًا أن تعود ضربة من راندولف بهذه الطريقة . كافح ثيو للهرب من براثن بلونديل قبل أن يستسلم فى النهاية .
****************************************************************************************************