" ميترا ؟ " بدا ثيودور متردد لكن قبل البذرة من أجل ميترا .
البذرة المتوهجة بضوء أزرق . اذا كانت هذه حقًا بذرة من يجدراسيل , شجرة العالم المقدسة التي تقف في منتصف إلفينهايم , فقيمتها ستكون لا تقدر بثمن . مع ذلك قالت إلينوا أن يعطي هذه البذرة لميترا .
للأسف , لن تأتيه إجابة فقط بمجرد التفكير بها . لذا بدلا عن القلق بشأنها بمفرده قرر ثيو سؤال الشخص الجالس أمامه " سير ايدوين , هل تعرف معنى هذه البذرة ؟ "
" ماذا تقصد ؟ "
" ما هو تأثير هذه البذرة ... أو لماذا أخبرتني إلينوا أن أعطيها لميترا ؟ "
تأمل ايدوين لفترة قبل أن يومأ ويرد على الأسئلة " لا يمكنني معرفة رغبتها بالكامل لكن سأخبرك بما أعرف "
شرحه عاد بالوقت إلى فترة ميلاد يجدراسيل وإلفينهايم . كان منذ حوالي 300 سنة , وهذه لم تكن فترة طويلة باعتبار مدى حياة الجن . تجمع الجن من كل أنحاء القارة لبناء بيت جديد فى الجبال الشمالية . باستخدام قوة الجن قاموا بعد ذلك بإنشاء شجرة عالم . ومن حينها بدأت إلفينهايم مملكة الجن .
رغم عدم اكتمالها , كانت يجدراسيل شجرة عالم تماما كإسمها , ودافعت يجدراسيل عن إلفينهايم بقوتها . أوراقها الساقطة نظفت الأرض بينما امتدت جذورها نحو السطح لبناء نظام بيئي طبيعي . لذلك تمكن الجن من تأمين منطقة أمنة في الجبال الشمالية العظيمة حيث تعيش كل أنواع المخلوقات .
جن إلفينهايم كانوا ممتنين وأعجبوا بشجرة العالم كالشجرة الأصل .
" الشجرة الأصل ساعدت الجن على النمو والحياة . ساعدت العصارة فى الإدراك بفضل حيويتها وأصبحت الفروع أسلحة للمحاربين , في حين امتلكت الفواكه والبتلات القوة لعلاج المريض والمصاب "
" ربما .... "
" نعم . تفكيرك صحيح "
ثيو قد لاحظ أن العديد من الجرعات الدوائية والتخصصات يمكن صنعها فقط في إلفينهايم .
كان هذا بسبب شجرة العالم , يجدراسيل . بما أن الجرعات الدوائية والتخصصات كانت منتجات ثانوية لشجرة العالم , فلا يمكن أبدًا إعادة انتاجها بواسطة تكنولوجيا البشر . وهذا من أحد أسباب امتلاك إلفينهايم لأفضلية مطلقة في عمليات التجارة .
مع ذلك , ظل ثيو ينتظر الرد رغم تفاجئه . كان لأن الشرح الذي يخص فعالية البذرة لم يظهر بعد . توقف ايدوين وسحب الموضوع التالي أخيرًا " شجرة العالم تنتج العديد من الفواكه في مائة سنة , لكن فقط بضعة بذور . وأنا واحد من الذين حصوا على بذرة "
" سير ايدوين ؟ "
" نعم تبعا للمقولات القديمة , بذرة الشجرة الأصل قيل أنها تبرز القدرات المخفية داخل الكائن الذي يأخذها . لقد أخذتها وصعدت على مسار الحارس "
" امكانية لإظهار القدرات ! "
كان حقًا منتج ثانوي لشجرة العالم . ذهل ثيودور عند هذه الكلمات قبل أن ينظر للبذرة . تبعا لشرح ايدوين , البذرة لن تكون عونًا كبيرًا لثيو . كان موضوع أخر اذا كانت تمنح موهبة لا توجد لكن لم يعني هذا الكثير بما أن موهبته الفطرية صغيرة .
موهبته الفطرية كانت صغيرة جدًا عن ميترا " الأرض الأم .... "
على عكس الإلهة , دميترا , التي كانت أكبر من الجبل كانت إمكانية البشر لا شيء . لا أحد كان سيتخيل أنها معتمدة على ميترا الصغيرة التي تقفز على ركبتيه الان .
[ووونج؟] أصبحت ميترا واعية لنظرته وصنعت صوت متعجب .
" الان . هذه هدية " ناول ثيو البذرة إليها بدون أي تردد . حدقت ميترا في البذرة للحظة قبل أن تقفز نحو راحة يده . فى البداية أرادت أن تعض البذرة لكن بعد ذلك نظرت إلى ثيو .
[ ديو ! أنا أكلها ؟! ]
" تأكليها ؟ "
[ يي ! ]
ميترا كان لعابها يسيل لذا بدا أنها وجدت البذرة شهية جدًا . ربما كان هناك شيء ما يمكن للعناصر فقط الشعور به . فبالنسبة له , بدت مجرد خرزة برائحة جيدة .
أومأ ثيودور مما جعل ميترا تضحك وترفع البذرة فوق رأسها .
[ اااهم -! ] فتحت فمها وابتلعت البذرة مرة واحدة .
بلع .
***
قلب الغابة الشمالية العظيمة , إلفينهايم , كان على نفس القارة مثل ميلتور . سوف يستغرق الأمر شهر واحد بالعربات الفاخرة للسفر من مانا-فيل إلى الغابة العظيمة . والأكثر , وسائل النقل كالعربات سوف تخسر وظيفتها داخل داخل الغابات الكبيرة .
لذلك السبب تم استنتاج أن فترة السفر ستأخذ منهم 100 يوم على الأقل للوصول إلى إلفينهايم . مع ذلك , غرفة رحيل الوفد كانت فارغة بشكل غريب .
".... لقد أتيت " تمتم الرجل الواقف في منتصف الغرفة , أورتا , بمجرد أن تم غلق الباب . وراءه كان ايدوين الذي حظى بحديث طويل مع ثيودور .
وقف ثيو بجانب أورتا الذي سأله " هل انتهت الاستعدادت ؟ "
" نعم "
" إذن لنغادر . إنها رحلة طويلة لذا علينا الإسراع "
بغض النظر عن الحالة , ثيودور وسيد البرج الأبيض كانا يملكا نفس السلطة في هذه المهمة . حصل اورتا على موافقته وتحرك لمنتصف الدائرة بينما ركضت سيلفيا لجانب ثيو . مع ذلك , قبل أن تقول سيلفيا " مرحبًا " حتى خرج شيء ما فجأة من ذراعي ثيو .
" كيا ؟ " أمسكت سيلفيا ميترا دون وعي .
[هوينج!] لوحت ميترا يديها حولها كما لو ترحب بها . اختلست النظر نحو سيلفيا وضحكت . وضعت سيلفيا ميترا على يدها وشعرت بإحساس تنافر غريب .
مع نقرها على شعر ميترا تمتمت بملامح متفاجئة " ... برعم ؟ "
برعم من العشب الأخضر كان بارز من شعر ميترا .
نظرت سليفيا إلى ثيو للحصول على إجابة لكنه ابتسم بغموض فقط . ثيو وايدوين هما الوحيدين اللذين يعرفا أن البرعم قد نما بعد تناول سيلفيا لبذرة شجرة العالم . ميترا كانت مذهولة , لكنها أيضا لا تعرف ما هذا .
" حسنا . سوف أعرف اذا سألت إلينوا مباشرة " لم يكن شيئا ينبغي التفكير فيه الان .
كونه اختبر الانتقال التخاطري من قبل , انتظر ثيو تنشيط سحر المكان بهدوء . تبعا لسيد البرج الابيض فإنه سوف ينقلهم بالقرب من الحدود . والمسافة التي سيعبروها ستجعلهم يصابوا بالدوار والاثار الجانبية .
في لحظة استعداد ثيودور ...
" نقل جماعي " في نفس الوقت عند قول الكلمات أضائت الدائرة السحرية تحت المجموعة . دائرة النقل المكاني التي كانت رمز للبرج الأبيض ابتلعت الجني والسفراء التسعة .
" اه! " انطوت المساحة ثلاثية الأبعاد لتكون خط .
تلوي المكان الغير محدود لم يكن شيئا تستطيع الحواس البشرية إدراكه . والأكثر , لم ينتهي بالدوار فحسب . لن يتم حل المشكلة بإغلاق عيونهم , لكن هذا أفضل بعدة مرات من أن تكون غبي كفاية للنظر .
لحسن الحظ سرعان ما انتهى الاحساس المشوه .
" كيوك ! "
" هووو ... "
" اممم "
عند الوصول للوجهة هدأ الجميع الدوار بطريقتم الخاصة . البعض تنفس عميقًا , بينما عض الاخرين على شفاههم . مع ذلك , كان هناك القليل الذي نظر حوله بدون تعثر واحد , وثيو كان واحد منهم . الأثر الجانبي الوحيد الذي عانى منه كان الصداع الخفيف , لذلك نظر حوله بعناية .
في ذلك الوقت ارتفعت خرزات ضوئية فى المكان المظلم .
" هذا المكان هو منشأة تحت الأرض قريبة من الحدود . إنه مكان لا يمكننا البقاء فيه طويلًا . اتبعوني " أعطى أورتا التعليمات حيث سار خلال الغرفة بخطوات مألوفة .
بعد صعود عدة سلالم , رأى لوح خشبي يسد المدخل . بغض النظر عن اذا كان أداة سحرية أو لا , دفع أورتا اللوح الخشبي بيده بدون قول كلمة .
ككيييييك . في نفس الوقت تصبب الضوء من السقف .
هل كان بسبب سحر الضوء ... ؟ بشكل غريب , لم يغطي أي واحد عيونه أو يشعر بالألم . مع صعود التسعة أشخاص أغلق أورتا اللوح الخشبي خلفه حيث وضع الرمل فى الأعلى , ولم يترك أي أثر يدل على وجود أحد هنا .
فقط حينها بدأ ثيو يتفحص المكان . "... هذا المكان "
لم تكن هناك أي عقبات يمكن رؤيتها فى الأفق . كل ما ملأ عيون العشرة أشخاص كانت البرية المفتوحة . والرمل الأحمر المتطاير مع الرياح كان الشيء الرئيسي في هذه البرية .
" هل هذه البرية هي الهضبة الحمراء ؟ "
كانت هذه حدود ميلتور الشمالية , الهضبة الحمراء . كانت تربة حمراء بدا أنها ترفض كل أنواع الحياة .
لماذا لم تعبر وحوش الغابة الشمالية العظيمة حدود ميلتور ؟ سبب ذلك يمكن إيجاده فى الهضبة الحمراء . كانت أرض قاحلة تمتد للعديد من مئات الكيلومترات وتمطر مرة واحدة فقط كل سنتين . عدد المخلوقات الجائعة التي ماتت هنا كثيرة جدًا ليتم عدها .
وبالتالي , من الضروري توافر الكثير من الاستعدادت للتغلب على هذه الأرض الخربة . الكثير من الطعام , المياة , والإمدادات لتحمل هجمات المخلوقات اللاميتة كانت ضرورية من أجل عبور مئات الكيلومترات .
الجميع يعرف هذه الحقيقة لذا سأله شخص ما . " سيد البرج ؟ "
" همم ؟ "
" أين العربات التي سنقودها ؟ "
الأشخاص الثمانية المتبقيين نظروا أيضًا إلى أورتا .
بما أنه ساحر من البرج الابيض اعتقدوا أنه سيجهز عربات أو عربات الرياح . يستطيع الأسياد استخدام العناصر عالية الرتبة , لكن ايدوين لديه حدود . لا يملك القدرة لحمل تسعة أشخاص .
لكن مهما نظروا لم يجدوا أي شيء .
" من المزعج الشرح . جميعكم ارتدوا هذه الخواتم "
أخرج أورتا صندوق وناول كل منهم خاتم .
الخواتم كانت مصنوعة من الفضة ولم يوجد عليها أي أنماط زخرفة , لكن ارتدت المجموعة الخواتم كما قال سيد البرج الأبيض . تردد ايدوين للحظة لكن ارتداه فى النهاية .
شاهدهم أورتا وتحدث " إذن لنغادر . اذا كان علي إخباركم بشيء واحد , فهو أن تقفوا فى المكان فحسب "
" ... ؟ " ظهرت التعبيرات المتحيرة على وجوه الجميع .
" بدلا من الشرح من الأسرع أن أريكم مباشرة " قال سيد البرج الأبيض كلمات غريبة قبل أن يأخذ خطوة , ثم خطوة أخرى .
خطواته بدت راكدة . من الواضح أن أقدامه كانت تتحرك , لكنه لم يتحرك بعيدا عن المجموعة . هل كان يريهم خدعة ؟ بدأ البعض فى الاشتباه أن رأس سيد البرج الأبيض غريبة قليلًا .
مع ذلك , كان هناك الذين لاحظوا الأشياء الغير طبيعية . ثيودور كان حساس للغاية للشعور الخارق للطبيعة و " تغير العالم , لذا كان الأسرع بينهم . حتى ملامح ايدوين أصبحت مصدومة عند ملاحظته أن الارض حولهم قد تغيرت بمهارة .
ظهرت السحب , اختفت الرؤوس نحو الأمام , بينما تحرك السحاب فى الأفق فوقهم . نعم , لقد تغير المنظر الطبيعي في كل خطوة أخذها .
" ... كيف يمكننا التحرك لهذا البعد في خطوة واحدة ؟! "
هل هذا نوع من سحر المكان ؟ المجموعة حول أورتا كانت تقفز مئات الأمتار أو ربما بضعة كيلومترات , في كل مرة .
" ا-انحراف مكاني ؟! ومع كل خطوة ؟ "
" مستحيل ....! "
" حتى لو هو سيد البرج الأبيض .... "
كما قال أورتا , لم يتحرك البقية لكن المجموعة كانت مذهولة مع تحديقها نحو السماء التي تتغير باستمرار . كانوا يتحركون بسرعة كبيرة خلال الهضبة الحمراء الخربة . بالفعل , لم تكن هناك حاجة للعربات .
عربات الرياح بطيئة مقارنة بالتحرك مئات الأمتار في رمشة عين .
سيد البرج الأبيض , أورتا , الذي كان قمة سحر المكان أعلن بقوة " سوف نصل للغابة العظيمة مع غروب الشمس . استعدوا للتوقف وتنصيب مخيم "
**********************************************************************************************************************************