سقطت آخر مدينة بشرية، ولم يعد الأفق سوى ركام ورماد. الهواء مليء برائحة الموتى والانحلال،
كان هناك زقاقًا مضاءً بشكل خافت، زقاق يسير فيه صبيين بمفردهما في هذا العالم، وكانا يبلغان من العمر اثنى عشر سنة تقريباً
الضوء الوحيد الذي يوفره الشارع مصباح وامض يحمله في الأعلى (ميكي،)
لا يوجد شيئ هنا ايضاً شيزوو " صرخ ميكي بقوة " سانزل اليك الان فقط انتظر! "
نزل ميكي طويل القامة، نحيف، يرتدي الخرق البيضاء و الرماد يغطي جسده، شق طريقه ببطء إلى الأمام.
بينما كان يستمر بالسير للامام كان كتفه يحمل ثقل رجل آخر، شيزو، الذي كان في حالة أسوأ. أصبحت أذرع ميكي ذات العضلات الصحيه الآن مثل الأغصان، وجلده مشدود وممتد عبر عظامه البارزة. من ناحية أخرى، لم يكن شيزو أكثر من مجرد نصف هيكل عظمي ملفوف في ملابس ممزقة.
كانت عينا شيزو الغائرتان تحدقان للامام بفارغ الصبر، دون أن ترمشا، كما لو قد كان ينتظر شيئ .
"تمهل قليلآاا... ميكي هل يمكنك التوقف قليلآ اعتقد انني ساتقيئ "
"حسنآ سانزلك هنا "
كان الصبي البالغ من العمر اثنى عشر سنة اسود الشعر بشوش الوجه والذي يُدعى شيزو يمشي مجهدًا عبر بحر الأنقاض الذي لا نهاية له، وكانت ملابسه الممزقة والبالية ترفرف في الريح المريرة. "توقف للحظة،" منحنيًا، ويداه على ركبتيه
" حسنا اعتقد انه ليس هناك خيار اخر..."
حمل ميكي شيزو بشكل محكم اكثر علا كتفه و واصلوا السير للامام
"لماذا انت هكذا دائمآ يا شيزو تحمل قليلآ سنصل قريبآ " ضحك ميكي بسخرية
"خذ هاته فلتسكت معدتك بها " اخرج ميكي بقايا لحم شبه فاسد من حقيبته و مد ذراعه في مقدمة وجه شيزو
"ميكي.... لا تدعي القوة انا اعلم انك لم تاكل منذ ايام فلتاكلها انت " ادار شيزو وجهه بعيدآ عن ذراع ميكي
" و ايظاً لا تقارني معى وحش مثلك يا ميكي... لم نشرب و نأكل الكثير منذ ايام و انت تبدو بخير بطريقتاً ما، اشعر اني ساموت يا صاح.... " ضحك شيزو قليلآ
كما لو أن جوهر الحياة قد تم امتصاصه من العالم. يقف شيزو وسط الأنقاض، وقد أصبح زيه الازرق النبيل الجميل الذي كان يفتخر به ذات يوم ممزقًا وقذرًا.
تفحصت عينا ميكي المناظر المدمرة المقفرة بحثًا عن أي علامات على وجود ناجين. امسك بيده خريطة مؤقتة، عبارة عن قطعة من الورق الباهتة عليها علامات تشير إلى المكان الذي قد تختبئ فيه مجموعة من الناجين الآخرين
ينبض قلبه بالعزم والخوف، لأنه يعلم أن العثور عليهم لن يكون سهلاً. " حسناً امممم.. هناك! المزيد من الامامم " صرخ ذو الشخصية المرحة ميكي
اخذ ميكي نفسًا عميقًا، محاولًا تجاهل الطعم الحمضي للغبار المتصاعد في حلقه بسبب الصراخ، ويبدأ في التنقل عبر متاهة المباني المنهارة.
الصمت يصم الآذان، ولا يكسره إلا صوت التواء الفولاذ بين الحطام أو أصوات الغربان المخيفة التي نجت بطريقة ما من نهاية العالم هذه.
اصطدم حذاء شيزو بالحطام، "مؤلم انتبه الى اين تسير ايها الاحمق " " اسف اسف لقد كنت مرهقاً قليلآ لنتوقف هناك ! " تاركًا وراءه أثرًا من الدماء وهو يكافح للمضي قدمآ وجد ميكي مخزن كبير قديم مهجور للاسلحه و المعدات وهو يشق طريقه ببطئ إلى الأمام
شعر بالمكان المظلم و الخانق لرئتيه انه أمن، متاهة من المعدن الصدئ وصناديق الورق المقوى المهملة. يمكنه أن يشعر بالعرق يتساقط على عموده الفقري، ويمكنه تذوق طعم النحاس في فمه. فجأة الم حاد يخترق جانبه، وهو يجفل، ممسكًا بالجرح.
" مؤلم " سعل شيزو بسعال جاف
"ميكي اهنالك اي من الماء متبقي؟ "
التقط ميكي قنينة الماء الخاصة به ليرى ما إذا كان هناك أي ماء متبقي. ولحسن الحظ، كان هناك القليل من الماء المتبقي
"اجلس واشرب ببطء يا شيزو لا يزال هناك بعض الوقت للراحة."
" شكرا لك " سعال!
و كذا اول فصل انتهى شكرآ لكم،
اذا فيه اي اخطاء او اقتراحات ارجوا ترك تعليق علا الاقل ♥️