> "حين ترى وجهك في مرآةٍ لا تعكس... فاعلم أن ما تراه، ليس أنت."
وقف زايِن مشدوهًا أمام نسخته الأخرى — رجل يشبهه تمامًا، لكن في عينيه خلل، وفي ابتسامته شذوذ.
النسخة الأخرى كانت تضحك ضحكة باردة، وهو يُدخل الخوذة المليئة بالعيون في رأسه.
> "أوه... إذًا أنت النسخة التي نَجَت هذه المرة؟" قالها الآخر بصوت كأنّه يتردد عبر أنفاق.
زايِن لم يرد.
كانت يداه مشدودتين، والحواس لديه في قمة التوتر.
النظام لا يعرض شيئًا. لا تحذيرات، لا خيارات، لا تحليل.
> "صمتٌ؟ كالعادة...
أنت نسخة مثيرة للشفقة، لكن لا بأس. أنا هنا لأُريك… من تكون حقًا."
النسخة الأخرى رفعت يدها، وضربت في الهواء.
ومن الفجوة الصغيرة التي خلقتها، سقط شيء... كيس عضوي ينبض، مثل قلب حيّ.
تمزق الكيس، وخرجت منه طفلة.
نعم، طفلة.
شعرها أبيض، عيناها خاليتان من البؤبؤ، تحمل وشمًا على جبينها يشبه الرقم (∞).
كانت تنظر إلى زايِن بجمود.
> "أختك؟ لا... ليست كذلك."
"بنتك؟ لا... ليس بعد."
"هي جزءٌ منك... الجزء الذي بعته لتنجو."
صرخ النظام فجأة:
> [انهيار في الحدود بين الأكوان!]
[تم الكشف عن "بقايا الذاكرة: صورة من الطفولة"]
[خطر التداخل الزمني: مرتفع!]
زايِن أمسك رأسه. الذكريات التي نسيها بدأت تضرب وعيه كمطرقة:
— صبي صغير في غرفة بيضاء
— فتاة تضحك بجانبه
— نداء اسمه... "زي-ن"... لا، كان له اسم آخر...
— ثم نور... نار... صراخ
"كفى!!"
صرخ، والهواء حوله انكسر.
تجمد الزمن لحظة.
فتح النظام واجهة سوداء جديدة، لم يرها من قبل.
> [وضع التحدي: كسر النسخة الأصلية]
● الفوز = استعادة شظية من الذات
● الخسارة = الفناء النهائي (حتمي)
وقف زايِن ببطء.
نظر إلى النسخة الأخرى، التي كانت تراقبه دون حراك.
"لن أقاتلك... ليس الآن."
لكن النسخة الأخرى ابتسمت، وأجابته بصوت مختلط بأصوات آلاف:
> "أنت لا تملك خيارًا."
ثم اختفى...
واختفت الفتاة.
وتحول المشهد فجأة.
موقع جديد: "قطاع الآزوت"
استفاق زايِن وسط صحراء زرقاء، السماء مكسورة كما في السابق، لكن الأفق مليء بأبراج من عظام.
كان الجو خانقًا، وكأنك تتنفس عبر دمك.
> [تم النقل القسري عبر البوابة الظلية.]
[منطقة غير مستقرة. النظام يعاني من التشويش.]
سار فوق الرمل المتوهج، وهناك، رأى مخلوقًا يجثو على أربعة...
يشبه إنسانًا لكن دون جلد، رأسه آلة، وعينيه كاميرتان ميتتان.
المخلوق لم يتحرك، لكنه بدأ يتكلم:
> "أنت... من كسر الدورة؟"
"أنت الشذوذ."
زايِن اقترب، وهو يحس بخدر يسري في عموده الفقري.
"من أنت؟"
> "أنا... بقايا نظامٍ قديم. كنتُ مثلك... مشروعًا."
"لكنني رفضتَ العودة... ودفعت الثمن."
ثم فجأة، رفع المخلوق يده، وفتحها.
بداخلها، كرة صغيرة من نور.
> "خذ هذا. ذكراك الأولى... لن تنجو بدونها."
زايِن أمسكها.
لحظة تلامسه
ا جلده، انفجرت الصور:
— أم تمسك بيده
— يدٌ أخرى تخنقه
— باب يُفتح على فراغ
— صوت يقول له: "اختَر أو تلاشى"
انهار أرضًا.