الارك الاول : البداية.

الفصل الأول : الولادة

*يقال إن الشياطين تملك عيونًا قرمزية بلون الدم، وأنها كائنات ملعونة، شريرة، ونجسة. لكن ما لم يتوقعه أحد... أن شيطانًا سيولد قريبًا.*

كانت السماء تمطر بغزارة، والرياح تعصف وكأنها تصرخ في وجه العالم.

البرق يضيء السماء بين لحظة وأخرى، يقطع الظلام كأنما يكشف عن سرٍّ دفين.

في أحد البيوت، وسط هذه العاصفة، انطلق صوت بكاء حاد، كأنما يعلن عن ولادة شيء لا ينتمي لهذا العالم.

في زاوية الغرفة، كانت طفلة صغيرة، شعرها أبيض كالثلج، ناعم كأنفاس الشتاء، وجمالها يثير الريبة أكثر مما يثير الإعجاب.

كانت بين ذراعي امرأة غارقة في الدماء، وجهها شاحب، وعيناها مفتوحتان دون حياة.

شعرها الأبيض تحوّل إلى أحمر، ليس بفعل الصبغة، بل بفعل الموت.

جسدها بارد، ساكن... لقد فارقت الحياة.

الطفلة كانت تبكي، بصوت يائس، متألم، كأنها تحاول أن تملأ الفراغ الذي تركته الأم.

لكن لا أحد استجاب.

استمر بكاؤها لساعة كاملة، ثم خيّم صمت ثقيل على الغرفة.

رائحة الدماء تسللت إلى أنفها، لكنها لم تتحرك.

كانت ساكنة بشكل غريب، كأنها تعرف أن هذا العالم لا يرحم.

فُتح الباب بهدوء، دون صوت.

دخل رجل عجوز، يرتدي ملابس سوداء، واضحة أنها زيّ خدم.

خطواته بطيئة، والمطر يطرق النوافذ، يضيف رهبة للمشهد.

نظر إلى الطفلة، ثم إلى المرأة الميتة، تنهد بصمت، وكأن هذا المشهد ليس غريبًا عليه.

اقترب منها، حملها بين ذراعيه، ونظر إليها بنظرة امتزج فيها الشفقة بالاشمئزاز.

همس بكلمات لم يسمعها سواها، كلمات غامضة، كأنها تعويذة أو اعتراف.

ثم غادر المكان، خطواته ثقيلة، وكأنها تحمل عبئًا لا يُرى.

ركب عربة فاخرة، مزينة بنقوش ذهبية، وشعار غامض غطاه الوحل.

في الداخل، جلس الخادم والطفلة، وإلى جانبهما شاب في السادسة عشرة.

ملامحه باردة، شعره أشقر، وعيناه ذهبيتان.

لم ينطق بكلمة، لكن صمته كان مشحونًا بالغضب واللامبالاة.

كان ينظر إلى الطفلة من حين لآخر، نظرة لا تحمل حنانًا، بل فضولًا مشوبًا بالخوف.

هل شعر بشيء غريب؟ هل رأى في عينيها ما لا يُرى؟

ربما، لكنه لم يتكلم.

توقفت العربة أمام قصر تحيط به حديقة واسعة، مزينة بالزهور والتماثيل الحجرية.

القصر بدا شامخًا، لكنه بارد، كأنما يخفي أسرارًا لا تُروى.

دخل الثلاثة، وكان الخدم منحنيين، لا احترامًا لهم، بل لذلك الرجل في نهاية الردهة.

كان طويل القامة، ملامحه حادة، وعيناه تشبهان عيون الشاب الأشقر.

تقدم نحو الخادم، أمسك الطفلة من قدمها، وقال بغضب:

*"تسك، ما هذا الشيء القبيح؟ خذوه من أمامي!"*

ثم رماها أرضًا، دون أن يرمش.

لحسن الحظ، لم تتأذَ، لكنها لم تبكِ.

بقيت صامتة، كأنها لا تنتمي لهذا العالم.

نظر إليها الجميع، لكن لم يجرؤ أحد على الاقتراب.

أشار إلى خادمة بجانبه، وجهها مشوه، ابتسامتها ملتوية:

*"خذيها إلى الجناح الشرقي."*

ردت بصوت خشن:

*"أمرك، سموك."*

أخذتها وصعدت بها الدرج، خطواتها ثقيلة، كأنها تجر الطفلة إلى مصير مظلم.

كلما صعدت، ازداد الظلام، وبدأت الجدران تفقد لونها.

وصلت إلى علية القصر، فتحت الباب، وقالت بابتسامة مشوهة:

*"هذا جناحك، استمتعي."*

ثم أغلقت الباب، تاركة الطفلة في ظلام دامس.

كانت الغرفة رطبة، رائحة العفن تملأ المكان، والمطر يتسرب من السقف.

لا أثاث، لا دفء، لا حياة.

لكن الطفلة لم تبكِ، لم تصرخ.

بل ارتسمت على وجهها ابتسامة خفيفة، وفتحت عينيها.

لقد كانتا... *قرمزيتين*.

(مرحبا جميعا معكم إيلارا اكتبوا لي في التعليقات كيف إجاكم الفصل و إذا كنتوا عاوزين تحسينات و شكرا لكم على القراءة )

2025/08/18 · 27 مشاهدة · 511 كلمة
نادي الروايات - 2025