الفصل الرابع : عيد الميلاد

﴿منظور الأرشيدوق﴾

كنتُ جالسًا في مكتبي حتى سمعتُ طرق الباب، استغربتُ الأمر، فقد نهيتُ الجميع عن إزعاجي وقت العمل، قلتُ بصوتٍ باردٍ أصبح جزءًا من حياتي اليومية.

– ادخل.

دخل رئيس الخدم، كان متوترًا، أحنى لي رأسه وقال بتلعثم:

– سيدي، السيدة تطلب لقاءك.

لم يُنهِ جملته حتى اقتحمت امرأة المكان، كان لها شعرٌ أشقر وعيونٌ زرقاء، قالت بعيونٍ غاضبةٍ وصوتٍ متحدٍّ:

– نحتاج للتحدث.

أشارت للخادم أن يغادر، وقلتُ بملامحٍ متجمدةٍ صقلتها من آلاف الحوارات الدبلوماسية:

– ماذا تريدين؟

أجابت بصوتٍ مرتفع:

– تلك الفتاة اللعينة، متى ستتخلص منها؟ لقد اشتكت لي رئيسة الخدم منها، تقول إن الشيطان أفضل منها أحيانًا.

بكل هدوء:

– لا يهمني، لكنني ما زلتُ حريصًا على الحفاظ على سمعة العائلة، فنحن أرشيدوقية إكستر العظمى، وأنا سيدها، الأرشيدوق فالون إكستر و حتى إن كانت ابنة غير شرعية فقتلها سيلوث سمعة العائلة .

قالت وملامح وجهها اشتدت:

– وإن كنت كذلك، فأنا أميرة العائلة الإمبراطورية ثالورين إيكارت، وكذلك زوجتك، أستطيع ضحد أي شائعات بسهولة.

لم أجد أي فائدة من هذا النقاش، قلتُ بهدوءٍ مميت:

– اتركيها أربعة سنوات فقط، ثم افعلي بها ما شئتِ.

لم أفلح في إقناعها، بل غضبها أصبح أقوى، وقالت:

– لماذا يجب أن أنتظر كل هذه المدة؟

أجبتها:

– فكّري في ابنك.

صمتت، لم تقل شيئًا.

– حسنًا، سأنتظر.

ثم انصرفت بلباقة، كما لو أنها لم تكن تصرخ للتو.

✨ بعد أربع سنوات ✨

<منظور الفتاة>

كنتُ أُحادث الجدار كعادتي، لقد كنتُ سعيدة بشكلٍ غريب اليوم، أجل، لقد كان عيد ميلادي، بفضل حساباتي، وإن اعتبر أول يوم فتحت فيه عيناي يوم ولادتي، فهذا عيد ميلادي.

لكن هناك شيء غريب لماذا رئيسة الخدم لم تأتِ حتى الآن لتضربني؟

حدّقت في انعكاسي بالمرآة، كان جسمي مغطى بالكدمات، وواضحٌ عليّ أنني أعاني من سوء التغذية.

في بعض الأحيان، كدتُ أفقد عقلي من عدم قدرتي على الاحتمال، لكن قبل أن يقع ذلك، كنتُ أشعر بشعورٍ غريب، وكانت ذكرياتي عن تلك الأحداث تُقتطع، وهكذا بقيتُ سليمة عقليًا حتى الآن.

تحدثتُ إلى الجدار وقلتُ:

– هل يجب عليّ الهروب الليلة؟ لكن كيف؟

تنهدتُ وأغمضتُ عيناي بتعب.

– أتمنى لو كان هناك نظام يساعدني، كما في الروايات التي أقرأها، لكن في قرارة نفسي، أعلم أن تلك مجرد تخيلات.

نهضتُ واتجهتُ نحو النافذة الصغيرة، قلتُ بحنين:

– أود أن أرى الشمس عن قرب مرة أخرى.

بقيتُ في مكاني حتى غربت الشمس وجاء الليل، أردتُ رؤية القمر أيضًا، لكن لم يكن واضحًا بسبب الغيوم التي غطت السماء.

عدتُ وتغطيتُ بلحافي الصغير الذي أعطوه لي، أو ربما تخلّصوا منه عندي.

فجأة، فُتح باب الغرفة، جاءت منه تلك العجوز اللعينة مجددًا، لكن كان هناك شيءٌ غريب.

اقتربت مني ببطء، أعطتني حساءً وكأس ماءٍ عذبٍ وخبزًا طازجًا، وقالت:

– تفضلي، كلي، لا بد أنكِ جائعة.

قلتُ بصدمة

ـ هاه، ماذا !

لا بد أن الحيرة كانت واضحًة على وجهي، بما أن تلك العجوز الغبية لاحظت ذلك ، وقالت بحنانٍ مقرف:

– كلي، اليوم عيد ميلادك، أليس كذلك؟ لقد سرقته من المطبخ لأجلكِ.

هاه، ما هذا الهراء الذي تتفوه به هذه اللعينة؟

أمسكتُ الحساء بيدين مرتعشتين، لقد كان دافئًا، شعرتُ بشعورٍ غريبٍ ممزوجٍ بين السعادة والقلق.

قالت:

– هيا، كلي.

كنتُ على وشك الرفض، بما أن تصرفها كان مريبًا، لكنها أصرت على أن آكله.

أمسكتُ الخبز وغمسته بالحساء، كانت الرائحة شهية، كنتُ على وشك وضعه في فمي، عندما توهّجت عندما توهجت عيناي القرمزيتان بقوة و أظهرت لي شيءا صادما

(مرحبا جميعا أتمنى ان تكونوا استمتعتم بالفصل يا ترى ما هو الشيء الذي اظهرته عيناها لها سنكتشف ذلك غدا ان شاء الله 🤭🤭.أعتذر عن التأخير في النشر اليوم لكن كانت هناك ظروف القاكم في فصل جديد غدا ❤️)

صور تمثل عيون البطلة

2025/08/22 · 8 مشاهدة · 581 كلمة
نادي الروايات - 2025