اليوم الـ 20 من بداية عالم القدر ...

أضاء منزل عائلة موريا بالأضواء الجميلة , كان العديد من الخدم يركضون بين الشوارع ,بينما يتأكدون من أن كل شيء في مكانه .

وصلت سيارة سوداء عند البوابة , نزل منها رجلان قويين قامو بفتح الباب الخلفي لينزل عجوز قديم .

"لقد وصلت عائلة ساليان .... " , نزل شيخ كبير من السيارة .

"جدي دعني أقود الطريق عنك ..." , أمسك الشاب بيد الشيخ .

"كونراد , جدك لايزال بصحة جيدة ..." , قال الشيخ العجوز هذه الكلمات لكنه شعره بالعاطفة وهو يمسك يد حفيده .

تقدم كونراد مع جده نحو بوابة عشيرة موريا , كانت عائلة ساليان شركة عالمية في مجال الصناعات التكنولوجية وخاصة الدقيقة , ولذلك كان لديها تعاملات كبيرة مع عائلة موريا .

بعد دقائق فقط ...

"لقد وصلت عائلة راينفيلد .... "

"لقد وصلت عائلة أوتوني .... "

..

..

"لقد وصلت عائلة ...."

بدأ العديد من العائلات تأتي الى منزل عائلة موريا , أصبحت الاجواء الاحتفالية أكثر بهجة وصخبا , على الرغم من ان معظم العائلات لم تكن مثل عشيرة موريا او ساليان او راينفيلد و أوتوني , لكن كان لديهم بعض النفوذ والثروة , والاهم من كل هذا كانو من حلفاء عشيرة موريا .

....................................

إستيقظ رماد وكالعادة ضرب الم الجوع معدته الفارغة بقوة , بدون أي كلام أحضر اتباعه بعض الاكل , إلتهمه بسرعة وشعر ان هذه الكمية قليلة جدا , لاحظ رماد ان شهيته قد إزداد كثيرا .

"زعيم هل نسيت أن اليوم هو عيد ميلاد السلف الاول , لقد وصل لل90 عام الآن " , تكلم الرجل الذي أحضر الطعام .

"لقد نسيت بالكامل " , لم يكن رماد يهتم بهذا السلف , لكن كانت هناك لائحة للحضور اذا غاب اي شخص يسعاقب بشدة , حتى لو كان رئيس العائلة الحالي .

"هل أحضرت الهدية التي طلبتها ؟ " , سئل رماد .

" إنها جاهزة !! " , ذهب الرجل لعدة دقائق ثم عاد بصندوق مصنوع من اليشم ...

وصل رماد لمكان الاحتفال , كانت قاعة الاحتفال واسعة جدا وتستطيع إيستيعاب الاف الاشخاص , مقسمة لعدة درجات مثل الهرم , طبقة الأحفاد من السلالات المختلطة , طبقة الاحفاد من السلالات الفرعية , طبقة الاحفاد من السلالات الرئيسية , طبقة الشيوخ , طبقة السلف .

كان هذا التصميم , يوضح كيف كانت الطبقية تسود على كل شيء , لم يهتم رماد كثيرا ووقف بهدوء في مكان بعيد , كان في أدنى طبقة , بالكاد يمكنه رؤية السلف من هذا المكان .

بدأ العديد من الشيوخ بتمني طول العمر للسلف وتقديم الهدايا , كانت مجرد سلة من الخوخ , لم يحب السلف الاشياء الباهضة , كلما كانت ابسط كانت أفضل ...

بعد أن إنتهى الشيوخ والضيوف من تقديم هداياهم , جاء دور الاحفاء من العائلة الرئيسية , وبالمثل تمنو الحياة الطويلة للسلف ولم يجرؤو على تقديم هدايا , لأنهم كانو يعرفون أن السلف لايحب أن يقدم الصغار الهدايا ...

"السلف , أتمنى لك حياة طويلة لرؤيتي أرفع مجد عائلتنا عاليا " ركعت شابة جميلة مثل الاميرات أمام السلف ...

إبتسم السلف وقال بصوت عميق : "أسمك مونيا اليس كذلك ؟ أريد حقا ان يأتي هذا اليوم "

شعرت مونيا بالحماس عند سماع أن السلف يعرف إسمها , "شكرا لك , السلف"

كان رماد مشغول بالأكل , عندما سمع صوت الشابة , شعر أنه مألوف قليلا ولكن لم يتذكر اين سمعه , ولكن بسرعة تجاهل الموضوع وعاد الى الاكل ....

"الس.....س....لف , أتمنى لك الحياة الط.....و..يلة "

الآن فقط صدم رماد , عرف بسرعة أن هذا الصوت بالتأكيد كان للفتاة صانعة الاقنعة ....

صعد رماد على الكرسي ونظر بمفاجأة الى الفتاة , كانت لديها إعاقة في الرجلين و تجلس على كرسي متحرك .

الآن فقط أدرك رماد شيء مدهش , عالم القدر عالج جميع الامراض الجسدية , هل من الممكن ان المرضى بالسرطان يمكنهم العلاج أيضا ؟ ...

طبعا , إنتشرت العديد من المقالات حول كيفية إستخدام عالم القدر , لمحاربة الامراض و الاعاقات الجسدية ...

"أنت آريا , يبدو انكي قد صادفتي فرصة حظ عظيمة في عالم القدر " , نظر السلف الى آريا وهو يفحص ما المميز فها ليجعل شخص من نفوذ عالي يتواصل معها ...

قبل ايام عندما إنتشرت الاخبار عن الرجال ذو الرداء الاخضر , تذكر العديد من الناس أنهم رأو شخص يشتري قناع من عندها لذلك إعتقد الجميع انها تعرف هويتهم , لكن قبل ان تخبرهم آريا بأي شيء , قامت العائلة بنشر معلومات انها لاتعرف اي شيء ....

لم تكن عشيرة موريا خيرة لدرجة إخبار الناس بالحقيقة , لكن بالعكس , بعد ان قامت بالنفي بدأت العشائر بالحذر من عائلة موريا , لأن لديهم علاقة مع هذا النفوذ القوي ...

منذ تلك اللحظة أصبحت آريا سلعة نادرة داخل عشيرة موريا , ولكن بسبب انها من سلالة مختلطة مثل رماد , لم يعاملها الجميع جيدا ولكن على العكس , أصبحت دخيلة بين الاحفاد الرئيسيين ...

"أج...ل , الس.....س....لف "

عادت آريا لمكانها لكن لم يرد أحد الجلوس بجانبها لذلك بقية نبوذة وحدها في مكان بعيد , كان الاحفاد الرئيسيين يعرفون حقيقة انها لاتعرف اي شخصية , مجرد صدفة أنه إشترى قناع من عندها ...

جاء الاحفاد من السلالة الفرعية لتقديم التهاني للسلف ايضا ...

ثم جاء أخيرا دور الاحفاد من السلالة المختلطة .....

نظر رماد بزاوية عينه ان خالته وزوجها و أبناءها و جديه كانو ذاهبين ايضا , كان على السلالات الدم المختلطة ان تأتي في مجموعة كاملة , لأن الوقت ضيق وعددهم كبير .

تقدم الجد والجدة ثم الخالة وزوجها وبعدها أبنائها وعلى مسافة بعيدة منهم كان رماد , شعرو بالرهبة والخوف أمام نظرات العديد من الاشخاص , لكن على عكسهم مشى رماد بكل راحة .

جلس العديد من الشيوخ على كرسي خشبي بسيط بنفسجي , على الرغم من أن السلف كان عمره 90 عام , لاحظ رماد انه يبدو مثل شيخ في 60 او 50 من عمره , والجميع الشيوخ بجانبه كانو صغار في السن , لكن ماجذب إنتباهه أكثر أن خلفهم جلست مجموعة من الشباب .

من الواضح ان هؤلاء الشباب كانو سادة عشائرهم وذو مكانة كبيرة ...

"السلف , أتمنى ان تشعر بالسعادة الشاسعة مثل البحار الشرقية وطول العمر يضاهي الجبال الجنوبية! "

خالة رماد وزوجها تقدما الى الامام مع سلات من الخوخ وعرضو بركاتهم بإحترام وتمنيا طول العمر , عاش السلف دائما حياة بسيطة , ولم يعجبه تلك الاشياء الباهضة والمكلفة ...

"السلف , هذا السيد الشاب رماد يتمنى أن تكون سعادتك ببلا حدود مثل المياه التي لانهاية لها التي تتدفق في البحار الشرقية وطول عمرك كما لو مثل أشجار الصنوبر في الجبال الجنوبية ! "

عندما جاء دور زوج الخالة لتقديم بركاته , وقف رماد فجأة الى الأمام وقال .

"يا؟"

تسببت كلمات رماد في إلقاء الجميع في الغرفة نظرة على رماد, بما في ذلك السلف والعجائز الذين معه , كانت المرة الاولى التي ينظرون فيها الى رماد , ومض ضوء غريب في أعينهم .

هذه المرة , تحدث كل من جاء لتقديم بركاته عن"السعادة الشاسعة مثل البحار الشرقية وطول العمر يضاهي بالجبال الجنوبية ", وكان رماد هو نفسه أيضا , ومع ذلك , لم يشر أحد الى نفسه بالسيد الشاب او ملكة الجمال ...

"ها ها ها , هذا الصغير لديه بعض الشجاعة , إن دماء السلف تجري في عروقه حقا ...", تكلم أحد الشيوخ بجانب السلف .

ذهل العديد من الشباب , على الرغم من أنهم تقدمو جميعا ولكن تكلمو بتواضع وخضوع , لعنو أنفسهم لو تفاخرو قليلا لجاءهمبعض الكلام الجيد من لشيوخ ولكن الآن ضاعت فرصتهم .

اذا ترك السلف بعض الكلمات الجيدة لهم , من الممكن ان ترتفع مكانتهم مثل الصاروخ في العائلة , لكن الآن شاب من أدنى التسلسل تفاخر بجرأة .

".....ايضا , لدي هدية أتمنى أن تعجبك "

قال رماد .

في تلك اللحظة , أصبح الجو في القاعة هادئا , خالة رماد نظرت اليه بسرعة , الشيوخ والاحفاء من العائلة الرئيسية أيضا .

من ناحية أخرى سخرت خالة رماد ببرود ...

عرف الجميع , أن فقط الأحفاد الرئيسين يمكنهم إعطاء هدايا , وبعض كبار السن من الطبقة الادنى مثل خالة رماد , لكن الآن تجرأ رماد بالفعل على تقديم هدية ...

"لايستطيع الأطفال تحمل المجاملات حقا ! "

همست خالة روماد ببرود , شعرت بالغيرة من الاداء السابق لرماد امام السلف .

جالسا على كرسي بذراعين خشبيين , نظر السلف الى رماد بلا مبالاة , بينما جلس الشيوخ الى جانبه .

"ماذا تنوي تقديم لي ؟ "

على عكس توقعات الجميع , سأل السلف هو ينظر الى الصندوق المستطيل في يد رماد , لا أحد يستطيع ان يقول ما كان يفكر به .

"سيف!"

قال رماد وهو ينحني على الارض , بصراحة.

فقاعة!

في اللحظة التي تحدث فيها رماد , إنفجرت القاعة بأكملها على الفور في ضجة .

"رماد , ماذا تفعل ؟ "

صرخت الخالة وشحب وجهها , حتى الجد والجدة شعرت أرجلهم بالخوف .

كان السيف يمثل سفك الدماء , وكان تقديم مثل هذا الشيء للسلف خلال عيد ميلاده من المحرمات الضخمة .

غلفت نية قتل مرعبة رماد , نظر اليهم رماد بدهشة , كان هؤلاء الشيوخ مثل الرهبان الصالحين والعلماء المثقفين , لكن فقط اليوم أدرك رماد , أنه مخطئ بالكامل , لم تكن ثروة عشيرة موريا مبينة بالحب والسلام , لكن بالحرب والقتل والوقوف على جثث أعدائهم .

بدأ العديد من عشيرة موريا بالشك , أن رماد كان جاسوس لعائلة أخرى وارادو التضحية به لتشويه سمعة السلف .

بالرغم من الضغط واصل رماد الوقوف بهدوء في مكانه , نظر السلف بعمق في رماد قبل أن يتكلم .

"لماذا تريد تقديم هذا السيف لي ؟ "

"أريد ان أقول كلمة ! أعتقد ان هذا السيف هو الأكثر توافقا مع السلف , وه الافضل تمثيلا للعواطف في قلب هذا السيد الشاب ! "

rقبل ان يتفاعل اي شخص, بدا أن السلف والشيوخ بجواره قد أدركو شيئا من كلمات رماد . في الوقت نفسه , نظر اليه الشيخ الذي تكلم في السابق بدهشة .

كان هذا الشاب مذهلا حقا .

"لاتتطلب الكلمه العظيمة غير المحسنة تزويرا دقيقا ".من دون شك , كان رماد يحاول أن يقول أن السيف الذي كان يهديه ليس له ميزة , لم تتطلب السيوف القوية حقا أن تكون قوية , ولم تتطلب الروائع الحقيقية دقة دقيقة. كان الامر كما يقول المثل , "اولئك الذين يجدون الأدب في قلوبهم سيكونون ليبراليين , وأولئك الذين يتبنون الكلاسيكيات سيتم صقلهم ".

هل يمكن ان يحاول هذا الشاب أن يقول , أنه على الرغم من ان السلف في وصل الى سنواته المتدهورة , الا أن هويته قد تجاوزت مجرد رواتب وتفاخر.

"ما إسمك ايها الشاب ؟ "

"رماد !! "

أشار السلف الى شيخ من عشيرة موريا , "إعتني جيدا بهذا الشاب "

لم يتفاجئ أحد بعد هذا العرض المدهش , كيف يمكن الا ترتفع مكانة رماد في العشيرة .

لم يكن رماد يريد النفوذ او الاموال , لكنه إحتاج للمعلومات وكانت للعشائر العديد من الوسائل لجمع المعلومات المهمة , وخاصة في عالم القدر , إحتاج لمعرفة كل شيء .

إستمر الحفل حتى مغادرة الشيوخ ....

لم يبقى رماد وذهب ايضا , كان لديه العديد من الامور التي يريد فعلها في عالم القدر .

بعد الوصول الى غرفته , سجل الدخول لعالم القدر , أغمض عينيه وسقط وعيه ببطئ في الظلام .....

2022/03/02 · 89 مشاهدة · 1778 كلمة
نادي الروايات - 2025