في خيوط الفجر الأولى، حيث يستيقظ العالم ببطء، كانت "آفا" تنظر إلى نفسها في مرآة الغرفة، تعكس فيها أيامها التي أصبحت مليئة بالتحديات. كان حملها قد تقدم بأشهر، وكل يوم كان يحمل معه تحديات جديدة، واحتياجات متزايدة، لكن الخوف من الكشف عن السر لم يفارقها.

مرت الأسابيع ببطء، وكلما زادت أيام الحمل، زادت معها تغيرات "آفا". كانت تشعر بشهية مفتوحة بشكل غير عادي، حيث كانت تلتهم الطعام بشغف غير مبرر. كانت تتناول وجبات كبيرة، وتطلب أطعمة متنوعة، وكل ذلك دون أن تثير الشكوك لدى "دافيد". كان يلاحظ هذه التغيرات في شهيتها، لكنه كان يعتقد أنها مجرد مرحلة عابرة، خاصةً في ظل الضغوطات اليومية.

في أحد الأيام، بينما كانت الشمس تشرق وتغمر الغرفة بدفئها، دخل "دافيد" إلى غرفة الجلوس ليجد "آفا" جالسة على الأريكة، تتناول وجبة كبيرة. كانت تتناول الطعام بشغف، ولها لمعة في عينيها جعلت "دافيد" يشعر بالقلق. اقترب منها ببطء وقال، "آفا، هل كل شيء على ما يرام؟ تبدين وكأنك تجوعين دائمًا."

ابتسمت "آفا" برقة، محاولة أن تخفف من قلقه. "أنا بخير، دافيد. إنه مجرد شغف بالطعام في هذه الأيام. لا داعي للقلق."

كان "دافيد" يشعر بالقلق، ولكنه قرر أن لا يضغط عليها أكثر. كان يحاول أن يكون داعماً، ولكنه كان يعاني من عدم القدرة على فهم الأسباب الحقيقية وراء تلك التغيرات.

مع مرور الوقت، أصبحت "آفا" تحافظ على سر حملها بشجاعة، لكنها كانت تعاني من الألم والتعب الذي كان يصاحبها. كانت تقضي معظم وقتها في غرفتها، حيث كانت تحاول أن تجد الراحة وتخفف من التعب. كانت تتجنب المناسبات الاجتماعية وتفضل العزلة، لكنها في الوقت نفسه كانت تحاول أن تحافظ على مظهرها الهادئ والمستقر.

في أحد الأيام، خلال الفترة الأخيرة من حملها، شعرت "آفا" بالحاجة إلى شراء ملابس أطفال. لم يكن لديها أي نية لاستخدامها، لكنها كانت تحب أن تنظر إليها كنوع من الراحة والتسلية. طلبت من "دافيد" أن يساعدها في اختيار الملابس، وذهبت معه إلى المتجر، حيث طلبت منه أن يشتري ملابس للأطفال.

"دافيد،" قالت بصوت هادئ، "أحب أن أرى ملابس الأطفال. إنها تجعلني أشعر بالراحة، وأريد أن أشتري بعض الملابس لطفل صغير."

كان "دافيد" يشعر بشيء من الفضول، ولكنه لم يكن يشك في أي شيء. كان يعتقد أن رغبة "آفا" في شراء ملابس الأطفال هي مجرد ذوق شخصي، ولم يكن يتخيل أن هناك سببًا خفيًا وراء ذلك.

بينما كان "دافيد" يشتري الملابس، كانت "آفا" تراقب كل قطعة بشغف، وكأنها تجد فيها مصدرًا للراحة في وسط التحديات التي كانت تواجهها. كان كل قطعة ملابس تعني لها شيئًا، وكانت تحاول أن تشتت انتباهها عن أي شكوك قد تنشأ.

مع اقتراب موعد ولادة الطفل، كانت "آفا" تشعر بالتوتر، وكانت تحاول أن تحافظ على هدوئها في وجه كل التحديات التي كانت تواجهها. كانت تقضي ليالي طويلة في التفكير والتخطيط، محاولاً أن تجد طريقة لتفادي أي شكوك قد تطرأ.

في آخر أيام الحمل، بينما كانت "آفا" في غرفتها، كان "دافيد" يلاحظ أنها بدأت تعاني من صعوبات في الحركة والتنفس. كان القلق يتزايد في قلبه، لكنه كان يحاول أن يكون صبورًا ومتفهمًا.

بينما كانت الأيام تقترب من نهايتها، كانت "آفا" تعيش في ظل من السرية والألم. كانت تحاول أن تحافظ على سرها بينما كانت تواجه التحديات الكبيرة التي كانت ترافق الحمل. وكان "دافيد" يحاول أن يفهم كل ما يحدث، ولكن لم يكن لديه أي فكرة عن السر الذي كانت تخفيه "آفا".

بينما كانت الشمس تغرب في الأفق، كان الأمل يلوح في الأفق أيضاً، حيث كان كل من "آفا" و"دافيد" يترقبان لحظة جديدة في حياتهما، لحظة قد تكون مفتاحًا لفهم أعمق للحب والحقيقة.

2024/08/03 · 18 مشاهدة · 549 كلمة
نادي الروايات - 2025