في أعماق الليل المظلم، كانت الشموع تتراقص في مكتب "ديفيد" مثل أرواح مضطربة، تعكس على وجهه ظلال القلق والتفكير العميق. في تلك اللحظة، اقتحم "أليكس"، مساعده، الغرفة، وعيناه تحملان عبء الأخبار الثقيلة.

"مولاي،" قال أليكس بصوت متهدج، "جميع الممالك والدوقيات قد انقلبت ضدنا. إنهم يجمعون جيوشهم في سرية، ويستعدون للهجوم علينا."

تجمدت ملامح "ديفيد" للحظة، ثم غمرتها الصدمة والغضب. "هذا أسوأ مما كنت أتوقع. كيف يمكننا مواجهة هذا التهديد؟"

أجاب أليكس، "لدينا خطة، ولكنها محفوفة بالمخاطر. يمكننا استغلال الوحش الذي تملكه "آفا"، سام. إذا وافقت على مساعدتنا، يمكنها استخدام سام لمواجهة الأعداء."

ابتسم ديفيد بخبث، يخفي نيته الحقيقية خلف قناع من الحنان. "إذا كانت هذه هي آخر وسائلنا، يجب أن أستدعي "آفا" وأقنعها بتقديم المساعدة."

توجه "ديفيد" إلى جناح "آفا"، وفي طريقه، كان يشعر ببرودة الهواء، وكأنها نذير شؤم. كانت "آفا" تجلس في الحديقة، تتطلع إلى السماء المظلمة، تشعر بثقل الوضع. جلس بجانبها، ونبرة صوته تعبر عن القلق والخوف.

"مولاي،" بدأت آفا بصوت مرتعش، "ما الأمر الذي يجلبك في هذا الوقت المتأخر؟"

تنهد ديفيد بعمق وأخذ يدها بلطف، "آفا، نحن في خطر عظيم. جميع الممالك والدوقيات قد انقلبت ضدنا، ويجمعون جيوشهم للهجوم علينا. نحتاج إلى مساعدتكِ. لديكِ الوحش سام، ونحتاجه الآن."

رفعت آفا رأسها بتردد، عيناها تلمعان بالقلق، "لكن سام... هو كل ما أملك من قوة. إن استخدمته في هذا الصراع، قد نخسره."

ابتسم ديفيد ببرودة، يخفي نيته الحقيقية، "آفا، هذه المملكة تعتمد علينا. إن لم نقف الآن ونواجه التهديد، سنخسر كل شيء. سام يمكنه أن يكون الفرق بين الحياة والموت لنا جميعًا."

تجمدت آفا، ووجهها يحمل مزيجًا من القلق والعزم، "سأفعل ما بوسعي، مولاي. ولكن إذا كانت الأمور بهذه الخطورة، لابد أن تكون هناك عواقب."

بدأت آفا في تجهيز سام، وتدريبه على تنفيذ الأوامر بدقة. بينما كانت تسعى لتدريب الوحش، كان "ديفيد" يتجول في القلعة، يشعر بأن الأرض تحت قدميه تهتز. كانت المعركة على الأبواب، وقلبه يثقل بالألم والحزن.

وفي تلك الليلة، بينما كانت المعركة تشتد، زأر "سام" بصوت مرعب، يملأ الأفق، ويبدد صفوف الأعداء. كان المشهد ساحة من الفوضى، حيث كان الوحش الضخم يمزق صفوف الجنود، ويترك خلفه أثرًا من الدمار. كانت السيوف تتقاطع، والدماء تتدفق كالأنهار، بينما كانت آفا تقود سام بشجاعة وسط المعركة.

لكن فجأة، هاجم جنود الأعداء بشراسة، وسقط رمح طويل من السماء، اخترق كتف "آفا" أثناء قيادتها للوحش. سقطت على الأرض، وجراحها تنزف بغزارة.

لم يهتم ديفيد كثيرًا، إذ كانت عينيه مركزة على النصر. صرخ بأعلى صوته، "استمروا في القتال! لا تتوقفوا!"

هرع الجنود نحو "آفا"، وقاموا بإزالة الرمح من جرحها. وفي ظل الفوضى، أمر "ديفيد" بسرعة باستدعاء ساحر، عسى أن ينقذ "آفا". جاء الساحر على عجل، يحمل أدواته السحرية، وبدأ يتلو تعاويذ معقدة، تتخللها أضواء خافتة حول الجرح.

بينما كان الساحر يعمل، كان "ديفيد" يقف على مقربة، عينيه مليئتين بالترقب البارد. لم يحاول طمأنتها، بل كانت عينيه على الساحة، يتابع مجريات المعركة. كان يعلم أن استغلال آفا وسام كان الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهدافه، وأنه لن يتردد في استخدام كل ما لديه للوصول إلى السلطة المطلقة.

مع مرور الوقت، بدأ الساحر ينهي عمله، ولكن جروح "آفا" لم تكن تشفى. ومع ذلك، كان الألم لا يزال يعتصرها، وكانت المعركة تتجه نحو الهدوء بينما كانت قوات الأعداء تتراجع أمام قوة "سام" وسحره المروع.

"آفا،" همست بصوت ضعيف، "عذرًا على ما حدث. لم أكن أريد أن أكون عبئًا."

ابتسم ديفيد ببرودة، "آفا، لا تتحدثي هكذا. نحن في هذا معًا، وسنتجاوز كل شيء. ستحاربين معنا، وسنحمي مملكتنا مهما كانت التحديات."

بينما كانت "آفا" تتلقى العلاج، كان "ديفيد" يستعد لمواجهة المزيد من التحديات. المعركة لم تنته بعد، والأعداء لا يزالون يشكلون تهديدًا. لكن مع قوة "آفا" و"سام"، وإرادة "ديفيد"، كان الأمل يضيء في الأفق، رغم كل الظلام الذي يحيط بهم.

2024/08/03 · 14 مشاهدة · 581 كلمة
نادي الروايات - 2025