الليالي في القصر الملكي كانت هادئة باردة، تلامسها أنفاس الرياح العاتية التي تدق النوافذ بخشونة، وكأنها تنذر بعاصفة قادمة. وسط هذا السكون المشوب بالتوتر، جلس "ديفيد" في مكتبه، يتفحص الخرائط والتقارير، عندما دخل مساعده "أليكس" بسرعة وقلق.
"مولاي، هناك أخبار سيئة،" قال "أليكس" بصوت مضطرب. "جميع الممالك والدوقيات قد انقلبت ضدنا، وهم يسعون لقتلك."
تنهد "ديفيد" بعمق، وقال بنبرة باردة، "يجب أن نجد حلاً دون استخدام الجيش. لا أريد أن أفقد المزيد من الجنود."
نظر "أليكس" إلى "ديفيد" بتردد، ثم قال، "مولاي، لدينا خطة. يمكننا استخدام "آفا" ووحشها "سام" للقضاء على الأعداء."
أومأ "ديفيد" برأسه ببطء، وعيناه تلمعان بخبث. "أرسلها فورًا. علينا أن ننهي هذا التهديد بأي ثمن."
في جناحها، كانت "آفا" تستريح بجانب ابنها "ليام"، بينما كان الوحش "سام" يراقبها بحذر. دخل "ديفيد" الغرفة بخطوات سريعة، وقال بنبرة حازمة، "آفا، لدينا مهمة خطيرة. يجب أن تستخدمي "سام" للقضاء على أعدائنا."
نظرت "آفا" إلى "ديفيد" بعينين مليئتين بالقلق والتردد، ثم قالت بصوت هادئ، "سأفعل ذلك من أجلك ومن أجل ليام."
توجهت "آفا" إلى ساحة المعركة، حيث كانت تواجه جحافل الأعداء. قادت "سام" بشجاعة وإصرار، وكان الوحش يقاتل بقوة لا تُصدق. لكن في لحظة غير متوقعة، أصيبت "آفا"، وسقطت على الأرض وهي تتألم بشدة.
شعر "سام" بخطر كبير على حياته وحياة "آفا". اقترب منها وبدأ يلمس جرحها بمخالبه العملاقة، وكان ينبعث منه ضوء غريب. فجأة، بدأت "آفا" تتغير أمام أعين الجميع. تحول جسدها إلى وحش قوي، عينياها تتوهجان باللون الذهبي، وجسدها ينبض بقوة لا تُصدق. كانت هذه القوة الجديدة تجعلها لا تُقهر.
لكن، مع هذه القوة الهائلة، لم تكن "آفا" قادرة على تحمل الضغط الجسدي والنفسي الذي نتج عن تحولها. بعد أن قضت على الأعداء، بدأت تتحول ببطء إلى شكلها البشري مرة أخرى. جسدها الصغير كان يرتجف، والطاقة السحرية كانت تتلاشى ببطء، تاركة إياها منهكة وغير قادرة على الوقوف.
أخيراً، سقطت "آفا" في غيبوبة عميقة، جسدها كان ينبض بالطاقة التي لم تعد تستطيع تحملها. عادوا إلى القصر منتصرين، ولكن القلق كان يسيطر على الجميع. "ديفيد" لم يكن يشعر بالقلق الحقيقي تجاه "آفا"، بل كان يفكر في كيفية استغلال قوتها الجديدة عندما تستيقظ.
كانت تلك اللحظة بداية لحقبة جديدة في المملكة، حيث كانت "آفا" تقف الآن كقوة لا تُقهر، تستخدم قدراتها الجديدة لمواجهة كل التحديات والأخطار التي قد تهدد المملكة. كانت تعلم أن المعركة لم تنته بعد، ولكنها كانت مستعدة لمواجهة كل ما يأتي بشجاعة وإصرار، حين تستيقظ من غيبوبتها.