مرت الأيام، وأصبحت التغييرات الطفيفة في سلوك دافيد أكثر وضوحًا. أصبح يبتسم أكثر ويبدو أقل تشاؤمًا، خاصة عندما يكون برفقة آفا. لم يكن هذا الأمر مخفيًا عن أعين المستشارين والجنرالات الذين كانوا يراقبون كل تحركاتهما بشك متزايد.
في إحدى الليالي، اجتمع بعض الجنرالات في غرفة مظلمة بعيدة عن الأنظار. كان الجنرال ماركوس يقود الحديث، صوته يعكس القلق والغضب. "لقد لاحظتم جميعًا التغييرات في سمو ولي العهد. هناك شيء غير طبيعي يحدث هنا."
أجاب الجنرال توماس، "نعم، لقد رأينا ذلك. لكن ما الذي تقترحه؟ آفا هي زوجة ولي العهد، ولا يمكننا التحرك ضدها بدون دليل."
قال ماركوس بحزم، "علينا أن نجد هذا الدليل. لا يمكننا السماح لأي شيء أو شخص بتهديد أمن المملكة. إذا كانت تستخدم السحر للتلاعب به، فيجب أن نوقفها."
في اليوم التالي، بينما كانت آفا تتجول في الحدائق الملكية، اقترب منها الجنرال ماركوس، وجهه متجهم. "مولاتي، هل لي ببضع كلمات؟" قال بلهجة رسمية.
نظرت إليه آفا بتعجب، "بالطبع، ماذا هناك يا ماركوس؟"
قال بصوت منخفض، "هناك شائعات تتردد في القصر حول تأثيرك على سمو ولي العهد. هناك من يعتقد أنك قد تكونين تستخدمين السحر للتلاعب به."
شعرت آفا ببرودة تجتاح جسدها، لكنها تمالكت نفسها، "هذا اتهام خطير، ماركوس. حبي لدافيد حقيقي، ولن أفعل أي شيء لإيذائه أو إيذاء المملكة."
ابتسم ماركوس ابتسامة باردة، "سنرى، مولاتي. سنرى."
توجهت آفا إلى غرفتها، شعورها بالتوتر يزداد. كانت تعرف أن عليها التحرك بحذر أكبر الآن. لا يمكنها السماح لشكوك الجنرالات أن تعطل خطتها.
في تلك الليلة، اجتمع مجلس الملك في قاعة المحكمة الكبرى لإجراء محاكمة لآفا. كانت القاعة مليئة بالنبلاء والمستشارين والجنرالات، ووجوههم تعكس الاهتمام والقلق.
تم استدعاء آفا إلى منصة الشهود، حيث وقفت وسط القاعة، ووجهها هادئ وثابت رغم التوتر. وقف الجنرال ماركوس في مواجهة آفا، وأعلن بصوت عالٍ، "نحن هنا اليوم للتحقيق في الاتهامات الموجهة إلى السيدة آفا. يُزعم أنها استخدمت السحر للتلاعب بسمو ولي العهد."
تدخل الملك في الجلسة قائلاً، "آفا، لديك فرصة للدفاع عن نفسك. نريد أن نسمع منك."
بدأ الاستجواب. سأل ماركوس بحدة، "هل تعترفين باستخدام السحر للتأثير على مشاعر سمو ولي العهد؟"
رفعت آفا رأسها، وعينيها تتألقان بثقة، "لا، أنا لا أعترف بذلك. ما فعلته هو محاولة لإظهار حبي الصادق لدافيد. لم أستخدم أي سحر للتلاعب به."
سأل ماركوس بحدة، "إذا لم تستخدمي السحر، لماذا يظهر دافيد تغييرات غير مفسرة في سلوكه؟"
أجابت آفا، "قد تكون التغييرات في سلوكه ناتجة عن تأثيرات طبيعية للحب والاهتمام. أنا هنا لدعمه، ولقد كنت دائمًا مخلصة له."
تدخل أحد المستشارين قائلاً، "لكن لدينا أدلة على أن السحر الذي استخدمته موجود في قاعة الجرع. هل يمكنك تفسير ذلك؟"
أجابت آفا بهدوء، "أدوات الجرع التي استخدمتها كانت لإعداد مكملات طبية، وليس للتلاعب بالسحر."
بدأت القاعة في التحدث والهمس، وواجهت آفا نظرات مشككة من الحضور. دافيد، الذي كان جالسًا بجانب الملك، كان ينظر إلى آفا بقلق، وتقطعت أنفاسه وهو يستمع إلى الدفاع.
أنهت آفا دفاعها، قائلة، "أنا أؤكد للجميع أن كل ما فعلته كان بدافع الحب والاهتمام. لا أريد سوى الخير لدافيد والمملكة."
مع انتهاء الجلسة، تركت آفا القاعة وهي تشعر بالقلق من الحكم النهائي. كان من الواضح أن الوضع لم يكن سهلاً، وأن ثقة الجميع في نواياها كانت على المحك.
بعد أن انتهت جلسة استجواب آفا، قرر الملك والمجلس توجيه استجواب لدافيد لفهم دوره في القصة وتحديد ما إذا كان متأثرًا بطرق غير طبيعية. دخل دافيد إلى قاعة المحكمة، وكان وجهه مزيجًا من القلق والإصرار. جلس على مقعد الشهود، ووجهه كان مليئًا بالجدية.
وقف الجنرال ماركوس أمام دافيد، وبدأ استجوابه، "سمو ولي العهد، نريد أن نفهم تأثير السيدة آفا عليك. كيف تفسر التغييرات التي لاحظناها في سلوكك؟"
دافيد، الذي كان يحاول الحفاظ على هدوءه، أجاب، "لقد لاحظت التغييرات، ولكن لا أعتقد أن هناك شيئًا غير طبيعي في الأمر. آفا كانت دائمًا بجانبي، وقد لاحظت أن وجودها يعزز من قدرتي على مواجهة الضغوط والتحديات."
سأل ماركوس، "هل تعتقد أن السحر قد يكون له دور في هذه التغييرات؟"
رد دافيد، "لا أعتقد ذلك. التغييرات التي حدثت قد تكون بسبب المشاعر الطبيعية والاتصال الإنساني. آفا كانت دائمًا صادقة معي، وأنا أثق في نواياها."
سأل ماركوس بحدة، "لكن هل كان هناك أي شيء غير عادي في تصرفات آفا أو في الأشياء التي قدمتها لك؟"
أجاب دافيد، "لا أستطيع أن أقول إن هناك شيئًا غير عادي. ما قدمته لي كان دائمًا يبدو طبيعيًا. أنا لا أرى سببًا للشبهة."
تدخل أحد المستشارين، "سمو ولي العهد، هل يمكنك توضيح كيف شعرت عندما بدأت في ملاحظة التغييرات في مشاعرك تجاه آفا؟"
تنهد دافيد قليلاً قبل أن يجيب، "بدأت أشعر بأنني أرى الأمور بشكل مختلف. كان لدي شعور بالهدوء والراحة عندما كنت معها. لكنني لا أعتقد أن هناك شيئًا سحريًا وراء ذلك. ربما كان مجرد تأثير الحب الصادق."
سأله ماركوس، "هل لديك أي دليل على أن السيدة آفا لم تستخدم السحر للتأثير عليك؟"
رد دافيد، "ليس لدي دليل ملموس، لكنني أعرف آفا جيدًا. أنا أثق بها وبنواياها، وهي لم تضرني بأي شكل من الأشكال."
سأل ماركوس أخيرًا، "هل تظن أن آفا كانت تسعى لتحقيق أهداف أخرى من خلالك؟"
أجاب دافيد بوضوح، "لا، أنا لا أعتقد ذلك. كل ما فعلته آفا كان بدافع الحب والرعاية. أنا أؤمن بأنها لم تسعى لتحقيق أي أهداف خفية."
مع انتهاء الاستجواب، جلس دافيد في صمت، وعينيه متجهتين نحو آفا. كانت القاعة مملوءة بالتوتر، والجميع ينتظرون حكم الملك والمجلس.