أمام نافذة غرفتها

جلست الأميرة الخامسة ليليان، ارتشفت من الشاي و نضرت للخادمة الواقف أمامها

تنهدت و قالت بتدمر

_ ايديث انا في ورطة......

نضرت لها الخادمة بقلق

_ ايجب أن أفعل ما طلبه مني اخي ويليام؟.. لم يطلب مني شيء من قبل، طلبه الان هو امر غريب... و انا...محرجة ،لاريد رفضه.. مذا يجب أن أفعل ايديث...

لم تفعل الخادمة شيء استمرت فقط بالتحديق بالأميرة

ابتسمت بعدها و ركعت بقدم واحدة و مدت يدها للاميرة التي قدمت يدها لها و كتبت بأصبعها

{هل تريد سيدتي أن تخرج مجددا للتنفس؟}

اضهرت ليليان أعين مهتمة و تنحنحت...

_ احم...اذن..سأعتمد عليك مجددا ايديث

ابتسمت و خرجت و عادت بعد مدة من الوقت ، أحضرت فستان اصفر اللون للاميرة و وضعته فوق السرير و جهزت الأميرة لارتداءه....

بينما كانت ترتدي ملابس رجالية لخادم بسيط، قميص ابيض و سروال بني مع حقيبة صغيرة و لم تنسى خناجرها

انتهوا من التجهيز و ارتدت قبعة و جلبت رداء من أجل الأميرة..

نادت الأميرة خادمة أخرى و أخبرته أن لا تدخل لأنها متعبة و ستنام هذا المساء ، و انها ستفوت وجباتها كلها .

أطلت ايديث برأسها من النافذة و صعدت على حافتها و مدت يدها للاميرة التي ترددت قليلا قبل أن تمسكها و تصعد أيضا،

حملتها ايديث و قفزت ،من الطابق الرابع للقصر .

نزلت على قدميها و استمروا عبر الحديقة متجنبين كل الحراس و الخدم

تمشوا قليلا قبل أن يستقلوا عربة ليصلوا لوجهتهم

***

في قلب المدينة، تقع ساحة واسعة وأنيقة، محاطة بمباني كلاسيكية ذات طابع معماري فخم. في أركان الساحة، تتجمع مجموعات من الناس يتنقلون بين المتاجر والمقاهي المزدحمة.

و أسواق مليئة بالبضائع الغريبة والخارقة للطبيعة - من الجواهر المُشعّة إلى الأسلحة الساحرة .

أحد أبرز المعالم هو المتجر الكبير للبضائع الفاخرة، حيث تُعرض أفخم أنواع السلع - من الملابس والمفروشات إلى التحف الفنية والمجوهرات. ثم أجزاء لمخلوقات أسطورية، قرن يونيكورن ، حراشف حوريه بحر ، جلد سحلية الجليد او جلد ثعبان الماء...

خارج المتجر، تُقام عروض موسيقية حية تجذب حشودًا من المتفرجين . مع عروض الرقص التقليدي.

في زاوية أخرى من الساحة، توجد مقهى أنيقة تغص بالزبائن الراقيين الذين يستمتعون بالقهوة والكعك المتنوع.

تمتلئ الساحة بحشود متنوعة من السكان - بشر ، ايلف و اقزام و حتى انصاف الوحوش ، وكائنات غريبة الأطوار. يتبادلون السلع والخدمات، ويتجمعون حول منصات الموسيقى والرقص الساحرة.

توجهت ليليان و ايديث لساحة الموسيقى حيث كان الناس يرقصون معا في تجانس ، دخلت ليليان بينهم و رقصت بينما وقفت ايديث تراقب و تحرس الأميرة

لم تكن قلقة من ان احد سيؤديهات اذا عرف انها الاميرة، هناك الكثيرين من يحملون ضغينة ضد الإمبراطور الراحل.

خصوصا مع شعرها الفضي الطويل الذي يكون أحد الصفات المتوارثة للعائلة الإمبراطورية

رقصت الأميرة و ضحكت متناسية أصلها النبيل و غنت تلك الأغنية المشهورة للأسطورة التأسيس

الاسطورة التي تقول انه قبل تأسيس الإمبراطورية من قبل الإمبراطور الأول كانت عبارة عن مملكة صغيرة غير معروفة و مهمشه، لا أحد يعيرها اي اهتمام

لكن ذات يوم جاء تنين الى تلك المملكة الصغير، التنين كان مصابا. بجروح خطيرة، و قد ذهب هناك ليستريح ، لكنه التقى بفتاة عمياء ضائعة في الغابة

الفتاة كانت يائسة و فاقدة للرغبة في الحياة ، بشعرها الفضي الطويل و فستان ابيض خفيف،كانت تسير في الغابة باقدام حافية متسخة بالطين و تحمل زجاجة لامعه تحمل سائلا ازرق و تتخبط بين الأشجار، تتعثر و تسقط كل مرة و تنهض من جديد باعينها الارجوانية الميتة و وجهها اليائس

اصطدمت بجدع مجددا و أرادت النهوض، الى انها توقفت بعد سماع صوت غليض بدا انه صوت زمجرة حيوان مفترس

اغلقت عينيها كما لو انها تقبلت مصيرها، و جفلت عند سماع الكلمات..

"مذا يفعل بشري هنا؟ اتحاول ان تموت؟ .. مت بعيدا عن هنا ايها الدنيء"

صوت غليض و عال ، يبدو بعيد

تفاجأت و قالت بصوت منخفض

_ من انت؟

لم يجب الصوت لكنها شعرت بسخونة الجو فجأة و ريح قوية ساخنة تدفعها أيضا و عندها اشتمت الرائحة...

رائحة دماء قوية لم تلحضها في البداية

_هل انت بخير؟ استخدم هذا....

مدت الزجاجة التي تحملها للهواء و لوحت بها

صمت التنين لفترة و قال بعدها

_هل انت غبية؟ تلاقين بغريب لكنك فقط تسأليني عما إذا كان بخير؟

انزل التنين رأسه

أصبح الصوت أقرب و مد رجل يده لاخد الزجاجة

التنين غير شكله ليصبح اشبه بالبشر عينيه كانتا حمراء مشعه و يرتدي ثوبا فوق جسده الشبه مثالي حتى مع كل الدماء و الجروح عليه

_ اكسير؟؟ يبدو غالي..مذا تريدين مقابله؟ المال؟ السلطة؟ الانتقام؟

_هل يمكنك إعادة احياء الموتى؟

_لا..

بملامح حزينة و صوت مخنوق كما لو انها تحاول منع نفسها من البكاء قالت

_اذن خده فقط...لا احتاج شيء منك...خده فقط انا لا أحتاجه على اي حال

_اذن...سأقدم خدمة لك في المستقبل سأنفدها مهما كانت...حتى لو كانت السيطرة على العالم او تدميره...

شرب التنين الاكسير دفعة واحدة و بدأت جروحه تلتئم بسرعة بينما تسللت ابتسامة صغيرة من ملامحها الميتة

_و لما قد ارغب بفعل شيء كهذا؟

كان التنين متفاجئ من فعالية الاكسير..لكنه أجاب بهدوء

_ اغلبهم يطلبون هذا...

تعرف التنين اكثر عن الفتاة و اكتشف انها كانت خيميائة، دفعت عينيها و سحرها بمقابل اكسير سحري لشفاء كل الامراض و الاصابات من أجل والدها المريض الذي توفي قبل لحضات من صنعها الاكسير..

و لم يتركها مع ذلك، لكن بقي معها، خفف عنها حزنها و انساها الم فقدان والدها وهي في المقبل كانت مرحة و لطيفة ، تبتسم طوال الوقت و كانت سادجة قليلا

احب التنين الفتاة، و لم يمض وقت طويلا قبل أن يدرك مشاعره و يصارحها بها ، ليتزوجوا في النهاية،

استقروا في إحدى القرى لسنوات طويلة و أصبح لهم اطفال ثم احفاد...لكن

الفتاة كانت مجرد إنسان في النهاية، لذا أصبحت عجوز

حاول اقناعها بكل الطرق بأن يشاركها سحره... ان يطيل مدة حياتها او حتى ان يجعلها خالدة.. او هلى الاقل حصينة تجاه كل الامراض

لكنها رفضته فقط

هي أدركت أن الخلود إلى الأبد، حتى مع وجوده بجانبها، قد لا يكون هو الخيار الأفضل.

على الرغم من أن هذا سيمكّنها من البقاء مع محبوبها إلى الأبد، إلا أنها كانت قلقة من أن هذا الخلود قد يؤدي إلى فقدان معنى الحياة والشعور بعدم الانتهاء.

هي أدركت أن الحياة الأبدية، حتى مع وجوده معها ، قد تحول إلى عبء ثقيل لا يمكن التحمل.

خصوصا بعد ان شهدت موت أحد اطفالها، فكرة ان تعيش هي و ترى موت احبتها كان قاس عليها

لذا فقد اختارت بشكل استثنائي التخلي عن هذه الهبة الخالدة، وفضلت الموت من أجل أن تبقى الحياة ذات معنى وقيمة بالنسبة لها.

و أخبرته بأحدى أمنياتها ككلمات عابرة...

رؤية الرجل الذي عاشت معه و احبته...لأنها لم تره من قبل ،

دون تردد قام التنين بصنع اكسير اخر باستعمال الخيمياء ، دفع مقابله السحر الموجود في تلك المنطقة باكملها و تمكن في النهاية من صنعه ، فرح التنين لذلك و اسرع الى زوجته العمياء، و أعطاها الاكسير،

استعادت عينيها و نضرت له آخر مرة

بوجهها الممتلى بالتجاعيد و هيأتها العجوز ،لم تكن مطابقة لزوجها ،الذي كان يبدوا كشاب في اوائل العشرينات...نضرت لعينه الحزينتين

، ثم بكلماتها الأخيرة الثي قالتها بصوتها المرتعش

" انت اجمل مما ضننت....حقا...مذا فعلت لاستحقك....اسمع..لا تحزن حسنا؟...و ايضا عدني... بان تعتني بعائلتنا"

ثم لفضت أنفاسها الأخيرة

استمر التنين بالعناية بافراد العائلة التي كانت تكبر ببطء بملل ، لكنه لم يستطع الايفاء بالوعد بشكل كامل...

لأنه انتحر،

عاش التنين مكتئب بضع سنين بعد موت حبيبته ، و انتحر بعد ان حقن قوته في عائلته..

تتعدد الشائعات حينها..البعض يقول ان احد الأحفاد قام بالسيطرة على الإمبراطورية بفضل قوة التنين

و البعض يشكك في انتحار التنين و انه هو من كان يبحث عن طريقة للنسيان الفتاة و استخدم قوته للسيارة على العالم

اما البعض الاخر يقول بأنه أراد أن يقوم بعقد مع تنين اخر لاعادة الوقت للوراء للقاء حبيبته..و قام بالسيطرة على العالم و قتل كل من يعارضه لاستفزاز التنين على الخروج..

تتعدد القصص و النتيجة واحدة..إن الإمبراطور الأول كان مرتبطا بالقصة ، بشعره الفضي الذي ورته من بطلة القصة و اعينه الحمراء من بطلها...قام بالسيطرة على كل الممالك المجاورة بالمجازر و الحروب الطاحنة ،واصبعت الإمبراطورية هي الاقوى ...ثم من الإمبراطور الأول إلى الإمبراطور الثامن عشر...كانت قوتها تنزل ببطء لتصل لآخر إمبراطور... الجبان الضعيف...،لذالك كانت هناك عداوة بين الثلاث ممالك و الإمبراطورية... ذالك كان ضغينة من الماضي حتى مع السلم الذي دعى اليه الامبراطور كانوا يرغبون بالانتقام و استفزازهم باي طريقة

كانت تلك القصة هي المفضلة للاميرة ليليان. قصة رومنسية لطيفة، مثال على الحب و الوفاء و التضحية ،هي أحبت التنين، كيف أراد أن يفعل اي شيء من أجل زوجته ، كيف لم يتحمل فقدانها،كيف ضحى بسحر منطقة كاملة من أجلها و كيف احبها ، لم تكن هذه هي القصة الوحيدة عنهم... كان هناك الكثير، بعدة نسخ ... و عدة حوارات و قد أصبحت مسرحيات تلعب في المسارح الكبيرة لهذه القصة، أسطورة التأسيس

مع ذالك لم تحبها ايديث، كانت تراها قصة مبتدلة و رخيصة صنعت للتسويق فقط،و بالنسبة لها الفتاة في القصة لم تستحق اي حب من التنين، حتى عندما أخبرها انه يمكنه ان يجعلها خالدة لتبقى معه رفضت و فضلت الموت ، لم تراع مشاعره و شعرت انها لن تتحمل رؤية احبتها يموتون لكن مذا بالنسبة له ؟ هل هو لن يشعر بالحزن ؟بالنسبة لايديث رفض عرضه يعني انها لم تحبه من قبل، هو احبها لكنها لم تفعل، يالها من قصة حزينة مثال على عدم تقديم مشاعر كالثقة و الحب لاي كان،

رقصت ليليان تحت أنغام الموسيقى و سحبت ايديث للرقص معها .

ذهبوا بعد ذالك لاحد محلات الحلوى ، جلست ايديث و ليليان في الطاولة و امام كل منهما حلوى الفراولة

انهت ايديث طعامها اسرع من الأميرة و وقفت، كتبت في يد الأخرى انها ذاهبة للدفع و طلبت منها ان لا تتحرك من ذالك المكان حتى تعود...

استمرت ليليان في تناول الحلوى ، فجأة جلس اماها رجل...

_اه.... المعذرة؟..

ابتسم الرجل

_ليلي....يا؟...ليلى؟..ليليان..نعم ليليان

_هل تعرفني؟؟

كانت مترددة و قلقة من الرجل اماها كان يمتلك أعين صفراء باهته و شعر ازرق سماوي، يرتدي ملابس رثة و يحمل عصى فاخرة متعارضة مع مضهره، ابتسم و قال

_ انت جميلة... كنت رأيتك اخر مرة من بعيد..لذالك لم اتأمل ملامحك جيدا، لقد هربتي سريعا كالارانب...هاها.

كانت ليليان تبحث بداكرتها على صورة اي نبيل يشبهه لكنها لم تذكره... كانت شبه متأكده انها لم تره في حياتها...

_ هلا خرجت معي...

_ اه...لا....لا استطيع.... ارحل رجاءا

طردته بأدب لكنه لم يتحرك..

لذالك وقفت هي و خرجت من المحل.. كانت تعرف انها ستسبب مشكلة لايديث لكنها أرادت التخلص من الرجل

لكنه خرج أيضا و تحدث معها

_ انت حقا جميلة... اريد اخدك لمكان جميل مثلك...

_ لا اريد... رجاءا توقف عن التحدث معي... و الا سانادي الفرسان ..

_ اووه مخيف

فجأة سحبت الأميرة الخامسة

كانت ايديث،بوجه بدون لون و أعينها المرتعشة التي حدقت بالرجل بخوف تراجعت للوراء ممسكه بالأميرة ليليان

_ايديث؟

2024/06/04 · 15 مشاهدة · 1692 كلمة
Rrrr Rrr
نادي الروايات - 2025