writer : (}thE darK mooN{)

اليوم الأول داخل مكعب الموت.

البداية :

تَفَتحت عَينايَ المُرهَقَتانِ عَلى وَبَرِ سَحابَةِ قَاتمة لا يبصر فِيهَا سُوى ظَلام دامس، لتغمرني أحاسيس داكنة كسماء الليل دون قمر او نجم ينير،وكأني أغوص في بِئر عَميقٍ موحش.

الفراغ من حولي راكد كبحر ميت،ولحن الصمت جاثم على اذناي كجبل ثيب، زفيري المتصاعد يستنزاف على مهل...

"همف...همف!"

مازال جسدي المناضل تفوح رَائحةُ العَرقِ منه كالسم.

أشعر بآلام مختلفة تهشمني من كل مفصل في بدني!

"هاه!زفير الطاعم النتن هذا لا يكف عن وخز رئتاي!"

ياللعفن! أشعر بأني أعيش في قبر مؤصد رفقة جثة يفترسها الدود.

أما عن غاية وجدي في هذا المكعب الأسود فهيا لغز محيرا لعقلي.لا أعلم لماذا يتم قمعي وكأني حشرة لا يحق لها أن تعيش بكرامة،أو حتى أو القليل من الأمان.

حشرة لعينة حتى لب روحها، تستحق الدهس بكل احتقار دون اهتمام من أحد!

"أهذا مصيري حقاً؟!"

هل تسائلت في يوم عن مدى قسوة المخلوقات حولك، وحتقارهم للمختلف عنهم بأي شكل من الأشكال،حتى وإنكان ذالك المختلف من أرضعهم..

أسإلة لا حصر لها تطاردني كالأشباح. كل سؤال يولد عشرات من الإسإلة المتطفلة والمبهمة،لقد مللت من استضافتها في داخل رأسي.

...

صوت الكاتب

في هذه الأثناء،وفي وقاع مختلف مشحون بالمشاعر السلبية، بين متاهات عقل ذلك الطفل المتزاحم في داخل رأسه كالمصارين المعقدة.

كان هنالك قصر أسود يتمركز في اعماق ناصيته.

تحيطه به هالة سوداوية، سماؤه جمجمة رأس الطفل المحترقة، ويابسته دماغ جمجمته المتفرع بجنون.

بضوء كالظلال المتراكمة لمئات السنين، بدأت تتسرب خيوط طاقة غريبة من جانبي بوابة القصر، تتموج بملل مع تلك السلبية الصارخة.

في داخل القصر..

كانت الأجواء فيه دامية وثقيلة كأعماق البحار، تتلاحم فيه مئات الآلاف من خصيال كالحُرش الحمراء.

في وسط القصر،فوق مائدة تنغلق على إثنى عشر ركن ومقعد..

على مقعد أبيض يجلس عليه بتملل كيان بلون مبيض.

النجم الامع 12 (سيد ملل)

تحدث بذالك الصوت الذي يخنقه الإكتآب "لقد خسرنا العديد من القادة في هذا الإلتحام،وانتهى بنا الأمر في داخل القصر مرة أخرى هاه~

نظرة من حافة عينه المكوكبة ونبس طفيف من بين شفتيه الحادة

...لا يزال علينا تقديم المزيد إن لزم الأمر!"

فوق مقعد آخر ذو لون ازرق كالفضاء، زمجر كيان آخر برأس كمنطاد يطفو في الهواء.

النجم الامع 9 (سيد حقد)

تحدث بصوت شبه مسموع باردِ كالشتاء المهلك "سأنتزع ما سلب مني...حتى وإن ضحيت بكم جميعً و...!"

النجم الامع 10 (سيد غضب)

قاطعه كيان مختلف بصوته كهدير الحمم في أعماق جبل شاهق "أيها اللعين ألا يمكنك النظر خلف السحب؟! الأمر ليس نزهة صغيرة...لقد فقدنا النجم يئس وجميع خدمه بسبب غبائك العظيم أيها الأحمق!!"

أغلق السيد حقد عينيه ورفع رأسه نحوى السقف المرصع بالمجوهرات "هذا لا يهمني إطلاقاً!"

سيد غضب "بالتأكيد،أيها النذل...

في هذه اللحظات التي كان يصرخ الغضب معارضً لبعض الأفكار، ويطالب الحقد بالإنتقام بأي وسيلة كانت،

تجلى ظلام شديد الإحمرار يكاد أن يسود من شره.

بخطوات طيفية على السجاد الكحلي وصل جالس بمهل على ذالك المقعد الذي يبدو كدماغ مصغر يبتلع جل الألوان من حوله كالثقب الأسود...

انقشعت تلك الظلال العميقة ببرود وتباينت منه إمرأة بالغة كأنها قطعة من ذالك الفتى بشكل أنثوي.

(أميرة القمر)

على رأسها تاج من أحجار كريمة بألوانً كالقوس قزح،

ووجهها أبيض كنجم ساطع تعلوه إبتسامة كالقمر في أوائل الشهر التاسع

قالت بصوتها الأنثوي كنسيم الربيع الأخضر.

"يكفي،" ثم رفعت كفها وحجب به عينيها ببتسامة بدأت تنطفئ.

في الطبقة الثنية من المائقدة تحركت على عجل خادمة صغيرة لأحد القادة وبيدها منديل أخضر يتلئ لئ.

ببتسامة حيوية على وجهها البريئ قالت

"سيدتي كيف أستطيع مساعدتك؟!"

لحظات ولحظات، والسيدة ما زالت صامتة ومتيبسة كالتمثال

"سيد...

أزاحة السيدة إصبعها السبابة لتظهر عينها الشاحبة. بؤبؤها الملتهب بهالةبنفسجية داكنة يخترق جسد تلك الخادمة.

بخوف وهتزاز "هنئ!! أنا أعتذر أعتذر يا س...

لم تستطع الخادمة الصغيرة من إغلاق فمها،حتى إعصرت الأميرة رأسها كالطماطم وأخذت حيوتها تتدفق من خلال عروق ذراعها المثالية.

في أواخر المقاعد

النجم 1

نظر بتحسر إلى تلك الخادمة بينما قدميها تتدلى في الهواء وأعلى جسدها يجف كشجرة يابسة...

تحدث بستياء قائلا : "سيدتي! لم يتبقى من خادمات الأومقى ثلاثة سوى إثنتين!والآن..."

قاطع حديثه بعض القادة :

الغضب " طاب الطاعم لك يا سيدتي العزيزة~!"

الحقد "طابت لك سيدتي!"

بتلويحة رشيقة قَذفت تلك الخادمة على وجه الأرضية كالقذارة.أثناء تطاير دمها كقطرات مطر طفيف،

نظرت السيدة نحوى النجم 1 بينما تتموج عينها بتلك الهالة وينظف يدها عشرات الخدم.قالت على مضض "ماذا إذا أيها العجوز الهرم...هل تريد التمرد مرة أخرى؟"

إنتصب السيد 1 ونحنى برضوخ

"لقد فقدت كل شيئ،لم يعد هنالك ما شيئ أدفعه بعد الآن،اللعنة!"

قال بعد حديث دار في جوفه المغتاظ

"أعذريني أيتها الحكيمة هذا خطأي لن أكرره!"

ضحكة مدوية من

السيد 11 (سيد جنون)

"يا إلهي هذا العجوز الخرف لا يعرف مكانته!...

نهض من مقعده ونحنى قليلا ليكمل

"سيدتي إسمحي لي بقطف رأسه اللعين من فضلك!"

ارتفعت الهالة من عين السيدة بينما تقول "لم يحن الوقت بعد فليهدأ الجميع"

صمت جميع القادة منصتين لما ستقول أميرة القمر،

"لقد إنزهمنى في هذه المعركة ونتهى بنا المطاف بدفن السيد يأس تحت الركام وجثث المعركة...

تلك الضوضاء اللعينة أتعقد إجتمعاعها المشؤوم مرة أخرى؟! هاه~!على الأقل هذا لن أترك وحيداً كالبركة في وسط الصحراء

صوت باب يركل

"دجج!!"

إنطلق إدراكي المرتبك كالبرق مباعد بين جفناي المرتعشان بظطراب.إنه ذلك اللعين،صرير المقعد!!

بدأت عيني تنبض فور لمح

الشرار الأحمر الذي يتطاير حوله توابعه المؤلمة لا تفارق ذهني أبدا.

مرة أخرى! بل مرات ومرات، إنه يتكرر كالأمس، ذلك الضجيج اللعين الذي يصيح به وكأنه سلسلة صخرية من حديد تزحف على ارضية متعرجة.

أخذ ذالك المقعد يصيح بأصوات ترتفع حدتها كالشفرة تزامنً مع دبدبات جبلية مزلزلة.

فتات الطعام يتقافز في الهواء مع رائحة كريهة كأمعاء فأر متحلل بدأت رأتي المتمردة إستنجاد كل ذرة أكسجين وكأنها توشك على الهلاك،

وأخذت طبول الحرب تنبض بقوة داخل قلبي الهلع،مع كل نبضة أشتعل حقد وغضب دموياً كالجحيم.

"عزيزي~لقد حان الوقت لكي نكمل ما بدأناه بالأمس!"

هبط ذلك المعتوه فوق المقعد الذي كان يشده خلفه، لتنبعث من حوله شفرات هوائية تحمل بعض من آثار رائحته النجسة.

أردف بينما أنفاسه الفاسقة والمزعجة تقترب من ظاهر وجهي المتجمد وكأنها تترقب أمرا يثيرها

"هل يمكنك التخمين في من أكون~هاه~؟!"

ومن تكون أيها النكرة!قلتها في جوفي المضطرب بينما أنفاسه تهف بتلهف لتلتقط ما سينزلق من بين شفتاي.

إلتزمت الصمت لأني أمتلك الأجابة، ولا أمتلكها في نفس الثانية.ربما يكون الصمت هوا الإجابة، وربما يجب عليَ أختيار واحدة من بين السماء والأرض.

وبالتأكيد، لن تكون هنالك إجابة صحيحة.

لقد فشلت جميع محاولاتي.

حقاً،

لا يهمني ما سيحدث بعد الآن،

سأكتفي بالصمت فقط!

وبينما أنا أصر بعدم الكلام والإجابة بالصمت،

إذ برأسي الذي أثقله النعاس يرفع نحوه دون إذني، ليبوح بأجابة لم أسمتع إلا لحرفها الأول.

ع

لى الفور، أحكمت السيطرة على لساني المتمرد بواسطة فكاي المرتعشين،ولكن،

لقد فات الأوان!

إرتفعت صيحة ذالك المعتوه بالضحك بعد سماعها لتلك النبسة التي صدرت مني، بينما يصفع بسرعة كتفي المتهالك بيده الضخمة.

"يا إلهي يا إليهي...ههياهههههه...!!

في هذه اللحظة لعنت نفسي التي تطفلت على لساني وبثت فيه سمها الخائف...

هدأت صرخاته الهستيرية بالتدرج، ليسود الصمت مرة أخرى.

"صوتك الخبيث يشعرني بالإثارة حقاً!!"

قال ذلك بقهقة طفيفة بينما يداعب بإنملة إصبعه العلوية خصال شعري المنسدلة على الأرض.

أبعد يده عني ببطئ وصرخ

"خطأ! خطأ!! خطأ!!~"

في كل مرة يكرر فيها هذه الكلمة، يعلو صوته ويزداد صخباً وعدوانيةً.

"أرجوك!..أطلق سراحي..أنا..أنا لا أعلم ماالذي فعلته، ولكني بالتأكيد مخطئ...لقد إرتكبت خطأً عظيماً..أرجوك إغفر لي!!"

لم أعرف لماذا وكيف نطق لساني هذه الكلمات،أعتقد بأني جننت حقاً؟!

صمت كل شيئ بعدها وكأني أعيش وحدي في بعدي الخاص،لتبدأ قطرات كالماء تتساقط على مقدمة رأسي ببطئ ولطف...

بعد نزول القطرة التاسعة فوق رأسي، تبعها كفاه المنتفختين ليستندن على كتفي المنهارين.

تحدث كأم حنون تداعب طفلها المريض

"أنا حقاً لا أريد..فعل ذالك!! ولكن،هنالك من يجبرني على هذا!!أرجوك تحمل قليلا...سيتم إنقاذك!!"

قال ذالك بينما آهاته الحزينة تقتطع من صوته المتألم.

جعلني ذالك أنفجر بالضحك كالمهرج ليعج المكان بصوتي البحوح.

أرخيت ذقني قليلا لأصمت تدريجيا لعدة لحظات بينما تلك الضوضاء اللعينة لا تتوقف عن الظهور

رفعت رأسي مرة أخرى بينما أقول بصوتي الذي يلاعبه الوجل

"أوقف هذه المهزلة..حيلك اللعينة لن تنطلي علي وأنت تتنفس كوحش يتلذذ بصراخ فريسته المتهيئة للقتل...هل تعتقد بأني سأقع في فخك ههه!!".

بعد تلك الكلمات التي خرجت من فمي،إنزلق نهران من على و٠نتاي واغلقت جفناي عيني لتقبل العقاب، بينما يتعاكس فكاي بعجل كالمنشار.

إقترب برأسه نحوى أذني ليهمس بصوته العميق

"أرجوك أعد ما قلته أنا لا أريد إيذائك فقط إعطني فرصة وسأثبت لك ذالك أرجوك~!!"

أرخيت رأسي منتظرا ما قد يحدث لي في أية لحظة،لن يفيدني النفيي لما قلت أو طلب المغفرة لأن هذا لن يفيدني أبدا.

إرتفعت يداه المُتعِبَتان عني بعد ترجيه لي لعدة مرات

ليقف دون قول أي شيئ لعدة دقائق

كانت كل ثانية تمر وكل حركة تلتقطها أذناي تجعل الخوف في داخلي يموج بقلبي ورأتاي.

وبينما نحن في ذلك الموقف، شعرت بدفعة من هوائ كثيفة تقترب نحوى وجهي العاري،لتتبعها صفعة من يده الصخرية على كامل جهة خدي الأيمن وكأنها باب من حديد يرتطب بي.

"طخ!!

إصطدم رأسي بالحائط الذي يقف على جانبي الأيسر بشدة حتى شعرت بتصدع جمجتي الهزيلة..

"أغغغغ~!!!

لقد كان الشعور مختلف هذه المرة،إنه مؤلم، مؤلم جدا ولكن في هذه المرة،

بدأ يستعمر رأسي صوت طنين يحمل في داخله صدى لا ينقطع، ليشتل إدراكي المشوش في لحظتها...

وبينما أنا في ذالك الفراغ اللاامتناهي.

شعرت بكوب من الماء القارص ينسكب على جسدي الساخن كما العادة.

صوت مبهم إختراق طبلة أذني التي تحجبها قطرات الماء.

"اللع..ه..قم اي..القذ.ر!!"

فتحت عيناي الرافضتين مع تلك الضوضاء التي تصدوا داخل رأسي الفارغ من الحديث.

"هيا أيها الدنيئ لقد حان وقت الطعام!"

الطعام!؟

لم أعتقد بأني سأتمكن من العيش حتى وقت العشاء

إبتعدت تلك الخطوات عني بينما تتصادم أنفاسي المرتعشة مع رائح الطعام المسكوب أمامي.

الشيئ الوحيد الذي يؤنس وحدتي ويمدني ببعض الأمل في هذه الحفرة البغيضة؛ هيا نتانت أرز القمح التي تحمل بعضً من نسيم بصيص الحرية التي لطالما إنتظرت قدومها المعدوم.

الطعام منسكب أمامي

أحاول الإنقضاض على تلك العظام المهروسة كالوحش، لكن جسدي لم يقوى على الحراك.

بدأت أزحف بكل قوة وأرادة تحملها روحي حتى وصلت بالقرب من طعامي وبدأت بلتهام بعضً من عظام الدجاج المهروس وحبات أرز أستطيع القول أنها لم تبقى على النار إلا ثلاث دقائق.

وفجأة بينما ألعق تلك عصارة الأرز النتنة، صرخ رجل من خارج هذا المكعب الأسود بصوت وكأنه طعن بسيف..

لم يعني لي ذالك شيئ،

لقد إستمعت لأفظع من هذه الأصوات مراتٍ ومرات، وعانيت من آلام متتابعة دون انقطاع، جعلتني لا اعير أية إهتمام لما أستمع إليه مهما كانت فظاعته.

أكملت في تمرير لساني الجاف على تلك البقعة وكأنها ستروي ضمئي وتملئ معدتي.

فجأةً، تحركت الحجارة التي تغلق منفذ هذه المكعب اللعين بشكل غير معتاد.رفعت رأسي لأنظر نحوى المخرج وإذ بضوء أحمر متباين عن هذه السواد الدامي يلسع عيناي.

تحكمت غرائزي في جسدي لتدفع يداي نحوى عيناي المغلقتين وتحيط بهما كالدرع.

"أغغغ اللعنة!!!...ما هذا..من هذا أيضا!!!"

كنت أقول هذه الكلمات في داخل جوفي الممتلى بالحقد والكراهية

"خذي هذه وضعيها حول عينيه بإحكام!"

مهلا من هذه؟؟!!

..........

يتبع...

2025/01/14 · 2 مشاهدة · 1712 كلمة
نادي الروايات - 2025