the author's POV :

مر اليوم الفاصل بين التخرج و العملية في لمح البصر فكان موعد العملية اليوم.
كان جميع من في الفيلا مسيقظين رغم أن الوقت مبكر و بالرغم من محاولة الخدم لمحافظة على تعابيرهم العملية الهادئة إلا أن التوتر كان واضحا على وجوههم . صحيح أن لي سوومان كان مزعجا في بعض الأحيان لكن بعد أن تم رزقه بليا تغير كثيرا و أصبح محبوبا أكثر من طرف خدمه .
داخل غرفة سوومان وقف الثلاثة يدردشون بحماس رغم علمهم أن أحدا منهم لم يذق طعم النوم الليلة الفائتة.
قالت يورا لسوومان''أفف عزيزي أنت أحيانا تزعجني حقا إنك تبدو جيدا حقا . أحيانا أنا أتساءل هل التقدم في السن ينطبق علي أنا فقط'' كانت نبرتها ممازحة مما أضحك سوومان الذي رد عليها قائلا :

‘‘ لا بد أنكي تمزحين معي الآن أنت تبدين كما اليوم الذي التقيتك فيه المرة الأولى‘‘

‘‘ أوه حقا لا بد أنك تمزح ههه‘‘ ردت عليه يورا.

و بينهما في هذا الجو الوردي قاطعتهما كحة من ليا تؤنبهم بعينيها ‘‘ من فضلكما لا تنسيا أن هناك قاصرا هنا .كما أن الوقت اقترب فلنذهب لنتناول الافطار.‘‘

بعد تناول الافطار و الدردشة لمدة أتى الخادم الذي أعلن لهم أنه حان موعد الرحيل وقفوا و ركبوا في السيارة و توجهوا نحو المستشفى.

Leiya's POV :

‘‘... لذا كما شرحت سابقا سوومان شي قد اختار القيام بهذه المخاطرة من أجلكم لذا أرجو أن تدعمنه جيدا سيداتي و أن تستعدا لأسوء الحالات فقد تطلب هذا القرار منه شجاعة عظيمة على الأرجح.‘‘ قال الطبيب مخاطبا إياي و أمي بعد أن ذهب أبي من أجل إنهاء بعض المعاملات الورقية. تفهمت هذا جيدا لذ انا أحاول إخفاء مشاعري بصعوبة حقا لكن الآن هذا صعب حقا لا سيما بعد رؤية أمي التي بدأت دموعها تنهمر بجانبي. بدأت أشعر بالحرارة في عيني .

تمالكت نفسي شكرت الطبيب ثم أخرجت أمي مؤنبة إياها على بكائها بنبرة ممازحة استطعت إخراجها بصعوبة.

ما زالت 5 دقائق على موعد العملية أبي عاد الآن فقط قابلناه بتحية مبتهجة بالطبع . أظن أن أمي لم تكن تقدر على التحكم في مشاعرها أكثر فاحتضنت أبي مطمئنة إياه ثم تحججت برغبتها في الذهاب إلى الحمام .شخصيا أظن أنها لا تريد لأبي أن يرى دموعها و الآن بقيت أنا و أبي لوحدنا نظر لظهر أمي قليلا ثم قال ‘‘ لقد كنت محظوظا حقا لأنني تزوجتها ...‘‘

‘‘ أبي لا تتكلم هكذا إنه ليس كأنك ذاهب للموت‘‘ رددت عليه محتجة.

‘‘ هاهاها أنتي تحاضرينني مجددا انا فقط قلت هذا لأنني لو لم أتزوجها ما كنت لأحظى بك ليا‘‘

و قبل أن أرد عليه استمر قائلا ‘‘ الاهم من هذا ليا. لم أرد ان أقول هذا أمام امك لكن بما أن احتمالية موتي كبيرة جدا فقد جهزت وصيتي إنها داخل درج مكتبي كما أن هناك إثباتات قانونية مع محامي. ليا أنت فتاة قوية أتمنى انني حتى لو غادرت هذه الحياة أن تبقي فتاة قوية تعتمد عل نفسها. و تذكري أن أباك دائما يؤمن بك و دليل هذا أنني أقول هذا لك وحدك.‘‘ قالها بينما اقترب و ربت على رأسي. لم أعرف كيف شعرت في تلك اللحظة كانت مشاعري مختلطة لكنني حرصت على إخفائها جيدا , لقد أصبحت حقا ممثلة بارعة.

و أخيرا عدت امي من الحمام عانقناه بالتوالي ثم دخل إلى غرفة العمليات بعد أن أصطحبه احد الأطباء .

كانت عملية لمدة 12 ساعة لم نستطع فيها حتى الجلوس على الكرسي بهدوء.

بعد انتظار بدا أنه دام لسنوات خرج الطبيب من غرفة العمليات فاتجهنا صوبه مباشرة.

‘‘ كيف حاله دكتور؟‘‘ قلت انا و أمي بتزامن غريب.

‘‘لقد قمنا بما نستطيع سيبقى تحت المراقبة حاليا.‘‘ رد علينا.

‘‘ هل يمكننا زيارته حاليا ؟‘‘ سألته .

‘‘ بعد أن يتم تجهيز الغرفة الخاصة سيمكنكما زيارته لذا انتظرا قليلا.‘‘ جاوبنا ثم استأذن ليكمل طريقه لقد بدا عليه التعب.

بعد مدة من الانتظار أتى إلينا أحد الممرضين و أخبرنا انه يمكننا زيارته .اتجهنا إلى حيث قادنا دخلنا إلى الغرفة حيث استلقى أبي على السرير بوجه شاحب. جلسنا بجانبه بينما أمسكت كل منا بأحدى يديه انتظرنا لمدة قبل أن نسقط نائمتين بجانبه.

استيقظت على صوت أمي المتوتر و هي تخاطبني؟:

"ليا.ليا استيقظي هناك شيء غريب."

"ماذا هناك أمي ؟ ما هو الشيء الغريب ؟"

كانت متوترة حقا فلم تستطع التكلم بالتفصيل فقالت" الأرقام ...الأرقام تستمر بالانخفاض" و أشارت باصبعها على ما يشير لضغط الدم.

بعد أن أكملت جملتها تحركت يد أبي قليلا ‘‘ أبي !‘‘ خاطبته ظانة انه يسترجع وعيه لكن سرعان ما خاب ظني بعد ان تحركت أقدامه ثم رأسه بحركات غريبة . سرعان ما بدأ الانتفاض بهستيرية و بدأ وجهه بالاحمرار كأنه يختنق. سقطت امي من على كرسيها من الصدمة تركتها على الأرض و خرجت راكضة من الغرفة . وجدت الطبيب و أخبرته بما أصاب أبي . بدأ بالركض هو و الممرض الذي كان يرافقه قبل أن يعطيه أوامرا لم اهتم بسماعها و افترق عنا. عندما وصلنا إلى الغرفة التي يوجد بها أبي وجدنا ذلك الممرض مع طاقم طبي يحاولون تهدئة أبي.

" سيدة يورا و انسة ليا أرجو منكم البقاء خارجا الوضع خطر الآن لقد أصيب بنوبة . " قال الطبيب قبل أن يدخل إلى الغرفة و يغلق الباب مغلق امامنا أي باب للاستفسار.

بقينا انا و امي نمشي ذهابا و إيابا في الرواق حتى فتح باب غرفة العمليات و خرج الطبيب لم يكن وجهه جيدا لذا عرفت أن الأمر لم يسر على ما يرام.

"دكتور كيف حاله ؟" اقتربت أمي و سألته.

"....." بعد صمت قصير نطق أخيرا ليقول " اليوم 17 يوليو 2014 و في الساعة 10:40 توفي المريض لي سوومان عن عمر يناهز الواحد و الستين سنة . أنا آسف على خسارتكم"

مباشرة بعد أن انهى جملته انفجرت امي بالبكاء بدأت تفقد توازنها و كادت تسقط أسندتها إلي و أخبرتها انه يجب علينا التوجه إلى المنزل للتجهيز للجنازة.

أما انا فقد عاد شعوري بالكره تجاه الحياة مجددا إنها حقا تلعب بقذارة.

*أظن ان أوقاتي الجميلة لا يمكن ان تستمر طويلا قبل أن تسلب مني هاه*

----------

سرعان ما امتلأ المنزل بالمعزين ما إن انتشر خبر وفاة أبي في جميع أرجاء كوريا. كانت امي جامدة تبكي بهدوء امام صورة ابي بينما كنت مشغولة باستقبال الضيوف الكثيرين.

بينما انا على هذه الحالة سمعت صوت رجل يصرخ بينما دخل بسرعة " أرجعوا لي أخي ...أرجعوه" لقد صدمني هذا حقا سرعان ما احتضنني عندما رآني مطلقا من فمه الكثير من الكلام مثل : كوني قوية-إنه في مكان أفضل ... أساسا ما سمعته 1000 مرة هذا اليوم .لكن لم يكن انطباعي عن عمي الصغير هذا سيئا لأن أبي كان يعزه كثيرا رغم انه لم يزرنا إلا مرات تعد في هذه ال17 سنة.

استمررنا على هذا المنوال طوال اليوم حتى وقت متأخر من الليل.

-------

a servant's POV:

لقد كان اليوم صعبا حقا... لقد فقدت أنا و جميع الخدم سيدنا الذي خدمناه كنا في أسوء حالاتنا النفسية لكن مازال...هذا لا يمكن ان يقارن بما تشعر به عائلته خاصة السيدة الكبيرة انا أشعر بالشفقة عليها حقا إنها لم تتحرك من مكانها منذ الصباح.

لكن ما أثار دهشتي أكثر هو السيدة الصغيرة إنها لم تذرف و لو دمعة واحدة !

انا اعرف و متأكدة من انها تحب أباها كثيرا لكن تصرفها هذا قد أثار شائعات عن أنها أرادت هذا لترث الشركة . هل يمكن أن يكون هذا حقيقيا حقا...؟!

بينما أنا أحمل مستلزمات العشاء و أفكر في هذا أوقفني صوت شهيق صادر من غرفة غيرمستعملة في الفيلا.

* ما كان هذا؟ هل من الممكن انه شبح *

استجمعت شجاعتي لأتفقد مصدر الصوت الذي تكرر مجددا بعد أن جعلتني الصدمة أتجمد في مكاني لفترة ,فتحت الباب بهدوء لأجد شخصا يبكي بهدوء في الظلام ...

لقد كانت الانسة الشابة تبكي وحدها في الظلام... صدمني منظرها الوحيد هذا أقصد... أنا لم اتوقع انها تبكي لوحدها و ان لا تظهر لأمها و قدرتها على أن تحافظ على منظرها الهادىء هذا جعلتني أفكر :

*يا لها من شخص قوي و..... وحيد.*

---------

Leiya's POV:

مضى أسبوع منذ وفاة أبي انا و أخيرا تفقدت ما تركه في درج مكتبه كما أخبرني . ما وجدته كان 3 أوراق واحدة منها كانت رسالة لأمي و التي أعطيتها لها دون ان أقرأها احتراما لخصوصيتهما. الثانية كانت رسالة لي و التي كانت تحتوي على ما يلي :

" ليا، ابنتي الجميلة و الذكية إن كنت تقرئين هذه الرسالة هذا يعني أنه لم يعد بإمكاني ان أكون معك بعد الآن و انا لست متأسفا على هذا لأنني أعلم انك ستهتمين بنفسك و بأمك جيدا أليس كذلك؟

أيضا انا لن أكثر لحديث في هذه الرسالة ، ليا انا لن أتكلم عن مقدار حبي لك و أمك لانني أعلم أنكما تدركان هذا جيدا . الآن بما انني لست هنا سيتوجب عليك إدارة الشركة بنفسك و هذا ما سأتحدث عنه .

ليا يجب عليك أن لا تثقي بسهولة في الأشخاص... في هذا المجال معظم الناس منافقون يمكن أن يقودوكي إلى حتفك بابتسامة بريئة.

يجب عليك العمل احتمالية أن يخونك من تعملين معهم و هذا ذكاء لكن... لا أريدكي أن تصبحي شخصا وحيدا لا يستطيع الثقة أي احد. لذا سيتوجب عليك الموازنة ين الأمرين.

من الأفضل لك االصمود عنما تضربكي الحياة فجأة و أن لا تستسلمي بسهولة لكن لا يوجد انسان لا ينكسر أحيانا أليس كذلك لذا اخبرك الآن أنه من العادي أن يبكي الانسان احيانا فهذا ليس دليلا على الضعف بل هو دليل لى الانسانية ليا .

و أخيرا لا تنشغلي بالعمل فقط بل عيشي حياتك لأقصى درجة. لن أشرح لك هذا لان كل انسان يمتلك طريقته الخاصة عندما يتعلق الأمر بهذه النقطة لذا سيتوجب عليكي معرفة هذا بنفسكي.

مع حبي أبوكي "

* يا لها من كلمات ....* قلت لنفسي ثم حملت الرسالة التي يبدو انها الوصية و أخذتها إلى حيث ينتظر عمي و عماتي مع امي و محامي أبي.

--------

Leiya's POV:

" إذا كما قلت سابقا في الوصية ذكر أن الوريث الشرعي و الوحيد للسيد لي سوومان هو الانسة لي ليا لكن لدينا مشكلة صغيرة...." توقف قليلا قبل أن يكمل " الآنسة ليا لم تصل إلى 18 سنة بعد لذا لا يمكنها أن ترث الشركة إلا بعد 6 أشهر . لذا يتوجب علينا أن نجد من يحل المنصب لهذه المدة."

ساد صمت في الغرفة قبل ان تتكلم أمي و تقول " لا يمكن أن تتولى أحد أخوات سوومان بما انهن لا يمتلكن المعرفة الكافية لهذا . لا أريد ترشيح شخص بعيد عن العائلة لذا سأرشح أخ زوجي يون وو شي"

سادت الصدمة على الجميع قبل أن يتكلم يون وو و يقول :" أختي في القانون انا لا أستحق هذا المنصب أنا أرفض."

"أتفهم أنك لست من النوع الذي يستولي على ما ليس ملكا له يون وو شي لكن أنت الوحيد لذي كان سوومان يثق به ثقة تامة لذا أرجو ان تساعدني "

بعد بضعة مناقشات أخرى وافق عمي اخيرا على ان يتولى رئاسة الشركة لمدة 6 أشهر .

* **

بعد 6 أشهر ستبدأ حكايتي بعد أن تركت لأواجه عالما جديدا لوحدي.

/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

لقد كان فصلا طويلا جدا أليس كذلك؟ أصابعي ماتت. لقد كان يمكن أن أفصل هذا الفصل إلى فصلين أو ثلاثة لكنني أردت ان أدخل في أرك الشركة بسرعة.

كذلك سامحوني على بعض الأخطاء في الكتابة فأحيانا تمر من أمام عيني زلة و لا أراها.

و لا تبخلوا علي التعليقات إن أعجبتكم الرواية.

سيبدأ أرك الشركة في الفصل القادم كما انني سأحاول ابتداءا من الفصول القادمة أن أرفق صور بالفصول لكي يحصل القراء على فكرة أفضل.

2018/06/22 · 729 مشاهدة · 1793 كلمة
Blow
نادي الروايات - 2024