تقدّم زينوس، وخلفه الأباطرة الستة الآخرون، وقال:

"أيها الفتى... من هو مدرّبك؟"

ردّ كايروس بهدوء:

"عذرًا يا سيدي، لكن... ليس لدي معلم أشرف عليّ، ولا حتى عائلة ربّتني. لقد عشت وحدي منذ الصغر، أقاتل الوحوش الروحية لأبقى على قيد الحياة."

أطلق الأباطرة السبعة في تلك اللحظة هالةً مخيفة سحقت المكان، جعلت كايروس يبصق دمًا، لكنه ظل واقفًا، لم يتزحزح، ولم يفقد وعيه.

قالت إمبراطورة الرياح، ألكسا، وهي تنظر إليه بتمعّن:

"أعتقد أن علينا التوقف الآن، وإلا... سيموت الجميع هنا."

تابعت بصوت حاد:

"هذا الشقي أمامنا لم يبصق سوى دمًا... لو كان غيره، لأُغمي عليه أو مات في أسوأ الأحوال.

وإن كان حقًا قد درّب نفسه وحده منذ الصغر، فسيأتي يوم يتفوّق فيه علينا جميعًا ويعتلي عرش الاقوى.

لكن... إن كان كاذبًا، فأنت تعرف ما سيحدث لك."

في اللحظة التالية، توقفت هالات القتل.

قال كايروس بانحناءة بسيطة:

"بالطبع، أيتها الإمبراطورة."

تقدّم زينوس، أحد الأباطرة، وقال:

"لقد تم قبولك في أكاديمية زيرفاليس العظمى.

استعد الآن لمقاتلة أفضل تسعة في الاكادمية...

سيتم وضعك مباشرة في الصف الأول من السنة الاولى..."

ثم انصرف، بنظرة حاسمة.

قال بقية الأباطرة ضاحكين:

"فلتستعد يا فتى، لقد وضع السيّد عينيه عليك.

عليك أن تُثبت نفسك، فما فعلته الآن رائع، لكنه ليس شيئًا لا يستطيع أولادنا فعله، فلا تفرح كثيرًا، هاهاها."

ثم انصرفوا.

انحنى كايروس مرة أخرى:

"أنا تحت أمركم."

عاد إلى غرفته، وبدأ في شفاء نفسه من الإصابات الداخلية التي سببتها هالات الأباطرة السبعة.

انتشرت أخبار كايروس في كل أنحاء الإمبراطورية.

"شاب تلقّى اعتراف الأباطرة السبعة، وقُبل في الأكاديمية مباشرة بعد أن أصبح الفائز الوحيد في جولته."

انتهت المسابقة، وتم تحديد العشرة الأقوى، إضافة إلى خمسين مشاركًا آخر.

الخمسة الأوائل سيُوضعون في الصف الأول،

الخمسة الباقون في الصف الثاني،

والبقية في الصفوف من الخامس إلى العاشر.

اليوم هو اليوم الأخير...

الصفوة فقط هم من بقوا.

الآن سيتم تحديد صفوفهم من خلال القتالات داخل الأكاديمية،

بإشراف المعلمين وطاقم الإدارة.

لكن هناك شخصٌ واحد ضمِن مكانه مسبقًا: كايروس نوفارين.

فقد تم وضعه في الصف الأول مباشرة، بأمر من أقوى شخص في الإمبراطورية.

قال كايروس لنفسه وهو يدخل الأكاديمية:

"يالها من أكاديمية ضخمة... كل الطاقم والمعلمين من الصفوة.

تستحق اسمها فعلًا."

ثم عبس قليلًا وقال:

"لكن نظراتهم تزعجني. الجميع يحدق بي... هذا يثير حنقي حقًا."

وهو غارق في أفكاره، شعر بهالة قوية قادمة من الخلف.

استدار فورًا.

شعر بالخطر الحقيقي.

لكن لم يبدُ أحدٌ أي ردة فعل.

ظلّوا ينظرون إليه باستغراب، فقد بدأ كايروس بإطلاق هالته واستعد للقتال!

ثم سُمعت ضحكة غريبة لرجل يقول:

"هاهاها... إنك موهبة رائعة كما يقولون."

وما إن ظهر ذلك الشخص من الممر، حتى انحنى جميع المدرّبين والطاقم، وصرخوا بصوتٍ واحد:

"تحياتنا للإمبراطور غير المتوج، سيد أكاديمية زيرفاليس العظمى للسحر!"

وخلفه... النمور التسعة للإمبراطورية.

الجيل القادم لنيرفاليس.

سبعة منهم أبناء مباشرين للأباطرة السبعة،

والاثنان الباقون من العشائر الستّة القوية.

دهش الجميع.

ما الذي جلب هؤلاء إلى هنا؟!

قاطع تفكيرهم صوت الرئيس، وهو يقول:

"لقد جئنا لرؤيتك يا فتى... لا تُخيّب ظنّنا.

الانطباع الأول كان جيدًا: إحساسك عالٍ جدًا.

حتى أبرز من في أكاديميتنا لم يشعر بقدومنا،

لكنّك شعرت... بل وأطلقت هالتك استعدادًا للقتال بدلًا من الهروب.

أنت رائع... وشجاع... يا فتى. هاهاها!"

توجّهت كل الأنظار نحو كايروس مجددًا.

قال كايروس بابتسامة:

"أشكرك يا سيدي على الإطراء.

إذن، ما رأيك أن أقدّم لك عرضًا رائعًا اليوم؟"

قال الرئيس متحمسًا:

"أوووه! قل ما لديك."

ابتسم كايروس ابتسامة ماكرة وقال:

"سأقاتل جميع المتنافسين هنا دفعة واحدة... وأقتلهم جميعًا،

وأصبح الوحيد الذي يدخل هذه الأكاديمية هذا العام، ما رأيك؟"

قال الرئيس بحزم:

"طلبك مرفوض.

الشائعات تقول إنك قادر على ذلك...

بل لنقل إنها ليست شائعات، فالأباطرة السبعة شهدوا بنفسهم.

لذا... أرفض ذلك رفضًا مطلقًا، ولا تُجادلني."

قال كايروس ببرود:

"إذن... يا سيدي، لا أرى من هم هنا بمستواي.

كلهم حشرات... لا تستطيع حتى العض."

ثارت القاعة...

أطلق الجميع هالات قتلهم الغاضبة تجاه كايروس.

لكن كايروس ابتسم...

ثم أطلق هالة جعلت أكثر من نصفهم يسقط أرضًا،

والباقين يبصقون دمًا،

أما العشرة الافضل في المسابقة... فتجمّدوا من الخوف وتصبّبوا عرقًا باردًا.

قال كايروس:

"ما إن يتكلّم الأقوياء، على الضعفاء أن يصمتوا.

وإلا... فمصيرهم الموت."

قال الرئيس:

"كفى أيها الفتى... قل ما عندك ولا تُطل."

ابتسم كايروس ابتسامة شريرة وقال:

"أريد أن أقاتل واحدًا من الذين خلفك."

صُدم الجميع...

هل يريد مقاتلة أحد النمور التسعة؟

هذا جنون!

لكن... ما فعله في المسابقة، وما أظهره الآن،

يثبت أنه ربما قادر فعلاً.

لكن النمور لم يبدوا أي ردة فعل...

سيطرتهم على أنفسهم وغضبهم كانت عالية جدًا.

قال الرئيس:

"لا تتسرع يا فتى... اختبارات الشهر الأول قادمة،

وحينها ستتقاتلون لتحديد الأفضل.

أما الآن، فلا داعي لمشاركتك.

فقد أثبتّ قدرتك على سحقهم جميعًا دفعة واحدة(يقصد المتسابقين وليس النمور التسعة).

اذهب إلى غرفتك وركز على شفاء نفسك... ولا تُضِع وقتك هنا."

ابتسم كايروس:

"أمرك، سيدي."

غادر كايروس القاعة، وخرج معه الرئيس والنمور.

لم يبقَ شيءٌ ليُرى، فقد أثبتت الشخصية الرئيسية نفسها اليوم تمامًا.

في طريقه، قال كايروس في نفسه:

"هاهاها... يا له من رئيس غبي.

لقد حقق لي ما أردته بالضبط:

تفادي القتال... لأتمكن من شفاء إصاباتي.

لقد توقعت رده... وخطّطت لكل شيء منذ البداية.

عندما قاتلت المتأهلين دفعة واحدة، كان الهدف الأول:

إعطاء نفسي قيمة عظيمة داخل الأكاديمية وبين الاباطرة السبعة،

والهدف الثاني: تجنب القتال الآن...

فلا أريد كشف مهاراتي أمام أولئك السبعة، هاهاها!"

تابع طريقه وهو يضحك، ثم قال:

"غرفتي هي المفتاح رقم 10...

لكن الغرفة 10 غير موجودة... أين أجدها يا ترى؟"

خرج كايروس من منطقة السكن، حتى مرّ عليه أحد التلاميذ.

أوقفه وسأله:

"أين أجد الغرفة رقم 10 الخاصة بالصف الأول؟"

صُدم التلميذ وقال:

"من أنت أيها الفتى؟! هل أنت مجنون؟

الغرفة 10 مخصّصة لأفضل تلميذ في المسابقة، المدعو كايروس نوفارين!

وهي ليست غرفة... بل مسكن ضخم من مساكن النخبة، مثل مساكن النمور التسعة!"

رد كايروس بابتسامة:

"شكرًا على الشرح...

لكنني أنا المدعو كايروس نوفارين، وأبحث عن غرفتي.

هل يمكنك إرشادي؟"

انصدم التلميذ مرة أخرى، نظر إليه:

"شعر أبيض... عينان حمراوان...

أنـ... أنك كايروس نوفارين حَقًّا!"

قال وهو يبتعد مسرعًا:

"أنا آسف يا سيدي! مسكنك هناك، ذلك القصر الضخم!"

لم يلتفت خلفه، اختفى مباشرة.

قال كايروس ضاحكًا:

"إنهم كرماء حقًا... هاهاها."

وصل إلى مسكنه، الذي بدا مثل قصر ملوك، ثم دخل وقال:

"عليّ العودة للعلاج الآن..."

جلس كايروس، وأطلق تعويذة الشفاء التي تعلّمها من إمبراطور السحر الأعظم،

وبدأ في العلاج قائلاً:

"لم يتبقَ سوى أسبوع، وسأشفى بالكامل."

2025/08/05 · 14 مشاهدة · 992 كلمة
نادي الروايات - 2025