انتهى كايروس من العلاج خلال عشرة أيام، وكان قد تغيب البارحة عن أول يوم من الحصص.
قال كايروس:
"لا أظن أن الغياب سيُسبب مشكلة... دعنا نذهب إلى أول حصة لي في هذه الأكاديمية."
كانت الحصة جماعية، يحضرها جميع تلاميذ السنة الأولى، من الصف الأول حتى العاشر.
كان الضجيج يتردد حتى نهاية الرواق، لكن ما إن دخل كايروس القاعة، حتى عمّ صمت رهيب... الجميع يحدق به.
تقدم كايروس إلى مقعده، لكن النظرات لم تتوقف، ما أثار غضبه.
أطلق هالة جعلت الجميع يشعرون بالخطر، ثم قال:
"أيها الأوغاد... حدّقوا في مكانٍ آخر، أنتم تزعجونني حقًا... أعتقد أنني سأضطر لقتلكم جميعًا عن قر-"
قاطعه صوت تصفيق قادم من الرواق:
"أوووه، نجم الأخبار هذه الأيام غاضب حقًا! هاهاها!"
دخل رجل طويل القامة، حاد الملامح، ذو شعرٍ أخضر، وتوجّه إلى منتصف القاعة، محدقًا مباشرة في كايروس.
قال:
"شخصٌ جديد هنا... كنت سأطلب منك أن تعرّف بنفسك، لكن لا أظن أن هناك داعٍ لذلك، فالجميع يعرفك بالفعل."
ردّ كايروس:
"معك حق، يا سيدي... لكنني لا أعرفك، هل لي أن أعرف من تكون؟"
شعر الجميع بالدهشة؛ من الواضح أنه أستاذ، لكنه يمازحه بأسلوب استفزازي...
لكن هذا ما ظنه الحمقى فقط؛ النمور التسعة والمعلم وحدهم فهموا مقصده.
قال أحد النمور التسعة، أكس غراندلي، ابن إمبراطور البحار:
"إنه يضع نفسه في موضع المعلم... ليس قويًا فحسب، بل ذكي كذلك، إنه خصم جدير حقًا."
قال المعلم:
"أنا بابلو زيكرزي، أستاذ السحر المشرف على الحصة الجماعية اليومية."
قال كايروس بابتسامة ساخرة:
"من عائلة زيكرزي العريقة... رائع! إن هذا لشرف عظيم لي. لكني لا أعرف ما هدف هذه الحصة، هل يمكن أن ترشدني؟"
قال إيسكو باست، ابن إمبراطور البرق، من النمور التسعة:
> "يالَهُ من متلاعب! يهاجم أولًا، ثم يُظهر احترامه... لكن بأسلوب متعجرف! أريد قتاله حقًا."
قال المعلم:
"في هذه الحصة، نحاول فهم أساسات السحر، والمهارات البدائية، ونتعمق في أسراره."
رد كايروس:
"شكرًا لك يا سيدي، لكن هل لي بطلب آخر؟"
قال المعلم:
"تفضل، ما هو؟"
قال كايروس بابتسامة ماكرة:
"هل يمكن أن أطلب من النمور التسعة تقديم أنفسهم لي؟ فأنا مهتم حقًا بتكوين... الصداقات، هاهاها... عذرًا."
تجمّد الجو، فقد بدا كاستفزاز صارخ.
قال المعلم بابتسامة:
"بالطبع... أيها النمور التسعة، هل يمكنكم تقديم أنفسكم لزميلكم الجديد؟"
أجابوا بصوت واحد:
"بالطبع، سيدي. لا مشكلة."
قال المعلم:
"إذن، فلنبدأ من الأقوى. تفضل، كايسل."
قال كايسل:
"من المؤكد أنك سمعت باسمي من قبل... أنا كايسل الكمار، ابن إمبراطور الفصول الستة، زينوس الكمار."
ثم تابع الآخرون:
"أنا ميرا غراندلي، ابنة إمبراطورة الرياح، أليسا غراندلي."
"أنا إيسكو باست، ابن إمبراطور البرق، فيني باست."
"أنا أكس غراندلي، ابن إمبراطور البحار، سيمون غراندلي."
"أنا أليسا جينجي، ابنة إمبراطور الجليد، بالاك جينجي."
"أنا مالين الكمار، أخت كايسل الصغرى."
"أنا هايبر هوانكو، ابن إمبراطور الأرض، إسكانور هوانكو."
"نحن التوأمان زابورا وزاكوري زيكرزي، من عائلة زيكرزي النبيلة."
قال كايروس بابتسامة غامضة:
"احترامًا مني، سأقدم نفسي لكم..."
تغيرت ملامح النمور التسعة.
تابع كايروس بنبرة هادئة:
"أنا كايروس نوفارين... ابن؟ لا أعرف، فقد عشت وحدي منذ الولادة. اعتمدت على نفسي. لم يُدرّبني أحد، بل علّمتني الطبيعة بقسوتها. تدربت عبر محاربة الوحوش الروحية منذ سن السابعة."
ثم رفع صوته بنبرة حازمة وضحكة شريرة:
"لكنني... سأكون المتربع على عرش هذا العالم قريبا! وايضا سأتفوق على أباطرة القمم السبعة المدمرة الاسطوريين! هاهاهاها!"
ساد الذهول، حتى المعلم نفسه شعر بمدى جرأة هذا الهدف.
لكن أكثر من شعر بالإهانة كان زينوس الكمار، الذي قيل عنه منذ ولادته إنه الوحش القادم الذي سيحكم الإمبراطورية... والآن، يظهر شاب يعلن أن هدفه أعظم من حكم الإمبراطورية، بل السيطرة على العالم بأسره!
قال المعلم بنبرة جدية:
"لديك هدف صعب جدًا... كما أنك طموح بدرجة لا تُصدّق. لكن الآن، دعونا نبدأ درسنا. عنوانه هو:
ما هي المانا؟"
أكمل كايروس جميع الحصص طيلة الأسبوع.
تعلّموا كيفية إنشاء كرات طاقة، بالإضافة إلى درع المانا، وطرق دمج العناصر لمن يمتلك أكثر من عنصر، وحصص التأمل العميقة.
حتى أن كايروس أوشك على إنشاء نواته الثانية، ولذلك حجز موعدًا لأخذ إجازة تدريبية مستقلة في الأسبوع بعد القادم.
أما هذا الأسبوع، فسيشهد اختبارًا شاملًا لكل ما تعلّموه، بالإضافة إلى خروج جماعي وفردي لمحاربة الوحوش الروحية.
وفي نهاية الشهر... سيُقام قتال تصنيفي لتلاميذ الصف الأول، يتم فيه ترتيبهم من الأقوى إلى الأضعف.
ترقبوا الفصل القادم:
"الوحش الروحي من الدرجة الرابع: الأسد الملتهب!"
الحماس سيبلغ ذروته!
له.