بدأ أسبوع الاختبارات، فتجمّع طلاب الصف الأول في الساحة، فهم الوحيدون المعنيون بها. لم يمر وقت طويل حتى احتشد عدد كبير من المتفرجين من مختلف السنوات.
كان القسم مكوّنًا من عشرين تلميذًا، تسعةٌ منهم يُعرفون بـ"النمور الأسطوريين"، بالإضافة إلى الموهبة الفريدة: كايروس نوفارين. أما العشرة الباقون، فهم نخبة النخبة من أبناء العائلات الست الكبرى.
قال رجل ذو حضور طاغٍ وقوة ظاهرة:
"أنا المشرف على اختبارات اليوم، اسمي أندري غراندلي. أولى الاختبارات ستكون حول إنشاء كرات الطاقة العنصرية. ترون ذلك الهدف هناك؟ إنها آلة سحرية تقيس مستوى قوة الكرة."
ثم تابع بنبرة جادّة:
"تُقسم مستويات القوة إلى عشرة. حتى نحن، كمعلمين، نُواجه صعوبة في بلوغ هذا الحدّ. أنتم، من يُطلق عليكم ألقاب العباقرة، سيكون الوصول للمستوى الخامس إنجازًا يُحسب لكم."
رفع كايروس يده قائلاً:
"سيدي، هل يمكنني معرفة الرقم القياسي لطلاب السنة الأولى؟"
أجاب المعلم:
"الرقم القياسي هو المستوى السابع، وقد حققه إمبراطور الفصول الستة عندما كان تلميذًا مثلكم."
علّق كايروس بدهشة:
"أوه؟ أهذا الجهاز موجود منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام؟"
ضحك المعلم بتنهيدة ثم قال:
"لقد صُنع على يد إمبراطور السحر قبل عشرة آلاف عام. الجميع يعرف هذه المعلومة... أين كنت بحق الجحيم؟! لا بأس، دعنا نبدأ."
قال كايروس بثقة:
"أود أن أكون آخر من يُجري الاختبار."
فردّ عليه المعلم:
"وهذا ما كان مقررًا، فأنت آخر من انضمّ لهذا الصف."
ثم بدأ المناداة على الأسماء:
"كايسل، ثم إيسكو، ثم أليسا، ثم ميرا، ثم هايبر، ثم زابورا وزاكوري معًا لكونهما يتدربان على أسلوب القتال المزدوج، ثم أنت يا إكس، ثم مالين."
بعدهم جاء دور أفراد العائلات الست الكبرى:
كوني زيكرزي
خورخي غراندلي
سينا الكمار
ماكس جينجي
توني هوانكو
زاكس غراندلي
أكوا باست
كوازي الكمار
ميلينا الكمار
زورو جينجي
وأخيرًا قال المعلم:
"آخر الممتحنين سيكون... كايروس نوفارين."
أومأ الجميع برؤوسهم استعدادًا للانطلاق.
أعطى المعلم إشارته، فتقدّم كايسل، وأطلق هالةً قوية أدهشت الجميع، حتى كايروس لم يكن يتوقّع ذلك.
قال وهو يبتسم:
"إذًا، هذه هي قوة من يمتلك نواتين؟! أنا متحمّس حقًا للوصول إلى هذا المستوى قريبًا، هاهاها!"
أطلق كايسل كرة لهب ضخمة تبِعها انفجار هائل، وكانت النتيجة مذهلة: المستوى السابع!
لقد عادل رقم والده!
توالت المحاولات، وكان معظم الطلاب بين المستوى الثالث والرابع، أما النمور التسعة فقد وصلوا جميعًا إلى المستوى السادس، فارقٌ كبير يليق بلقبهم.
ثم جاء دور المنتظر... كايروس نوفارين.
وقف الجميع في ترقّب، وتقدّم كايروس بخطى ثابتة، أطلق هالة أقوى من كل ما سبق، ورفع يديه ليشكّل كرة طاقة مذهلة تضم البرق الأبيض، النار السوداء، والرياح الأرجوانية.
هبت رياح عاتية أثارت الدهشة في القلوب.
قال أحد المعلمين بذهول:
"ساحر بثلاثة عناصر؟! مستحيل! وما هذه العناصر الغريبة؟ إنها مرعبة!"
علّق إيسكو باست:
"لم أرَ في عائلتي مثل هذا البرق من قبل... يُرعبني ويجعلني أرتجف!"
قالت ميرا غراندلي:
"هذه الرياح الأرجوانية... تشعرني بالعجز أمامه! إنه كيان يتجاوز الفهم!"
حتى كايسل، الذي حاول الحديث عن النار، توقّف، فقد أدرك أنه خائف.
ابتسم كايروس وقال بصوت مدوٍّ:
"أيها الحثالة... شاهدوا المعنى الحقيقي للقوة! تذكّروا اسمي جيدًا، أنا كايروس نوفارين... وريث القوة الحقيقية!!!"
أطلق هجومه، رغم أنه لا يزال مهارة بدائية، لكنه دمّر كل ما في طريقه.
غطّى الغبار المكان، وعندما انقشع الضباب... صُعق الجميع.
"المستوى التاسع!!! لا يُصدق!!"
عمّت الساحة فوضى الصراخ والذهول، لقد حطّم كايروس الرقم القياسي الذي كان يحمل اسم إمبراطور الفصول الستة.
ثم عاد كايروس بهدوء، وطلب اختبار الدفاع، فأنشأ درع مانا هائل، طلب من المعلم مهاجمته.
رفع المعلم سيفه المغلّف بالرياح، وهتف:
"كاسر الآفاق... انطلاااق!"
لكن الدرع لم يتأثر... ثم قام كايروس بتمديد الدرع ليغطي الملعب بأكمله، وقال بابتسامة واثقة:
"سيدي، لقد أنجزت الاختبارات. أستأذن الآن."
خرج كايروس، وما إن وصل إلى الممر حتى بصق دمًا وقال:
"لم أتقن دمج العناصر بعد... لقد بالغت في الهجوم. لكن النتائج كانت مُرضية. أشعر أن النواة الثانية على وشك الاكتمال... إنني وصلت إلى حدودي..."
عاد إلى غرفته وجلس، وبدأت طاقة هائلة تتجمع في نقطة واحدة.
وبفضل إرث إمبراطور السحر، لن يواجه مشاكل.
انطلقت أضواءٌ من جسده إلى السماء، وغطت الأكاديمية والمناطق المحيطة بخمسة ألوان:
الأبيض، الأسود، الأحمر، الأرجواني، الرمادي.
كان المشهد مذهلًا... القليل فقط عرف ما يجري، فحتى الذين أنشأوا نواتهم الثانية من قبل، لم يُحدثوا هذا التأثير.
قال المعلم وكايسل في نفس اللحظة:
"إنه هو..."
سأل الآخرون:
"من تقصدون؟"
فجاء الرد بصوت حازم:
"كايروس... نوفارين!"
بعد خمس ساعات كاملة، اختفى الضوء، وكان كايروس مغمى عليه من شدّة الألم.
لقد أنشأ نواته الثانية وبلغ المستوى الثاني منها... مستوى يضاهي أقوى نمر في الإمبراطورية، رغم أنه تدرّب بمفرده، فقط بمساعدة إرثٍ خالدٍ يعود لأعظم مستعملي السحر في التاريخ.
استفاق فجأة، فحص جسده وقال:
"نجحت! لقد أنشأت نواة ثانية وبلغت المستوى الثاني... مهارات ذلك العجوز حقًا مذهلة."
خرج إلى القاعة، فلم يجد أحدًا، فسأل أحد الطلاب، فأجابه:
"لقد خرجوا قبل قليل إلى الغابة الروحية."
قال كايروس بدهشة:
"ألم يكن من المفترض أن يكون الاختبار في نهاية الأسبوع؟!"
أجاب التلميذ بخوف:
"اليوم هو ذلك اليوم بالفعل..." ثم غادر مسرعًا.
قال كايروس بصدمة:
"أُغمي عليّ لأربعة أيام؟! هذا جنون... دعنا نلحق بهم."
وفي طريقه واجه بعض الوحوش من المستويين الأول والثاني، قضى عليهم بسهولة، لكنه ما إن وصل إلى الغابة، حتى وجد كارثة أمامه.
الطلاب في حالة يُرثى لها، الجميع مصاب، المعلم والنمور فقط كانوا أقل ضررًا.
وأمامهم... ستة أسود ملتهبة!
وحوش من المستوى الرابع، قوية كفاية لهزيمة وحوش من المستوى الخامس، وعددها ستة؟!
هبط كايروس أمام المعلم والنمور وقال ضاحكًا:
"أوووه، يبدو أنكم تمرّون بوقت عصيب حقًا، هاهاها!"
قال له المعلم بابتسامة متعبة:
"هل انتهيت من عزلتك، أيها الأحمق الموهوب؟! استعد... نحن بحاجة إليك!"