ردَّ كايروس مازحاً:

"ألستَ المسؤول عن حمايتنا؟ تَقدَّم ولا تخف، هيهيهي."

قال المعلم بغضب:

"من ذا الذي يستطيع هزيمة ستة أسود ملتهبة ثم يأتي ليكون مدرِّبًا منخفض الرتبة مسؤولًا عن الرحلات الخارجية؟ أأنتَ معتوه؟"

ابتسم كايروس قائلاً:

"حسناً حسناً... أولئك التلاميذ يبلون بلاءً حسنًا، لقد أنشأوا درعًا متينًا حقًا."

ثم تابع بثقة:

"عددُنا أحد عشر الآن، ونحن الوحيدون القادرون على مقاتلة هذا الوحش."

قال المعلم والنمور معاً:

"أأنتَ في كامل قواك العقلية؟!"

تجاهلهم كايروس وقال بجدية:

"عليكم إنشاء مصفوفة تسحب طاقة العالم نحو كايسل."

وتابع:

**"سوف تقسَّمون إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة تضم ثلاثة منكم، والباقي يُقسّمون إلى فرق:

فرقة لإنشاء المصفوفة.

فرقة للدفاع والمساندة من الخلف.

وفرقة لإزعاج الوحوش وإغضابها."**

ثم ختم قائلاً:

"سأتولى قيادتكم... دون اعتراضات، مفهوم؟"

أومأ الجميع بالموافقة.

نادى كايروس على كايسل وتوجها للتحدث على انفراد.

أمسك كايروس سيفه وتقدم هو وكايسل للأمام وخرجا من الحاجز.

كان قد أمر الجميع بعدم مغادرة الدرع حتى تصدر منه الإشارة.

غلف كايروس جسده وسيفه بالبرق الأبيض، وانطلق نحو أحد الوحوش الستة، الذي كان تركيزه بالكامل موجهاً نحو الحاجز، فباغته كايروس وضرب عنقه، وقضى عليه بضربة واحدة!

صرخ الجميع من هول المشهد المذهل.

لكنهم لم يعلموا أن تلك الضربة قد تسببت بإصابات داخلية كبيرة لكايروس بفعل البرق، لكنه لم يُظهر ذلك.

بعد الضربة، توجهت أنظار الوحوش كلها نحو كايروس، فصرخ قائلاً:

"الآآآآآآن!"

أُزيل الحاجز، وتقدّمت المجموعات الثلاثة لمواجهة الأسود الخمسة، بينما بدأت المصفوفة بجمع الطاقة نحو كايسل.

اشتعلت معركة عظيمة، وهالة مرعبة عمَّت المكان.

بعد وقت قصير، سقط الوحش الثاني على يد النمور والمعلم.

تلقّى الجميع إصابات بالغة، بمن فيهم كايروس، لكنهم استمروا.

رفع كايروس سيفه وقال بهدوء:

"المهارة السابعة: سيمفونية الفناء السماوي."

دمجها مع طاقات العناصر الخمسة: النار السوداء، البرق الأبيض، الرياح الأرجوانية، الجليد الرمادي، والماء.

شعر الجميع بهالة قتل خانقة، حتى الوحوش شعرت بالرعب.

صرخ كايروس:

"كايسل! الآن! انطلق!"

غلف كايسل جسده باللهب، وأنشأ سيفًا من الرياح، وانطلق مع كايروس بسرعة جنونية.

لقد دمج كايروس مهارات سيفه مع مهارة إمبراطور السحر في معركتهم الأخيرة:

"سيف الفصول الخمسة".

بووووم!

انفجار ضخم دمَّر منطقة تفوق مساحتها مئة ألف كيلومتر.

لولا النمور والمعلم الذين أنشأوا درعًا ضخمًا، لهلك الجميع.

وحين انقشع الضباب...

ظهر شخصان مغطَّيان بالدماء من الرأس حتى القدم، واقفان فوق جثث أربعة أسود ملتهبة.

كان المشهد مرعبًا لدرجة أن الجميع سقط على ركبهم من الهول.

قال زورو جينجي وهو يضحك:

"ها... هاها! لقد نجحا حقًا! لقد شهدنا أعظم حدث في حياة أعظم موهبتين في الإمبراطورية، هاهاها!"

تقدَّم المعلم، وما إن وصل إليهما حتى ضحك وقال:

"إنهما مستحيلان حقًا! حتى بعد فقدانهما للوعي... ما زالا واقفَين! هاهاها!"

قال أحد التلاميذ:

"لكن كل هذا كان من تخطيط كايروس! لولا خطته العبقرية لما نجحنا. وفوق ذلك، ما ذلك الهجوم الأخير؟ حتى النمر الأول لم يستخدم شيئًا بمثل هذه القوة، إلا بعد تفعيل طاقة المصفوفة، أما هو... فهي طاقته الخاصة!"

وافقه الجميع، حتى النمور أنفسهم.

قال المعلم:

"ذلك الفتى... ماكر، ذو عقل مذهل وقوة جبارة. إنه أعظم موهبة في هذه القارة!"

ثم نظر إلى النمور.

فهم وحدهم من رأى ذلك الهجوم جيداً.

لقد استخدم خمسة عناصر، أربعة منها لم تُرَ من قبل.

لكن لم يلاحظ أحد أنه استخدم أقوى مهارات سيفه، لأنهم ليسوا متمرسين في أساليب السيف.

"لو كان الأباطرة هنا... لاختلف الأمر تمامًا."

من حسن حظه، لم يدرك أحد ماهية تلك المهارة الحقيقية.

...

بعد مدة، وصل الدعم وأُخذ المصابون إلى المشفى، أما الآخرون فاقتيدوا للتحقيق وتقديم تقرير مفصّل عن الحادثة.

استفاق كايروس، ووجد كايسل قد استيقظ قبله.

شعر بألم شديد في جسده، لكن كل ذلك اختفى حين رأى أعظم سبعة في الإمبراطورية داخل الغرفة، مع جميع النمور، بل وحتى هالات مخيفة من الخارج...

إنهم حرّاس الأباطرة.

قال كايروس باحترام:

"أعتذر أيها السادة، كما ترون... لا أستطيع الوقوف لتحيتكم بسبب هذه الإصابات، أرجو المعذرة."

قالت السيدة كسا غراندلي:

"لا تشغل بالك، لكن هل تعرف سبب مجيئنا؟"

أجاب كايروس:

"يمكنني التخمين. أعتقد أنكم هنا للتحقيق في الحادثة... والسبب الثاني هو محاولة توطيد العلاقة معي خوفاً من انقلابي في المستقبل، وذلك عبر ضمي لإحدى العائلات الست، أليس كذلك؟"

تفاجأ الجميع، فقد كشف نواياهم من النظرة الأولى.

أي داهية هذا؟

حتى طريقة حديثه كانت مليئة بالثقة.

قوته وحدها بثَّت الرعب، لكن مكره كان مذهلًا!

ابتسمت كسا وقالت:

"أنتَ رائع حقًا! لو كنتُ أكبر سنًا لتزوجتك فورًا... لكنك صغير جداً، هاهاها! إذاً، ما رأيك بابنتي هناك؟"

خجلت ميرا غراندلي، لكنها لم تعارض، بل بدا أنها بدأت تُعجب به حقًا.

قال كايروس بابتسامة خفيفة:

"السيدة لا تضيع وقتها، تطرح زواجي من ابنتها هكذا مباشرة!"

تدخل بالاك جينجي وقال:

"لا أظن أن ابنة هذه العجوز تناسبك! ما رأيك بابنتي؟ إنها تلقب بملكة جمال الإمبراطورية الشابة، هاهاها!"

صرخت اليسا:

"أعد ما قلت، من العجوز أيها الغبي؟!"

قاطعهم كايروس وقال بجديّة:

"أعتذر، لكني غير مهتم بالزواج حاليًا. إضافة إلى أنني أفضل المسار الشيطاني، رغم أنني لا أتبع أي مسار محدد... فأنا أعيش بحرية."

وأخيرًا... نطق زينوس:

"ذكاؤك يذكرني بشخص كان اليد اليمنى لأحد منافسيَّ. يُشاع أنه مات منذ أكثر من عشرين سنة..."

رد كايروس:

"لا أعرف عن من تتحدث، لكن... هل يمكنك أن تخبرني عنه؟ فأنا أبحث عن والدي، وقد يكون هو..."

قال زينوس:

"اسمه كارين. وُلد بجسد مشوّه لا يمتلك أي طاقة. لكنه كان عبقريًا، وجعل رايزل كريثيوم أقوى رجل في إمبراطورية الأطياف السبعة، وارتقى به إلى القمة خلال خمسة قرون فقط.

كان أذكى رجل في هذا العالم، لكن للأسف، قُتل في اغتيال منذ عشرين سنة."

عض زينوس شفته، وقبض قبضته قائلاً في نفسه:

"ذلك اللعين... لقد زيف موته. يبدو أن التناسخ استغرق أكثر من عشر سنوات فقط..."

قال كايروس بهدوء:

"يا للأسف... لقد مات، ولا يمكنني حتى سؤاله إن كنت ابنه. إذاً... هل أنتم جميعاً هنا من أجل ضمي إلى عائلتكم؟"

أومأ الجميع برؤوسهم.

قال كايروس:

"حسنًا، سأقدّم شروطي، ومن يوافق عليها، سأنضم إليه."

ثم تابع:

1.أريد الانضمام للعائلة دون أن أحمل اسمها.

2. أريد حماية مطلقة في جميع الأحوال لمدة مئة سنة.

3. يجب إرسال موارد التدريب إليّ باستمرار، إضافةً إلى جميع مهارات العائلة.

4. لا أُجبَر على فعل أي شيء لا أريده.

5. بعد عشر سنوات، أريد الخروج لعشرين سنة لاستكشاف العالم.

فكر زينوس في نفسه:

"ما زال بحاجة للذهاب للحصول على إرث الأباطرة الأسطوريين... وأيضاً زيارة الإمبراطورية الأخرى."

تفاجأ الجميع من مطالبه...

كل شيء يصبّ في مصلحته، يا له من ماكر!

قالت اليسا:

"أتظننا حمقى؟!"

فردّ كايروس بهدوء:

"أنا آسف سيدتي، لكن هذه مطالبي. ولن أخسر شيئًا إن رفضتم عرضي."

غادر الجميع، ولم يبقَ سوى زينوس الكمار، فيني باست، بالاك جينجي، وكسا غراندلي.

قال كايروس بابتسامة:

"أفهم أنكم جميعاً موافقون. ما رأيكم أن أنضم إليكم كلكم؟"

قال بالاك مندهشاً:

"أيها الفتى... ألا تظن أنك تبالغ؟ كل واحدٍ منا يريدك لنفسه، لا أن نتقاسمك!"

ضحك كايروس وقال:

"اعذرني، لكن لا يمكنني تفضيل أحدكم على الآخر.

وبما أنكم موافقون جميعًا، فسألتزم بكلامي.

أنا أعلم سبب بقائكم... أنتم مهتمون بعناصري الأربعة غير الطبيعية، أليس كذلك؟

جميعكم يريد دراستها، ولهذا...

العقد سيكون كالتالي: أسمح لكم بفحص عناصري، مقابل تلبية شروطي."

قال زينوس بإعجاب:

"أنت ماكر حقاً... أنا موافق عل

ى عرضك."

استغرق الآخرون بعض الوقت، لكنهم وافقوا كذلك.

وهكذا...

أصبح كايروس يمتلك دعم أربعة من الأباطرة، مع عائلاتهم،

وأحدهم هو الحاكم الأعلى للأباطرة جميعًا.

وهذا...

سيجعل كايروس يتطور في سلام.

2025/08/05 · 14 مشاهدة · 1131 كلمة
نادي الروايات - 2025