ولادة الاعظم كايروس نوفارين

استفاق كارين وهو يتنفس بعمق، لكن ما إن فتح عينيه حتى أدرك شيئًا غريبًا.

يده صغيرة... صدره نحيل... جسده لا يتجاوز حجم طفل.

"نجح التناسخ...!" تمتم بدهشة، قبل أن ترتسم على وجهه ابتسامة ممزوجة بالمرارة،

"انتظرني فقط يا رايزل... هذه المرة لن تفلت مني."

ثم نزلت نظراته إلى جسده الصغير، تنهد، وقال بسخرية:

"يبدو أن الانتقام سيأخذ وقتًا أطول... هاهاها."

جلس يتفحّص جسده الجديد بتركيز المقاتل، وفجأة، جحظت عيناه وصُعق داخليًا:

"ما هذا...!؟ نواة مانا...؟ وجوهر روح أيضاً؟!!"

دق قلبه بقوة. هذه التركيبة مستحيلة... أو هكذا ظن.

لكن عقله العبقري تذكر شيئًا عميقًا، شيئًا نُسي مع الزمن...

أساطير قمم الدمار السبعة.

كان أولئك السبعة هم الوحيدة الذين وُصفوا بامتلاك "نواة مانا" و"جوهر روح" معًا،

ولذلك وحدهم من استطاعوا السيطرة على كل من السحر والعناصر والصقل، ليبلغوا الكمال في الطبقات الخمسة عشر.

انهار كارين على ركبتيه، يضحك ويبكي في آنٍ واحد.

"في حياتي السابقة... وُلدت مشوَّهًا بلا تشي، لا مانا... واليوم أُبعث في جسد يتجاوز كل القيود!

شكراً... أيها القدر... لن أضيع هذه الفرصة!"

نهض منتصبًا، ينظر حوله بتوجّس.

سماء أرجوانية تمزّقها صواعق رعدية، وصوت هادر يشق الأفق.

وفي الأمام... سبع قممٍ شاهقة ترتفع كأنها تُحدّث السماء نفسها.

"هذه القمم... هذا اللون... لا شكّ فيها!"

"إنها جبال الدمار السبعة... أرض الأساطير... موطن إرث السبعة العظام!"

ارتجف جسده من رهبة المكان، قطرات عرق باردة تسلّلت من جبينه.

الأساطير تحكي عن هذه الجبال: لا أحد خرج منها حيًا منذ آلاف السنين...

فكيف بجسد طفلٍ صغير يظهر هنا؟

"هل أنا... ذلك الموعود؟"

تذكّر كلمات سيده القديم رايزل، حين قال ذات مرة:

"تفتح جبال الدمار السبعة فقط عندما يظهر شيطان النبوءة... لا أحد يعلم من هو، لكنه حتماً سيكون مفتاحًا للكارثة أو الخلاص."

هز رأسه لينفي، "مجرد خرافة... ربما هذا الطفل وُلد هنا، أو دخل مع أمٍ حاملة ثم تُرك... لا يهم."

وقف كارين بثقة جديدة، ونظر إلى القمم.

"لكن مهما كان السبب... عليّ البدء."

"الخطوة الأولى... التدرب على أعظم مهارات السيد: التنفس السماوي."

تنفّس بعمق، وأعلن لنفسه:

> "من الآن... لم أعد كارين.

بل أنا كايروس نوفارين، وريث القوة الحقيقية... والامبراطور المستقبلي للمجال اللانهائي!"

بدأ كايروس بجمع الأعشاب النادرة من محيطه، مستخدمًا معرفته القديمة في الخيمياء.

ثم رسم مصفوفة طاقة بسيطة لكنها فعّالة، لتجذب تدفق الهالة الروحية إلى كهفه.

وأعد لنفسه حبوب الدعم، ورتب أدوات العزلة.

ثم دخل إلى كهف مظلم، وجلس متربعًا.

أغلق عينيه وقال:

"هدفي: الوصول إلى ذروة الطبقة الخامسة - طبقة القلب الروحي... مهما استغرق الأمر."

وهكذا..

. بدأ فصل جديد في حياة كايروس نوفارين، المنقذ الشيطاني.

2025/08/05 · 36 مشاهدة · 400 كلمة
نادي الروايات - 2025