تقدّم كايروس نحو الجبل بخطوات سريعة، لكن طريقه قُطع فجأة برجل يتقدّم وخلفه أكثر من مائة مقاتل.
قال كايروس بنبرة هادئة:
"ماذا هناك أيها السادة؟ لماذا تعترضون طريقي؟...!!"
انفجر الرجال ضاحكين، قبل أن يقول قائدهم بسخرية:
"أوووه، حتى وأنت ترى كل هؤلاء الخبراء لم ترتجف! أتتصنّع القوة يا هذا؟ هاهاها!"
ثم تابع ببرود:
"من الواضح أننا قطاع طرق."
ابتسم كايروس بازدراء:
"قطاع طرق إذن... كدت أنسى أن هذا المكان مليء بهؤلاء السُفلة."
تغيّرت ملامح القائد، وقال بتهديد:
"أتجرأ على نعتنا بذلك؟! أعطِني كل ممتلكاتك وسندعك ترحل. ألا تعرف من نحن؟"
رد كايروس بسخرية لاذعة:
"أوووه، أنا لا أهتم حقًا بهويتكم. أما عن ممتلكاتي... هل تظن أن رجلًا فقيرًا مثلي يمتلك ما يجذبكم؟"
اشتعل غضب القائد:
"نعرف أمثالك، تتظاهرون بالفقر! نحن من فرقة الظلام الأسمى!"
ضحك كايروس بخفة:
"فرقة الظلام الأسمى... واحدة من أشهر عصابات إمبراطورية الأطياف السبعة."
ارتفع صدر القائد فخرًا:
"أخيرًا عرفت من نكون، لكن للأسف... لن تخرج من هنا حيًا. أعطِني كل ممتلكاتك!"
نظر كايروس إليه بنصف ابتسامة:
"وما المثير في فرقة من الحثالة مثلكم؟ اغربوا عن وجهي... وإلا جعلتكم تتذوقون عذابي الآن."
صرخ القائد:
"لقد جنيت على نفسك! أيها الرفاق... اقضوا عليه!"
تقدّم عشرة محاربين صارخين، لكن كايروس تنهد:
"مزعجون... أنتم تضيعون وقتي."
وفي لمح البصر، سقط العشرة على الأرض دون أن يدرك أحد كيف حدث ذلك.
ارتبك القائد:
"م... ما الذي حدث الآن؟"
همس أحد رجاله:
"سيدي، يبدو أنه يمتلك سلاحًا سحريًا."
ضحك القائد بسخرية مصطنعة:
"هؤلاء كانوا الأضعف بيننا، وقد خفّضوا دفاعاتهم، لهذا قُضِي عليهم بسهولة!"
اختفت ملامح الخوف من وجوههم، وكأنهم صدّقوا كلامه.
قال كايروس ببرود:
"تقدّموا جميعًا، لا أريد تضييع وقتي. وإن لم تأتوا... فسآتي أنا."
غضبوا واندفعوا نحوه جميعًا.
صرخ كايروس بصوت زلزل قلوبهم:
"المهارة الأولى: قاطع السماوات!"
رفع سيفه، وفي ثوانٍ معدودة سقط الجميع أرضًا... مائة رجل قُضِي عليهم وكأنهم لم يكونوا.
لم يبقَ سوى قائدهم، الذي ارتجفت ركبتاه وتراجع وهو يتمتم:
"س... سيدي، أرجوك اصفح عني! خذ كل ممتلكاتنا التي جمعناها لسنوات... فقط دعني أعيش!"
مد كايروس يده وأخذ الخاتم، ابتسم وهو يقول:
"حقًا... ممتلكات رائعة. لكن للأسف... لا أستطيع السماح لك بالعيش."
"سي... أيها اللعيـ..."
وقبل أن يكمل كلماته، كان رأسه يتدحرج على الأرض.
فتح كايروس الخاتم وبدأ يتفحصه... حتى اتسعت عيناه:
"بيضة الصقر الجليدي! وحش من الدرجة السابعة... يا له من كنز! وعلى ما يبدو أنه على وشك الفقس... لكنه يحتاج إلى العناية."
أخرج البيضة، رفع يديه نحو السماء وقال:
"كرة الجليد الفضي!"
انطلقت الكرة نحو البيضة، لكنها امتصت الهجوم بالكامل.
ابتسم كايروس بدهشة:
"مذهل... امتصّت الهجوم بالكامل! فلنرَ النتيجة..."
وضع يده على البيضة، وأطلق إحساسه الروحي، ثم انفجر ضاحكًا:
"هاهاها! لقد تغيّرت هالته... إنه الآن طائر الجليد الفضي! أقوى بثلاث مرات من الصقر العادي!"
أعاد البيضة إلى الخاتم وقال:
"حسنًا، لنعد إلى هدفنا الأساسي."
واصل طريقه حتى وصل إلى ساحة قتال، حيث كانت مجموعة من المقاتلين يواجهون أفعى الميكولا، وحش من الدرجة الرابعة. وسطهم فتاة تحمل زهرة التنين.
ابتسم كايروس:
"أوه... فرصة ذهبية لكسب ودهم."
هبط بينهم، فارتبكوا وظنوا أنه عدو، لكن مظهره هدّأهم قليلًا.
قال:
"يبدو أنكم بحاجة لمساعدة... أتريدون أن أنقذكم؟"
صرخت الفتاة:
"سيدي، هذا ليس وقت المزاح! اذهب وإلا قتلتك!"
ابتسم:
"وماذا لو قلت لك أني قادر على قتلها الآن؟"
هزّت رأسها بيأس:
"أرجوك، لا تعرض نفسك للخطر."
ضحك كايروس:
"طيبة القلب حقًا... شاهدي وتعلّمي ألّا تحكمي على الكتاب من غلافه."
أخرج سيفه، وهتف بصوت يشقّ القلوب:
"سيف المجرة أمستردام!"
دمجه ببرقه الأبيض ولهيبه الأسود، فانطلقت منه هالة قاتلة جعلت الوحش يحاول الهرب.
وفي ومضة، اختفى من مكانه... وعاد ليقف حيث كان، ورأس الأفعى يتدحرج على الأرض.
ساد الصمت، والدهشة تملأ العيون... خصوصًا الفتاة.
ابتسم وقال:
"أرأيتِ؟ لا تحكمي على المظاهر."
اغرورقت عيناها بالدموع:
"شكرًا لك... إذا احتجت شيئًا فأخبرني."
أشار إلى الزهرة وقال:
"أريد أن أسألك عن تلك الزهرة بين يديك."
تغيّرت ملامحهم، وصرخ شيخهم:
"إذن أنت منهم، أيها اللعين!"
تقدّموا للهجوم، لكن الفتاة صاحت:
"توقفوا!"
قالت بحزم:
"لو كان يريد قتلنا أو سرقتنا لفعل منذ البداية."
تراجعوا بخوف، فقال كايروس بابتسامة جانبية:
"على الأقل هناك من يفكر بعقل هنا."
أخبرته الفتاة بمكان الزهرة، فشكرها وهمّ بالمغادرة، لكنها نادته:
"أنا روزا زيلكارن، من عائلة زيلكارن النبيلة. إذا احتجت شيئًا في المستقبل، تعال إلي. ما اسمك؟"
توقف لحظة، وقال بهدوء:
"أنا... مجهول."
ثم رحل، مبتسمًا في داخله:
"لقد ساعدت الآنسة الشابة لعائلة زيلكارن، واحدة من الأطياف السبعة... والآن عرفت مكان التنين العنصري. أتمنى فقط ألا أضطر لمواجهة التنين نفسه، هاهاها!"