بعد مرور عام، وفي آخر يوم تدريب لكايروس، انفجرت منه هالة عظيمة جعلت كل كائن يقترب منه يتفجر في الحال. اهتزّ الجبل بعنف، وغطّت السماء غيوم داكنة بينما البرق شقّ الأفق بلا توقف، وكأنها نهاية هذا العالم. حتى الأباطرة العظماء وقفوا وقفة احترام أمام هذا المشهد المهيب.

قالوا بصوت واحد:

"حتى نحن، الأقوى على هذه الأرض، لم نطلق مثل هذه الطاقة عند اختراقنا... استمر، فأنت أملنا أيها الصغير."

ارتجفت الأبدان من عظمة الموقف، ثم انطلق شعاع ضخم من جسد كايروس اخترق السماء، تلاه اندفاع عناصره نحو الأعالي لتدمّر كل ما حوله. الضغط الساحق ملأ المكان حتى بدأ العرق البارد يتصبب من جبينه وهو يرتجف ويسعل دماً. الألم مزّق جسده وكأن سيوفاً لا حصر لها تطعنه من كل جانب، عظامه تتفتت، ورأسه يكاد ينفجر.

وفجأة، لمعت عينه اليمنى باللون الأرجواني، فانطلق تنينه الروحي ليجوب المكان مزمجراً. حتى الوحوش الروحية التي كانت تحرسه تركت مواقعها وتجمعت حوله لامتصاص الطاقة الروحية المتدفقة.

استمر الأمر حتى دوى انفجار مدوٍّ محا كل الظواهر التي ملأت الأفق. بدأ جسد كايروس يرتفع للأعلى، وكأن العالم بأسره يحمله. فتح عينيه المرهقتين وقال:

"من الجيد أن الأمر انتهى بسلام... لقد ظننت أنني سأموت حقاً! لكن النتيجة تستحق... لقد وصلت إلى طبقة الإمبراطور السماوي، وأنشأت نواتي الخامسة. كما أن عيني، عين التنين السماوي، بلغت المستوى الثالث. لكن... ما زال هذا لا يكفي لهزيمة رايزل."

تابع كلامه بجدية:

"رغم أنني في نفس الطبقة معه، إلا أنه سبقني بأكثر من ألف سنة من الخبرة والتدريب. لو قاتلته الآن فسأسقط بعد ضربتين على الأكثر. لهذا عليّ أن أتمهل، وأصقل قوتي بهدوء."

رفع رأسه نحو الأفق وقال بحزم:

"الخطوة القادمة... الذهاب إلى إمبراطور الفضاء. بعد عام آخر سأعود إلى الإمبراطورية لاجتياز الاختبارات."

وما إن همّ بالانطلاق، حتى ظهرت أمامه ثلاثة وحوش ضخمة... نعم، وحوشه الروحية. فتح فمه مذهولاً:

"كي... كيف أصبحتم هكذا في عام واحد فقط؟!"

ردّ التنين قائلاً:

"أبي، نحن الوحوش ننمو بسرعة في الأماكن المشبعة بالطاقة الروحية. وعندما جذبتَ كل تلك الطاقة قبل عشرة أيام، اخترقنا طبقتين كاملتين."

ضحك كايروس بخفة وقال:

"آه صحيح! نسيت هذا الأمر... هل يعني هذا أنك تستطيع اتخاذ شكل إنسان الآن؟"

أجاب التنين:

"لا، ليس بعد. رغم وصولي للمستوى الثامن، أشعر أنني مختلف قليلاً... لم أنضج بعد على ما يبدو."

لوّح كايروس بيده وقال بابتسامة واثقة:

"لا بأس، هذا سيأتي مع الوقت. الآن... لننطلق نحو إمبراطور الفضاء. النصر سيكون حليفنا إذا اتحدنا."

انطلق كايروس وخلفه وحوشه الروحية، حتى وصلوا إلى كهف إمبراطور الفضاء. فتح الممر السحري وأدخل وحوشه في خاتمه، ثم خطى للداخل.

وما إن وطأت قدماه الكهف، حتى انهمرت عليه هجمات من كل اتجاه. تفاجأ لكنه صرخ بسرعة:

"عين التنين السماوي – المهارة الفرعية الأولى: التدمير!"

انطلق برق أرجواني هائل ودمر كل الهجمات. ثم ركّز بصره وحدد مواقع المصفوفات، قبل أن يهدر:

"عين التنين السماوي – المهارة الأولى: تنانين السماء!"

انطلقت سبعة تنانين أرجوانية لتدمّر كل ما يحيط به. رفع كايروس رأسه بتحدٍ وقال:

"سيدي، أتظن أن هذه المصفوفات ستوقفني؟! هذه إهانة لي!"

فجأة، ظهر أمامه رجل بملامح شابة، يكاد يبدو في سنه، وقال:

"لقد أصبحت قوياً بسرعة، ولا أستطيع إيقافك الآن... لكن يجب أن أخضعك لاختبار. حاول أن تُنشئ مهارة قادرة على قطع الفضاء!"

تسمر كايروس في مكانه مذهولاً:

"ماذا؟! سيدي، أتظن أنني غبي؟ لا يوجد مثل هذه المهارة أبداً!"

ابتسم الرجل وقال بصرامة:

"بل يوجد. وأنا نفسي أنشأتها في سنك. لا جدال. الحل في استخدام بعض عناصر قوتك... ولا تسأل أكثر. وداعاً."

واختفى الإمبراطور وكأنه لم يكن.

ابتسم كايروس ابتسامة متوترة وقال:

"حسناً... أعتقد أنني فهمت ما يرمي إليه. فلنبدأ!"

هل سينجح كايروس في هذا الاختبار المستحيل؟ هذا ما سنكتشفه في الفصل القادم...

2025/08/18 · 10 مشاهدة · 569 كلمة
نادي الروايات - 2025