ارك الاختبار الاخير
مر عام اخر،
"اووووه القد انتهيت الان وقد حققت كل اهدافي، فقد وصلت عين التنين الى المستوى الرابع، اما الاخرى عين الفضاء فقد ارتقت الى المستوى الثالث. لدي الآن مجموعة رائعة من المهارات، وقد ارتقيت بمرحلة صقل واحدة ووصلت الى ذروة النواة الخامسة. الان... علينا العودة للعالم الخارجي بعد غياب اربعة سنوات."
"الثا مورا، عاصمة السحر."
ضربت صاعقة من البرق الأرجواني المرعب، مزّقت السماء نصفين، لتفتح البوابة وكأنها جرح في نسيج الفضاء. وقبل أن يخطو كايروس نحوها، أغمض عينيه وفعل مهارة عين الفضاء الأولى "تحليل"، المهارة القادرة على كشف وفكّ أعقد المصفوفات والبوابات.
ارتجف الفضاء المحيط به، وكأن خيوط الواقع تُسحب ببطء نحو مركز عينه، كل خطوط المصفوفة انكشفت أمامه في هيئة شبكات متوهجة.
"اووووه، انها مهارة معقدة حقا... لكنها تشبه الى حد ما المهارة الثالثة لعين التنين السماوية. ما يزيدها قوة هو البرق الأرجواني، وبما أني أملكه فأنا قادر على استخدامها. لكن... العيب الوحيد هو المانا. لإنشاء مثل هذه البوابة عليّ تطوير عيني اليمنى إلى أعظم مستوى، والوصول إلى النواة السابعة. وحتى عندها... سأستهلك كل ما لدي من مانا! هاهاها... لا يهم. دعنا نعبر الآن."
اندفع كايروس للأمام، وفي رمشة عين اجتاحه الضوء واختفى، ليجد نفسه في ذات الغابة الموحشة التي سقط فيها آخر مرة. الأشجار تصدح بأصوات الرياح، والضباب يلف كل شيء، لكن خطواته لم تتردد لحظة. تقدم... وبعد قليل وصل إلى مشارف العاصمة.
تجاوز الدفاعات وكأنها مجرد ظل، ودخل دون أن يشعر به أحد. غير أن الأجواء كانت غريبة، فالمسافرون يتدفقون من كل مكان.
أوقف أحد المارة وسأله عما يحدث.
"الم تسمع يا سيدي؟! اليوم هو يوم اختبارات التخرج لأقوى دفعة في تاريخ الأكاديمية! ستكون ضد أقوى تلاميذ إمبراطورية الأطياف السبعة. الجميع اجتمعوا اليوم لتقديم التحية لأسطورة الأكاديمية، التلميذ الأعظم بشهادة الجميع... كايروس نوفارين، الذي توفي قبل أربع سنوات. ترى هذا التجمع الهائل هناك؟ إنه تلبية لرغبة السيدة ميرا والسيدة أليسا."
شعر كايروس بوخزة غريبة في صدره، خليط من السخرية والحنين، لكنه سرعان ما تجاهل الأمر ومضى قدما.
داخل الساحة... كان النمور التسعة يستعدون للقتال، وكل الأنظار مسلطة عليهم.
قالت ميرا بحزن، والدموع في عينيها:
"مازال لدي أمل، ولو كان صغيرا... أن يأتي كايروس اليوم."
أجابت أليسا بصوت متهدج:
"وأنا مثلك... حقا أشعر أنه مازال على قيد الحياة. لكن والدتي لا تريد الاستماع."
وفجأة، دوى صوت ضحكة شريرة:
"هاهاها! السيدة معها حق! ذلك الوغد مات ودفن في ذلك الجبل الملعون! انسوه، انسوا ذكره هاهاها!"
اشتعلت عينا ميرا غضبا، وأطلقت هالة قاتلة اهتزت لها أركان الساحة:
"هايبر، أيها الأرعن، أتريد أن أقضي عليك الآن؟!"
تبعتها أليسا، والضغط الروحي يزداد، حتى أن هوانكو اضطر للتراجع قليلا. لكن سرعان ما ردّ بدوره. كادت الساحة تنفجر بصراع داخلي، حتى تقدّم شخص فجأة، وأطلق هالة جعلت السماء نفسها تنحني، والهواء يتجمد في رئاتهم، والجميع يسقط أرضا مختنقا.
صوته كان كالزئير السماوي:
"توقفوا الآن... لقد بدأت أغضب حقا!"
ارتجفت الأرض مع كل كلمة نطقها، ثم غادر بهدوء قاتل.
تنفس الجميع بصعوبة، والتوتر لم يختفِ. قال هوانكو وهو يعضّ على شفتيه:
"ذلك اللعين... وصل إلى النواة الخامسة في هذا العمر!! هذا لا يصدق. عليّ أن ألحق بذلك المعتوه قريبا!" ثم خرج غاضبا.
توالى البقية بعده، وسرعان ما انتقلوا جميعا إلى الساحة الكبرى.
هناك، حضر الجميع: العائلات الستة الكبرى، أباطرة السحر السبعة، وسادة عشائر إمبراطورية الأطياف السبعة، ومن بينهم العدو القديم لكايروس... رايزل كريثيوم.
ارتفع صوت المذيع الإمبراطوري:
"الآن سوف نبدأ اختبارات التخرج، والتي ستكون مواجهة بين النمور التسعة لإمبراطورية نيرفاليس، والرماح العشرة لإمبراطورية الأطياف السبعة! حدث هو الأول من نوعه في تاريخ الإمبراطوريتين!"
تقدّم إيسكو للامام وقال باحتجاج:
"لكن سيدي... هم يفوقوننا عددا!"
ابتسم المذيع بثقة:
"لا تقلق... سوف نضيف واحدا من تلاميذ صفك، لنجعل الكفة متعادلة."
وقبل أن ينطق أحد آخر... دوى صوت مألوف، اخترق الساحة كلها:
"أعتقد أننا متساوون الآن... أليس كذلك؟"
توقفت القلوب. الزمن نفسه بدا وكأنه جمد.
في منتصف الحلبة... وقف شخص بشعر أبيض ناصع، عينين حمراوين كالجمر، ولباس أسود مهيب كأنه قطعة من الليل.
إنه كايروس نوفارين.
صرخ الجمهور صرخة واحدة، هزت الساحة. حتى الأباطرة أنفسهم وقفوا من أماكنهم، غير مصدقين أعينهم.
قال زينو بذهول:
"ذلك الفتى... مازال على قيد الحياة!!!"
لكن كايروس لم يعر أحدا اهتماما، عيناه ثبتتا على شخص واحد... رايزل كريثيوم. نظرة واحدة منه جعلت حتى رايزل يشعر بالتهديد للحظة، لكنه سرعان ما ابتسم بازدراء، ففي نظره... كايروس ليس سوى حشرة.
اقترب كايروس بخطوات ثابتة من الأباطرة، ثم انحنى تحية:
"أيها السادة... هل مازلت أستطيع المشاركة بصفتي النمر السماوي؟"
ردوا جميعا بصوت واحد، هالاتهم تتذبذب مع الحماس:
"بالطبع! مرحبا بعودتك أيها الشقي!"
ابتسمت إمبراطورة الرياح وقالت وهي تضحك:
"إنك مذهل حقا! لقد وصلت إلى ذروة النواة الخامسة في هذا العمر؟! أنت أعظم موهبة في تاريخ هذه القارة! هاهاها!"
تفاجأ الجميع... لقد أدركوا فجأة أنهم لا يستطيعون حتى تحديد مستواه الحقيقي.
قال كايسل وهو يضغط قبضته:
"أعترف بالهزيمة تماما الآن... ذروة النواة الخامسة بهذا العمر... هذا جنون."
وافقه الآخرون، وأكثر من أظهر سعادة بالغة كنّ الفتيات، بالإضافة إلى صديقه المقرّب إكس الذي كاد يقفز فرحا.
ابتسم كايروس بخبث شديد وقال بصوت يقطر تحديا:
"إذن... أنا أريد مقاتلة ابن رايزل كريثيوم... إدوارد كريثيوم."
سقط صمت ثقيل على المكان، ليس فقط بسبب التحدي... بل لجرأته على ذكر اسم أعظم محارب في قارة الأطياف السبعة... دون أي احترام.
أطلق رايزل هالته العاتية، والفضاء يهتز حوله:
"أيها الفتى... اعرف مقامك! لا تغتر بنفسك! وإلا قتلتك بيدي هاتين!"
لكن كايروس لم يتزحزح قيد أنملة، نظر إليه ببرود وقال:
"سيدي... لم أقصد أي إساءة. لكن... لا أعتقد أنه يحق لك تهديدي في أرضي هكذا. فهذا تقليل من احترام سيدي الإمبراطور زينوس."
اهتز قلب زينو، ونبرته امتلأت بالهيبة:
"حسنا... دعنا ننهي هذا. ويا رايزل... تذكر أني مازلت هنا. وهذا الفتى واحد من عائلتي... وعائلة ثلاثة أباطرة آخرين."
تجمّدت وجوه قادة الأطياف السبعة. صُدم رايزل نفسه:
"أهذا الفتى... بهذه الأهمية حقا؟!!"
ضحك زينو بقوة وقال:
"حسنا... سأتركك تقاتل إدوارد. فأنا أريد أن أراه يُسحق بين يديك! هاهاها!"
شحب وجه رايزل من كلمات زينو، ثم صرخ غاضبا على ابنه:
"إدوارد! إن خسرت هذا القتال... فاستعد للموت على يدي!!!"
انحنى إدوارد لوالده وغادر بثبات، عيناه تتقدان نارا.
أما كايروس... فقد شكر الإمبراطور، ثم غادر الساحة، لكن وجهه كان مشوها بالغضب. رغب في الانقضاض على رايزل في تلك اللحظة، لكنّه كبح نفسه.
والآن... بعد أن تم تحديد خصم كايروس، الخصم الذي وصل إلى طبقة الطيف المتجسد...
كيف ستكون النتيجة؟