الفصل: القتال الأول – إيسكو باست ضد رين زيلكارن
تقدّم إيسكو بخطوات سريعة نحو الحلبة، عيناه تلمعان بوميض البرق الذي يحيط بجسده، وابتسامة مليئة بالثقة ترتسم على وجهه. صرخ بصوت هادر:
"أيها الفتى! سأقضي عليك بيدي هاتين… تجهّز!"
رين زيلكارن لم يرد، عيناه هادئتان كسيف يلمع في الظلام. تقدم بهدوء نحو الحلبة، سيفه يتأرجح بخفة في يده، لا أثر للانفعال على ملامحه.
وقف الاثنان مقابل بعضهما، انحنى كل واحد منهما التحية، ثم رفع الحكم يده عاليًا ليعلن بداية القتال.
"ابدأوا!"
انفجر إيسكو كالعاصفة، جسده يختفي في شرارات البرق ويظهر من جديد بخطوات أسرع من أن تلاحقها العيون. صرخ وهو يوجه قبضته المغلفة بالصواعق:
"لن تنجو!"
لكن رين لم يتحرك من مكانه، رفع سيفه بخط مستقيم وبحركة واحدة قطع الصاعقة القادمة نصفين. الشرر انتشر في الهواء مثل شظايا نار، بينما عيناه بقيتا ثابتتين.
قال بهدوء بارد:
"سيوف زيلكارن… لا تنحني أمام البرق."
زمجر إيسكو بغضب، ازدادت الصواعق على جسده حتى صار أشبه بروح برق تمشي على الأرض. اندفع بسرعة أكبر، قبضاته تسقط مثل الرعد على رين، كل ضربة كانت تُحدث انفجارًا صغيرًا يهز الأرض.
"هاهاها! هل هذا كل ما لديك؟!" صاح إيسكو وهو يهاجم بلا توقف.
لكن سيف رين كان يقطع كل ضربة، يصد كل هجوم، حركته لم تكن كثيرة، لكنها دقيقة لدرجة قاتلة. كل تصدي يصدر صوتًا حادًا يهز الأذن، كأن السيف يصرخ في وجه البرق.
الجمهور في المدرجات ارتجف من شدة المعركة، البعض يصرخ إعجابًا والبعض يضع يده على قلبه خوفًا.
إيسكو توقف لحظة، أنفاسه مشتعلة، رفع يده عاليًا ليجمع عشرات الصواعق في سماء الحلبة.
"سوف أجعلك رمادًا!"
لكن رين رفع سيفه بكلتا يديه، طاقة حادة اندفعت منه لتشق الهواء، كانت كأنها نصل عملاق يسعى لابتلاع البرق نفسه.
اصطدمت الصواعق بالسيف، لتنفجر الحلبة في عاصفة من الدخان والشرر.
حين انقشع الغبار، كان الاثنان ما يزالان واقفين. الدم يسيل من كتف رين، بينما يد إيسكو تنزف بشدة. ومع ذلك، ابتسم الاثنان.
قال إيسكو بابتسامة مليئة بالتحدي:
"أنت تستحق أن تكون خصمي."
رد رين بابتسامة باهتة:
"لم أستخدم بعد إلا نصف قوتي."
انفجر المكان من جديد، إيسكو اختفى تمامًا، لم يعد سوى ومضات برق تتحرك حول رين من كل اتجاه. فجأة ظهر أمامه ووجه ضربة مميتة.
لكن رين أدار جسده بسرعة، سيفه يلمع بخط واحد قطع الهواء والبرق معًا، ليصطدم الاثنان في مركز الحلبة بقوة لا تصدق.
بوووووم!
الانفجار كان مدويًا لدرجة أن الحلبة نفسها تكسرت، الأرض انقسمت لشرخ عميق، والجدران ارتجت وكأنها على وشك السقوط. الجمهور صرخ، البعض أغمي عليه من قوة الانفجار، والبقية وقفوا مذهولين.
إيسكو يتنفس بصعوبة، جسده مليء بالحروق، لكن عينيه ما زالتا تلمعان:
"لن أتوقف… حتى لو مت هنا!"
رين يرفع سيفه مجددًا، جسده يرتجف من الألم لكنه يصرخ بقوة:
"سيف زيلكارن… لا يسقط أمام البرق!"
اندفع الاثنان نحو بعضهما للضربة الأخيرة.
البرق يشتعل بجنون، السيف يشق الفضاء، الهواء كله يرتعش.
دووووووي!
انفجار هائل غطى الحلبة كلها بضوء أبيض وأزرق فضي، صرخ الجميع وأغلقوا أعينهم من شدته.
حين تلاشى الضوء، كان الاثنان ساقطين على الأرض بلا حراك.
جسديهما مغطى بالدماء والجروح، ملابسهما ممزقة، أنفاسهما تكاد لا تُسمع.
دخل الحكم مسرعًا، تفحصهما للحظات، ثم رفع صوته عاليًا:
"النتيجة… تعادل! كلا المقاتلين أغمي عليهما بعد إصابات خطيرة!"
ساد صمت مطبق في الساحة، قبل أن ينفجر الجمهور بالهتاف والدهشة. لم يكن أحد يتوقع أن أول قتال في هذه البطولة سينتهي بهذه الملحمية.
وهكذا… كتب اسم إيسكو باست ورين زيلكارن في ذاكرة الجميع، كأول مواجهة لا تُنسى