الفصل:"القتال السابع - ميرا غراندلي ضد هانا زيلكارن"

وقف الجمهور مشدود الأنفاس وهو يرى ميرا غراندلي، ابنة إمبراطور الرياح، تتقدّم بخطوات واثقة. هالتها النقية جعلت الرياح تدور من حولها كما لو كانت تستجيب لنداء دمها الإمبراطوري. أمامها ظهرت هانا زيلكارن، وريثة عشيرة السيوف، تلك العشيرة التي اشتهرت بصرامتها وصرخة سيوفها القاطعة. سيفها البراق يشع بحدة، وهالتها كانت ثابتة كالجدار، وكأنها نُحتت من الصخر.

قالت هانا ببرود:

"لن أنسحب حتى لو كانت خصمتي ابنة إمبراطور."

ابتسمت ميرا ابتسامة واثقة وهي ترفع يدها، لتعلو الرياح وتصفر حول ساحة القتال:

"هذا ما كنت أريده… قتالاً حقيقياً."

ارتجّت الساحة، وأعطيت الإشارة لبدء القتال.

اندفعت هانا أولاً، بخطوة خاطفة جعلت الأرض تنشق تحت قدميها، وسيفها يشق الهواء بانفجار صاخب. غير أن ميرا أطلقت موجة رياح قوية صدّت الضربة، فارتدت الشظايا في كل اتجاه. الجمهور صرخ بانبهار؛ سرعة الرياح تمازجت مع صلابة السيف في مواجهة نادرة.

صرخت هانا، وهالتها اشتعلت أكثر، سيفها أصبح أسرع من ذي قبل، كل ضربة كانت كالرعد القاطع. ميرا لم تتراجع، رفعت يديها عالياً لتشكّل إعصاراً صغيراً دفعها إلى الأعلى، قبل أن تسقط كالسهم نحو هانا.

اصطدم الريح بالسيف في لحظة جعلت الأرض تهتز. الغبار تصاعد، والأصوات اختلطت، حتى إن بعض الخبراء لم يتمكنوا من رؤية التحركات بدقة.

قال أحد الحكماء من المدرجات:

"قوة الرياح ضد حدّة السيف… من منهما سيلين أولاً؟"

مع كل ثانية، بدت إصابات الطرفين تتزايد. خدوش على جسد ميرا من حدّة السيف، ودماء على ذراع هانا بسبب الرياح الممزقة. كانت معركة لا تعرف الهدوء، أشبه بعاصفة تتحدى الجبال.

في لحظة حاسمة، جمعت ميرا كل طاقتها، الرياح تجمعت حولها وصنعت دوامة ضخمة. صرخت وهي ترسلها نحو هانا:

"الإعصار السماوي!"

قفزت هانا وسط الإعصار، سيفها مغطى بهالة زيلكارن الصارمة، محاولة قطع الرياح في قلبها. لكن الضغط كان أقوى منها، فتراجعت وهي تبصق دماً. وفي نفس اللحظة سقط جسدها على ركبتيها، السيف يرتجف في يدها قبل أن يسقط أرضاً.

رفعت ميرا يدها منتصرة، لكنها بالكاد وقفت على قدميها. عيناها صارتا ثقيلتين، والعرق يتصبب من جبينها. لحظة قصيرة فقط بعد سقوط هانا… حتى أُغمِيَ على ميرا هي الأخرى، وسقطت فاقدة الوعي

بينما كان الجمهور يصرخ من الدهشة، تحرّك جسد واحد بسرعة خارقة. كان كايروس. في لحظة، قفز وسط الساحة وأمسك بميرا قبل أن تصطدم بالأرض. حملها بين ذراعيه برفق، والرياح التي كانت تحيط بها تلاشت بهدوء كما لو أنها أطاعت لمسة يديه.

بقي واقفاً للحظة، عينيه تلمعان ببرود وهو ينظر إلى الجموع، وكأنه يعلن صامتاً:

"لن تسقط أمامكم مهما حصل."

الجميع لزم الصمت، حتى الحكماء أومأوا باحترام. ثم انسحب كايروس وهو يحمل ميرا، ليُسدل الستار على معركة من أشرس ما شهدته الساحة.

2025/08/23 · 6 مشاهدة · 410 كلمة
نادي الروايات - 2025